عربي21:
2025-04-14@11:05:38 GMT

عبد الرحمن القرضاوي.. مَن شَراه ومَن اشتراه

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

ما من أحد مهتم بالشأن العام وحقوق الإنسان، إلا وتابع مراحل عملية "الخطف المسلح" التي تعرض لها الشاعر المناضل، المصري- التركي عبد الرحمن يوسف القرضاوي، في لبنان، على أيدي قوات الأمن اللبنانية التي انصاعت بدورها لأوامر "عليا" تتصادم (كليا وجذريا) مع القانون اللبناني، والقانون الدولي، ومدونة حقوق الإنسان الأممية، وجعلت من الوزراء اللبنانيين، في نظر المراقبين، مجرد مجموعة من "النخاسين" المتاجرين بالبشر!

لبنان الذي عجز على مدى عامين ونيف (أكثر من 800 يوم) عن تنصيب رئيس للجمهورية، قررت حكومته (في أقل من ساعة) بيع القرضاوي لحاكم دولة الإمارات محمد بن زايد، مقابل وعود ما.

. وسواء كانت هذه الوعود تتعلق بالإعمار، والاستثمار، والمساعدات العينية، والبقاء في السلطة، أو في صورة "عمولات شخصية" دخلت جيوب الموافقين على إبرام "الصفقة- العار"، كما يتردد، فإن هذه الجريمة المركبة (القانونية الأخلاقية الإنسانية) ستكون (يوما ما) سببا في جر كل من وافق عليها، وساهم في تمريرها إلى محاكم أوروبية، وعلى رأسهم رئيس وزارة تصريف الأعمال المنصرف نجيب ميقاتي..

هذه الجريمة المركبة (القانونية الأخلاقية الإنسانية) ستكون (يوما ما) سببا في جر كل من وافق عليها، وساهم في تمريرها إلى محاكم أوروبية، وعلى رأسهم رئيس وزارة تصريف الأعمال المنصرف نجيب ميقاتي
لا أظن أن ابن زايد سيفي بما وعد به "النخاسين اللبنانيين"، بعد ذهاب ميقاتي على إثر "الكف القانوني" الذي سددته السعودية للإمارات في لبنان؛ إذ لم يحصل ميقاتي إلا على تسعة أصوات، مقابل 85 صوتا ذهبت لمنافسه نواف سلام؛ رئيس الوزراء الجديد.. أما الرئيس المنتخب جوزيف عون، فقد ترددت أنباء عن أن وجهته الخارجية الأولى ستكون السعودية، واللبيبُ بالإشارةِ يفهمُ!

النخاس المصري!

في سابقة لم أسمع بمثلها، باعت سلطة الانقلاب في مصر مواطنا مصريا لكفيلها الظبياني؛ للتنكيل به، ولا أقول لمحاكمته، فلا قضاء مستقلا في هذا البلد، ولا قانون يساوي بين البشر، وإنما هناك "جلاوزة"، منهم من يجلس على منصة القضاء، ومنهم من يرتدي لباس الشرطة، يأتمرون بأمر شخص واحد هو محمد بن زايد، العدلُ ما يراه عدلا، والأمن ما يظنه أمنا!

ولِمَ لا تبيع سلطة الانقلاب المصريين، وقد باعت (ولا تزال تبيع) أرضهم، وتاريخهم، وأصولهم، وشواطئهم، وموانيهم، وأمنهم، وسيادتهم. وقد وصف الجنرال المنقلب ياسر جلال مصر، من قبل، مصر بـ"العاهرة" التي "كشفت ضهرها، وعرَّت كتفها"؟! وصفٌ لا يمكن (بأي حال) أن يصدر عن حاكم ينتمي (بأي قدر) إلى هذا البلد.. بل وصفٌ لا يصدر إلا عن عدو شامت، أو متآمر خائن، أو عديم المروءة والشرف؟!

الآن، يقبع عبد الرحمن القرضاوي في قبو مظلم ضيق بالإمارات، يُصب عليه العذاب صبّا، جزاء بضع أبيات من الشعر، نصر بها المظلومين والمقهورين، وحط بها من شأن الظالمين والمستبدين، لا أكثر ولا أقل.. يحدث ذلك، في بلد لا تربط القرضاوي به أي صلة؛ فهو لا يقيم على أرضه، ولا يحمل جنسيته، ولم يرتكب جُرما بحق مواطنيه! فأي ظلم أكبر من هذا؟

يقبع عبد الرحمن القرضاوي في قبو مظلم ضيق بالإمارات، يُصب عليه العذاب صبّا، جزاء بضع أبيات من الشعر، نصر بها المظلومين والمقهورين، وحط بها من شأن الظالمين والمستبدين، لا أكثر ولا أقل.. يحدث ذلك، في بلد لا تربط القرضاوي به أي صلة؛ فهو لا يقيم على أرضه، ولا يحمل جنسيته، ولم يرتكب جُرما بحق مواطنيه! فأي ظلم أكبر من هذا؟
إن هذه الخسة والبلطجة والخروج على كل الأعراف والقوانين، تجعل الشباب يكفر بكل وسائل التعبير والتغيير إلا "القوة"، غير آبه بالتبعات! تلك القوة التي دحرت الاحتلال الأمريكي في أفغانستان، ومن قبله الاحتلال السوفييتي.. وتلك التي أطاحت بنظام آل الأسد، أقدم وأعتى وأبشع نظام فاشي عربي، في العصر الحديث.. فلا غرابة (إذن) أن يظهر الشاب المصري أحمد المنصور متوعدا ياسر جلال بالثبور وعظائم الأمور، وعيدا لا يخلو من الإهانة والتوبيخ، لاقى صدى واسعا بين الشباب، وكأنه يقول لياسر جلال ومن على شاكلته من الحكام العرب: لم تعجبكم سلمية الإخوان، ولم تطيقوا هجاء القرضاوي، واتهمتم كل معارض لكم بـ"الإرهاب"، فليس لكم إلا "القوة"!

ماذا عن تركيا؟

صب كُثْرٌ جام غضبهم ولعناتهم على تركيا والرئيس أردوغان، بزعم أن تركيا "باعت" القرضاوي، وفي أحسن الأحوال "تخلت عنه". وقد ساعد في تنامي الشعور بالسخط والغضب على تركيا وأردوغان، عدمُ صدور أي تصريح رسمي عن الدولة التركية بشأن عملية "الخطف المسلح" التي تعرض لها القرضاوي، على الأراضي اللبنانية..

معظم أصحاب نظرية "البيع والتخلي" هم (بالأساس) لديهم موقف سلبي من تركيا عموما، ومن الرئيس أردوغان على وجه الخصوص، وقد وجدوا في "عملية خطف" القرضاوي فرصة جديدة؛ للنيل من تركيا وأردوغان على السواء.. أما من يعرف سياسة تركيا، وقِيَم أردوغان الحاكمة، أو يحسن الظن بهما على الأقل، فيعلم أن تركيا وأردوغان لم يفرطا (يوما) في مستجير بهما، على الإطلاق.. باستثناء حالة الشاب المصري محمد عبد الحفيظ الذي تم ترحيله إلى مصر من مطار إسطنبول بطريق الخطأ، وقد تمت محاسبة مرتكبي هذا الخطأ الجسيم..

كثيرة هي الحالات التي تعرض أصحابها (المصريون) ممن يحملون الجنسية التركية للاحتجاز في بعض الدول العربية؛ بغرض تسليمهم إلى مصر، وتدخلت السلطات التركية في كل مرة، والرئيس أردوغان إذا اقتضى الأمر، وتم إعاقة وإبطال ترحيلهم إلى مصر، وعادوا إلى تركيا بسلام.. وفي كل مرة، لم تعلن تركيا عن مساعيها لإطلاق سراح حاملي جنسيتها من المصريين، ومنع تسليمهم إلى سلطة ياسر جلال الانقلابية في مصر..

يعني هذا، أن تركيا لم تتخلَّ عن مواطنها عبد الرحمن يوسف القرضاوي، منذ لحظة "اختطافه" في لبنان، وقامت (على الفور) بكل ما يلزم من مساعٍ دبلوماسية، وإجراءات قانونية، واتصالات شخصية؛ للحيلولة دون تسليمه لمحمد بن زايد أو لسلطة الانقلاب في مصر.. غير أن غياب القانون في لبنان، والفساد الذي عشش في نفوس بعض المسؤولين هناك، حالا دون استعادة القرضاوي! فماذا تصنع تركيا أو الرئيس أردوغان إزاء بلد لا قانون فيه، ولا أخلاق لدى بعض النافذين من مسؤوليه؟!

إن نجاح محمد بن زايد في "خطف" القرضاوي، لا يعني أن القضية قد انتهت بالنسبة لتركيا أو الرئيس أردوغان، بل العكس هو الصحيح.. سيخرج عبد الرحمن القرضاوي (عاجلا أو آجلا) من ظلمات ابن زايد، بحول الله وقوته أولا، ثم بالتزام تركيا (الدولة والقيادة) بالقيام بواجباتها نحو من استجار بها، وحصل على جنسيتها، وحمل جوازها، وبات له حقوق المواطنة عليها، وقد حدث ذلك مرار كما أسلفت..

كلمة أخيرة..

أرجو من المصريين حاملي جواز السفر التركي ألا يزوروا أيا من البلاد العربية التي ترعى الثورة المضادة، أو التي نجحت فيها الثورة المضادة، أو التي تدعم النظم العربية المستبدة، أو التي تعادي الإسلام وتحاربه.. والله المستعان.

x.com/AAAzizMisr
aaaziz.com

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي لبنان الإمارات مصر لبنان الإمارات القرضاوي عبد الرحمن يوسف مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة رياضة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد الرحمن القرضاوی الرئیس أردوغان محمد بن زاید فی لبنان

إقرأ أيضاً:

أردوغان: تركيا تريد تحقيق السلام في أوكرانيا وسوريا وغزة وليبيا ولا نطمع في أرض أحد

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن “أنقرة على اتصال مع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، بما في ذلك الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، بشأن الوضع في سوريا”.

وقال أردوغان، في كلمته خلال افتتاح المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا: “نحن دولة تسترشد بالمبادئ في سياستها الخارجية، لا بالنوايا الخفية، ونحن على تفاهم وحوار مع “ترامب وبوتين” المحترمين بشأن قضية وحدة الأراضي السورية”.

وندد الرئيس التركي، “بانتهاك إسرائيل أبسط حقوق الإنسان ودوسها على القانون الدولي، وارتكابها إبادة جماعية في غزة”.

وأضاف أردوغان في كلمته :”نريد أن يكون منتدى أنطاليا رسالة خير.. هناك اهتمام دولي بالغ بمنتدى أنطاليا.. نريد توجيه رسالة سلام إلى شعوب العالم”.

وندد أردوغان بالممارسات الإسرائيلية بحق أهل غزة: “إسرائيل تزداد وقاحة مع سكوت العالم وعدم اكتراثه.. السكوت عن مجازر إسرائيل يعد مشاركة في هذه الجرائم.. إسرائيل دولة إرهاب وليس لها تعريف آخر”.

ولفت إلى أنه لا يحق لأحد أن “يصف الفلسطينيين بالإرهاب ولا يمكن الإساءة لنضالهم بوصمه بالإرهاب..لا يمكن إقامة سلام في الشرق الأوسط دون إنشاء دولة فلسطينية حرة وذات سيادة على حدود عام 1967”.

كما ندد أردوغان “باعتداءات إسرائيل على كل من سوريا ولبنان وإثارة النعرات الطائفية في سوريا”، قائلا: “إسرائيل باعتدائها على سوريا ولبنان تتحول إلى دولة تتسبب في المشاكل بالمنطقة.. إسرائيل تحاول إذكاء النعرات العرقية والمذهبية في سوريا لتقويض مكتسبات الثورة.. إسرائيل باعتدائها على سوريا ولبنان تقوض مواجهة المنطقة لتنظيم الدولة”.

وحذر أردوغان “من المساس بأمن سوريا قائلا: “من يريد أن يذيق الشعب السوري الآلام نفسها مرة أخرى عليه أن يجهز نفسه لدفع ثمن ذلك.. لن نسمح لأحد بزعزعة استقرار سوريا وأمنها واستقرارها من أمننا واستقرارنا”.

ولفت إلى أن “أنقرة تفضل الحوار على الصراعات والعقل المشترك والضمير العالمي على الاستقطاب”.

وتابع: “نريد أن نرى المنطقة تنعم بالسلام بدلا من النزاعات وبالرفاه عوضا عن الدماء والدموع والآلام والتوترات..تحقيق السلام يتطلب جهدا أكثر من شن الحروب”

ولفت الرئيس التركي إلى أن “تركيا تريد تحقيق السلام في أوكرانيا وسوريا وغزة وليبيا وإقامة علاقات جيدة مع جيرانها”، قائلا: “نريد إقامة حزام من السلام في منطقتنا، لا نطمع في أرض أحد ونهتم بالإنسان أكثر من الموارد”.

تركيا.. رئيس بلدية إسطنبول يمثل أمام المحكمة

أفادت “أسوشيتد برس”، بأن “رئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو، مثل أمام المحكمة اليوم الجمعة في إحدى القضايا المتهم بها”.

وأشارت المصادر إلى “احتشاد المئات من أنصاره خارج سجن سيليفري غربي إسطنبول، حيث تقام جلسة الاستماع”.

مقالات مشابهة

  • الإعلام العالمي يتحدث عن خط ترامب-أردوغان: زيارة تركيا قد تغير التوازنات
  • استعدادًا لموسم حج هذا العام 1446 هـ .. وزارة الداخلية تعلن عددًا من الترتيبات والإجراءات التي تهدف للمحافظة على سلامة ضيوف الرحمن
  • استعدادًا لموسم حج هذا العام..الداخلية تعلن عددًا من الترتيبات والإجراءات التي تهدف للمحافظة على سلامة ضيوف الرحمن
  • أردوغان يتحدث في منتدى دولي عن دور تركيا المحوري في استقرار وأمن أوروبا
  • أردوغان: تركيا ستواصل جهودها لرفع العقوبات الدولية عن سوريا
  • سوريا.. فيديو حراسة أحمد الشرع في تركيا يشعل تكهنات
  • سي إن إن: ترامب يدرس زيارة تركيا ضمن جولته إلى الشرق الأوسط
  • «الدبيبة» يعقد سلسلة لقاءات في تركيا.. مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية
  • أردوغان: تركيا تريد تحقيق السلام في أوكرانيا وسوريا وغزة وليبيا ولا نطمع في أرض أحد
  • البرهان يصل تركيا ويناقش أهم الملفات مع أردوغان