14 يناير، 2025

بغداد/المسلة:  يبدو أن قضية توحيد قوات البيشمركة، التي تمثل منظومة الدفاع الوطني لإقليم كردستان العراق، تواجه منعطفاً حساساً مع تزايد الضغوط الأمريكية والدولية. هذه الضغوط، التي تزامنت مع دعوات لحل الفصائل المسلحة في العراق، تضع الإقليم أمام خيارات صعبة قد تؤثر على توازناته السياسية والعسكرية.

جدلية التمويل والصبغة الحزبية

تشكل الولايات المتحدة وحلفاؤها الدوليون مصدر التمويل الأساسي لقوات البيشمركة، الذي يقدر بـ24 مليون دولار شهرياً. هذا الدعم مشروط بتوحيد القوات تحت قيادة مركزية واحدة، وهو ما يهدف إلى إزالة الطابع الحزبي الذي يعوق فعالية هذه القوات.

في هذا السياق، تبرز الانقسامات بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم: الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. حيث تمتلك كل جهة ألوية عسكرية خاصة بها، مثل قوات “70” التابعة للاتحاد الوطني وقوات “80” التابعة للحزب الديمقراطي. هذه الانقسامات تعزز الخلافات حول الإدارة والتوجيه العسكري، وتجعل من توحيد القوات تحدياً سياسياً بامتياز.

مقارنة مع الفصائل المسلحة العراقية

على الرغم من تشابه الوضع بين الفصائل المسلحة العراقية وقوات البيشمركة من حيث الصبغة الحزبية، فإن الأخيرة تتميز بوضعها الدستوري. إذ ينص الدستور العراقي على أن البيشمركة قوة رسمية مكلفة بحماية الإقليم. بالمقابل، تُتهم الفصائل المسلحة بالتدخل في شؤون إقليمية وداخلية دون إذن حكومي.

ومع ذلك، يرى مراقبون أن استمرار الوضع الحالي قد يضع البيشمركة في خانة الانتقاد الدولي إذا لم تُسرّع خطوات التوحيد، خاصة مع اشتراطات أمريكية لتسليحها بأسلحة ثقيلة بعد توحيدها.

الضغوط الدولية بين التوحيد والإصلاح

الضغوط الأمريكية لا تقتصر على تهديدات وقف التمويل، بل تتعداها إلى تقديم تسهيلات لوجستية وتسليحية مشروطة بإصلاح هيكل القوات. ويرى الباحثون أن هذه الخطوة ليست مجرد مطلب عسكري، بل تهدف إلى تعزيز استقرار الإقليم وسط أزمات داخلية في العراق.

إضافة إلى ذلك، تواجه البيشمركة تحدياً آخر يتمثل في تضارب المصالح بين الحزبين الكرديين. بينما يؤكد الاتحاد الوطني استعداده للتوحيد، يتهمه الحزب الديمقراطي بعرقلة الإجراءات بسبب رغبته في السيطرة على وزارة البيشمركة، ما يعكس صراعاً سياسياً أوسع بين الطرفين.

مستقبل البيشمركة والتوازنات الإقليمية

البيشمركة ليست مجرد قوة عسكرية؛ بل تمثل رمزاً قومياً للكرد وأداة توازن في علاقات الإقليم مع بغداد ومع القوى الإقليمية والدولية. ومع ذلك، فإن استمرار الانقسام الحزبي قد يُفقد هذه القوات فعاليتها، ويضعها تحت تهديد فقدان الشرعية الدولية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الفصائل المسلحة

إقرأ أيضاً:

الجيش يرفع العلم فوق أعلى قمة جبلية في المملكة

رفع عدد من مرتبات القوات المسلحة الأردنية، علم المملكة الأردنية الهاشمية على أعلى قمة جبلية في الأردن، جبل “أم الدامي”، وذلك تزامنًا مع احتفالات المملكة بيوم العلم الذي يصادف السادس عشر من نيسان كل عام.

وتأتي هذه المبادرة احتفاءً بهذه المناسبة الغالية وتجسيداً لمعاني الولاء والانتماء للوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة وضمن نهج القوات المسلحة الأردنية في تعزيز رمزية العلم الأردني كعنوان للكرامة والعزة والسيادة الوطنية، وترسيخاً لدور بواسل الجيش العربي في الحفاظ على الراية الأردنية ورفعها عالية في ميادين الشرف والبطولة.

ويُعد جبل أم الدامي، الواقع جنوب المملكة ضمن سلسلة جبال وادي رم، أعلى قمة جبلية في الأردن بارتفاع 1,900 متر فوق سطح البحر

وتؤكد القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي أن راية الوطن ستبقى بإذن الله خفّاقة في عنان السماء، بهمة رجالها وسواعد نشامى ونشميات الجيش العربي، والمخلصين من أبناء الوطن لثرى الأردن العزيز وقيادته الهاشمية المجيدة.

وكالة عمون الاخبرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس أركان القوات المسلحة يستقبل قائد قوة دفاع نيوزلندا
  • يجب ان يسمح القانون بتسليح كل مواطن يرغب في ذلك
  • القوات المسلحة اليمنية .. قوة ردع إستراتيجية في المنطقة
  • الجيش يرفع العلم فوق أعلى قمة جبلية في المملكة
  • الإمارات: القوات المسلحة والدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني
  • طلاب حلوان يشاركون في بحث القوات المسلحة حول تنافسية مصر في الطاقة
  • حمدوك درقة الجنجويد والامارات
  • مجلس النواب يحيي جهود القوات المسلحة في التصدي للعدوان الأمريكي السافر
  • مسيرات أوكرانية تقتل 3 مدنيين في كورسك
  • مخاطر الانزلاق الأمريكي والمرتزقة في التحرك البري ضد اليمن