40 دقيقة قدمت خلالها النيابة العامة مرافعة نارية في قضية قتل ابن سفير سابق داخل شقته بكومبوند شهير بالشيخ زايد سردت خلالها كافة وقائع الجريمة وحيلة المتهمين للتسلل الى شقة المجني عليه وتفاصيل تنفيذ خطتهم طمعا في ثراء الضحية.

وعلى منصة القضاء وقف المستشار إيهاب العوضي رئيس نيابة اول وثان الشيخ زايد ممثلا للادعاء ملقيا مرافعته طالبا بتوقيع اقصى العقوبة على المتهمين لبشاعة جرمهم وتطبيق القصاص منهم لما ارتكبوه، وتضمنت المرافعة ما يلي :

يسِمِ اللهِ الْحَكَمِ العَدْل شَدِيدِ العقابِ ذِي الطَّوْلِ القَائِلُ عَن شَأْنه:
" وَقَالَ الشَّيطانُ لما قُضِيَ الأمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وما كانَ لي عَلَيْكُم من سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُم لي فلا تلوموني ولوموا أنفُسَكُم ما أنا بِمُصْرِخِكُمْ وما أنتم بِمُصْرِخِي"

إِنَّ الْقَضِيَّةَ الْمَطْرُوحَةَ أَمَامَ عَدْلِكُمُ الْيَوْمَ، تُطِلُّ فِيْهَا الْجَرِيْمَةُ بِأَقْبَح صُوَرِهَا وَأَفْجَرِ مَلامِحَهَا الْنكْرَاءِ كَأَنَّمَا الدُّنْيَا قَدْ خَلَتْ مِنْ أَمْنِ وَأَمَانٍ تَأْخُذُنَا مِنْ عَصْرِنَا لِتَحُطَّ بِنَا بِأَوَّلِ الْزَّمَانِ يَوْمَ لَمْ يَكُنْ لِغَيرِ الْقَوِيِّ مَكَانٌ حَيْثَ لَا قَانُونَ وَلَا أَخُلاقَ وَلَا إِيْمَانَ حَيْثُ لاَ حُرْمَةَ لِعِرْضِ وَلَا بَيْتٍ وَلَا إِنْسَانٍ والْعَجَبُ كُلُ الْعَجَب إِنَّ مَا حَدَثَ قَدْ وَقَعَ بِزَمَانِيَا لَا بِذَاكَ الْزَمَانِ فَمَا سَأَقُصُّ عَلَيْكُمُ سَادَتِي هِيَ وَقَائِعُ قَضِيَّة .

.. اكتنفتها أَوْرَاقْنَا وَبِدَفَاتِرِنَا قيدت وَلَيْسَتْ أُقْصُوْصَةً مِنْ أَقَاصِيْصِ الْتَارِيخ أوْ أَسْطُوْرَةٍ مِنْ أَسَاطِيْرِ الظلام هؤلاء الماثلين بَيْنَ الْقُضْبَانِ الْبَالِيَةِ مَا انْفَكَّوا بالأمس القريب طلقاء بَيْنَ الْخَلَائِقِ الْآمِنَةِ مُتَجَرِّدين مِنْ كُلَّ قِيْمَةٍ عَرَفَتْهَا الإِنْسَانِيَّةُ مُتَرَفِّعين عَمَا جُبِلَ عَلَيْهِ قَلْبُ الْإِنْسَانِ مَنْ رَحْمَةٍ.

وَلَا أَتَحَامَلُ عَلَيْهِم إِذْ أَقُوْلُ إِنَّ الْبَشَرِيَّةَ فِي تَارِيخِهَا الطَّوِيلِ وَعَهْدِهَا الْسَّحِيْقِ قَلَّمَا تَعْرِفُ رجال كهؤلاء فِي بَلادَةِ إِحْسَاسِهم وَقَسَاوَةِ قَلْبِهِم وَاصْرَارِهِم عَلَى طَرِيقِ الخطيئةِ والفَشل فالمتهمون مِنْ فِئَةِ الأَغْرَارِ الْمَفْتُونِين التي طاشت احلامهم وعميت بصائرهم وقلوبهم فلم يروا من النور الا ظلاما ومن الخير الا شرا ومن وجوب الحفاظ على النظام والقانون الا استعبادا ورقا.

حَضَرَاتِ السَّادَةِ المستشارين أَعْضَاءَ الْهَيْئَةِ الْمُوَقَرَةِ.. اليوم نقف أمام عدلكم لنروي قصة عمرو جلال بسيوني الذي كان يحمل في قلبه أحلاماً وطموحات لا حدود لها.. قُتِلَ من لم يستوف سن الشباب، عاش حياته مُحِبَاً لمن حوله.. محباً لأسرته وأصدقائه.. ذلك الشاب الذي لم أكن أعرفه من قبل.. ولكني عرفته من خلال التحقيقات... تبينت صفاته الحميدة في العيون الباكية... وتلك الوجوه العابسة التي كانت تنم عما في نفوسهم من حزن وأسى، حتى لقد كان كل منهم يرى المصاب مصابه والفقيد فقيده فأبوا أن يذهب هذا الشاب إلى داره الأخيرة إلا محمولاً على أعناقهم فهو لم يعد بيننا اليوم  قُطِفَت روحه ظلماً ضحية لآثام لا تليقُ بالبشرية.

قضية اليوم أبطالها ثلاثة.. الطمع، الفشل والحقد أَمَّا عن الجُناةِ فَهُمْ كَذَلِكَ يوسف ومارك شابان بلغا كل منهما من العمر ثمانية عشر عاماً أو يزيد، الفَرْضُ فيهما أنهما طالبين للعلم، باحثين عن تحقيقِ الذَّاتُ بِحُسْبَان أنها طالبين بالجامعة تراجعت طموحاتها الباهتة وانحدرت أحلامهما إلى هاوية من الرغبات المريضة لم يأبها سوى بتحقيق حلم الثراء السريع ولو على حساب حياة إنسان صفات تلاقت، فتخبطا في عالم من الجرائم والأسرار فجعلا حياتهما حكاية من الدمار

أما إبراهيم فهو شاب لم تروضه الحياة .. تَسَلَّلَتْ إلى قلبه نيران الطمع والدناءة فصار عبداً للمادة بمنتهى البلادة نَشَأ في بيئة متواضعة لم يرى سوى مكسب قريب أو منفعة عابرة حين سنحت له الفرصة لم يتردد في إخفاء الدليل ثم استحضر كل مكر لمحاولة لإخفاء القتيل... اندفع بجشعه نحو الهاوية.

فالطمع والجشع والخداع منهاج هؤلاء قد حادوا عن الطريق المستقيم، واتَّخذوا مسلكاً ليس بالقويم، فاستحوذت عليهم صفات الحقد والجشع وهم في مقتبل حياتهم، وقَدْ طَبعَ ذَلِكَ عَلَى مَسْلَكهم وفشلوا في مناحي الحياة، فقادتهم تلك الرغبات المسمومة إلى ارتكاب الجرائم جريمةً تلو الأخرى ، ورغم ذلك عجزوا عن كبح جماح رغباتهم المسمومة، واستبد بهم شيطانهم، وعصف بهم الجشع الذي سلب منهم دينهم ويقينهم فأعماهم وسقطوا في بئرٍ من الإثم ينهلوا منه حتى الثمالة، فقد حمل عليهم شيطانهم، فأعمى بصيرتهم وبدد حياتهم، وسولت لهم أنفسهم بما حيلت عليه من خسة ودناءة وسوء النشأة وفساد التربية أن يقتلوا ويتحولوا لذئاب بشرية تتربص للفتك بالأمنين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النيابة العامة الشيخ زايد المزيد

إقرأ أيضاً:

بسبب 50 جنيها.. قرار عاجل ضد عاطل أنهى حياة عامل

قررت جهات التحقيق، حبس عاطل 4 أيام على ذمة التحقيقات، جريمة قتل عامل إثر مشادة حول مبلغ مالي بسيط، وقررت تشريح جثة المجني عليه لبيان سبب الوفاة والتصريح بدفنها.

منجد يعتدي على شاب ويصيبه بجروح قطعية في الوراقكسر ماسورة غاز بـ فصيل.. قوات الحماية المدنية تسيطر بدون إصاباتاحباط محاولة بيع 6 أطنان دقيق مدعم بالسوق السوداءماذا بعد المؤبد للمتهم فى قضية الطفل ياسين؟.. القانون يجيب

وتلقى اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، إخطارا من المقدم كريم سمير رئيس مباحث قسم أكتوبر ثان، يفيد بمصرع عامل وإصابة والده بجروح متفرقة نتيجة اعتداء بسلاح أبيض.

وكشفت التحريات، أن خلافا ماليا نشب بين المجني عليه «محمود .م»، 30 عامًا، عامل، والمتهم «أحمد .ر»، 25 عاما، عاطل، حول مبلغ 50 جنيهًا، تطور إلى مشادة كلامية، تدخل خلالها والد الضحية، قبل أن تتفاقم الأمور إلى مشاجرة، أقدم خلالها المتهم على طعن «محمود» ووالده بسكين، ما أسفر عن وفاة الابن متأثرا بإصاباته، ونقل الأب إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وتم القبض على المتهم وضبط السلاح المستخدم في الجريمة، وبمواجهته أقر تفصيليا بارتكابه الواقعة، وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها لكشف كافة ملابسات الحادث، وأصدرت قرارتها المتقدمة.

طباعة شارك جهات التحقيق حبس عاطل مشادة قتل عامل مبلغ مالي

مقالات مشابهة

  • أخيرًا .. جيسوس يودع الهلال
  • مرافعة قطر أمام العدل الدولية.. إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا في غزة
  • ياسمين موسى: مرافعة مصر أمام العدل الدولية أكدت ضرورة عمل أونروا في فلسطين المحتلة
  • بسبب 50 جنيها.. قرار عاجل ضد عاطل أنهى حياة عامل
  • اليوم.. المعارضة الاستئنافية للمتهمين بفبركة سحر مؤمن زكريا
  • الأردن يقدم مرافعة شفوية أمام محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال
  •  الأونروا تتهتم الاحتلال باستخدام 50 من موظفيها دروعاً بشرية  
  • القصة الكاملة للمقاتل السوري مجدي نعمة الذي بدأت محاكمته اليوم بباريس
  • نائب محافظ المنيا يضبط سيارة تقل 35 طفلًا للعمل بالمزارع ويُحيل الواقعة للنيابة
  • الأونروا تتهم إسرائيل بالتنكيل بموظفيها في غزة واستخدامهم دروعا بشرية