هند سعيد صالح: والدي مكنش بيصلي وعمره ما مسك مصحف وسجنه كان نعمة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تطرقت هند بنت الفنان سعيد صالح، إلى الحديث عن كواليس سجن والدها الذي غيره 180 درجة حسبما قالت، راوية أن والدها لم يكن يصلي أو يقرأ القرآن أو يلتزم بأي تعاليم دينية من زكاة أو صوم.
وقالت: “كان والدي مسلمًا وفقًا لما هو معتاد في مصر، لكنه لم يكن يصلي، لا أذكر أنني رأيت مصحفًا في غرفته، مثلما كان الحال مع بعض المصريين في ذلك الوقت، حيث وُلدنا مسلمين وعشنا كمسلمين وسنرحل كمسلمين”.
وتابعت: “عندما دخل والدي السجن، لم يكن هناك أحد، لا هند ولا نادية، ولا ماما، ولا عمل، ولا عادل إمام، ولا أصحاب أو شلة، لم يكن هناك أي شيء، كل ما كان موجودًا هو أشخاص لا يعرفهم ولا يعرفونه، لكنهم أحبوه لأنه فنان”.
وأكملت : “ما حدث كان نعمة عظيمة، وكأن شخص قال له تعالى صل وصوم واعرف دينك، إذا اعتبرنا أنفسنا، أسرة ملتزمة، فإن والدي هو أول من التزم، حيث كان هو من بدأ قبل والدتي، التغيير جاء بشكل طبيعي ودون ضغوط، ولم يكن هناك أي ضغط أو توجيه".
وأوضحت: "والدي كان بمفرده مع المصحف وعم يوسف الذي قابله في السجن وشجعه، ولم يكن هناك أي شخص آخر معهم، هو فهم معاني المصحف بنفسه، ولم يكن هناك من يشرح له، بالطبع، بعد ذلك بدأ يسأل، لكنه تغير تمامًا وأصبح شخصًا آخر”.
وأردفت: “أستطيع أن أقول إن فترة السجن كانت بمثابة نعمة له، لأنه لو لم يدخل السجن، لكان استمر في حياته كما هي، والتي لا أستطيع أن أصفها بأنها صحيحة أو خاطئة، لأنني لا أملك الحق في محاسبة والدي، بالنسبة لي، كان والدي لا يصلي، ولم يكن يقرأ القرآن، وكان يحفظ بعض السور القصيرة كما يفعل الأطفال”.
وأكدت: “لكن السجن جعل منه شخصاً مختلفاً، حيث أصبح أكثر هدوءاً وزاد وزنه، أذكر أنه كان يقوم بأداء أدوار رائعة، وكان لديه تأثير كبير عليّ، رغم أنه لم يكن سعيداً قبل دخوله السجن”، جاء ذلك خلال تصريحات في إحدى القنوات على موقع “يوتيوب”، أمس الاثنين.
شاهد الفيديو بالضغط هنا..
وكان الفنان سعيد صالح قال في مقابلة تلفزيونية مع الفنانة “صفاء أبو السعود”، إنه كان في السجن: "مشغولًا جدًا، ولم يكن لديه وقت لزيارة هند وأم هند، ولا عادل إمام، ولا أصدقائي. كنت أقول لهم إنهم يعيقونني، كنت مشغولًا بأعمال كثيرة داخل السجن. قبل خروجي من السجن بعشرة أيام، كتبت لنفسي: "أين سأذهب؟ أنا هنا محروس، والناس تحرسني".
وتابع: “كنت أستمتع بحياتي، فقد زاد وزني من 62 كيلو إلى 82 كيلو، كنت ألعب كرة القدم، وأمارس الرياضة، وأقرأ القرآن، وأصلي، وأقوم بأعمال خيرية كثيرة. أحيانًا، كان أصدقائي يرسلون لي عجولًا أفرقها داخل السجن”.
اتجهت لربنا فأعطاني العزم
وأكمل: “كنت أفكر في ما يمكنني فعله خارج السجن، لكنني كنت أعلم أنني هنا، كنت أعرف كل شيء عن أماكن السجن، هذا هو عنبر المدانين، وذاك عنبر المخدرات، وآخر للجنح، لكن في الخارج، لا أستطيع أن أميز بين المجرمين، فهم جميعًا يشبهون بعضهم البعض".
وواصل: "حتى أنني اقترحت أن نأخذ لافتة سجن الحضرة التي في الخارج ونضعها داخل السجن، لنقرأها نحن، بينما من هم في الخارج هم من يجب أن يكونوا في السجن، كنت أشعر أنني أكثر حرية هنا، لدرجة أنني عندما توجهت إلى الله، منحني الصبر والعزم وأقرأ قصة أولي العزم وسيدنا يوسف وسيدنا يونس وواقعة الحوت، وكنت أجهل أشياء كثيرة عن ديني عرفتها”.
زملاء سعيد صالح في السجن
وفي ذات الحلقة فاجئت الفنانة صفاء أبو السعود سعيد صالح بأحد زملائه في السجن يدعى “عبد ربه”؛ إذ قال بإن سعيد صالح حببه في الحياة وغير من شخصيته الإجرامية.
وعلق سعيد صالح: “ عبد ربه كان يعيش حياته بين السجن والخروج منه، حيث قضى معظم وقته في السجن، لم يكن سجنه بسبب جرائم خطيرة، بل كان يقوم بتمثيل مشاهد في الشارع وينصب على الناس، كان يتظاهر بأنه ليبي ويعرض عليهم بضاعة، في حين كانت تلك البضاعة عبارة عن مخدرات، كان يبيعها للناس على أنها حشيش، ويقوم بتمثيل مشاهد في الشارع وكأنها مسرحية، لو كان قد استغل موهبته بشكل صحيح، لكان بإمكانه أن يصبح ممثلاً جيداً”.
وأردف: "استمر في هذا الأسلوب حتى جاء وقت توبته، وبعدها دخل السجن بسبب القضايا التي ارتكبها، كان يزورني في السجن، حيث كان يعتقد أن الخروج عن النص يعني الخروج عن القوانين، لكن في الحقيقة، لم يكن هناك شيء في السجن اسمه "الخروج عن النص" في السجن، كان هناك قضايا تتعلق بالمخدرات والآداب العامة، لكن لم يكن هناك أي شخص يتحدث عن الخروج عن النص.
وتابع: "عندما دخلت السجن، كان هو من يجلب لي الطعام، وكنا نتبادل الأدوار، حيث كنت أنا السجين وهو من يعتني بي، كان صديقي وأخي، إنسان طيب وذو أخلاق عالية. لكنني كنت أقول له إن الوضع غير معقول، فأنا من يجب أن أكون في الخارج وهو من يجب أن يأتي لي بالطعام، كنا نريد أن نوضح للناس معنى "ابن البلد" وكيف أن هناك أشخاصاً طيبين في المجتمع".
سبب سجن سعيد صالح
في عام 1981 قدم «صالح» مسرحية «لعبة اسمها الفلوس» وعلى إثر جملة قالها سعيد صالح خروجا على النص في مسرحية «لعبة اسمها الفلوس» فقد قال «أمى اتجوزت 3..الأول وكلنا المش والتانى علمنا الغش والثالث لا بيهش ولا بينش».
وتم اتهام سعيد صالح بالسخرية من رؤساء مصر، مما أدى إلى حكم المحكمة بحبسه لمدة 6 أشهر مع تغريمه بمبلغ 50 جنيهًا، بعد ذلك، نشأ توتر بينه وبين الرقابة، التي اتهمته بالخروج عن النص والآداب والتعرض للقيم الدينية.
وفي نفس الجلسة، أصدر القاضي محمد بدر حكمًا بحبس سعيد صالح احتياطيًا لمدة 7 أيام في سجن الحضرة بالإسكندرية عام 1981، ليكون بذلك أول فنان يُحبس احتياطيًا على ذمة التحقيق بسبب خروجه عن النص، كما رفضت المحكمة طلب الرد، وفرضت غرامة قدرها 100 جنيه على سعيد صالح.
وأسقطت حقه في طلب رد القاضي. أثارت القضية ضجة كبيرة، مما دفع القاضي إلى التنحي نظرًا لأنها أصبحت قضية رأي عام، وتناولها الكثيرون سواء بعلم أو بجهل.
لاحقًا، أصدر القاضي المنتخب لمتابعة القضية، عبد الوهاب أبو الخير، قرارًا بالإفراج عن سعيد صالح بكفالة مالية قدرها 100 جنيه، حيث انهار باكيًا بعد صدور الحكم بالإفراج عنه، وفقًا لما ذكره بلال فضل في برنامج "الموهوبون في الأرض".
وتبين لاحقًا من خلال حوار صحفي أجراه رشاد كامل مع سعيد صالح حول القضية أن سبب الحبس لم يكن كما تداول الناس من قصة الاستهزاء بالرؤساء، بل كان بسبب سخرية صالح من شخص نائم أثناء المسرحية. فقد أوقف العرض وسخر منه دون أن يدرك في تلك اللحظة أن هذا الشخص هو قاضٍ، وأنه سيواجهه لاحقًا.
قال صالح: "وقعتك سودة يا سعيد.. أقصى عقوبة هاخدها 50 جنيه". ومع ذلك، أضاف القاضي في تقرير الرقابة عبارة تتعلق بالمخالفات الأخلاقية، مشيرًا إلى أنه خلع بنطاله على المسرح، مما أدخل صالح ضمن المادة 39 المتعلقة بالآداب، والتي تصل عقوبتها القصوى إلى 3 سنوات.
لكنه نفى ما ذكرته الرقابة بشأن خلع بنطاله، مؤكدًا أنه "يحترم جمهوره" وأنه كان يرتدي سروال فلاحي وليس بنطالًا، حيث كان يمثل شخصية فلاح ساذج. وأكد أنه يجب أن تكون هناك حدود للرقابة، لأن إدراك الرقيب ووعيه لا يسمح له بفهم ما يحدث على المسرح والدراما فيه.
وكان صديقه الفنان عادل إمام توجه بحسن نية إلى منزل القاضي ومعه 3 محامين ليطلب منه الإفراج عن سعيد صالح، فما كان من القاضي محمد بدر إلا أن أنذر الفنان بمغادرة منزله وإلا اتخذ إجراءات قانونية ضده.
في 1 أغسطس 2014، أعلنت وسائل الإعلام ، عن وفاة الفنان سعيد صالح عن عمر يناهز 76 عاما بعد رحلة معاناة مع المرض.
وقالت وسائل الإعلام ، “فارق عالمنا منذ قليل، النجم الكبير سعيد صالح بعد معاناة طويلة مع المرض استمرت عدة سنوات عن عمر يناهز 76 عاما، بعدما تدهورت الحالة الصحية للفنان مؤخرا وتم نقله إلى مستشفى المعادي للقوات المسلحة ودخل فى غيبوبة ولم يفق منها خلال يومين سوى مرة واحدة فقط”.
ونقلت وسائل الإعلام عن الأطباء تأكيدهم أنه “لم يكن من المفترض أن يغادر المستشفى الفترة الماضية لكنه أصر على استكمال علاجه بالمنزل، على أن يقوم بالذهاب للمستشفى دوريا ولكن مع تدهور الحالة كان يجب أن ينقل فورا للمستشفى”.
وكان صالح تعرض لقرحة في المعدة وخضع لعملية نقل دم لمواجهة الأنيميا منتصف شهر مايو وظل في المستشفى قرابة الأسبوعين زاره خلالها العديد من النجوم على رأسهم نبيلة عبيد، كما عانى الفنان الكبير من خلافات شديدة وقعت بين زوجته الثانية وابنته هند، التى تؤكد دائما أن زوجة أبيها تمنعها من زيارته أو العناية به.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سعيد صالح سعيد صالح مدرسة المشاغبين سعيد صالح وعادل إمام عادل إمام وسعيد صالح عادل امام سعيد صالح الفنان سعيد صالح السجن سعيد صالح سعيد صالح السجن الخروج عن النص لم یکن هناک أی فی الخارج عادل إمام سعید صالح فی السجن ولم یکن یجب أن
إقرأ أيضاً:
48 ساعة .. عبد المنعم سعيد: ترامب لم يتحدث عن التهجير لانشغاله بالأزمات الداخلية
أكد المحلل السياسي وعضو مجلس الشيوخ د. عبد المنعم السعيد أنه لازال من الصعب القفز للحديث عن المرحلة الثانية من إتفاق غزة ومازلنا في الاولى منه ولكن في ذات الوقت ينبغي الاستعداد لذلك خاصة أننا أمام معركة دبلوماسية وسياسية بل وإعلامية والفروقات فيها دقيقة للغاية .
وأضاف، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي عبر قناة ON: "من المؤكد أنه إذا أردنا الدفع بعملية التحرير الفلسطينية، فإن تراجع حماس عن المشهد في هذه المرحلة قد يكون ضروريًا بأن تنزوي في المرحلة الحالية لا نريد الآن الحديث عن تصرفات حماس في الفترات السابقة التي شهدت عرقلة عملية السلام بعد اتفاق أوسلو من خلال تنفيذ عمليات انتحارية وعسكرية، لكن في الحرب الخامسة على غزة، تكررت هذه التصرفات لأسباب إقليمية وأخرى فلسطينية."
أوضح أنه في هذه المرحلة ينبغي التركيز على الحل النهائي، والذي يتضمن وفقًا لـالورقة المصرية وقف إطلاق النار لمدة عشر سنوات، مشددًا على ضرورة تفادي المزيد من الحروب بعد خمس جولات سابقة، قائلًا:"لا ينبغي أن تكون هناك حرب سادسة أو سابعة، بل يجب أن نعمل على بناء عملية سلام حقيقية بين جميع الأطراف."
تعقيبًا على ذلك، قالت لميس الحديدي إن عملية السلام الجادة تتطلب التزام الجانبين، و أشارت إلى التصريحات المتشددة الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي أكد أنه لا مكان لحماس أو السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، إضافة إلى طرح دونالد ترامب المتعلق بالتهجير، متسائلة: "كيف يمكن الحديث عن عملية سلام في ظل هذه المعطيات؟ هل نحن أمام مفهوم "اللاسلام" المطلق؟" ورد عبد المنعم السعيد قائلًا:"مصطلح "اللاسلام" جيد لكنه يعكس بعض النسبية. أعتقد أن الحديث عن التهجير انتهى بعد المواقف الواضحة من مصر والسعودية والأردن، حيث رفضت الاستراتيجية العربية هذه الفكرة تمامًا، وكذلك تصريحات بنيامين نتنياهو التي تنسف الحل السياسي وتضر بالشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، إضافة إلى دول المنطقة بأكملها."
وأضاف أن هناك خطة متكاملة عربية قدمتها مصر " ذات قدمين " ، مشيرًا إلى أن: القدم الاولى لها تتحدث عن عملية الاعمار و هناك خطط جاهزة بالفعل، مع استعدادات ملموسة عند معبر رفح. و الفكر المعماري المصري الذي يركز على إعادة الإعمار وفق رؤية معمارية وتنموية متكاملة. بالاضافة إلى إن مصر لديها مشروع سلام يعتمد على حل الدولتين، معتبرًا أن تصريحات ترامب ونتنياهو مجرد مناورات سياسية لن يتم تنفيذها لان تنفيذها يتطلب مواجهة كبرى "
وأشار السعيد إلى أن تصريحات ترامب خلال الـ48 ساعة الماضية بدأت تشهد تغيّرًا تجاه مسألة التهجير، لافتًا إلى أن: ترامب يواجه معركة داخلية كبيرة مع السلطة القضائية. وأن ملف أوكرانيا لا يقل أهمية عن غزة بالنسبة له، بل يعد أولوية رئيسية.
وأوضح أن ترامب يسعى لاستثمارات سعودية كبيرة في الولايات المتحدة، وكذا الوضع بالنسبة للامارات وهو ما لا يمكن أن تقدمه إسرائيل لواشنطن.