أثار خطاب إيمانويل ماكرون، الذي ألقاه بمناسبة المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين، ردود فِعْل متباينة في القارة الإفريقية.


وقال ماكرون خلال حديثه بمناسبة المؤتمر الثلاثين للسفراء الفرنسيين المنعقد في باريس يومي الاثنين والثلاثاء 6 -7 يناير:"لقد غادرنا، لأنه كانت هناك انقلابات، ووجودنا كان بناء على طلب دول ذات سيادة ومنذ اللحظة التي حدثت فيها الانقلابات، وعندما أعلن الناس هناك أن أولوياتنا لم تَعُد هي الحرب ضد الإرهاب؛ عندئذ لم يَعُد لفرنسا مكان هناك”؛ بحسب تصريحات الرئيس الفرنسي.

وأضاف “وبعد ذلك قررنا، وهذا هو الشق الثاني، إعادة تنظيم وجودنا العسكري. ولذا اقترحنا على رؤساء الدول الإفريقية إعادة تنظيم وجودنا، وبما أننا مُهذَّبون للغاية فقد تركنا لهم أسبقية الإعلان”.

وتابع : “لكن لا تنخدعوا. في بعض الأحيان كان علينا أن ندفعهم. لكن مجرد كوننا مهذبين، وأقوياء، ونُعيد تنظيم أنفسنا، لا يعني أنه يجب عليهم الرد علينا بالقول: لقد طُردوا من إفريقيا”.  


واستطرد “أعتقد أنهم نسوا أن يشكرونا، ولكن لا بأس، سيأتي ذلك في الوقت المناسب  وقد انسحبت القوات الفرنسية في السنوات القليلة الماضية من مالي والنيجر وبوركينا فاسو. أنا في وضع جيد لأعرف أن الجحود مرض غير مُعْدٍ بين البشر. لكنني أقول ذلك لجميع الأفارقة”.

بوركينا فاسو 

ومن جانبه؛ علق رئيس المجلس العسكري في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "أهان كلّ الأفارقة" في خطاب ألقاه قبل أسبوع وندّد فيه خصوصا بـ"جحود" قادة بعض دول القارّة لعدم شكرهم بلاده على تدخّلها عسكريا لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.

وأضاف إنّ ماكرون "أهان كلّ الأفارقة.. هكذا يرى هذا الرجل إفريقيا، هكذا يرى الأفارقة. نحن لسنا بشرا بنظره".

تشاد

وفي بيان أصدره وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله أعرب فيه  عن قلقه  العميق عقب تصريحات ماكرون التي تعكس موقف ازدراء تجاه أفريقيا والأفارقة".

وأضاف  "ليست لدي أيّ مشكلة مع فرنسا  لكن بالمقابل يجب على القادة الفرنسيين أن يتعلموا احترام الشعب الأفريقي".

وشدّد الوزير على أنّ "الشعب التشادي يتطلّع إلى السيادة الكاملة والاستقلال الحقيقي وبناء دولة قوية ومستقلة".

السنغال 

وبدوره، ذكر رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو بتصريح ماكرون، "لولا مساهمة الجنود الأفارقة في الحرب العالمية الثانية في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي لربّما كانت فرنسا اليوم لا تزال ألمانية".

واعتبر سونكو، ان ما أدلى به ماكرون "خاطئ بالكامل" إذ "لم يتمّ إجراء أيّ نقاش أو مفاوضات حتى الآن، والقرار الذي اتّخذته السنغال نابع من إرادتها الوحيدة، كدولة حرة ومستقلة وذات سيادة"
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا ماكرون دول أفريقية المزيد

إقرأ أيضاً:

مراسل إسرائيلي: سياسة الجيش غامضة في غزة.. حماس لا تزال قائمة

أكد مراسل عسكري إسرائيلي، أن الجيش يفرض حالة من الضبابية شبه الكاملة ويمتنع عن تفسير ما يحدث في حربه المستمرة على قطاع غزة، ويسند عملياته إلى خدمة المستوى السياسي وزيادة الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الأسرى.

وقال المراسل العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يوآف زيتون، إنّ "الجيش الإسرائيلي يُخفي شيئا ما عن طبيعة عملياته المستمرة في غزة"، موضحا أنه "بعد حوالي شهر من انهيار وقف إطلا النار، يواصل الجيش نشاطه العملياتي المحدود في القطاع".

وتابع قائلا في تقرير ترجمته "عربي21": "لكن رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، والمتحدث باسمه، إيفي دوفيرين، يُصرّان على الحفاظ على سياسة الغموض فيما يتعلق بالعملية".

وأضاف أن "معظم النشاط الذي يجري في غزة مخفيّ عن الرأي العام الاسرائيلي، بالتزامن مع غياب دعمه الذي توفر عندما بدأت العملية البرية، وانتهت في أغسطس 2024، وفيما واصل الجيش استيلاءه على محور فيلادلفيا، فقد كثّف عدوانه على رفح".



وأوضح أن "قيادة الجيش تشرح أسباب إخفاء تفاصيل عملياتها في غزة من خلال رغبتها بعدم تزويد حماس بمعلومات حول نوايا وطبيعة العملية الحالية، والرغبة بالتصرف أولاً، ثم التحدث للجمهور الاسرائيلي، بعد أن قال زامير في خطاب تنصيبه قبل شهر ونصف، تلك الحقيقة المؤلمة أمام رئيس الأركان المستقيل هآرتسي هاليفي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: لم تُهزم حماس، ونحن نواجه سنوات من حرب استنزاف متعدّدة القطاعات، وهذا يكفي عملياً، ودون الكثير من التعليق، أن تل أبيب فشلت بهزيمة حماس وإسقاطها: عسكرياً وإدارياً، بسبب إصرار الحكومة على عدم إقامة أي بديل لها لإدارة شئون مليوني فلسطيني في غزة".

وأشار إلى أنه "رغم مرور عام ونصف على فشل إسرائيل في السابع من أكتوبر، وخلال الاجتياح البري في غزة طوال 2024، فقد حرص الجيش على إطلاع الجمهور على إنجازات المعركة، والإصابات في صفوف الجنود، وظهر المتحدث باسمه في ذلك الوقت، دانييل هاغاري، أمام الكاميرات بشكل يومي ليطلع الجمهور على تطورات العدوان: الإخفاقات والنجاحات، مع الحفاظ على سرية المعلومات".

وأضاف أنه "في تلك الأثناء، تمت دعوة المراسلين العسكريين للأراضي الفلسطينية في غزة، مما سمح لهم بنقل أصوات الجنود مباشرة لعائلاتهم في تل أبيب، لكن الواقع اليوم مختلف تماما، حيث يُحظر إظهار وجوه الجنود والضباط، خوفًا من تعرضهم للملاحقة القانونية في الخارج والاعتقال بتهمة انتهاك القانون الدولي".

وأكد أنه "بعكس هاغاري، فقد ظهر المتحدث الجديد باسم الجيش، إيفي دوفيرين، أمام الكاميرات مرة واحدة فقط، فيما يكتفي الجيش بإعلانات مقتضبة، مرة كل يومين في المتوسط، للإبلاغ عن نشاطه في المنطقة العازلة على الحدود، أو على الطريق القاطع بين رفح وخان يونس".

ولفت إلى أن "نطاق هذه الإعلانات الإعلامية، وعمقها، وتفاصيلها البصرية تشبه تلك التي ظهرت في جولات التصعيد "الخفيفة" في غزة في السنوات التي سبقت الحرب، لكن أمس وقع حدث غير عادي، ولكن تحت قيادة وسيطرة مكتب وزير الحرب يسرائيل كاتس، حيث تم جلب المراسلين العسكريين مع الوزير لإطلاعهم بشكل موجز على محور موراج، الذي أطلق عليه المستوى السياسي لقب "محور الجلاد"، وهو تذكير بالماضي، أو إشارة لمستقبل المستوطنات القريبة منه قبل الانسحاب من غزة في 2005".



وأوضح أن "سياسة الغموض التي يتبنّاها الجيش في غزة مريحة للغاية للمستوى السياسي، خاصة محور نتنياهو-كاتس، حيث يتم تقديم العملية البرية الحالية في وسائل الإعلام بأنها تجديد للمناورة ضد حماس، أو تجديد القتال بكامل قوته، مما يسمح لدوائر اليمين بالاسترخاء على الأريكة، والتفكير في أن الجيش "يكسر عظام" حماس مرة أخرى، وأن يعود بن غفير للحكومة على هذا الأساس، ويتوقف سموتريتش عن التهديد بالاستقالة، رغم أنهما يعرفان الحقيقة، ومفادها أن حماس لا تزال قائمة".

وكشف قائلا إن "إحدى الفرق العاملة في غزة تضم لواءً ونصف فقط، وهو فريق قتالي صغير نسبياً، بما يقرب من ربع الحجم المتوسط لفرقة في المناورة التي جرت بداية 2024، ولذلك يعترف الجيش بأن هدف العملية الحالية في غزة متواضع نسبيا، وهو الضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من المختطفين في المستقبل القريب، وربما التوصل لتسوية تتضمن المزيد من المطالب الإسرائيلية، مثل نزع سلاح غزة، ونفي قادة حماس".

وختم بالقول إنه "في ظل عدم وجود اشتباكات تُذكر في العملية الحالية، لأنها محدودة وجزئية، فإن الجيش يواصل القصف جوًا، دون أن يسفر بالفعل عن تحول حاسم في مواقف حماس من الصفقة المرتقبة".

مقالات مشابهة

  • بعد تصريحاته عن عزم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين.. ماكرون يكشف نوايا فرنسا تجاه غزة بأربع لغات
  • وزير الخارجية اليمني يعتذر لنظيره العراقي عن تصريحات للإرياني بشأن أنشطة حوثية
  • خاص - تفاؤل عماني مع بدء المباحثات الأمريكية الإيرانية: الحل ربما اقتصادياً
  • بعد لقاء السيسي وضجة ما قاله عن غزة.. ماكرون يوضح كل شيء عن نوايا فرنسا
  • اعتراف محتمل بدولة فلسطين.. ماكرون يندّد بـ"معلومات مغلوطة"
  • فلنبقَ موحدين.. ماكرون عبر إكس: نعم لدولة فلسـ طينية والسلام في غـ زة
  • تدريبات استشفائية للاعبي الزمالك الأساسيين أمام ستيلينبوش الجنوب أفريقي
  • مراسل إسرائيلي: سياسة الجيش غامضة في غزة.. حماس لا تزال قائمة
  • رجل أعمال جنوب أفريقي يتحدث عن امتيازات الفصل العنصري
  • «الخارجية الفرنسية»: زيارة الرئيس ماكرون إلى مصر كانت مهمة للغاية وشاملة