عربي21:
2025-03-24@12:23:50 GMT

اليوم التالي للحرب على غزة

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

أغلبُ الظن أن ما يؤخر ويُعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة هو أن إسرائيل ليس لديها أي سيناريو لليوم التالي بعد انتهاء هذه الحرب، وفي الوقت ذاته فهي تخشى بأن تعود حركة حماس إلى حُكم وإدارة القطاع، وهو ما سيعني بالضرورة أن حرب الـ15 شهراً، التي هي الأطول في تاريخ إسرائيل قد فشلت في الإطاحة بحركة حماس ونظام حُكمها في القطاع.



ومن الواضح أن إسرائيل تتمسك بفكرة أن يكون الاتفاق المقبل مؤقتاً، حيث إن كل المسودات التي تم تسريبها عبر الصحافة العبرية لاتفاق وقف إطلاق النار، تتمسك بفكرة «الهدنة المؤقتة»، وهو ما يدل على وجود قلق إسرائيلي واضح من أن يكون اليوم التالي لهذه الحرب كاليوم السابق لها، وأن لا تكون هذه الحرب قد نجحت في تقويض قدرات حماس ولا إنهاء حكمها في القطاع.

ثمة خبران مهمان في هذا السياق ظهرا في الصحافة الإسرائيلية، خلال الأيام القليلة الماضية، أما الأول فهو الذي نشرته مجلة «إيبوك» العبرية، ونقلت فيه عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، إن حركة حماس استأنفت مؤخراً إطلاق الصواريخ من مناطق مختلفة في قطاع غزة، بما في ذلك الشمال، تجاه أهداف مختلفة بعد انقطاع دام عدة أشهر. وهذا – حسب المصادر الأمنية – يشير إلى تعافي الجناح العسكري لحماس وعودته جزئياً إلى إنتاج الصواريخ، حيث أنتجت الحركة مئات الصواريخ الجديدة، التي تم تصنيعها بعد إدخال مخارط في الأنفاق.

الخبر الثاني المهم في هذا السياق هو ما نشرته القناة 12 العبرية قبل أيام، الذي يُفيد بأن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً لمعرفة ما إذا كانت الهجمات الأخيرة التي نفذتها حماس تم فيها استخدام ذخيرة إسرائيلية، من تلك التي تم إمطارُ غزة بها طوال الشهور الـ15 الماضية، وهي أطنان من الذخيرة تبين أن بعضها لم ينفجر، وهو ما يُمكن بكل تأكيد إعادة ترميمه واستخدامه. وأوضحت القناة العبرية أن الجيش الإسرائيلي أطلق عشرات الآلاف من الذخائر على قطاع غزة، وأن سلاح الجو وحده أسقط نحو 30 ألف قنبلة منذ بداية الحرب على القطاع. وأضافت أن «آلاف الذخائر والقنابل التي أسقطها سلاح الجو الإسرائيلي في قطاع غزة لم تنفجر، وبعضها يزن طناً». هذان الخبران – إذا صحّا – فهذا يعني أن مشاغل وورش تصنيع السلاح المحلي في غزة عادت إلى العمل، على الرغم من استمرار الحرب، وهذا الأمر لم يحدث في السابق إذ لم يكن من المتوقع أن يكون لدى هؤلاء المقاتلين القدرة على العمل في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها، لا بل أن هذا معناه أن حماس عادت إلى ترتيب صفوفها، وتأقلمت مع الحرب الطويلة، ولديها قدرة على الحركة والتخطيط والتنفيذ، وهذا كله يُفسر ارتفاع زيادة وتيرة الخسائر الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية.

بعد 15 شهراً من الحرب لم يستطع نتنياهو استعادة أي من أسراه، ولا نجح في القضاء على حماس، كما لم ينجح في تحقيق الأمن للإسرائيليين.. والأهم من ذلك أنه هو شخصياً لا يعلم مصيره في اليوم التالي للحرب ولا يعرف ما شكل القطاع في ذلك اليوم.
ما يُطيل أمد هذه الحرب ويُعرقل التوصل إلى اتفاق، أو صفقة، هو أن نتنياهو ليس لديه مفتاح لليوم التالي، ولا سيناريو مُرضٍ، فلا هو تمكن من القضاء على حركة حماس ولا نجح في شل إمكاناتها العسكرية، وفي الوقت نفسه فإن موجة التحريض الممنهجة طوال شهور الحرب لم تنجح في إخراج الفلسطينيين المنكوبين للتمرد الداخلي على الحركة. كما أن من الواضح تماماً أن نتنياهو لم يجد طرفاً فلسطينياً يقبل بالتعاون مع إسرائيل في غزة بما في ذلك خصوم حماس، الذين ينتقدونها ليل نهار.

الواضح أن شبح غزة سيظل يُطارد اسرائيل إلى ما شاء الله، فقد تمنى قادتها سابقاً أن تغرق في البحر وتمنوا لها أن تختفي، وخلص أرييل شارون إلى الانسحاب الكامل والتام بقرار أحادي من القطاع في عام 2005، فيما عاد نتنياهو مجدداً إلى القطاع معتقداً بأن لديه ما يُمكن أن يفعله، لكن الواضح أنه لم ولن ينجح في تحقيق شيء لإسرائيل.. فبعد 15 شهراً من الحرب لم يستطع نتنياهو استعادة أي من أسراه، ولا نجح في القضاء على حماس، كما لم ينجح في تحقيق الأمن للإسرائيليين.. والأهم من ذلك أنه هو شخصياً لا يعلم مصيره في اليوم التالي للحرب ولا يعرف ما شكل القطاع في ذلك اليوم.

(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينيين فلسطين غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة رياضة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیوم التالی فی ذلک

إقرأ أيضاً:

وزارة الصحة: عدد القتلى في غزة يتجاوز 50 ألف منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس

(CNN)-- أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد، أن عدد القتلى في القطاع تجاوز 50 ألف شخص بعد أشهر من القتال، في نقطة تحول قاتمة في حرب لا نهاية لها في الأفق، مع استئناف إسرائيل للقتال وتحذيرها من أيام أكثر صعوبة.

وقالت الوزارة إن 41 شخصا قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليصل إجمالي عدد القتلى إلى 50,021.

ولا تميز السلطات في غزة بين القتلى المدنيين ومقاتلي حماس عند الإعلان عن أعداد الضحايا، لكن وزارة الصحة والأمم المتحدة تقولان إن غالبية القتلى من النساء والأطفال. وقد يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير، إذ يُعتقد أن الآلاف لا يزالون تحت الأنقاض.

وارتفع عدد القتلى مع استئناف إسرائيل حربها مع حماس هذا الأسبوع، وأنهت بذلك وقف إطلاق النار الذي دام لشهرين في غزة. وقد جعلت الغارات الجوية المتجددة، يوم الثلاثاء، أحد أكثر الأيام دموية للفلسطينيين منذ بدء الحرب، حيث قُتل أكثر من 400 شخص بنيران إسرائيلية، بحسب وزارة الصحة. وبحلول الأربعاء الماضي، استأنفت إسرائيل أيضا عمليتها البرية في القطاع.

وشنت إسرائيل حربها على حماس بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب الهجوم المفاجئ للحركة المسلحة على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 251 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية.

ووصفت حركة "حماس" الهجوم الأخير بأنه "خرق جديد وخطير" لاتفاق وقف إطلاق النار. وتقول الحركة المسلحة إنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته مع إسرائيل في يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الحركة أطلقت، الخميس، أولى صواريخها على إسرائيل منذ انهيار الهدنة.

ولم يعد أمام سكان غزة سوى أمل ضئيل في تباطؤ وتيرة القتل، إذ يحذر مسؤولون إسرائيليون من أن القادم سيكون أسوأ بكثير.

وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس هذا الأسبوع، بأن يدفع سكان غزة "الثمن كاملا" إذا لم تتم إعادة الرهائن الإسرائيليين وظلت حماس قادرة على الحكم في القطاع.

وقال كاتس: "أعيدوا الرهائن واقضوا على حماس، وستُتاح لكم خيارات أخرى - بما في ذلك الذهاب إلى أماكن أخرى في العالم لمن يرغب، والبديل هو الدمار والخراب الكامل".

وفي خطاب متلفز الثلاثاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أريد أن أؤكد لكم: هذه مجرد بداية".

وقد نزح كل سكان غزة تقريبا، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، من منازلهم. وتضرر نظام الرعاية الصحية في القطاع بشكل كبير، وأصبحت المستشفيات في كثير من الأحيان مركزا للقتال. وتتكشف أزمة إنسانية ومجاعة في أجزاء من غزة، حيث منعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة في وقت سابق من هذا الشهر، كما تعيق عمليتها الأخيرة توزيع المساعدات.

وتعثرت مفاوضات تمديد وقف إطلاق النار تقريبا منذ دخوله حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي. وأصرت حماس على التمسك بالإطار الأولي الذي وقعته مع إسرائيل في يناير، والذي كان من شأنه أن يشهد انتقال الطرفين إلى المرحلة الثانية في الأول من مارس/آذار. وبموجب شروط المرحلة الثانية، كان يتعين على إسرائيل الانسحاب بشكل كامل من غزة والالتزام بإنهاء الحرب بشكل دائم. في المقابل، تفرج حماس عن جميع الأسرى الأحياء.

ولم يتم تنفيذ المرحلة الثانية، واستأنفت إسرائيل الحرب، مستشهدة برفض حماس المزعوم "لمقترحي وساطة قدمتهما الولايات المتحدة" و"تهديداتها بإلحاق الأذى بالجنود الإسرائيليين والمجتمعات الإسرائيلية" كمبرر لهجماتها على غزة.

ولا تُنكر إسرائيل مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين في حربها على غزة. مع ذلك، فإنها كثيرا ما جادلت بأن أرقام وزارة الصحة الفلسطينية مُبالغ فيها، وأن حماس تتحصن بين المدنيين وتستخدمهم كـ"دروع بشرية".

وقالت الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية مرارا إنهما تعتقدان أن أرقام وزارة الصحة دقيقة، وقدّرت دراسات أكاديمية مستقلة أن الحصيلة الحقيقية للقتلى من المرجح أن تكون أعلى بكثير.

ولا يتسن لشبكة CNN التحقق من الأرقام بشكل مستقل، كما أن الحكومة الإسرائيلية لا تسمح للصحفيين الأجانب بدخول غزة بشكل مستقل.

مقالات مشابهة

  • معضلة «اليوم التالي»
  • نتنياهو يبحث مع روبيو استئناف الحرب على غزة وحماس تطالب الوسطاء بالضغط
  • اسرائيل تواصل سفك الدماء والدمار في غزة واخلاء قسري لسكان رفح
  • وزارة الصحة: عدد القتلى في غزة يتجاوز 50 ألف منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس
  • إسرائيل مستعدة للتفاوض مع حماس قبل شن أي غزو واسع على غزة
  • إعلام عبري: نتنياهو يقودنا للهاوية.. وكاتب: النار التي تشعلها إسرائيل ستعود لتحرقها
  • أوهام نتنياهو بالتفاوض تحت النار هل تعيد المحتجزين؟
  • كاتب إسرائيلي: استئناف العدوان على غزة سببه اليوم التالي وليس الأسرى
  • مجموعة الأزمات الدولية: التصعيد العسكري في غزة انعكاس لأزمات نتنياهو الداخلية
  • الهروب إلى الحرب.. هل تنقذ الجرائم حكومة نتنياهو؟