خطر صحي يهدد سكان لوس أنجلوس.. ما الذي تسرب إلى شبكات المياه؟
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
في ظل محاولات مواجهة أسوأ حرائق للغابات في منطقة لوس أنجلوس بولاية كاليفورينا، والتي أسفرت عن تدمير أكثر من 12 ألف مبنى بجانب البنية التحتية، بما في ذلك شبكات توزيع المياه، أفادت شبكة «NBC» الأمريكية بأن هناك تحديا بيئيا وصحيا أمام السكان، إذ جرى إصدار تحذيرات خطيرة بشأن عدم استخدام المياه للشرب.
تدهور جودة المياه بسبب الحرائقأدت حرائق الغابات المستمرة في لوس أنجلوس إلى تسرب مواد كيميائية خطرة إلى شبكات المياه، حيث أصدرت إدارة لوس أنجلوس وإدارة باسادينا للمياه، تحذيرات للسكان بعدم شرب مياه الصنبور بسبب القلق من التلوث الناتج عن المواد الضارة التي قد تكون دخلت النظام.
وتشكل المواد الكيميائية المتسربة من الحرائق تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، فمع احتراق المباني جرى انتشار الرماد الناتج عن احتراق الأثاث وإذابة المواد البلاستيكية، بجانب انتشار البنزين وكلوريد الفينيل، وهي مواد مسرطنة معروفة بأنها تسبب مشكلات صحية طويلة المدى، مثل السرطان والعيوب الخلقية.
وأشار الخبراء إلى أن غلي الماء لا يعد كافيًا لإزالة هذه التلوثات، ما دفع سلطات المياه إلى استبعاد تلك النصيحة السابقة التي كانت تهدف إلى حماية السكان من الجراثيم والفيروسات.
ومن العلامات الدالة على تلوث المياه هو أنه جرى ملاحظة انخفاض ملحوظ في ضغط المياه في مناطق مثل باسيفيك باليساديس، بعد تحمل شبكة المياه، ما يفوق أربعة أضعاف الطلب العادي، بعد استخدام الخراطيم والرشاشات لإطفاء الحرائق.
اختبار المياه والحلول المحتملةويستغرق تحديد مدى تلوث مياه الشرب وقتًا طويلاً، يصل إلى أسابيع أو أشهر، حيث يتطلب إجراء اختبارات دقيقة على عينات كبيرة من المياه في المناطق المختلفة.
وبعد إجراء الاختبارات، من المتوقع أن تتطلب بعض مناطق لوس أنجلوس استبدال أنابيب المياه بالكامل بسبب التلوث الشديد، مع وجود حلول أخرى بغسل الأنابيب في المناطق الأقل تضررًا لإزالة مستويات التلوث.
ومن جهة أخرى، شدد الخبراء على ضرورة تواصل السلطات المحلية لاختبار المياه بعناية شديدة لضمان سلامة السكان قبل السماح باستخدام مياه الصنبور مجددًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرائق لوس أنجلوس كاليفورنيا مياه الشرب حرائق الغابات لوس أنجلوس
إقرأ أيضاً:
حرائق الغابات في أمريكا ... هل نحن أمام أزمة صحية عالمية جديدة؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الوقت الذي بات يصعب فيه السيطرة على الحرائق في أمريكا تشير الدراسات الحديثة إلى أن دخان حرائق الغابات، الذي يحمل خليطًا سامًا من الملوثات، أصبح يشكل تهديدًا صحيًا خطيرًا ومتزايدًا على سكان العالم. ومع تزايد حرائق الغابات بسبب تغير المناخ، تظهر أبحاث أن هذا الدخان بات يعكس التقدم الذي أُحرز في الحد من تلوث الهواء الناجم عن السيارات والمصانع، ما يثير القلق لدى خبراء الصحة والبيئة.
تلوث قاتل وغير مرئيفي حين أن تلوث الهواء الناتج عن السيارات والمداخن معروف، فإن دخان حرائق الغابات أصبح مصدرًا جديدًا للتلوث، متسببًا في وفاة ما يصل إلى 675,000 شخص سنويًا عالميًا، وفقًا لبعض التقديرات. يشمل هذا الدخان مواد خطرة مثل الجسيمات الدقيقة، الأوزون، ثاني أكسيد النيتروجين، وحتى الرصاص.
تأثير متزايد مع تغير المناخيتزايد تواتر وشدة حرائق الغابات في ظل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المرتبطين بتغير المناخ. وأصبحت الحرائق أكثر قوة، ما أدى إلى تدهور جودة الهواء وتزايد المخاطر الصحية في مناطق غير معتادة على هذا النوع من الكوارث.
في لوس أنجلوس مؤخرًا، تسببت الحرائق في ارتفاع مؤشر جودة الهواء إلى مستويات خطيرة، ما أدى إلى زيادة الوفيات اليومية بنسبة 5% إلى 15% وفقًا للدكتور كارلوس جولد من جامعة كاليفورنيا. ويواجه كبار السن، الأطفال، والمرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية مثل الربو خطرًا مضاعفًا.
التهديد المستمر للدخان المتبقيحتى المنازل التي نجت من الحرائق لم تسلم من التلوث؛ إذ يمكن أن تلتصق المواد الكيميائية الناتجة عن الحرائق بالجدران والسجاد، ما يسبب مخاطر صحية طويلة الأجل. وتوضح الدكتورة ليزا باتيل، طبيبة الأطفال في سان فرانسيسكو، أن "المزيج السام" من الملوثات التي يسببها الدخان يعرض الصحة للخطر على مدار شهور بعد انتهاء الحرائق.
انعكاس التقدم في مكافحة التلوثتشير دراسة نشرتها مجلة Nature إلى أن دخان حرائق الغابات تسبّب في تآكل نحو 25% من التحسن الذي أُحرز في تقليل تركيزات جسيمات PM2.5 منذ عام 2016، ما يظهر مدى تأثير هذا النوع من التلوث على البيئة والصحة العامة.
نصائح للحد من المخاطر الصحيةينصح الخبراء باتباع إرشادات جودة الهواء والبقاء في الداخل عند انتشار الدخان، مع استخدام أجهزة تنقية الهواء. كما يُوصى بارتداء أقنعة N95 عند الخروج وتجنب التمارين الشاقة في الهواء الملوث.
حلول طويلة الأجللمواجهة هذه الأزمة، يشدد الخبراء على ضرورة معالجة تغير المناخ والحد من جميع أشكال التلوث. يقول الدكتور عفيف الحسن من جمعية الرئة الأمريكية: "يجب أن نتخذ خطوات جادة لتنظيف الانبعاثات وتقليل مسببات الاحتباس الحراري. إذا لم نفعل ذلك، فإن الأعباء الصحية والبيئية ستستمر في التزايد".
ومع استمرار الحرائق وزيادة التلوث، تبقى المجتمعات الأكثر تأثرًا بحاجة إلى تدخلات فورية وطويلة الأمد للتخفيف من حدة الأزمة. الدخان ليس مجرد أثر جانبي للحرائق، بل هو أزمة صحية عالمية تحتاج إلى انتباه العالم أجمع.