حالة من الذعر والقلق انتابت الملايين من المستخدمين حول العالم بعد أن تم تداول شائعات واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي، التي تشير إلى أن حرائق كاليفورنيا اقتربت بشكل كبير من مقر شركة ميتا (فيسبوك)، مما قد يؤثر بشكل كبير على تطبيقات شركة Meta الأساسية، التي يعتمد عليها الملايين بشكل يومي مثل واتساب وفيسبوك وإنستجرام، وبذلك هناك احتمال كبير يؤدي إلى توقف هذه التطبيقات عن خدماتها.

ولكن، هل هناك أي أساس لهذه المخاوف؟

علاقة حرائق كاليفورنيا بتطبيقات شركة ميتا

في الحقيقة، ليست هناك أي علاقة بين حرائق الغابات في كاليفورنيا وتطبيقات ميتا. فبعد التدقيق في هذه الشائعة، تبين أنها مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة، وذلك لعدة عوامل أساسية تُبعد احتمال تأثر شركة ميتا بهذه الحرائق المميتة. أولاً، لأن مقر فيسبوك يبعد عن المناطق التي تشهد حرائق الغابات، حيث يقع في منطقة مينلو بارك، والمسافة بينه وبين المناطق المتضررة في كاليفورنيا كبيرة جداً، حيث تعادل هذه المسافة تقريباً المسافة بين مدينتين كبيرتين في دولة أخرى، مما يجعل احتمال تأثر فيسبوك بالحرائق أمراً مستبعداً للغاية.

علاوة على ذلك، فإن البنية التحتية الرقمية المتقدمة تلعب دوراً أساسياً في حماية شركات الخدمات من أي ضرر، حيث تمتلك شركات التكنولوجيا العملاقة مثل Meta بنية تحتية رقمية متطورة للغاية، يتم فيها توزيع البيانات على مراكز بيانات متعددة حول العالم. وفي حال حدوث أي ضرر لمقر فيسبوك، فإن الخدمات ستستمر في العمل بشكل طبيعي.

ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل تمتلك شركة ميتا خطط طوارئ متكاملة للتعامل مع أي نوع من الكوارث، بما في ذلك حرائق الغابات. هذه الخطط تضمن استمرارية الخدمات حتى في حالة وقوع أحداث طارئة، فضلاً عن وجود خوادم آمنة وموزعة في مختلف أنحاء العالم تُخزن عليها البيانات وتُشفَّر لضمان الأمان، إضافة إلى نسخ احتياطية يتم إنشاؤها للبيانات لضمان استعادتها في حالة التعرض لأي أضرار. لذلك، ليس هناك أي علاقة بين حرائق كاليفورنيا وتطبيقات شركة ميتا.

تأثير حرائق كاليفورنيا على شركات التكنولوجيا

على الرغم من الشائعات المتداولة، إلا أن حرائق الغابات المستمرة في كاليفورنيا تثير القلق لدى شركات التكنولوجيا وتصميم التطبيقات ومراكز البيانات. فقد تؤثر هذه الكوارث الطبيعية على البنية التحتية الرقمية للشركات، مما يعرض عملياتها لخطر تعطيلها أو حتى إيقافها بشكل كامل.

حقيقة الصورة المتداولة حول حريق مقر فيسبوك

من ضمن الشائعات التي تم تداولها بشأن حرائق كاليفورنيا وتأثيرها على تطبيقات شركة ميتا، هو تداول صورة لمقر شركة فيسبوك وهو مشتعلاً نتيجة حرائق الغابات في لوس أنجلوس. ولكن هذه الصورة مزيفة وتم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

فمقر شركة ميتا (فيسبوك) يقع في مينلو بارك، وهي منطقة بعيدة عن المناطق المتضررة من حرائق الغابات في لوس أنجلوس. كما أن الصورة تظهر مبنى مكتوباً عليه "Fecebook" بإملاء خاطئ، وتظهر ألسنة اللهب بشكل غير طبيعي ومبالغ فيه، مما يشير إلى أنه تم تعديلها باستخدام أدوات تحرير الصور.

وقد صرح مهندس صلاح الناجي، خبير تكنولوجيا المعلومات ومؤسس شركة تصميم مواقع اليوم هوست، قائلاً: "الكوارث الطبيعية مثل حرائق الغابات تُعد تهديداً كبيراً لقطاع التكنولوجيا، خاصة في المناطق التي تتركز فيها مراكز البيانات والبنية التحتية الرقمية. هذه الأحداث لا تعرض فقط الخوادم والأجهزة للخطر، بل قد تؤدي أيضاً إلى فقدان البيانات وتعطيل الخدمات التي يعتمد عليها الملايين من المستخدمين حول العالم".

وأضاف الناجي أن "الشركات بحاجة إلى تبني استراتيجيات استباقية للتخفيف من هذه المخاطر، مثل تنويع مواقع مراكز البيانات لضمان استمرارية العمليات في حال تأثر أحد المواقع، وتعزيز أنظمة النسخ الاحتياطي للبيانات، واعتماد حلول سحابية متقدمة تسمح بنقل الخدمات بسرعة في حالات الطوارئ".

لماذا تحدث الحرائق في كاليفورنيا؟

تواصل السلطات الأمريكية في لوس أنجلوس التحقيق في أسباب الحرائق الضخمة التي اجتاحت المنطقة مؤخراً، والتي أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. ووفقاً لـ موقع BBC، فقد أعلن قائد شرطة لوس أنجلوس، لون روبرتا، أن جميع الاحتمالات لا تزال مطروحة على الطاولة، مشيراً إلى أن التحقيقات جارية لتحديد سبب اندلاع حرائق كاليفورنيا.

وعلى جانب آخر، يرى الخبراء أن تغير المناخ قد لعب دوراً كبيراً في زيادة حدة وشدة هذه الحرائق. فبعد سنوات من الجفاف الشديد، شهدت المنطقة نمواً هائلاً في النباتات الجافة التي أصبحت وقوداً سهلاً للنيران. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الرياح القوية ونقص الأمطار في تهيئة الظروف المثالية لانتشار الحرائق بسرعة.

لذلك أكدت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المطول، هو العامل الرئيسي وراء زيادة خطر ومدى حرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة. حيث تسببت حرائق كاليفورنيا في دمار هائل للمناطق المتضررة، وأدت إلى خسائر اقتصادية واجتماعية كبيرة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حرائق کالیفورنیا حرائق الغابات فی فی کالیفورنیا لوس أنجلوس شرکة میتا

إقرأ أيضاً:

ميتا تخطط لمد كابل بحري بطول 50 ألف كم يربط خمس قارات

أعلنت شركة "ميتا" الأمريكية العملاقة (فيسبوك وإنستغرام) أنها ستنشر كابلا تحت الماء يربط خمس قارات على مساحة تتخطى 50 ألف كيلومتر، لتعزيز قدرة نقل البيانات الرقمية وموثوقيته.

وقد تحدثت "ميتا" عن هذه الخطوة التي تحمل اسم "مشروع ووترورث"، كمشروع الكابلات البحرية "الأكثر طموحا"، مؤكدة في مذكرة، الجمعة، أنه يُفترض أن يوفر "قدرة اتصالات متطورة للولايات المتحدة والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ومناطق أخرى".

وأكدت "ميتا" أنّ هذا المشروع يمثل "استثمارا متعدد السنوات بمليارات الدولارات".



توفر الكابلات البحرية التي تتميز ببنية تحتية دقيقة مختلف الاتصالات الرقمية تقريبا في العالم.

ويمتد نحو 450 أنبوبا مثبتا تحت البحار في العالم، على حوالي "1,2 مليون كيلومتر"، بحسب تقرير لمركز الأبحاث الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) نُشر في آب/ أغسطس 2024.

إذا كانت أربع شركات، بحسب أرقام عام 2021، تتقاسم السوق بالكامل تقريبا ("ساب كوم" الأمريكية، و"ألكاتيل سابمارين نتووركس" الفرنسية و"نيبون إلكتريك كومباني" اليابانية، و"اتش ام ان تكنولوجيز" الصينية)، فإن شركات التكنولوجيا الرقمية العملاقة مثل "ميتا" تبتكر راهنا بنية تحتية خاصة بها في ظل التحدي الاقتصادي الهائل الذي تمثله هذه الكابلات.

تتسم هذه البنى التحتية بأهمية استراتيجية عالية، إلا أنّها تتعرض للضرر بشكل مستمر بسبب العوامل الطبيعية (الانهيارات الأرضية تحت الماء، وأمواج التسونامي) ولكن أيضا بسبب مراسي القوارب.

وقد تواجه أيضا محاولات تخريب والتجسس.

ومع التطور السريع للذكاء الاصطناعي ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تتطلب موارد كثيفة، يُتوقَّع أن تواصل الحركة الرقمية العالمية الارتفاع في السنوات المقبلة.



وتثير الكابلات البحرية اهتمام دول العالم بالعموم حيث تتحمل هذه الأخيرة مسؤولية نقل نحو 97% من البيانات والاتصالات عالمياً. تتمتع الكابلات البحرية بمميّزات جمّة أبرزها القدرة على نقل 1.5 تيرابايت من البيانات خلال ثانية واحدة كما أنها تتكوّن من معادن متينة تضمن لها العمر الطويل في أعماق البحار.

يتم تثبيت هذه الكابلات بواسطة فرق خاصة وسفن تعمل على تحديد المواقع الأنسب من خلال الأقمار الصناعية.

ونظراً لتكوينها المتين، تتمتع الكابلات البحرية بثلاث مميزات أساسية تتسم بسرعة نقل البيانات وبسعة كبيرة تسمح لها بنقل كمية كبيرة من المعلومات إلى جانب المصداقية العالية.

مقالات مشابهة

  • العثور على متشرد ميتا وسط قصبة تادلة
  • ميتا تخطط لمد كابل بحري بطول 50 ألف كم يربط خمس قارات
  • فيسبوك يحدد مدة تخزين مقاطع البث المباشر بـ 30 يوماً فقط
  • إجراءات الوقاية من حرائق المخازن منعا لاندلاع النيران
  • مسلسل الغاوي بطولة الفنان أحمد مكي يتصدر تريند فيسبوك
  • عسير الأولى في إنتاج العسل وعدد النحالين والحيازات الزراعية على مستوى المملكة
  • وكالة المياه والغابات تطلق مخططا للاستثمار في الغابات للتحرر من التبعية في استيراد الخشب
  • تحذير إسرائيلي: لسنا مستعدين للتعامل مع حرائق ضخمة على غرار كاليفورنيا
  • تداول منشور على فيسبوك للترويج.. ضبط أكثر من 600 ألف قطعة ألعاب نارية
  • كشفها حسابه على فيسبوك.. تفاصيل مثيرة في قضية سفاح المعمورة