"ترامب الثاني" يثير قلق أوروبا ويهدد بقاء الناتو
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
تبدو فكرة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أمراً مزعجاً بالنسبة لمعظم الحكومات الأوروبية، ناهيك عن الدخول في نقاش علني حول هذا الأمر، ولكن احتمال حصول ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري والعودة إلى الرئاسة هو مادة أساسية في النقاشات الخاصة.
ترامب الثاني سيكون مختلفاً عن الأول، وأسوأ بكثير
وتنقل صحيفة نيويورك تايمز، عن الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي ستيفن إيفيرتس، الذي سيصبح قريباً مدير مؤسسة الاتحاد للدراسات الأمنية: "إنه لأمر مرعب بعض الشيء، إذا صح القول، لقد كنا مرتاحين للرئيس جو بايدن ورده على أوكرانيا، لكننا مضطرون الآن لمواجهة مسألة ترامب مجدداً".
ونظراً للدور الهائل الذي تضطلع به الولايات المتحدة في الأمن الأوروبي، قال إيفيرتس: "علينا مجدداً أن نفكر فيما يعنيه هذا بالنسبة لسياستنا الخاصة، وبالنسبة للدفاع الأوروبي وبالنسبة لأوكرانيا نفسها".
وعلى رغم الهجوم على الكابيتول 6 يناير (كانون الثاني) 2021، ومحاولته قلب نتائج انتخابات 2020، والاتهامات المختلفة الموجهة إليه، فإن ترامب يتقدم بفارق كبير على منافسيه للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، ومتقارب جداً مع بايدن في استطلاعات الرأي المبكرة.
أوروبا الوسطى اكثر اقتناعاً
وعموماً، فإن أوروبا الوسطى هي أكثر اقتناعاً بإمكان التعامل مع ولاية ثانية لترامب، لكن أوروبا الغربية تخشى هذا الاحتمال، خصوصاً في ألمانيا، حيث تسود مشاعر مناهضة لترامب.
"It's slightly terrifying, it's fair to say."
The prospect of a second presidential term for Donald Trump has many officials in Europe worried about alliance cohesion, NATO and the war in Ukraine. https://t.co/RKTNvP4PgA
وإبان رئاسته، هدد ترامب بالانسحاب من الناتو، وحظر المساعدة عن أوكرانيا، في وقت كانت تكافح فيه الأخيرة تمرداً مدعوماً من روسيا. كما أمر بسحب آلاف الجنود الأمريكيين من ألمانيا، وهي خطوة تراجع عنها بايدن لاحقاً، وتحدث بإعجاب عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تنازلات
ومع دخول أوروبا وروسيا في مواجهة حول أوكرانيا، وفي الوقت الذي يطلق بوتين تهديدات باستخدام السلاح النووي وبحرب أوسع، فإن المسألة تكتسب أهمية أكبر. وقال ترامب مؤخراً إنه سينهي الحرب في يوم واحد، في افتراض أنه سيجبر أوكرانيا على تقديم تنازلات عن أراضيها.
وقال توماس كلاين-بروكهوف، المسؤول السابق في الحكومة الألمانية، والذي يدير الآن صندوق مارشال الألماني في برلين، إن ترامب الثاني "سيكون مختلفاً عن الأول، وأسوأ بكثير، هو يتمتع بخبرة الآن، ويعرف ما يتعين عليه القيام به وهو غاضب".
وأضاف أنه يتذكر حديثه مع المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، ليلة عودتها من اجتماعها الأول مع ترامب كرئيس، وكالعادة، كان "الأمر يتعلق بالتعامل مع الرجل كما فعلت مع عشرات الرجال الأقوياء من قبل.. لكن ما من أحد سيعتقد" بأن في إمكانه التعامل مع "ترامب الثاني".
ورفض الكثير من المسؤولين الأوروبيين تسجيل أحاديثهم حول إحتمال ولاية رئاسية ثانية لترامب. وهم لا يريدون التورط في السياسات الأمريكية الداخلية، لكن سيتعين عليهم التعامل مع ترامب في حال انتخابه، والبعض يتذكر أنه ينتقم من منتقديه.
وبالنسبة للعديد من المسؤولين الأوروبيين، فإن بايدن استعاد استمرارية التزامات الولايات المتحدة حيال أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية: كحليف يعتمد عليه ولا غنى عنه، ساهم حضوره في تخفيف الاحتكاكات بين المتنافسين الأوروبيين السابقين، وأتاح قيام قارة منسجمة، بينما وفر ضمانة أمنية حديدية.
Western Europeans are dreading the prospect, especially in Germany, about which Mr. Trump seems to feel significant antipathy.https://t.co/hpHv8j0Ecm
— Steven Erlanger (@StevenErlanger) August 19, 2023
وفي رأي ترامب ومؤيديه، فإن تلك العلاقة سمحت لأوروبا بالتهرب من إنفاقاتها الدفاعية، وهو استياء غذى تهديدات ترامب بسحب الالتزامات الأمريكية.
وقال السفير الأمريكي السابق إلى الناتو إيفو دالدار: "عودة ترامب قد تعني نهاية حلف الناتو، قانونياً أو غير ذلك".
وعن حوارات أجراها مع الأوروبيين، كشف دالدار: "إنهم قلقون بعمق حول انتخابات 2024، وكيف ستنعكس على الحلف. ومهما كان الموضوع، فإن أوكرانيا أو تناغم الناتو، هو السؤال الوحيد المطروح".
ولفت المسؤول الدفاعي الألماني السابق يان تيكاو، الذي يعمل الآن في مجموعة أوراسيا، إلى أنه في أسوأ الحالات، إذا أدارت أمريكا ظهرها، فإنها ستسبب "مشكلة وجودية" لأوروبا، في لحظة تعمل الصين وروسيا بحيوية من أجل تقسيم الأوروبيين.
وبالنسبة لألمانيا، يرى تيكاو أن سؤالاً صعباً سيبرز: هل ستكون برلين العمود الفقري للدفاع الأوروبي الجماعي من دون الأمريكيين، أو ستحاول إبرام اتفاق خاص بها مع روسيا وبوتين؟.
وعلى الأرجح ستحاول فرنسا أن تخطو إلى الأمام، وهي التي طالما أيدت الاستقلال الإستراتيجي الأوروبي، لكن قلة يعتقدون أن في إمكانها توفير الضمانة الأمنية والنووية للقارة، حتى مع بريطانيا، كما تفعل واشنطن.
وبحسب مدير المؤسسة الفرنسية للعلاقات الدولية توماس غومارت، فإن فوز ترامب سيعني على الأرجح دعماً أمريكياً أقل لأوكرانيا، وضغطاً أكبر على كييف للدخول في تسوية، ومزيداً من الضغط على الأوروبيين للتعامل مع بوتين بأنفسهم، وهو أمر لسنا مستعدين لفعله عسكرياً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الانتخابات الأمريكية ترامب الثانی
إقرأ أيضاً:
"البديل من أجل ألمانيا" يدعو ترامب لمخاطبة البرلمان الأوروبي
دعا حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى مخاطبة البرلمان الأوروبي، في رسالة اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية، اليوم الجمعة.
وجاء في الرسالة الموجهة إلى رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، بتاريخ 12 نوفمبر، إن "مثل هذا الخطاب من ترامب من شأنه أن يظهر التزاما قويا بتنشيط العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
ويشارك حزب "البديل من أجل ألمانيا"، إلى جانب أحزاب أخرى، مجموعة "أوروبا للدول ذات السيادة" في المجلس التشريعي للاتحاد الأوروبي بمقعد في بروكسل وستراسبورغ في فرنسا.
ووقع على الرسالة رينيه أوست، وهو نائب ألماني في البرلمان الأوروبي عن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، والنائب البولندي في البرلمان الأوروبي ستانيسلاف تيسكا، كرئيسين مشاركين من مجموعة "أوروبا للدول ذات السيادة".
ووقعت كريستين أندرسون وهي نائبة أخرى في البرلمان الأوروبي عن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، ، كما أنها عضو في اللجنة التنفيذية للمجموعة.
ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل علني على رسالة رئيسة البرلمان، فيما قال فريق ميتسولا إنها تدرس دائما جميع المقترحات المقدمة من الجماعات السياسية في البرلمان.
كما أشار فريق ميتسولا إلى أن هناك بالفعل دعوة مفتوحة للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.
الثوابتة: الاحتلال يستهدف الصحفيين ويمنع علاج الجرحى منهم
أكد المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف بشكل متعمد الصحفيين في القطاع، مشددًا على أن هذا الاستهداف يمثل جرائم حرب بحق الإعلاميين.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام عربية، أوضح الثوابتة أن قوات الاحتلال تسعى لإسكات الحقيقة من خلال توجيه هجماتها نحو الصحفيين الذين ينقلون معاناة الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تنتهك القوانين الدولية التي تحمي العاملين في مجال الصحافة.
وأضاف: "نطالب بفتح المعابر بشكل عاجل من أجل تمكين الصحفيين الجرحى من مغادرة القطاع لتلقي العلاج اللازم في الخارج"، مشيرًا إلى أن استمرار إغلاق المعابر يفاقم من معاناة الجرحى ويعرض حياتهم للخطر.
ودعا الثوابتة إلى تدخل دولي عاجل للضغط على الاحتلال للسماح بسفر الصحفيين المصابين للعلاج، مؤكدًا أن صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على مواصلة ارتكاب جرائمه بحق الإعلاميين.
وأشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق الصحفيين في غزة تعكس نية الاحتلال في عرقلة جهود الإعلام الحر وكشف الحقيقة أمام العالم، مطالبًا المنظمات الحقوقية الدولية باتخاذ خطوات ملموسة لوقف هذه الانتهاكات.
وشدد على أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن سلامة الصحفيين، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية.