محلل إسرائيلي: هذه التغيرات التي عجّلت بإنجاز صفقة تبادل الأسرى
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
بات واضحا أن مخطط صفقة تبادل الأسرى الحالية بين الاحتلال وحماس يعتمد على النسخة التي تم تقديمها بالفعل في شهر أيار/ مايو، لكن أشياء كثيرة تغيرت منذ ذلك الحين، أهمها انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وانهيار المحور الإيراني، بجانب الاعتبار الحزبي داخل الاحتلال، حيث سيتم تمرير الصفقة عبر الائتلاف الحكومي بسهولة، فيما لا يمنح ترامب "إسرائيل" وحماس أي فرصة للتراجع.
نداف آيال مراسل الشؤون الدولية بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه بين إسرائيل وحماس لا يختلف بشكل أساسي عن اقتراح نتنياهو وبايدن في أيار/ مايو 2024، بل إن الخطوط العريضة متشابهة، حتى في الأرقام المذكورة: 33 مختطفًا سيتم إطلاق سراحهم معظمهم على قيد الحياة، لكن الفرق أنه منذ ذلك الحين مات العديد من المختطفين، وسقط أكثر من 120 جنديًا في المعارك، واتسع نطاق الدمار في غزة، وأسفر عن مقتل آلاف الفلسطينيين، وضعفت مكانة إسرائيل الدولية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" إن "الإنجازات العسكرية التي حققها الاحتلال كان يمكن أن تتحقق في وقت أبكر لو تم توجيه الاهتمام للاعتبارات الاستراتيجية، وليس لسباق القط والفأر في غزة، مع ما يعنيه ذلك من مصالح سطحية للحكومة، مما أظهر إخلاء محور نتساريم وعودة الفلسطينيين لشمال القطاع، على أنها إنجازات لحماس، لكن الحركة حينها لم توافق على الصفقة برمتها خشية ألا تؤدي لوقف الحرب".
وأشار إلى أنه "كانت هناك فرصة للتوصل لاتفاق مع حماس من قبل، وبالتالي فإن الاحتلال لم يحقق أي إنجازات كبيرة خلال الأشهر الماضية، مقارنة بالظروف التي تحدثنا عنها قبل أشهر قليلة، لكن الظروف تغيرت تماما، وبثمن باهظ للغاية، فيما تمثلت أمامنا ثلاثة مكونات رئيسية: أولاها أن ترامب الفائز في الانتخابات قرر وقف حرب غزة، وكان موقفه منها ثابتا طوال الوقت، وينبغي النظر بجدية لتهديده بـ"الجحيم" إذا ظل المختطفون، صحيح أنها في ظاهرها رسالة لحماس، لكنها أيضًا رسالة لإسرائيل".
وأشار إلى أن "مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف علم تفاصيل الصفقة بسرعة، وهو يتمتع بقدرة على عدم الاستماع لـ"الهراء، ولذلك لم يوافق على منح الوسطاء وإسرائيل وحماس لحظة من الراحة، وبسبب فعاليته، نشأ أساس للتقدم السريع، وإزالة أي شك".
وأوضح أن "التغير الثاني الذي عجّل بالصفقة هو الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمحور الإيراني، حيث لم يتبق الكثير منه، وتلاشت آمال حماس بأن يحرك الطوفان المنطقة بأسرها، وتحطّمت الحرب الشاملة ضد إسرائيل، التي رأت هي الأخرى خسائرها الفادحة، كما تعيش حماس في غزة وضعاً صعباً، تخسر مقاتلين بمعدل مرتفع للغاية، ومع ذلك فلم يكن ممكنا دفعها للتوصل إلى اتفاق عبر الضغوط العسكرية".
وأشار إلى أن "حماس لديها مصلحة علنية كبيرة بوقف القتال الآن، خاصة مع تسريب جيش الاحتلال بتحضيره لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق إذا فشلت المفاوضات، وشعورها بأن ترامب قد يضرّ بالمساعدات الإنسانية المقدمة لغزة، وتضاؤل الاهتمام العالمي بما يحدث في غزة".
وأكد أن "العنصر الثالث لإبرام الصفقة يتعلق بالسياسة الإسرائيلية الداخلية، حيث يستمتع نتنياهو بالنجاحات في الشمال وضد إيران، وتم تعزيز مكانته بشكل كبير، وتوسّع ائتلافه بشكل كبير، مع إضافة كتلة غدعون ساعر، وبذلك فلا يمكن لاستقالة بن غفير الإطاحة به، وأصبحت تقديرات عدم اجتياز بتسلئيل سموتريتش لنسبة الحسم الانتخابي ثابتة في استطلاعات الرأي، ولذلك اعتقد نتنياهو أن معارضي الصفقة من اليمين المتطرف لن يقدموا على الانسحاب من الحكومة".
وكشف أن "تصريحات نتنياهو العدوانية كانت منسقة مع فريق التفاوض؛ بما فيها تلك المهدّدة بتجديد الحرب، ويكفي أن نلقي نظرة واحدة على استطلاعات الرأي التي كشفت أن الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي تريد وقف الحرب بالكامل لصالح عودة المختطفين".
وختم بالقول أن "نتنياهو يدرك جيداً أن صور قادة حماس وهم يرفعون أيديهم ويخرجون من الأنفاق ليست هنا، ولن تكون في المستقبل القريب، ويعلم أن إعادة المختطفين تحقيق لأهداف الحرب، وبالتالي فإن نافذة واسعة انفتحت للتوصل للصفقة، وإن تجاهل هذه الحقيقة الآن، في نظر الإسرائيليين، أمر مستحيل، ولا يغتفر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية ترامب غزة غزة صفقة التبادل ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
صفقة ضخمة.. غوغل تستحوذ على شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية ويز
تمكنت شركة "غوغل" العملاقة من إبرام صفقة ضخمة بقيمة 32 مليار دولار، في واحدة من أكبر الصفقات التقنية على الإطلاق، مستحوذة بذلك على شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية "ويز".
وجاءت هذه الصفقة بعد مفاوضات مكثفة، تزامنت مع تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ثمانية أسابيع فقط.
وكانت "غوغل" قد رفعت عرضها الأصلي من 23 مليار دولار في تموز/ يوليو الماضي إلى 32 مليار دولار، مع زيادة رسوم الانفصال إلى أكثر من 3.2 مليارات دولار، بحسب مصادر مطلعة.
ويعود السبب الرئيسي لإتمام الصفقة إلى التغيير في إدارة البيت الأبيض، والذي أتاح مراجعة أكثر تساهلاً لقضايا مكافحة الاحتكار في عهد ترامب.
وقالت مصادر إن "غوغل" عادت للتفاوض مع "ويز" في الخريف الماضي، بينما كانت الأخيرة تدرس طرحًا عامًا أوليًا.
واستمرت المفاوضات بشكل متقطع لعدة أشهر، قبل أن تنتظم الاجتماعات بين المسؤولين التنفيذيين بعد تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي، وتعيينه مسؤولين جدد في إدارة مكافحة الاحتكار.
إسرائيليون يحققون مليارات
تأسست "ويز" على يد أربعة من خريجي الوحدة 8200 التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي وحدة مشهورة بقدراتها المتقدمة في مجال الأمن السيبراني.
ومن المتوقع أن يحقق كل من المؤسسين، بمن فيهم عساف رابابورت، أكثر من 3 مليارات دولار من الصفقة.
من الخدمة العسكرية إلى ريادة الأعمال
ينتمي رابابورت وفريقه إلى قائمة طويلة من خريجي الوحدة 8200، الذين أسسوا شركات أمن سيبراني مرموقة مثل "Palo Alto Networks" و"Fireblocks". وقد نجح هؤلاء في جذب استثمارات ضخمة من وادي السيليكون بفضل خبراتهم الواسعة.
وبعد فشل المحادثات السابقة، بدأ مؤسسو "ويز" التفاوض مع البنوك المالية خلال الخريف للبحث عن صفقة بديلة.
ومع ذلك، لم يكن أي طرف مستعدًا لتقديم عرض مماثل لما قدمته "غوغل". وتمكنت "ويز" من تحسين شروط الصفقة، بما في ذلك فرض شرط جزائي يفوق 3 مليارات دولار في حال انهيار الاتفاقية.
وأشارت مصادر إلى أن "غوغل" تعتبر هذه الصفقة ذات أهمية استراتيجية للأمن القومي الأمريكي، خاصة في ظل الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية في تشكيل مشهد الأمن السيبراني العالمي.
ومن المتوقع أن تخضع الصفقة لمراجعة دقيقة من الجهات التنظيمية الأمريكية، خاصة في ظل تشدد إدارة ترامب السابقة في قضايا الاحتكار.
ومع ذلك، إذا تمت الموافقة عليها، فقد تعزز من قدرة "غوغل" على جذب المزيد من عملاء الخدمات السحابية، في ظل المنافسة الشرسة مع الشركات الكبرى.
وتلقت "ويز" دعمًا كبيرًا من صناديق رأس المال المغامر البارزة، مثل "Sequoia Capital" و"Andreessen Horowitz" و"Index Ventures" و"Advent" و"Greenoaks". وأشاد رئيس مجلس إدارة "ويز"، جيلي رانان، بتقنيات الشركة، قائلاً إنها "قادرة على تحديد الثغرات الأمنية بسرعة وفاعلية تفوق أي منتج آخر في السوق".
ووفقًا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال"، بلغت قيمة "ويز" 16 مليار دولار خلال عملية بيع أسهم الموظفين في أواخر عام 2024، مما يعكس النمو الهائل الذي شهدته الشركة.
وتولى "بنك أوف أمريكا" دور المستشار المالي لشركة "ألفابت" (الشركة الأم لـ"غوغل")، بينما عملت "غولدمان ساكس" كمستشار مالي لـ"ويز".