ود مدني- قبل أسبوع من اليوم، كان المرور بالطريق من الدمازين جنوبي السودان إلى ود مدني في وسطه أمرا مستحيلا وصعب المنال، حيث توقفت حركة المواصلات العامة تماما، وحتى السيارات الخاصة والتجارية لم تعد تمر بالطريق الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع منذ عام ونيف والمسافة بينهما تبلغ 340 كيلومترا.

بيد أن مياها كثيرة جرت تحت جسر الطريق بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على ود مدني، وقبل ذلك استعادته مدن أبو حجار، وسنجة الواقعة في الطريق ذاته، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وما كان مستحيلا بالأمس أصبح متاحا اليوم إذ انسابت الحركة في هذا الطريق القومي الرابط بين الدمازين وود مدني، مرورا بسنجة وأبو حجار ومايرنو.

آثار القتال في الطريق من الدمازين إلى ود مدني التي استعادها الجيش السوداني (الجزيرة) تراجع

يمر الطريق عبر ولاية سنار الواقعة جنوب شرقي السودان. وفي العام الماضي، استطاعت قوات الدعم السريع السيطرة على ود مدني بولاية الجزيرة، وسنجة وأبو حجار والدندر في ولاية سنار، بينما حاصرت مدينة سنار أكثر من 7 أشهر.

غير أن الأمر لم يدم طويلا فقد استعاد الجيش ألويته العسكرية عبر عمليات عسكرية خاطفة جعلت قوات الدعم السريع تتراجع إلى حدود ولاية الخرطوم، وتفقد سيطرتها على ولايات وسط وجنوب شرقي البلاد.

ومع استعادة الجيش لوسط البلاد، عادت الحياة للطرقات العامة ولم يعد هنالك ما يخيف سائقي السيارات وحتى رجال المرور بأزيائهم البيضاء المنتشرين في الطريق القومي من مدخل الدمازين وصولا إلى عبور مدينة سنار، وهو الطريق الذي كان مهجورا لمدة عام بأمر قوات الدعم السريع التي كان أفرادها ينهبون القوافل التجارية والسيارات الخاصة، وفقا لشهادات مواطنين كُثر من ولايتي سنار والجزيرة.

إعلان انتشار الجيش

ورصدت الجزيرة نت عودة الحيوية لهذا الطريق من حيث نقل البضائع والركاب خاصة في المسافة ما بين الدمازين وسنار، مع انتشار مكثف للسيارات القتالية ما بين سنار وود مدني.

وعلى امتداد الطريق من الدمازين إلى ود مدني، ينتشر أفراد الجيش السوداني والأمن والشرطة ويتم إخضاع الحافلات والمواصلات الداخلية لتفتيش دقيق، كإجراءات احترازية تحسبا -وفق السلطات الأمنية- لتسلل عناصر الدعم السريع أو تهريب الأسلحة الخفيفة إلى المدن التي استعادها الجيش.

كذلك تخضع السيارات الخاصة لعملية تفتيش، وعلى مسافة كل 20 كيلومترا توجد نقطة عسكرية، ولا تخرج هذه السيارات من الدمازين إلا بإذن عبور موجه لكل الأجهزة الأمنية المنتشرة في الطرقات. ولا يتم الدخول إلى ود مدني إلا بموافقة السلطات العسكرية، خاصة أن المدينة لا تزال تحاول النهوض من تحت ركام الحرب والتخلص من الألغام والمتفجرات المزروعة في وسطها.

فرحة شعبية

وطلبت السلطات الأمنية من المواطنين "التمهل في العودة إلى ود مدني". ففي مدخلها، تشتم روائح الدم والبارود وترى عشرات من جثث مقاتلي الدعم السريع ملقاة على الأرض، بينما شرع جنود من الجيش في دفن بعض الجثامين في مقابر جماعية قريبة من طريق عووضة أحد الأحياء الطرفية لود مدني.

قبل عام مضى، لم يكن متاحا للمواطنين في سنجة وسنار والحداد والحاج عبد الله والشكابة في وسط البلاد الاقتراب من هذا الطريق القومي الذي تتجول فيه فقط سيارات الدعم السريع القتالية.

غير أن الحياة عادت للطريق مرة أخرى واصطف فيه عشرات من المواطنين حاملين حافظات المياه لاستقبال جنود الجيش السوداني المتوجهين صوب ود مدني مرددين شعارات تمجّد الجيش، وسط زغاريد النساء المنتشرات في الطريق اللاتي عانين ويلات التعذيب على يد قوات الدعم السريع.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی إلى ود مدنی فی الطریق

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع في السودان.. بين ادعاءات الحماية واتهامات الانتهاكات في مخيم زمزم | تقرير

أعلنت قوات الدعم السريع نشر وحدات عسكرية في مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، مدعية أن الهدف من هذا الانتشار هو تأمين المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، إلا أن تقارير ميدانية وشهادات محلية تشير إلى واقع مغاير، حيث تفيد بوقوع هجمات عنيفة على المخيم أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال وعاملون في المجال الطبي.​

وفقًا لمصادر محلية، شهد مخيم زمزم خلال الأيام الماضية هجمات متكررة من قبل قوات الدعم السريع، استخدمت فيها المدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 74 مدنيًا وإصابة آخرين.

ترامب: المحادثات مع إيران تمضي على نحو جيدأول تعليق من ترامب على جولة المفاوضات الأولى مع إيران

 كما أفادت تقارير بأن الهجمات استهدفت مرافق حيوية داخل المخيم، بما في ذلك المستشفيات والأسواق والمراكز التعليمية، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق ونزوح آلاف الأسر.​

من جانبها، نفت قوات الدعم السريع الاتهامات الموجهة إليها، ووصفتها بأنها "مضللة"، مؤكدة التزامها بالقانون الدولي الإنساني ورفضها استهداف المدنيين إلا أن منظمات حقوقية وإنسانية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف، أعربت عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع انتهاكات جسيمة في المخيم، ودعت إلى وقف فوري للهجمات وتوفير ممرات آمنة للمدنيين .​

في هذا السياق، حذرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في السودان من أن الهجمات على مخيم زمزم تمثل "جرائم حرب مكتملة الأركان" و"جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم"، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات .​

تجدر الإشارة إلى أن مخيم زمزم، الذي يبعد حوالي 12 كيلومترًا عن مدينة الفاشر، يؤوي أكثر من نصف مليون نازح فروا من مناطقهم بسبب النزاع المستمر في دارفور منذ عام 2003. ويعاني سكان المخيم من أوضاع إنسانية متدهورة، مع نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مما يزيد من معاناتهم في ظل استمرار الهجمات المسلحة.​

في ظل هذه التطورات، تتزايد الدعوات الدولية لوقف العنف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، في محاولة لتخفيف معاناة السكان الأبرياء الذين يدفعون ثمن النزاع المستمر في البلاد.​

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: 400 قتيل على يد قوات الدعم السريع في دارفور
  • عاجل | مصدر عسكري سوداني للجزيرة: قوات الدعم السريع استهدفت مساء اليوم مطار الخرطوم بمسيرة
  • قوات الدعم السريع تقول إنها سيطرت على مخيم للنازحين في دارفور  
  • قوات الدعم السريع السودانية تعلن سيطرتها على مخيم زمزم في دارفور
  • السودان.. قوات الدعم السريع تتقدم في الفاشر "المأزومة"
  • قوات الدعم السريع في السودان.. بين ادعاءات الحماية واتهامات الانتهاكات في مخيم زمزم | تقرير
  • الإمارات تتخذ موقفا جديدا من الدعم السريع
  • السودان.. مقتل 100 شخص بينهم كوادر طبيّة بهجوم لـ«قوات الدعم السريع»
  • أكثر من 300 قتيل بهجمات الدعم السريع على الفاشر (شاهد)
  • الدعم السريع تجدد هجومها على معسكر زمزم