تغير الشرق الأوسط كثيرًا بعد ولاية ترامب الأولى.. فهل تبقى دول الخليج وفيّة لعرّاب اتفاقيات التطبيع؟
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
خلال ولايته الأولى، جمعت الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بدول الخليج علاقة أقل ما يقال عنها إنها كانت "طيبة" ومتناغمة. ورغم أن القادة الخليجيين سارعوا إلى تهنئة الزعيم الجمهوري بعودته للبيت الأبيض، فإن الحديث يجري عن صعوبة عودة المياه إلى مجاريها.. فما القصة؟
اعلاناختلفت منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير خلال السنوات الأربع التي غاب فيها ترامب عن البيت الأبيض، لذلك من غير المؤكد أن يحافظ صاحب مقولة "فلنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" على عظمة العلاقة التي كانت تربطه بحلفائه في الخليج، بحسب مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
إذ يمكن لعدة نقاط خلافية، منها إسرائيل وإيران وسياسات الطاقة، أن تعكر صفو المودة مع كل من السعودية وقطر والإمارات، بحسب الصحيفة.
حرب غزة وتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيليةبعد تعرضه لمحاولة اغتيال، كان الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي الأمير تركي الفيصل أول من حرّك المياه الراكدة مع ترامب، فبعث له برسالة نُشرت في نوفمبر في صحيفة "ذا ناشيونال"، قائلًا إنه يعتقد أن الله أنقذ حياة المرشح الجمهوري حتى يتمكن من مواصلة العمل الذي بدأه في الشرق الأوسط، وهو "تحقيق السلام". فقد كان ترامب، عرّاب اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل لكل من الإمارات والسودان والبحرين والمغرب.
من جهة أخرى، يعرقل دعم الإدارة الأمريكية للحرب الإسرائيلية على غزة تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض، فقد وصف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحرب على القطاع بأنها "إبادة جماعية"، ورهن اتفاقية التطبيع "بإقامة دولة فلسطينية". وذلك بعدما كانت إسرائيل والسعودية تستعدان للتوقيع على اتفاقية "أبراهام" قبل الحرب، مقابل تعزيز الروابط الدفاعية مع واشنطن.
بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب مع وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان بعد توقيع اتفاقيات التطبيع في 15 سبتمبر/أيلول 2020.Alex Brandon/APRelatedالسعودية تتخلى عن معاهدة دفاع مشترك مع واشنطن مشروطة بالتطبيع مع إسرائيل وتريد اتفاقا عسكريا محدوداإيران تحذر: استخدام المجال الجوي لدول الخليج لصالح إسرائيل سيؤدي لعواقب وخيمةالانتخابات الأمريكية وتداعيات نتيجتها على دول الخليجتحسين العلاقات مع طهراندعمت السعودية والإمارات موقف ترامب المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني، وأشادوا بقراره السماح باغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني في بغداد، وفقًا لـ"نيويورك تايمز" التي تشير إلى أن ديناميكيات المنطقة قد تغيرت منذ ذلك الحين. فقد وقعت الرياض وطهران اتفاقًا في مارس 2023، ساهم في فتح القنوات الدبلوماسية بينهما.
وفي ذات السياق، رأى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أنه "لا يوجد سبب للتأخير عن استئناف العلاقات مع إيران" في استئناف العلاقات الدبلوماسية. كما أدانت المنامة استهداف إسرائيل لطهران في أكتوبر الماضي.
وليس مؤكدا أن ترامب سيتبع المنهج المتشدد ذاته مع خصم واشنطن اللدود، فقد أشيع عن لقاء جمع بين صاحب شركة "تسلا"، المستشار المقرب من ترامب، إيلون ماسك مع سفير إيران لدى الأمم المتحدة، ليجري نفيه لاحقًا من قبل طهران.
الرئيس دونالد ترامب يتحدث من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض يوم الجمعة، 11 سبتمبر 2020، في واشنطنAndrew Harnik/ APخلافات اقتصادية محتملةوتلفت الصحيفة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي، مهما ظهرت منفتحة في العلاقات الدبلوماسية مع ترامب، قد تجد نفسها على مفترق طرق فيما يخص الاقتصاد، لاسيما أن أحد أبرز وعوده الانتخابية كان تعزيز إنتاج النفط والغاز الأمريكي، وهو إجراء قد يضر بالاقتصاد الخليجي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بالصور: "يوم بلا سراويل" تقليد سنوي بمترو لندن لتحدي الشتاء.. ركاب عراة الساقين بملابس داخلية ملونة الفائض التجاري للصين يقارب تريليون دولار وصادراتها تجاوزت وارداتها في العام 2024 "كنتُ اليد الحازمة التي كان العالم بحاجة إليها".. بايدن يخرج من البيت الأبيض منتشيًا بـ"إنجازاته" اتفاق التطبيع الإماراتي-الإسرائيليغزةدونالد ترامبإسرائيلالسعوديةالبرنامج الايراني النووياعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة: إسرائيل تمهد لانسحابها من محور نتساريم مع اقتراب الصفقة والحوثيون ينفذون 3 عمليات عسكرية يعرض الآن Next أكسيوس: بلينكن سيقدم اليوم خطة لإدارة غزة بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع يعرض الآن Next بن غفير يحرض سموتريتش على الاستقالة معه وحل الحكومة في حال تمّت صفقة غزة يعرض الآن Next زعيم اليمين الفرنسي المتطرف يدعو بروكسل لاتخاذ موقف بشأن الجزائر ويقول يجب وقف الهجرة وقطع المساعدات يعرض الآن Next تقرير: المحقق الخاص يكشف تورط ترامب في "جهد إجرامي" للبقاء في السلطة بعد انتخابات 2020 اعلانالاكثر قراءة تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية.. ماذا نعرف عنه؟ روسيا تعلن رسميا عن موعد التوقيع على اتفاقية للتعاون الاستراتيجي مع إيران بالصور: "يوم بلا سراويل" تقليد سنوي بمترو لندن لتحدي الشتاء.. ركاب عراة الساقين بملابس داخلية ملونة زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب قبالة سواحل ميازاكي باليابان وتحذير من حدوث تسونامي النرويج: حمامات الجليد الجماعية في بيرغن فوائد صحية جمة ووجهة عشاق السباحة وإحساس استثنائي بالانتعاش اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلحركة حماسدونالد ترامببنيامين نتنياهوقطاع غزةغزةروسياالهندجو بايدنحرائقجرائم حربالشتاءالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس بنيامين نتنياهو غزة قطاع غزة إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس بنيامين نتنياهو غزة قطاع غزة غزة دونالد ترامب إسرائيل السعودية البرنامج الايراني النووي إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب بنيامين نتنياهو قطاع غزة غزة روسيا الهند جو بايدن حرائق جرائم حرب الشتاء یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
هل يملك ترامب رؤية واضحة لقطاع غزة؟
واشنطن ـ لم ينتظر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عودته للبيت الأبيض حتى ينخرط، هو وفريقه، في العمل على حل أزمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بل يلعب مبعوثه لسلام الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف دورا رئيسيا في المفاوضات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة.
وقبل شهر، فاجأ ترامب الدوائر الأميركية المتابعة لأزمة غزة ببيان حاد توعد فيه الشرق الأوسط كله "بالجحيم" إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى المحتجزين قبل تنصيبه يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، وبعدما تعهد ترامب بإحلال "السلام" في الشرق الأوسط، في تلميح إلى أنه سينهي الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، دون أن يذكر كيف.
وقال ترامب "لن يكون هذا جيدا لحماس ولن يكون جيدا، بصراحة، لأي شخص، سوف يندلع الجحيم، ولا داعي لقول المزيد، لكن هذا هو الأمر، لم يكن ينبغي أن يحدث هذا أبدا"، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى.
وفي حديث للجزيرة نت، ذكر خبير ملف سلام الشرق الأوسط والأستاذ بالجامعة الأميركية في واشنطن غريغوري أفتانديليان أن "إدارة ترامب القادمة لا تملك رؤية واضحة لغزة سوى التأكد من أن حماس لن تحكم القطاع مرة أخرى، وترغب (الإدارة) في وقف إطلاق النار بمجرد توليها السلطة في 20 من الشهر الجاري، لكن ليس من الواضح ما هو الكيان السياسي الذي تفضله".
إعلان صعوبة تحديد رؤية ترامبوبدورها، استبعدت خبيرة السياسة الخارجية الأميركية عسل آراد إمكانية تحديد رؤية واضحة من الإدارة الجديدة بشأن غزة، نظرا للطبيعة العامة غير المتوقعة للرئيس ترامب، ومع ذلك، أوضح ترامب نفسه أنه يريد إطلاق سراح الرهائن قبل أن يتولى منصبه رسميا وهدد برد كبير إذا لم يحدث ذلك".
واعتبرت آراد، في حديث للجزيرة نت، أن سجل ترامب خلال فترة حكمه الأولى قد "يشير إلى أن إدارته الثانية قد تبارك احتلال وضم الأراضي في غزة، وإذا اتبعت فترته الرئاسية الثانية مسار الفترة الأولى، فلن يكون قلقا بشأن القانون الدولي، ومن المرجح أن يسمح لإسرائيل بالتصرف مع الإفلات من العقاب في غزة، مثلما فعلت إدارة جو بايدن".
واتفق رئيس برنامج العلاقات الدولية بجامعة سيراكيوز، بولاية نيويورك البروفيسور أسامة خليل، مع الطرح السابق، وقال "ستتماشى سياسة إدارة ترامب تجاه غزة مع تفضيلات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في نهاية المطاف، فإن إسرائيل ستحاول منع الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم وعرقلة أي جهود لإعادة الإعمار.
وتابع أنه من غير المرجح أن يكون هناك أي ضغط كبير من واشنطن للسماح بدخول المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة، وبدلا من ذلك، ستؤيد إدارة ترامب إبقاء إسرائيل على منطقة أمنية داخل القطاع وحقها في الضربات المستهدفة، وسيؤيد ترامب أيضا إعادة توطين إسرائيل وضمها الضفة الغربية".
اختيارات ترامب لأنصار إسرائيلوتعكس اختيارات ترامب لكبار مساعديه في ملف قضايا الشرق الأوسط وجود تقارب كبير يصل لدرجة التطابق بين رؤية مرشحي ترامب، وبين السردية الإسرائيلية للصراع.
وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار السفير ديفيد ماك مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط إلى أن "تصريحات ترامب، إضافة للعديد من ترشيحاته للمناصب العليا، تشير إلى أنه سيكون أقل استعدادا بشأن دولتين لشعبين بين النهر والبحر".
إعلانوأضاف ماك أن المؤشرات على سياسة ترامب قاتمة حقا، خاصة أن اختياره لمنصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، حاكم ولاية أركنساس السابق مايك هاكابي، أمر محبط في ظل نفي هاكابي أن الفلسطينيين أمة وشعب، كما أنه ينظر إلى القدس الشرقية والضفة الغربية على أنهما أجزاء من أرض إسرائيل، وليس هناك مجال للتفاوض بشأنهما".
وكان وزير الخارجية المرشح من قبل ترامب السيناتور ماركو روبيو قد أكد باستمرار دعمه القوي لإسرائيل، وأدلى بالعديد من التصريحات البارزة بشأن غزة، داعيا إلى القضاء على حركة حماس في أعقاب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فضلا لمعارضته جهود وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
في حين دعا النائب مايكل والتز، مرشح ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، في تصريحات صحفية، لتقديم كل الدعم الذي تحتاجه إسرائيل، وطالب والتز إسرائيل "بإنهاء المهمة" في معالجة التهديدات الأمنية التي تتعرض لها.
ترامب ومستقبل حكم غزة
لم يعرض ترامب، ولا كبار معاونيه، أي تصور لمستقبل إدارة قطاع غزة، ويصور بعض الخبراء عدم القدرة على التنبؤ بما سيقدم عليه ترامب كقوة سياسية، ورصيد دبلوماسي، يمكن من خلاله الضغط بشدة على أطراف النزاع، ولم يستبعد مراقبون أن ينصاع ترامب لرغبات نتنياهو خاصة ما يتعلق بضم أجزاء من قطاع غزة لإسرائيل.
ومن جانبه، أشار تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية، والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن، والمحاضر بجامعة جورج واشنطن، في حديث للجزيرة نت، إلى احتمال موافقة ترامب على "بقاء إسرائيل في شمال غزة، ومنع السكان السابقين من العودة إلى ديارهم".