الثورة نت/..

واصل عناصر الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، أمس الاثنين، مكافحة حرائق الغابات الهائلة المستعرة، والتي أودت بحياة 24 شخصاً على الأقل، فيما حذّر مسؤولون من رياح مقبلة قد تؤدي إلى تأجيج النيران.

ولليوم السابع على التوالي، تجتاح الحرائق ثاني كبرى مدن الولايات المتحدة، حيث تحوّلت تجمّعات سكنية بأكملها إلى مجرّد ركام محترق ما أدّى إلى تشريد الآلاف.

وأعلن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، أمس، أنّ إعادة الإعمار في لوس أنجلوس بعد الأضرار الجسيمة التي خلّفتها الحرائق ستتطلّب عشرات مليارات الدولارات.

وحدّت جهود الإطفاء الضخمة من انتشار حريق “باليسيدس” الذي يقترب من حيّ “برينتوود” الراقي، ووادي سان فرناندو المكتظّ بالسكان. لكن يتوقّع أن يتدهور الوضع بشكل أكبر مع ظروف تشكّل تهديداً للأرواح في ظلّ اشتداد حدّة الحرائق.

وقالت روز شونفيلد، الخبيرة لدى “الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية” إنّ رياحاً تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة تعني أنه سيتمّ الإعلان عن “وضع خطير بشكل خاص” اعتباراً من صباح اليوم الثلاثاء.

ويمكن لهبّات الرياح أن تؤجّج الحرائق وتؤدّي إلى انتقال الجمر من المناطق المحترقة حالياً إلى مناطق جديدة، وفق تحذيرات عناصر الإطفاء.

وقال قائد قسم الإطفاء أنتوني مارون في المدينة، إنّ الجهاز حصل على إمدادات تشمل عشرات شاحنات ضخّ المياه الجديدة وعناصر أطفاء من مناطق بعيدة، مشيراً إلى أنه على استعداد لمواجهة التهديد الجديد.

وساد شعور بالإحباط في أوساط السكان في لوس أنجلوس الذين تمّ إجلاؤهم، وقيل لهم إنه لن يكون بإمكانهم العودة قبل يوم الخميس المقبل على أقل تقدير عندما تتراجع حدة الرياح.

وتعليقاً على الحرائق المستعرة في لوس أنجلوس، اتهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب المسؤولين في ولاية كاليفورنيا بـ”عدم الكفاءة” رغم عملية إخماد النيران التي لم تهدأ على مدار 24 ساعة منذ اندلاع الحرائق.

البحث عن الجثث وسط ظروف خطيرة

وقال مسؤول الشرطة في المدينة، روبرت لونا، إنه تمّ تعليق عمليات مرافقة السكان إلى هذه المناطق بسبب الرياح والظروف الخطيرة للركام، إضافةً إلى الحاجة لانتشال جثث الضحايا.

وتنفّذ فرق إغاثية تستعين بالكلاب عمليات بحث مع توقّعات بأن ترتفع حصيلة القتلى.

كما تمّ توقيف عدد إضافي من اللصوص الذين تنكّر أحدهم بزيّ عنصر إطفاء. فيما تمّ تمديد حظر التجوّل الليلي في المناطق التي أجلي منها السكان، وطُلبت إمدادات إضافية من قوات الحرس الوطني.

زوابع اللهب تشكّل نظاماً جوياً يسهم في زيادة الحرائق

وأتى حريق “باليسيدس” على 9500 هكتار، ولم يتمّ احتواؤه إلا بنسبة 13% حتى الآن.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة “زوابع من اللهب” التي تتشكّل عندما يكون الحريق قوياً، إلى حدّ يؤدي إلى تشكّل نظامه الجوي الخاص به.

فيما يتمّ احتواء حريق “إيتون” في ألتادين، بحسب البيانات، إذ تمّت السيطرة على 27% من المنطقة التي اشتعل فيها.

ونشرت إدارة الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس قائمة للقتلى من دون تقديم تفاصيل عن هويات أيّ منهم.

وأفادت الوثيقة بأنّ ثمانية من القتلى سقطوا في منطقة اندلاع حريق “باليسيدس” و16 في منطقة اندلاع حريق “إيتون”.

وتراجع إجمالي عدد السكان الخاضعين لأوامر إخلاء إلى 100 ألف بعدما وصل إلى نحو 180 ألفاً.

وأفادت صحيفة “إل أيه تايمز” بأنّ جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس المحاذية لمنطقة الإخلاء في “باليسيدس” كانت خالية تماماً تقريباً مع مغادرة الطلاب للجامعة طوعاً، رغم عدم صدور أوامر بإخلاء الحرم الجامعي.

وبات العدد الكبير للأشخاص الذين يحتاجون فجأة إلى أماكن إقامة يمثّل مشكلة كبيرة بالنسبة لمدينة لوس أنجلوس، مع ورود تقارير تفيد باستغلال البعض الأزمة لرفع الإيجارات.

وتعهّد حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، بأنه سيعاد بناء المدينة، متحدّثاً عن “خطة مارشال”، في إشارة إلى الدعم الأميركي الذي ساعد أوروبا على النهوض بعد الحرب العالمية الثانية.

كما سيتمّ تعويض البعض عن مقتنياتهم الثمينة التي التهمها الحريق. وعلى سبيل المثال، وعد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ بطل السباحة الأميركي غاري هول جونيور، بأنه سيحصل على بدائل للميداليات التي نالها وخسرها في الحريق.

انضمام فرق إطفاء من المكسيك وولايات غربية للمساعدة

وتعزّزت الجهود المبذولة لإطفاء الحرائق، الأحد الماضي، مع وصول فرق من المكسيك، ستنضمّ إلى فرق من أنحاء كاليفورنيا والولايات الغربية في الولايات المتحدة التي قدّمت للمساعدة.

وعرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المساعدة وإرسال 150 عنصراً إلى كاليفورنيا من بلاده.

وقال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي إنّ “الوضع هناك صعب للغاية ويمكن للأوكرانيين مساعدة الأميركيين في إنقاذ الأرواح”.

ويجري تحقيق ضخم من قبل السلطات الفدرالية والمحلية الأميركية لتحديد أسباب اندلاع الحريق. وبينما يمكن لاندلاع حريق غابات أن يكون متعمّداً، إلّا أنّ الأمر جزء حيوي من دورة الحياة البيئية. لكن اتساع المناطق الحضرية يعرّض الناس إلى الخطر بشكل أكبر. كما أنّ التغيّر المناخي الذي يسرّعه الاستخدام المكثّف للوقود الأحفوري يفاقم الظروف التي تؤدي إلى اندلاع مزيد من الحرائق المدمّرة

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عالم يكشف سر نبوءة "الأعشاب" التي أنقذت الكثيرين بلوس أنجلوس

مع الانتشار السريع لحرائق لوس أنجلوس، انتشر اسم إدغار مكغريغور عالم المناخ الشاب الذي تنبأ بالكارثة، وساعدت تنبؤاته إلى إنقاذ مئات الأرواح، والسر في ذلك كانت معلومة بسيطة لكن لا يلحظها سوى عبقري.

وأشاد سكان منطقة ألتا دينا في كاليفورنيا، بعالم الأرصاد الجوية إدغار مكغريغور، الذي تنبأ بحرائق لوس أنجلوس القاتلة لإنقاذ مئات الأرواح في الحي الذي يقطنه.

وحذر مكغريغور، عالم المناخ البالغ من العمر 24 عامًا، سكان ألتا دينا من خطر حرائق الغابات الوشيكة في 7 يناير، محذرًا من ظروف جوية خطيرة قد تؤدي إلى اندلاع حرائق واسعة النطاق في جنوب كاليفورنيا.

ونشر عالم المناخ، الذي كان يتابع التوقعات الجوية عن كثب، تحذيرات على صفحة الفيسبوك الخاصة بمجتمعه قبل أيام من اندلاع الحرائق. بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

إنذار مبكر أنقذ الأرواح

شهادات السكان المحليين أشادت بتحذيرات مكغريغور، حيث أكد العديد منهم أن تحذيراته ساعدتهم على الاستعداد والإخلاء في الوقت المناسب.

التحذيرات المبكرة لمكغريغور ساعدت العديد من سكان المنطقة في تجنب الخطر، مما جعله يُعتبر بطلًا في المجتمع المحلي.

وقال مكغريغور إنه أدرك منذ 30 ديسمبر أن الرياح العاتية والجفاف الشديد سيكونان عاملين رئيسيين في اندلاع حرائق كبيرة. وحذر من أن الظروف ستكون مشابهة لتلك التي أدت إلى دمار مدينتي لاهاينا في هاواي وباراديس في كاليفورنيا.

مكغريغور لم يكن فقط يحذر من الخطر، بل كان أيضًا يبذل جهودًا مضنية لتوعية سكان المنطقة بالأعشاب الجافة التي كانت تملأ الوديان، وهي وقود مثالي لاندلاع الحرائق.

وأكد أنه قد حذر من هذه المخاطر لسنوات، وأنه لم يكن يتوقع حدوث كارثة بهذا الحجم في يناير، لكنه ظل يأمل أن تمكن تحذيراته الناس من الاستعداد بشكل كافٍ.

حرائق قاتلة

واندلعت حرائق ضخمة في مدينة لوس انجلوس في 7 يناير، حيث دمر حريق "إيتون" أكثر من 14,000 فدان من الأراضي وأدى إلى مقتل أكثر من 20  شخصًا، بينما دمر حريق آخر 24,707 فدانًا في منطقة باسيفيك باليسيدز.

في حين لا يزال حريق "إيتون" وحريق "باليزيد" مستمرين، حذر مكغريغور من أن استمرار الجفاف قد يؤدي إلى مزيد من الكوارث في الأسابيع القادمة، خصوصًا في مناطق هوليوود وسانتا باربرا.

مقالات مشابهة

  • بعد حريق فينتورا بكاليفورنيا.. الرياح العاتية تهدد بعودة النيران
  • فرق الإطفاء في كاليفورنيا تحاصر الحرائق ومخاوف من توسعها
  • عالم يكشف سر نبوءة "الأعشاب" التي أنقذت الكثيرين بلوس أنجلوس
  • حرائق جنوب كاليفورنيا.. رياح قوية تفاقم الأزمة وسط تحذيرات من طقس خطير
  • رغم طلاقهما.. جينيفر لوبيز تتواصل مع بن أفليك بسبب حرائق لوس أنجلوس
  • تعرف على المسلسلات التي توقف إنتاجها بسبب حرائق لوس أنجلوس
  • حرائق كاليفورنيا .. جهاز إطفاء لوس أنجلوس يحذر من خطورة رياح الثلاثاء المقبل
  • كاليفورنيا تواجه أسوأ حرائق في تاريخها.. 10 آلاف مبنى مدمر و360 ألف نازح
  • حرائق لوس أنجلوس تتواصل وسط عجز لفرق الإطفاء وأوامر إخلاء لنحو 153 ألف شخص