عبيدلي العبيدلي **

 

8- دور منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:

بخلاف ما يعتقده البعض، بمن فيهم الاقتصاديون التقليديون، تزخر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بتراث ثقافي غني وتركيز متزايد على الابتكار؛ مما يجعلها لاعبًا حيويًا في ساحة الاقتصاد البرتقالي. تشمل المساهمات الرئيسية ما يلي:

* الترويج الممنهج، القائم على دراسات اقتصادية قادرة على إبراز دور الثقافة والفنون العربية من خلال الاستفادة القصوى من المنصات الرقمية.

* الالتفات نحو المرأة لتمكينها، سوية مع الشباب من خلال تشجيع انخراطهما في مختلف الصناعات الإبداعية والمشاريع الاجتماعية.

* تحفيز المبادرات المبدعة مثل "المركز الإبداعي" في مصر، ودعم الإمارات العربية المتحدة للشركات الناشئة في الصناعات الثقافية والإبداعية.

9- دراسة الفجوة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:

على الرغم من إمكاناتها غير المحدودة القادرة على توليد الظروف المواتية لانتعاش الاقتصاد البرتقالي، تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحديات تعيق عمليات التحول نحو التكامل الشامل لريادة الأعمال الاجتماعية والاقتصاد البرتقالي. ويشمل ذلك:

* التمويل والموارد المحدودة الموجهة بشكل مباشر نحو التحول نحو الاقتصاد البرتقالي.

* تعثر المشروعات الهادفة إلى إحداث النقلة النوعية المطلوبة لإتمام الزواج الواعي الذي يحقق توفير العوامل النشطة القادرة على تجسيد التعاون النشط بين القطاعين الإبداعي والاجتماعي.

* الحاجة الملحة إلى تأطير السياسات والهياكل القادرة على تحفيز التكامل، والتصدي للتحديات التي تواجهه أمر بالغ الأهمية.

* ضرورة بناء أطر ورسم السياسات الموازية القادرة على تحفيز ذلك التكامل المطلوب.

10- القطاعات المترابطة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:

في شمال إفريقيا على وجه الخصوص، تشكل القطاعات المترابطة مثل الحرف اليدوية والسياحة الثقافية والإعلام الرقمي ما يقارب من 10% من الاقتصاد الإقليمي، وتساهم بما يقدر بنحو 300 مليار دولار سنويًا في ذلك الاقتصاد. ومن المتوقع أن يصل النمو في هذه القطاعات إلى 18% بحلول العام 2075؛ مما قد يُوَلِّد أكثر من تريليون دولار سنويًا. وتشمل محركات النمو ما يلي:

ارتفاع الطلب على السياحة الثقافية بمعدل نمو سنوي يبلغ 6%. التوسع في المنصات الرقمية المشاريع الاجتماعية الإبداعية، والتي من المتوقع أن تنمو بنسبة 8% سنويا. نمو التعاون عبر الحدود في العالمين الأفريقي والعربي.

النتائج الداعمة

مثال عالمي: تساهم الصناعات الإبداعية في المملكة المتحدة بأكثر من 100 مليار دولار سنويا، توظف ما يقرب من مليوني شخص، مع استثمارات كبيرة في مشاريع ريادة الأعمال الاجتماعية. مثال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: يدمج "برنامج الشركات الناشئة الإبداعية" في الأردن الصناعات الإبداعية مع المشاريع الاجتماعية، وتتكامل مع مشروعات تمكين النساء واللاجئين ويساهم بمبلغ 500 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي سنويا. شمال أفريقيا: خلقت مبادرات السياحة الثقافية في المغرب أكثر من مليون فرصة عمل مع الحفاظ على التراث، مما أدى إلى توليد ما يقدر بنحو 8 مليارات دولار سنويا.

جاهزية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للاقتصاد البرتقالي

ونظرًا لرؤيتها الاقتصادية الاستراتيجية ومواردها وأصولها الثقافية، فإن دول مجلس التعاون الخليجي في وضع فريد لتصبح ركيزة أساسية للاقتصاد البرتقالي العالمي. ومع ذلك، تختلف درجة الاستعداد بين الدول الأعضاء. لكن تحقيق التوجه الناجح الملموس، يتطلب معالجة تحديات كبيرة لكي تتبنى المنطقة هذا القطاع وتقوده بشكل كامل.

نقاط القوة

تتوزع عناصر القوة الخليجية القادرة على توليد اقتصاد برتقالي محلي ناجح على مجموعة من الظواهر، يمكن رصد الأبرز بينها في التوجهات، والحقائق التالية:

سياسات التنويع الاقتصادي

تعمل دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بنشاط على تنويع اقتصاداتها بعيدًا عن الاعتماد على النفط. تتوافق مبادرات مثل رؤية "السعودية 2030" واستراتيجية الاقتصاد الإبداعي لدولة الإمارات العربية المتحدة مع مبادئ الاقتصاد البرتقالي.

الثروة والموارد

بفضل الاحتياطيات مالية الضخمة التي ولدتها دخول الثروات النفطية، يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي الاستثمار في الصناعات الإبداعية المرافقة لتشييد البنية التحتية المطلوبة، وإطلاق برامج التدريب النوعية.

التطورات التكنولوجية

تُعد دول مجلس التعاون الخليجي رائدة في تبني التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين (Blockchain) والواقع الافتراضي (VR)، والتي تعتبر ضرورية لنمو الاقتصاد البرتقالي.

4- التراث الثقافي

تفتخر المنطقة بأصول ثقافية غنية، بما في ذلك الفنون التقليدية والموسيقى والمواقع التراثية، والتي يمكن الاستفادة منها لتطوير عروض فريدة في الصناعات الإبداعية.

5- بنية تحتية راسخة

تدعم البنية التحتية عالية الجودة، بما في ذلك المراكز الإعلامية مثل مدينة دبي للإعلام والمناطق الثقافية مثل مركز الملك عبد العزيز للثقافة العالمية، تطوير الصناعات الإبداعية.

وهذه الجاهزية لا تخلو من بعض العقبات التي تواجهها، والتي يمكن رصدها في الظواهر التالية:

1- التكامل المحدود:

تعمل قطاعات الصناعات الإبداعية وريادة الأعمال الاجتماعية في صوامع متناثرة تحول دون الوصول إلى كفاية التعاون أو أطر السياسات التي تعزز التكامل.

2- فجوات المهارة:

على الرغم من التقدم، فإن الافتقار إلى التعليم والتدريب الخاص بريادة الأعمال الإبداعية والاجتماعية يعوق استعداد القوى العاملة.

3- قيود التمويل:

آليات تمويل محدودة ومستهدفة لمشاريع الاقتصاد البرتقالي ومبادرات ريادة الأعمال الاجتماعية.

4- الحواجز التنظيمية:

يُمكن للأطر التنظيمية غير المتسقة أو غير الواضحة أن تخنق الابتكار والتعاون.

5- المقاومة الثقافية:

بعض العقليات التقليدية تقلل من قيمة الإمكانات الاقتصادية للإبداع والابتكار.

** خبير إعلامي

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«اقتصادية عجمان» تناقش دور الابتكار في تمكين رواد الأعمال

 

عجمان (الاتحاد)
نظمت دائرة التنمية الاقتصادية في عجمان، النسخة الخامسة من المجلس الاقتصادي الرمضاني تحت شعار «نحو اقتصاد مجتمعي مبتكر»، بحضور الشيخ عبدالله بن أحمد بن حميد النعيمي، حيث شكل المجلس منصة حيوية للحوار حول سبل تعزيز التنمية المستدامة ودعم رواد الأعمال في الدولة.
وشهدت الجلسة استضافة عبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد، بحضور نخبة من المسؤولين ورجال الأعمال والشباب، حيث تناولت المناقشات التمكين الاقتصادي المجتمعي والابتكار، كعناصر رئيسية لتحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز تنافسية الدولة على الصعيدين المحلي والعالمي.
وقدّم آل صالح، خلال الجلسة، رؤية شاملة حول دور الاقتصاد في تمكين المجتمع، مؤكداً أهمية دعم المشاريع الناشئة وتوفير بيئة اقتصادية محفزة تساعد روّاد الأعمال على الابتكار والمنافسة في الأسواق المحلية والعالمية، كما أكد على التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات في تمكين روّاد الأعمال وتعزيز دورهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وتطرق وكيل وزارة الاقتصاد إلى طرق مساهمة السياسات الاقتصادية الحالية في تحقيق النمو المستدام للمجتمع، ودور السياسات الاقتصادية في دعم النمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للدولة شهد زيادة ملحوظة بنسبة 3.6% في النصف الأول من عام 2024، مع تحقيق القطاعات غير النفطية نمواً بنسبة 4.4%، مؤكداً أن هذا الأداء القوي يعكس التزام الدولة بتنويع الاقتصاد من خلال استراتيجيات مبتكرة تشمل التحول الرقمي والسياحة والاستدامة، وأشار إلى أن دولة الإمارات تعمل على تنويع الشركاء التجاريين وسلاسل الإمدادات في إطار سياسات التنويع الاقتصادي.
من جانبه، قال سيف أحمد السويدي، مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في عجمان، إن المجلس الاقتصادي الرمضاني يعد منصة حيوية للحوار وتبادل الخبرات بين مختلف القطاعات، ويمثل فرصة لدعم روّاد الأعمال وتمكينهم اقتصادياً من خلال التعرف على أحدث التوجهات الاقتصادية والاستفادة من تجارب الخبراء.
وأكد السويدي أن دعم رواد الأعمال هو جزء أساسي من رؤية دائرة التنمية الاقتصادية في عجمان لتعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية عجمان 2030 وتوجهات دولة الإمارات.
ويأتي المجلس الرمضاني في إطار جهود دائرة التنمية الاقتصادية في عجمان لتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وخلق بيئة محفزة للابتكار والاستثمار، تماشياً مع الأجندة الاقتصادية لدولة الإمارات.

مقالات مشابهة

  • لجنة التعاون الإفريقي باتحاد الصناعات تشكل وفدًا لدعم التعاون الاقتصادي مع تنزانيا
  • لجنه التعاون الإفريقي تشكل وفدا لبحث التعاون الاقتصادي مع تنزانيا
  • مسؤولون بقطاع الصناعة: تطبيق «دعم المستثمرين» يحسن بيئة الأعمال ويعزز مناخ الاستثمار
  • سمو ولي العهد يجتمع مع رئيس الوزراء الباكستاني ويستعرضان آفاق التعاون الثنائي
  • ولي العهد يجتمع مع رئيس الوزراء الباكستاني ويستعرضان العلاقات التاريخية وآفاق التعاون الثنائي
  • «الجبهة الوطنية» يعلن 12 أمينا مساعدا في «الإعلام والدفاع وريادة الأعمال والشباب»
  • تعرّف على النساء الرائدات في مجال الصناعات الإبداعية في قطر، من الفن والتصميم إلى الموضة والسينما
  • «اقتصادية عجمان» تناقش دور الابتكار في تمكين رواد الأعمال
  • تعزيز العلاقات الثقافية بين مصر وأرمينيا
  • انطلاق أشغال اللقاء الثنائي المُوسع الجزائري-التونسي