باحث سياسي: تعرض بعثات الدبلوماسية الفنزويلية لهجوم أحداث عارضة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
لم تمر سوى أقل من أسبوع على تنصيب نيكولاس مادورو، رئيسا لفنزويلا لولاية رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات، وبدأت البعثات الدبلوماسية والقنصلية للحكومة الجديدة، تتعرض لهجمات في 5 دول بينها 3 أوروبية ودولتان من القارة الأمريكية.
وزارة الخارجية الفنزويلية، قالت من جانبها، إن مكاتبها القنصلية تعرضت لهجمات من قبل ما وصفته بـ«متطرفين»، وفق لما ذكرته وكالة «شينخوا» الصينية للأنباء.
كان نيكولاس مادورو، البالغ من العمر 62 عاما، الذي يتولى السلطة في فنزويلا منذ 2013، بعد وفاة هوجو شافيز، أدى اليمين الدستورية، أمام الجمعية الوطنية البرلمان، يوم الجمعة الماضي، لتولي رئاسة البلاد لولاية رئاسية ثالثة لـ6 سنوات، وسط احتجاجات من المعارضة، ورفض كل من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا الاعتراف به.
تنصيب مادورو
وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل، أعلن، في وقت سابق، تعرض 5 بعثات دبلوماسية وقنصلية لبلاده في كولومبيا، كوستاريكا، ألمانيا، إسبانيا، والبرتغال، للهجوم، ووصفها بعمل منسق للمعارضين السياسيين الفنزويليين.
كتابات على العلم الفنزويلي
وقال جيل، إن «المتطرفين»، وفقا لتعبيره، يريدون إلحاق الضرر بأراضي فنزويلا، ونشر الوزير الفنزويلي، صورا عبر حسابه بموقع «إنستجرام»، حول الاعتداء على البعثات الدبلوماسية لبلاده بينها الرسم على علم فنزويلا، على واجهات مقر البعثات، بالإضافة إلى صورة إدموندو جونزاليس المعارض بوشاح رئاسي.
ووفق لوسائل إعلام كولومبية بينها صحيفة «إل تيمبو» الكولومبية، اتهمت السلطات في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، «كومانديتوس»، هي مجموعات حملة زعيم المعارضة إدموندو جونزاليس، المسؤولية عن الأحداث، دون تقديم أدلة.
وقال الدكتور محمد عطيف، باحث في العلاقات الدولية بجامعة شعيب الدكالي في المغرب والمتخصص في شؤون أمريكا الجنوبية، إن الهجمات على البعثات الدبلوماسية هي بلا شك مؤشر على تصاعد التوترات، لكنها قد تظل أحداثا عارضة ما لم ترتبط بسلسلة من التطورات المماثلة.
مستقبل فنزويلا يعتمد على قدرة النظام والمعارضة على التفاوضوأضاف عطيف، في تصريحات لـ«الوطن»، إن مستقبل فنزويلا يعتمد بشكل كبير على قدرة النظام والمعارضة على إيجاد صيغة للتفاوض، وكذلك على سياسات المجتمع الدولي، خاصة مع تغير الإدارة الأمريكية.
وأعرب المتخصص في شؤون أمريكا الجنوبية، عن اعتقاده، أن هذه الهجمات التي أثارت تساؤلات حول دوافعها وتداعياتها على الوضع الداخلي والخارجي لفنزويلا، وجاءت في سياق توترات سياسية متصاعدة بين حكومة نيكولاس مادورو ومعارضيه، سواء في الداخل أو الخارج.
توقيت الهجمات وتصعيد الضغوط الدولية
وتابع عطيف، بأن على الرغم من محدودية المعلومات الدقيقة عن هوية المنفذين أو دوافعهم، فإن توقيت الهجمات قد يكون مرتبطا بتصعيد الضغوط على النظام الفنزويلي دوليا.
وأشار محمد عطيف، إلى أن طبيعة الهجمات لم تصدر تقارير مفصلة حول حجم الأضرار أو طبيعة الهجمات إن كانت مادية أو رمزية، لكن استهداف المنشآت الدبلوماسية يشير إلى وجود رسائل سياسية موجهة ضد الحكومة الفنزويلية.
كولومبيا تشكل معقلا للمعارضة الفنزويليةوأضاف أنّه يمكن القول في هذا الصدد، إن اختيار دول مثل كولومبيا وكوستاريكا يعكس صراع النفوذ في المنطقة، حيث تشكل كولومبيا، على وجه الخصوص، معقلا للمعارضة الفنزويلية والمواقف الصارمة تجاه مادورو، مشيرا إلى أن يمكن لهذه الأحداث أن تكون امتدادًا للصراع السياسي الداخلي الذي تسعى المعارضة فيه إلى تعبئة المجتمع الدولي ضد مادورو.
وأوضح الدكتور محمد عطيف، أن على المستوى الدولي قد تكون هذه الهجمات مدفوعة بمحاولة إحراج النظام أو زيادة الضغط عليه مع اقتراب استحقاقات سياسية مهمة، وتابع قائلا، إنه بطبيعة الحال، إذا استمرت الضغوط الدولية والداخلية دون حلول سياسية، فقد يتطور الوضع نحو مزيد من العنف الداخلي، وفضلا عن ذلك، قد يؤدي هذا إلى مزيد من العزلة الدولية للنظام الفنزويلي، وربما يفاقم الأزمة.
وأشار إلى أنّ هذا البلد اللاتيني يعيش حالة من الاحتقان السياسي والاقتصادي منذ سنوات، مع انهيار الاقتصاد وارتفاع معدلات الفقر والهجرة الجماعية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فنزويلا رئيس فنزويلا مادورو نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو كولومبيا تنصيب مادورو وزير خارجية فنزويلا وزير الخارجية الفنزويلي كاراكاس حكومة فنزويلا
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني والقوة المشتركة تتصدى لهجوم “الدعم السريع” على معسكر زمزم
السودان – أفادت وكالة الأنباء السودانية “سونا” بأن القوات المسلحة والقوة المشتركة تصدت لهجوم شنته قوات “الدعم السريع” على معسكر زمزم للنازحين جنوب غربي مدينة الفاشر.
وقالت الوكالة في بيان: “صدت القوات المسلحة والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح باسناد من سلاح الجو والمستنفرين وقوات الدفاع عن النفس (قشن) اليوم (الاثنين)، هجوما شنته مليشيا آل دقلو الإرهابية على معسكر زمزم للنازحين جنوب غرب مدينة الفاشر”.
وأضافت: “تمكنت القوات من تدمير عدة مركبات قتالية، وكبدتهم (الدعم السريع) خسائر في الأرواح والعتاد، ولاذ من تبقي منهم بالفرار والهروب إلى خارج المعسكر محتميا بالمزارع، بينما توجه الآخرون منهم صوب منطقة عرب بشير، والمناطق المجاورة”.
وأكدت الفرقة السادسة مشاة في الجيش السوداني بحسب إيجازها الصحفي، “خلو معسكر زمزم من المليشيا، وأن الأوضاع تحت السيطرة تماما”. كما جددت الفرقة استعداد القوات وجاهزيتها للتعامل مع أي هجوم محتمل في المعسكر.
ويأتي الهجوم عقب هدوء في معسكر زمزم استمر لأيام. ووفقا لتصريحات مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور فإن الهجوم الذي جرى في زمزم الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل 25 شخصا من بينهم نساء وأطفال وإصابة 47 آخرين، واختطاف 9 أشخاص بجانب حرق 37 منزلا و8 آلاف محل تجاري وعدد من المساجد والمدارس. وخروج 11 من آبار الماء عن الخدمة ونهب مئات المركبات.
ووفقا لتقديرات الغرفة التجارية بمعسكر زمزم، فإن الخسائر المالية قدرت بحوالي 25 مليون دولار. واتهم الجزار حاتم أبوبكر قوات الدعم السريع بسرقة وإحراق أكثر من 1600 رأس من المواشي، مما أدى إلى انهيار تجارة اللحوم في المعسكر بشكل كامل.
ويؤكد مختبر العلوم الإنسانية في كلية ييل للصحة العامة في الولايات المتحدة، في تقرير اعتمد على صور الأقمار الاصطناعية، أن نصف سوق معسكر زمزم تعرض للحرق، وأشار التقرير إلى أن 13 قرية من بينها سلومه وعمار جديد تعرضت أيضا للحرق جراء الهجمات.
وتتهم قوات “الدعم السريع” الجيش السوداني والقوة المشتركة بتحويل معسكر زمزم إلى قاعدة عسكرية واتخاذ النازحين دروعا بشرية. وكان عدد النازحين في معسكر زمزم قبل اندلاع الحرب يبلغ 500 ألف، وتضاعف العدد خلال العامين الماضيين ليصل إلى مليون شخص.
وقالت منظمات دولية ووجهات عديدة إن المعسكر يقع تحت طائلة المجاعة حيث يعاني عدد كبير من سكانه من سوء التغذية الحاد الوخيم.
المصدر: وكالات