موقع 24:
2025-04-15@05:45:14 GMT

الإسلام الوسطي.. يرفد معاني الابتكار والإبداع

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

الإسلام الوسطي.. يرفد معاني الابتكار والإبداع

كان لزاماً علينا كأمة عظيمة ترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار واحتضان المواهب وخلق بيئة نموذجية، واستثارتها وتحفيزها وتشجيعها، كي تبرز مقدرتها على البذل والعطاء للوطن، بغية تعزيز مكانتها بين الأمم، ونفض الغبار عن معانٍ خلاقة في حضارتنا. طريقة تديننا المعتدلة خبت وتلاشت، ونحتاج إلى إحيائها بحيث تعيد أمجادنا، وتضعنا في الصدارة، لخلق عصر ذهبي ثانٍ من الابتكارات والإنجازات، وتحفيز الآخرين الاهتداء بمسلكها.

البشريّة مدينة إلى حدٍّ كبير للإسلام

وأدركت حكومتنا الرشيدة أنّ "الريادة والتميز" في الابتكار والاختراع والاكتشاف، لا غنى عنهما لحياة الإنسان المعاصر، ولا بُد منهما عند التخطيط للحاضر والمُستقبل، عبر حزمة من الأفكار الخلّاقة تحرّك الماء الراكد لمفهوم الابتكار الإسلامي الذى كان يوماً ما مصدراً تقتات منه أوروبا. وكان الإسلام- الوسطي- ومازال يرفد معاني الابتكار وقيمه من خلال مناهل الثقافة الإسلامية الخصبة، وكان محرّكاً قويّاً للابتكار العلمي، فالبشريّة مدينة إلى حدٍّ كبير للإسلام، والبحث الجاد في مختلف جوانبها وميادينها، ما أفضى إلى ظهور مجموعة من الاختراعات الهائلة. وكانت أمّتنا منذ بزوغ حضارتنا في عهد نهضتها الفكرية والعلمية قد ترسخت فيها قيم القرآن في البحث والتفكر والتأمل والتبصر والاعتبار الخ، فإذن كيف لا تصبح أمّة (اقرأ والقلم) مبتكرة ومبدعة؟! أضحت معارف المسلمين وعلومهم تتماشى مع قيم الإسلام وإيمانياته في النفع العام للبشرية، لاسيما أن التاريخ مليء بالإنجازات الحافلة بالنابغين والمخترعين، على سبيل المثال لا الحصر، علماء الكيمياء "جابر بن حيان" والطبيعة "الحسن بن الهيثم" والطب "الرازي والزهري" وعالم الرياضيات وعالم الفلك "الخوارزمي " والهندسة والتصميم، وإنشاء المباني العالية المهندس المعماري "العثماني سنان" وفي مجالات النقد والتاريخ والعلوم الفكرية والفلسفة والمنطق، فكان هناك ابن رشد وابن سينا والكندي والفارابي، والجاحظ وغيرهم، وكانت بغداد العاصمة الإسلامية تحت الخلافة العباسية (750-1258)، تعدّ بمنزلة المركز العالمي للعلماء، وأخيراً وليس آخراً عدّت القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي 2013 بمنزلة ابتكار عالمي.

دولة الإمارات العربية المتحدة حينما ترسخ قيم الاكتشاف والبحث إنما تريد بذلك أن ترسّخ مبدأ يقوم في جوهره على فكرة شغف الدولة قيادة وحكومة وشعباً بـ"الرياده والتميز"، وتعزيز المركز التنافسي في الأسواق العالمية، وخلق خدمات حكومية نوعيّة ومبتكرة، هذا ما تؤكّده كثافة البرامج والمبادرات التي أطلقتها مؤسّسات اتحاديّة ومحليّة وذات نفع عام، حيث اعتمدت على الحلول الإبداعية والمبتكرة في نطاقات عملها الحكومي كلّها انسجاماً مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار، وإحياء أفكار ذات ألمعيّة فذّة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

فالإمارات تعيد حضارة الإسلام في الابتكار، من خلال تبنّي خطط ومشروعات متكاملة لتحفيز الأفكار والمقترحات الإبداعية وتطبيقها، وتهدف إلى أن تكون من أكثر الدول ابتكاراً في العالم، من خلال العمل المبدع الذى يسبقه تفكير مبتكر، وتبنّي منهجيّة للابتكار، لتصبح رؤيتها الجديدة «مؤسسات الدولة في المجالات كلّها: مستدامة ومبتكِرة على مستوى عالمي»، لا يوجد نموذج واحد للابتكار الذي لا يقتصر مفهومه أو تعاطيه على الجهات المختصة بالعلوم الطبيعية والاقتصاد والتكنولوجيا أو التقنية إلخ، وتماشياً مع الخلق والإبداع اهتمت المحافل والوزارات الثقافية كلّها في تفعيل الأدوار الإبداعية الخصبة في مجالات الرواية والشعر النثر ..الخ ، بغية تفعيل أفضل المعايير والممارسات العالمية في مجالات الابتكار، والوصول إلى تطبيق استراتيجية الدولة، لأنّ المعطيات الحضاريّة والقدرات الجبارة للأمم لا يمكن أن تبرز في مناخ يخيم عليه الروتين والتقليد والنمطية في التفكير، فكلّها آفات تسهم بالتدريج في نخر بنيان النهضة والعمران..

في هذا السياق، لا بد من الاعتراف بأنّ ثقافة الاختراع والابتكار لا يمكن أن تنجح وتُقدم ما هو مرجوّ منها، إلّا إذا عمّت الحرية واستتب الأمن والأمان في الأوطان، ما كان يحدث هذا الإنجاز لولا أهمية الدور الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة ونجاح تجربتها في محاربة الإرهاب، ومجابهة للفكر الديني الضال وتطويقه، وقمع التطرّف والتشدد، ودعم المؤسسات الدينية الوسطية، والخطاب المعتدل الذي به لا بغيره أصبحت دولتنا الحبيبة في مصاف أفضل دول العالم المتقدم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات

إقرأ أيضاً:

النهضة الإبداعية في إسطنبول: الفن المعاصر والاستدامة في عاصمة الثقافة

النهضة الإبداعية في إسطنبول: الفن المعاصر والاستدامة في عاصمة الثقافة

مقالات مشابهة

  • النهضة الإبداعية في إسطنبول: الفن المعاصر والاستدامة في عاصمة الثقافة
  • «عاشور» يهنئ الفريق المصري الفائز بـ4 ميداليات في معرض جنيف للابتكار
  • برلمانية: توطين الصناعة ودعم الابتكار لتعزيز التنافسية الاقتصادية
  • فخر الدين الثاني.. الأمير الذي حلم بدولة كبرى واعدم على يد العثمانيين
  • الحكومة: نعمل على وضع سيناريوهات للتعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية
  • الإمارات تواصل تعزيز مكانتها العالمية في قطاع الرعاية الصحية
  • داليا إبراهيم تفوز بجائزة «الإنجاز مدى الحياة» من مبادرة PublisHer العالمية
  • أمين الفتوى يعلق على فيديوهات بمواقع التواصل للسخرية من جهود الدولة
  • جامعة أفريقيا العالمية.. جسر السودان الذي مزقته الحرب
  • من هو شيخ الإسلام البريطاني الذي بنى أول مسجد فيها؟