مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر من اليهود
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "المقابلة" الذي تناول فيه مسألة الفصل بين اليهودية والصهيونية وكذلك بين اليهود ودولة إسرائيل من جانب آخر، حيث يرى أن الأيديولوجيات والأساطير المحيطة بإسرائيل تعرقل الفهم السليم للواقع وتخلق حالة من الالتباس.
وولد البروفيسور رابكين في مدينة لينينغراد (التي تُعرف اليوم بسان بطرسبورغ) بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ونشأ في أسرة ذات أصول متنوعة؛ حيث وُلدت أمه في وارسو بينما وُلد أبوه في بيلاروسيا.
وفي الاتحاد السوفياتي الذي ترعرع فيه، كانت اليهودية تُعتبر جنسية وليست ديانة، وهو أمر انعكس في الوثائق الرسمية، وأوضح رابكين أن الدين لم يكن حاضرا في حياة عائلته، في ظل مجتمع علماني ركز على القومية السوفياتية.
وأشار إلى أن تصنيف اليهودية كجنسية يعود إلى حقبة الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر، عندما كان اليهود يعيشون في نطاق استيطاني خاص ولم يُسمح لهم بالانتقال إلى المدن الكبرى.
ومع تراجع الالتزام بالممارسات الدينية، بدأ بعض اليهود يتساءلون عن هويتهم، ما أدى إلى تعريف اليهودية كجنسية، ولفت إلى أن هذه الفكرة انتقلت إلى الاتحاد السوفياتي ثم إلى دولة إسرائيل، حيث استمرت اليهودية تُعرف كجنسية بجانب كونها ديانة.
إعلان مخالف للتقاليد الدينيةوفي سياق حديثه عن الحركة الصهيونية، قال رابكين إن غالبية الحاخامات اليهود عارضوا مشروع إنشاء وطن قومي في فلسطين، معتبرين أن الفكرة تخالف التقاليد الدينية.
وأوضح أن الصهيونية لم تكن فكرة يهودية المنشأ، بل كان المسيحيون الإنجيليون هم من روَّجوا لها لقرون، ساعين إلى تجميع اليهود في فلسطين تحقيقًا لنبوءات دينية تتعلق بالمجيء الثاني للمسيح، ورغم ذلك، رفض غالبية اليهود في أواخر القرن التاسع عشر هذا المشروع، معتبرين أن العودة الجماعية إلى فلسطين يجب أن تحدث فقط عند مجيء المسيح.
وأكد رابكين أن مؤسسي دولة إسرائيل، مثل ديفيد بن غوريون، كانوا علمانيين استغلوا المبررات الدينية لتحقيق أهداف سياسية، ولفت إلى المفارقة في أن هؤلاء القادة أنكروا وجود الله، ومع ذلك استخدموا وعده بالأرض كتبرير للسيطرة عليها.
وأضاف أن تغييرات جوهرية حدثت بعد حرب 1967، حيث طوَّر بعض الحاخامات ما يُعرف بـ"اليهودية القومية"، التي ربطت الصهيونية بالتوراة لتبرير الاحتلال والاستيطان، وأشار إلى أن هذا التيار القومي اليهودي كان وراء العديد من الجرائم ضد الفلسطينيين، خاصة من قبل المستوطنين في الضفة الغربية الذين يرون في أفعالهم تنفيذا لأوامر إلهية.
كما أوضح أن اليهودية التاريخية رفضت العنف وتبنت السلمية، إذ لم تكن لليهود سلطة سياسية لأكثر من ألفي عام. ومع ذلك، أُعيد تفسير النصوص الدينية من قِبل المستوطنين لمنح شرعية للعنف.
خلط متعمدوفيما يتعلق بالعلاقة بين اليهودية والصهيونية، أكد رابكين أن هناك خلطا متعمدا تروج له دولة إسرائيل لتبرير سياساتها، وأشار إلى أن غالبية اليهود حول العالم لم يدعموا الصهيونية تاريخيا، حيث رأى الحاخامات أنها انحراف عن التعاليم الدينية.
وأضاف أن عددا متزايدا من الشباب اليهود اليوم يرفضون الصهيونية ويشاركون في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، خاصة في ظل المجازر المستمرة في غزة ولبنان والضفة الغربية.
إعلانوأوضح المؤرخ أن اليهود عاشوا فترات سلمية في البلدان الإسلامية مقارنة بالمسيحية، حيث كانت المعاناة اليهودية غالبًا نتيجة اتهامات الكنيسة لهم بقتل المسيح، واستشهد في هذا السياق بإسهامات حاخامات وعلماء يهود كتبوا مؤلفاتهم بالعربية، مثل موسى بن ميمون، لتوضيح التعايش الذي عاشوه في ظل الحضارة الإسلامية.
وأضاف أن الصهيونية، كمشروع استعماري بدأ في أوروبا، كانت محط معارضة شديدة من اليهود المتدينين الذين فضلوا الاندماج في بلدانهم الأصلية، مؤكدا أن دعم الإنجيليين المسيحيين للصهيونية كان دينيًّا بحتًا، حيث رأوا فيها وسيلة لتحقيق نبوءاتهم المتعلقة بالمسيح، دون اعتبار للمصلحة اليهودية.
ويرى رابكين أن الصهيونية كحركة لم تمثل اليهود عبر التاريخ، بل كانت مشروعا استعماريا أوروبيا يعبر عن مصالح محددة، مضيفا أن الخلط بين اليهودية والصهيونية أضر بالفلسطينيين واليهود على حد سواء، كما أكد على أهمية التمييز بين اليهودية كدين والصهيونية كأيديولوجية لفهم أعمق للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وعن تأثير حرب 1967، أوضح أن الدعاية الصهيونية ركزت على مخاوف اليهود من غزو الجيوش العربية، ما دفع الكثيرين لدعم إسرائيل كوسيلة لتعريف هويتهم، ومع ذلك، أظهرت التطورات الأخيرة في غزة وغيرها أن إسرائيل قد تكون "فخًّا مميتًا"، كما حذر الحاخامات الأرثوذكس قبل أكثر من قرن.
14/1/2025-|آخر تحديث: 14/1/202506:23 م (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بین الیهودیة بین الیهود إلى أن
إقرأ أيضاً:
حصيلة المجازر الصهيونية الجديد في غزة ترتفع إلى 430 شهيدا
وأوضحت المصادر في غزة بأنه لا تزال عمليات القصف الصهيونية مستمرة على قطاع غزة، مؤكدة أن جل الضحايا هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن أعداد كبيرة من الضحايا لا يزالون تحت ركام منازلهم نتيجة قصف العدو الإسرائيلي.
من جهته، أوضح الناطق باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل أن أكثر من 400 شهيد بينهم 130 طفلا ارتقوا نتيجة مجازر العدو الصهيوني على القطاع.
وفي وقت سابق اليوم، أوضحت وزارة الصحة بغزة، في بيان مقتضب أنه وصل مستشفيات قطاع غزة 404 شهداء حتى اللحظة و562 إصابة، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها كيان العدو منذ ساعات فجر اليوم على قطاع غزة.
ورجحت الوزارة ارتفاع عدد الضحايا، مشيرة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وجاري العمل على انتشالهم.
وفي مجازر جديدة للعدو ظهر اليوم، ارتقى 6 شهداء من عائلة واحدة في قصف العدو الصهيوني استهدف سيارة مدنية في بلدة عبسان الكبيرة بخان يونس.
كما استشهد 3 فلسطينيين بينهم طفل في قصف صهيوني على منزلا لعائلة الصالحي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
واستشهد أيضا 6 مدنيين بينهم أطفال بقصف العدو منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما مصادر ارتقى شهيد وجريح في قصف للعدو استهدف مواطنين بمنطقة "نيتساريم" وسط القطاع.
وارتقى أيضا 6 شهداء نتيجة قصف العدو سيارة مدنية في منطقة السلاطين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة
وكانت المصادر الإعلامية في قطاع غزة قد أفادت، في وقت سابق اليوم بأن ضحايا المجازر الجديدة في القطاع وصل إلى أكثر من 360 شهيدا ومئات الجرحى والمفقودين.
وأوضحت المصادر إلى أن معظم الضحايا نساء وأطفال، مرجحة ارتفاع عدد الضحايا حيث لا يزال أعداد كبيرة منهم تحت الأنقاض.
وشن العدو، منذ ساعات اليوم الأولى، غارات واسعة على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، شملت رفح وخانيونس وغزة وشمال غزة ونفذت أحزمة نارية عنيفة، في استئناف شامل لحرب الإبادة الجماعية التي لم تتوقف منذ 18 شهرًا.
ووفق وسائل إعلام صهيونية فقد شاركت 100 طائرة حربية صهيونية في العدوان على قطاع غزة.
وأعلنت قوات العدو استئناف العدوان على غزة، في إصرار على انتهاك اتفاق وقف إطلاق الذي تنصلت من الالتزام ببنوده طوال الأيام الماضي، بدعم أمريكي.
وقالت قوات العدو: إنه بناءً على توجيهات المستوى السياسي، تشن قوات الجيش والشاباك هجومًا واسعًا على أهداف في أنحاء قطاع غزة، حسب وصفها.
وأكد محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، تسجيل استهدافات متفرقة من طائرات العدو في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هناك صعوبات كبيرة تواجه طواقمنا في العمل في القطاع نتيجة استهداف أكثر من هدف في نفس التوقيت.
وفي وقت سابق، أكدت مصادر محلية ارتقاء شهداء وإصابة آخرين بقصف طائرات الاحتلال مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة.
وذكر مصدر طبي أن 8 شهداء بينهم 5 أطفال و50 جريحا وصلوا إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة جراء الغارات على المدينة، ولا تزال طواقم الإسعاف تنقل ضحايا فيما يتعذر الوصول لأماكن استهداف أخرى.
ووفق مصادر إعلامية، استهدفت مقاتلات العدو منزلا للدكتور أيمن ابو طير مدير قسم التغذية في مجمع ناصر الطبي، محيط مسجد البشرى وسط عبسان الكبيرة شرق خان يونس.
وأفادت المصادر بانتشال 10 شهداء حتى الآن من منزل الدكتور أبو طير ولازال هناك 4 تحت ركام المنزل الذي تعرض للقصف.
كما قصفت طائرات العدو منزلا مأهولا بـ السكان لـ عائلة ابو ماضي في شارع السماسمة غرب خان يونس.
كما استهدف القصف مخيم غيث غرب خانيونس ما أدى إلى شهداء في صفوف النازحين.
وأكدت مصادر محلية انتشال عدد من الشهداء والإصابات جراء قصف من الطائرات المروحية لخيمة تؤوي نازحين في منطقة الإقليمي في مواصي مدينة خانيونس.
وقصف العدو لعدد من خيام النازحين في مواصي خانيونس، وشن غارات جوية على مدينة غزة فيما ارتكب العدو مجزرتين ضد عائلتي جرغون في معن وأبو طير في عبسان.
وارتقى شهداء وجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على مبنى الأحرار بمنطقة الشاطئ الشمالي غرب مدينة غزة.
كما وصلت إصابات إلى مستشفى الإندونيسي جراء قصف إسرائيلي على شمال غزة.
وقصفت طائرات الاحتلال مدرسة أربكان في جباليا البلد التي تأوي نازحين.
ووصل عشرات الإصابات إلى مستشفى العودة تل الزعتر جراء استهداف عدد من منازل المواطنين شمال قطاع غزة
وتحركت إسعافات إلى مخيم البريج بعد غارات إسرائيلية عنيفة.
كما قصفت عدة منازل في دير البلح وسط القطاع وارتكبت مجازر فيها.
وقال مصدر طبي إن مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، استقبل 17 شهيدًا معظمهم نساء وأطفال في الاستهدافات على المنطقة الوسطى.