يراقب العلماء عملية إلقاء مياه البحر لإطفاء الحرائق التي تشهدها لوس أنجلوس عن كثب، لتقييم أضرارها على معدات مكافحة الحرائ الأراضي الزراعية.

وقد أعاقت إمدادات المياه العذبة المحدودة جهود رجال الإطفاء الذين يكافحون حرائق الغابات التي اجتاحت منطقة لوس أنجلوس في يناير.

وعندما تكون الرياح هادئة بدرجة كافية، يقوم الطيارون المهرة الذين يقودون طائرات تسمى Super Scoopers بسحب 1500 جالون من مياه البحر في المرة الواحدة وإلقائها بدقة عالية على الحرائق.

مخاطر
قد يبدو استخدام مياه البحر لمكافحة الحرائق وكأنه حل بسيط - فالمحيط الهادئ لديه إمداد لا نهاية له من المياه. وفي حالات الطوارئ مثل تلك التي تواجهها جنوب كاليفورنيا، غالبًا ما يكون الحل السريع الوحيد، على الرغم من أن العملية قد تكون محفوفة بالمخاطر وسط أمواج المحيط. لكن مياه البحر لها أيضًا جوانب سلبية.

ووفق موقع "ساينس إليرت"، تتسبب المياه المالحة في تآكل معدات مكافحة الحرائق وقد تضر بالأنظمة البيئية، خاصة الأراضي الخضراء حول لوس أنجلوس التي لا تتعرض عادة لمياه البحر.

يقول باتريك ميغونيغال، من مركز سميثسونيان للأبحاث البيئية: "بينما لم يتم فهم عواقب إضافة مياه البحر إلى النظم البيئية بشكل جيد حتى الآن، فإننا نستطيع أن نكتسب رؤى ثاقبة حول ما يمكن توقعه من خلال النظر في آثار ارتفاع مستوى سطح البحر".

تجربة
وأضاف الباحث ميغونيغال: "بصفتي عالما بيئيا في مركز سميثسونيان للأبحاث البيئية، أقود تجربة جديدة تسمى TEMPEST والتي تم تصميمها لفهم كيف ولماذا تتفاعل الغابات الساحلية الخالية من الملح تاريخياً مع تعرضها الأول للمياه المالحة

ووفق موقع "تكنولوجي أورغ" المتخصص بالأخبار العلمية، فإن العديد من أجزاء خزانات المياه وغيرها من معدات رجال الإطفاء مصنوعة من معادن تتآكل بسبب المياه المالحة. علاوة على ذلك، تضر المياه المالحة بالغطاء النباتي، إذ يمكن للملح أن يجعل الأراضي قاحلةً تمامًا لسنوات عديدة قادمة، وذلك لأنه يجعل الماء أقل توفرًا للنباتات بسبب الخاصية الأسموزية أو التناضح.

ومع تسارع معدل ارتفاع مستوى سطح البحر، تدفع العواصف مياه البحر إلى أبعد من ذلك على الأراضي الجافة، مما يؤدي في النهاية إلى قتل الأشجار وخلق غابات أشباح، نتيجة لتغير المناخ المنتشر على نطاق واسع في الولايات المتحدة والعالم، على ما أورد موقع ساينس أليرت".

 ويقول بارتيك مغونيغال: "في مخططات اختبار TEMPEST الخاصة بنا، نقوم بضخ المياه المالحة من خليج تشيسابيك القريب إلى خزانات، ثم نرشها على سطح تربة الغابة بسرعة كافية لتشبع التربة لمدة 10 ساعات تقريبًا في المرة الواحدة. يحاكي هذا ارتفاعًا في المياه المالحة أثناء عاصفة كبيرة".

"أظهرت غابتنا الساحلية تأثيرًا ضئيلًا من التعرض الأول لمدة 10 ساعات للمياه المالحة في يونيو 2022، ونمت بشكل طبيعي لبقية العام. لقد قمنا بزيادة التعرض إلى 20 ساعة في يونيو 2023، ولا تزال الغابة تبدو غير منزعجة في الغالب، على الرغم من أن أشجار الحور الزنبقي كانت تسحب المياه من التربة بشكل أبطأ، وهو ما قد يكون إشارة تحذير مبكرة". على حد قوله.

وأوضح "تغيرت الأمور بعد التعرض لمدة 30 ساعة في يونيو 2024. بدأت أوراق أشجار الحور الزنبقي في الغابات تتحول إلى اللون البني في منتصف أغسطس، قبل عدة أسابيع من المعتاد (...) بحلول منتصف سبتمبر، كانت مظلة الغابة عارية، وكأن الشتاء قد بدأ. لم تحدث هذه التغييرات في قطعة أرض قريبة عالجناها بنفس الطريقة، ولكن باستخدام المياه العذبة بدلاً من مياه البحر.

وتابع حديثه: "يمكن تفسير المرونة الأولية لغابتنا جزئيًا بكمية الملح المنخفضة نسبيًا في الماء في هذا المصب، حيث تختلط مياه الأنهار العذبة بمياه المحيط المالحة. غسلت الأمطار التي هطلت بعد التجارب في عامي 2022 و2023 الأملاح من التربة (...) لكن الجفاف الشديد أعقب تجربة عام 2024، لذلك بقيت الأملاح في التربة بعد ذلك. ربما تجاوز تعرض الأشجار لفترة أطول للتربة المالحة بعد تجربتنا في عام 2024 قدرتها على تحمل هذه الظروف".

ونوه الباحث بأن "مياه البحر التي يتم إلقاؤها على حرائق جنوب كاليفورنيا هي مياه محيطية مالحة بكامل قوتها. وكانت الظروف هناك جافة للغاية، خاصة بالمقارنة بقطعة الغابات على الساحل الشرقي".

التغييرات على الأرض

يقول الباحث: |لا تزال مجموعتنا البحثية تحاول فهم جميع العوامل التي تحد من قدرة الغابة على تحمل المياه المالحة، وكيف تنطبق نتائجنا على النظم البيئية الأخرى مثل تلك الموجودة في منطقة لوس أنجلوس (...) كان تحول أوراق الأشجار من الأخضر إلى البني قبل الخريف مفاجأة، ولكن كانت هناك مفاجآت أخرى مخفية في التربة تحت أقدامنا".

ويستطرد: "عادةً ما تكون مياه الأمطار المتسربة عبر التربة صافية، ولكن بعد حوالي شهر من التعرض الأول والوحيد لمدة 10 ساعات للمياه المالحة في عام 2022، تحولت مياه التربة إلى اللون البني وظلت على هذا النحو لمدة عامين. يأتي اللون البني من المركبات القائمة على الكربون المتسربة من المواد النباتية الميتة. إنها عملية تشبه صنع الشاي".

 وأوضح "تشير تجاربنا المعملية إلى أن الملح كان يتسبب في تشتت الطين والجسيمات الأخرى وتحركها في التربة. يمكن أن تستمر مثل هذه التغييرات في كيمياء التربة وبنيتها لسنوات عديدة (...) يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى زيادة التعرض الساحلي".

وفي حين يمكن أن تساعد مياه المحيط في مكافحة الحرائق، فهناك أسباب تجعل مسؤولي الإطفاء يفضلون مصادر المياه العذبة - بشرط توفرها,

في الوقت نفسه، تواجه السواحل الأميركية تعرضًا أكثر اتساعًا وتواترًا للمياه المالحة مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية التي تعمل على تسريع ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يغرق الغابات والحقول والمزارع، مع مخاطر غير معروفة للمناظر الطبيعية الساحلية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات لوس أنجلوس الحرائق المياه المالحة مياه البحر مكافحة الحرائق حرائق الحرائق قتلى حرائق لوس أنجلوس مياه البحر لوس أنجلوس الحرائق المياه المالحة مياه البحر مكافحة الحرائق ارتفاع مستوى سطح البحر المیاه المالحة للمیاه المالحة میاه البحر لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

في اليوم الدولي للغابات.. رئة الكوكب التي باتت تتقلص

رغم بوادر تحسن طفيفة، مازال الكوكب يخسر 10 ملايين هكتار سنويا بسبب إزالة الغابات، فيما يتأثر70 مليون هكتار بالحرائق. ويستمر ضغط تغير المناخ على الغابات لتصبح أكثر عرضة للضغوطات البيئية، حيث تتزايد شدة وتواتر حرائق الغابات، بما في ذلك في المناطق التي لم تتأثر من قبل.

وتحيي الأمم المتحدة سنويا في 21 مارس/آذار اليوم الدولي للغابات على اعتبار أنها أهم مواطن الغذاء و التنوّع البيولوجي الأكثر استثنائية على كوكبنا، وتلعب دورا حيويا في مكافحة تغيّر المناخ. لكن غابات العالم التي يعتمد على منتجاتها نحو 5 مليارات شخص، باتت اليوم عرضة للتّهديد بسبب وتيرة إزالتها، فضلا عن تأثيرات الاحتباس الحراري.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المانغروف.. كنز بيئي نادر تتهدده المشاريع الساحليةlist 2 of 2"غرينبيس" تستأنف حكما بغرامة ضخمة لشركة نفط أميركيةend of list

ويشير تقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لعام 2024 إلى أن تغير المناخ يزيد من تعرض غابات العالم لعوامل الإجهاد مثل حرائق الغابات والآفات والأنشطة البشرية ذات الصبغة الصناعية.

وحسب تقرير لمنظمة "غرينبيس" تعدّ الغابات موطنا لما لا يقل عن 80% من التنوّع البيولوجي البرّي في العالم، بما في ذلك العديد من أنواع الأشجار والنباتات والحيوانات والطيور والحشرات والفطريات التي تعمل معا في أنظمة بيئية متناسقة ومعقّدة.

إعلان

كما تعد الغابات من ركائز الأمن الغذائي والتغذية العالمية، فهي تتيح الأغذية الأساسية من الفاكهة والبذور والجذور واللحوم، والموارد الأساسية للمجتمعات الأصلية والريفية.

الغابات المطيرة في الأمازون بالبرازيل تمثل مصدرا للتوازن المناخي للكوكب (شترستوك)

رئة الكوكب ومستقبل توازنه
وتغطي الغابات حاليا نسبة 31% من مساحة اليابسة على الأرض، لكنها موزّعة بشكل غير متساو على جميع أنحاء العالم.

وتشير التقديرات إلى أن نحو نصف هذه الغابات سليم نسبيا، وأكثر من ثلثها عبارة عن غابة أولية، تكاد تخلو تماما من علامات واضحة للنشاط الإنساني ولم تتعرّض لأي نوع من أنواع الاستغلال أو التّغيير البيئي.

ويؤكد تقرير الفاو أن 4.06 مليارات هكتار من الأراضي مغطاة بالغابات أي أن هناك حوالي 0.52 هكتار من الغابات لكل شخص على كوكب الأرض.

تتركز 54% من غابات العالم في 5 بلدان فقط، وهي روسيا والبرازيل وكندا والولايات المتحدة والصين، بينها 815 مليون هكتار في روسيا، و497 مليون هكتار في البرازيل، و347 مليون هكتار في كندا، و 310 ملايين هكتار في الولايات المتحدة، و220 مليون هكتار في الصين، و870 مليون هكتار في باقي أنحاء العالم.

كما تتوزع المناطق الحرجية بنسبة 45% في المناطق الاستوائية، و27% في المناطق الشمالية، و16% في المناطق المعتدلة و11% في المناطق شبه الاستوائية، كما أن 93% من مساحة الغابات في العالم تتجدد طبيعيا، مقابل 7% مؤلّفة من غابات مزروعة. وفيما تراجعت مساحة الغابات المتجددة طبيعيا منذ عام 1990، توسعت مساحة الغابات المزروعة بمعدل 123 مليون هكتار.

وتغطّي المزارع الحرجية حوالي 131 مليون هكتار، أي 3% من مساحة الغابات في العالم ونسبة 45% من إجمالي مساحة الغابات المزروعة. وتسجل أميركا الجنوبية أعلى نسبة من المزارع الحرجية بواقع 99% من إجمالي مساحة الغابات المزروعة و2% من إجمالي مساحة الغابات، بحسب تقرير منظمة الفاو.

إعلان

وتوجد في القارة الأوروبية أدنى نسبة من المزارع الحرجية التي تشكّل نسبة 6% من الغابات المزروعة ونسبة 0.4% من إجمالي مساحة الغابات. وما زال هناك في العالم ما لا يقل 1.1 مليار هكتار من الغابات الأوّلية، توجد معظمها في البرازيل وكندا وروسيا.

إزالة الغابات تشكل خطرا كبيرا على المناخ والتنوع البيئي على الكوكب (شترستوك) 

ضبط المناخ وخفض الانبعاثات
تساعد الغابات في استقرار المناخ العالمي، وذلك عن طريق امتصاص ما يمثّل ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري سنويا، أي نحو 2.6 مليار طن تقريبا، ولأن الغابات تقوم أيضا بتخزين الكربون، فإن إزالتها مسؤولة أيضا عن إطلاق ما يقارب ربع انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية في الغلاف الجوي.

وتقدر الانبعاثات العالمية من حرائق الغابات في عام 2023 بنحو 6687 ميغا طن من ثاني أكسيد الكربون، ويساهم التغير المناخي بجعل الغابات أكثر عرضة للأنواع الغازية، حيث تهدد الحشرات والآفات ومسببات الأمراض نمو الأشجار وبقاءها.

مخاطر تدمير الغابات؟
حسب بيانات موقع "غلوبال فورست" (Gobal Forest) بلغ إجمالي فقدان الغابات الأولية الاستوائية في عام 2023 ما مجموعه 3.7 ملايين هكتار، وهو ما يعادل تقريبا فقدان ما يقرب من 10 ملاعب كرة قدم من الغابات في الدقيقة.

ورغم الانخفاض بنسبة 9% عن عام 2022، فإن المعدل في عام 2023 كان مطابقا تقريبا لمعدل عامي 2019 و2021. وقد أنتج كل هذا الفقد في الغابات 2.4 غيغا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2023، أي ما يعادل نصف انبعاثات الوقود الأحفوري السنوية في الولايات المتحدة على سبيل المثال

وحسب أرقام منظمة الفاو، سجلت أفريقيا أعلى خسارة في الغابات خلال العقد 2010-2020، بواقع 3.9 ملايين هكتار سنويا. كما ارتفع معدّل الخسارة الصافية في الغابات في أفريقيا في كل عقد من العقود الثلاثة الماضية منذ عام 1990.

إعلان

وسجّلت أميركا الجنوبية خسارة في الغابات بواقع 2.6 مليون هكتار سنويا خلال العقد 2010-2020، ومع ذلك تراجع معدّل الخسارة الصافية في الغابات بشكل ملحوظ في القارة إلى حوالي نصف المعدّل مقارنة بالعقد 2000-2010.

وإضافة إلى الحرائق، تمثل الأنشطة البشرية وإزالة الغابات السبب الرئيسي في تدهور الغابات، ولا يزال الإنتاج العالمي من الأخشاب عند مستويات قياسية بلغت حوالي 4 مليارات متر مكعب سنويا بعد تراجع قصير خلال جائحة كوفيد-19.

وتشير التقارير إلى أن ما يقرب من 6 مليارات شخص يعتمدون على المنتجات الحرجية غير الخشبية، مع توقعات بارتفاع الطلب العالمي على الأخشاب بنسبة تصل إلى 49% بين عامي 2020 و2050، ويمثل ذلك تهديدا جوهريا للغطاء الغابي.

ويمثل التوسع العمراني خطرا على الغابات، لكن غالبا ما يتم قطع غابات العالم الاستوائيّة أو حرقها لخدمة الإنتاج الصناعي للأغذية وصناعة مستحضرات التجميل والأثاث وغيرها.

وفي حالة غابات الأمازون المطيرة وغيرها من غابات أميركا الجنوبية، يُشعل المزارعون الحرائق بشكل متعمد أحيانا بهدف تطهير الأراضي لتربية الماشية من أجل اللحوم ومنتجات الألبان، أو لزراعة فول الصويا المستخدم في تغذية الحيوانات.

وفي أميركا الجنوبية تُعد مزارع زيت النخيل سببا رئيسيا لإزالة الأشجار في الغابات الاستوائية المطيرة وكذلك في كل من إندونيسيا والكونغو. وفي الغابة الشمالية الكبرى (التايغا)، والتي تخزّن كميات ضخمة من الكربون تفوق ما تخزّنه جميع الغابات الاستوائية في العالم، ومع ذلك تتعرض للقطع بوتيرة أقل.

ويأتي الاحتفال باليوم الدولي للغابات تذكيرا بالمخاطر التي تهدد النظم البيئية الأساسية في العالم، وتأكيدًا على ضرورة حماية الغطاء النباتي والغابي، وإدارته بشكل مستدام ومنظم، من أجل تحقيق استدامة الكوكب، وتقليص المخاطر التي تتهدده.

إعلان

مقالات مشابهة

  • حرائق الغابات تجتاح كوريا الجنوبية وتتسبب في مقتل 4 أشخاص .. فيديو
  • صور| إخلاء إجباري في ولاية نورث كارولينا بسبب حرائق الغابات
  • مصرع وإصابة 10 أشخاص في حرائق غابات كوريا الجنوبية
  • كوريا الجنوبية: مصرع وإصابة 10 أشخاص جراء حرائق الغابات المستعرة في جنوب البلاد
  • كوريا الجنوبية تعلن حالة الكارثة بسبب حرائق الغابات
  • إخلاء إجباري في نورث كارولينا بسبب حرائق الغابات
  • كوريا الجنوبية.. مصرع 4 أشخاص نتيجة حرائق الغابات
  • مقتل 4 أشخاص بحريق غابات في كوريا الجنوبية وإجلاء المئات
  • مصرع رجلي إطفاء وإجلاء المئات.. حرائق غابات مدمّرة في كوريا الجنوبية
  • في اليوم الدولي للغابات.. رئة الكوكب التي باتت تتقلص