شمسان بوست:
2024-10-07@07:52:45 GMT

برج الصمت وعبدة النار في عدن!

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

شمسان بوست / محمد النجار

وعلى سَفح جبل شمسان الأبي، يُمكنك زيارة معلم من معالم مدينة عدن والتي عَرفت التعايش العرقِي والتسامح الديني مُنذ قديم الزمان، ذالك المعلم جسّد هذا التعايش بين سكان المدينة، حيث لايزال صامداً رغم الإهمال وعوامل التَعرية وهجرة من شيّدوه وانتقالهم للعيش إلى بلدان أخرى، برج الصمت او مهلكت الفرس كما يُسميه أهالي عدن هو محور حديثنا في هذه الكلمات الموجزة.

يقع برج الصمت او الدخامة او دونجروادي في مديرية كريتر بمدينة عدن، حيث يُمكنك الصعود إليه من منطقة تسمى الطويله عبر طريق حجري ثم شقه بين جبل شمسان، وعند وصولك أعلى الجبل سيظهر أمام عينيك سور طويل يحيط بالبرج ثم بناءه لمنع تسلل الغرباء ومشاهدة الجثث وهي تتحلل، يوجد مدخل وحيد لهذا السور يمكنك من خلاله الدخول إلى داخل برج الصمت.

اما عن شكل برج الصمت من الداخل فهو دائري الشكل مكون من ثلاث حلقات دائرية متداخلة مع بعضها البعض مبنيه من الحجر الشمساني وخلطة البوميس، يمكنك الدخول إلى كل حلقه بواسطة فتحة موجوده في كل حلقة، أرضية البرج هي ايضاً مفروشة بالأحجار الشمسانية المترابطه مع بعضها البعض بمادة البوميس المستخرجة من كهوف البوميس القريبة من البرج.

اما إذا أردت تفاصيل أكثر عن برج الصمت فستُجيبك المراجع التاريخية بأنه معلم ديني ثم تشييده أثناء الاحتلال البريطاني لمدينة عدن من قبل أبناء الطائفة الزرادشتيه “عبدة النار” القادمين من إيران إلى عدن للإقامة فيها، كان الغرض من بناء برج الصمت هو التخلص من جتث موثاهم، فالطائفة الزرادشتيّه لا تؤمن بدفن او إحراق موتاها، وإنما تعتقد أنّ جثة الميت غير طاهرة بل قد تتسبب بثلوت عناصر الحياة الثلاثة التراب والماء والنار، لذلك كانوا يضعونها في البرج لكي تأكلها الطيور وتصير عظاماً بعدها يتم وضع تلك العظام في تجاويف خاصة داخل البرج مخصصة لجمع العظام، تحاط هذه التجاويف بالجير الذي يساعد على تحلل العظام خلال عدَّت سنوات.

اما إذا ما أقتربت لتُشاهد البرج من الداخل وتتأمل في تفاصيله، فأعلم أنك دخلت منطقة كانت تُعتَبر مُقدّسة بالنسبة لأبناء الطائفة الزرادشتيّه، فعندما كان الزرادشتيون يسكنون مدينة عدن، لم يكن يُسمح بدخول البرج الا لفئة خاصة من الكهنه يطلق عليهم “حملة النعش” حيث كانت وظيفتهم حمل النعش الذي توضع فيه جثة الميت ونقله من المعبد والذي يقع أسفل الجبل بجانب صهاريج الطويلة ويسمى “معبد النار” الى البرج وفق طقوس خاصة، لوضعها أخيراً في إحدى الحلقات الثلاث للبرج، الدائرة الأولى كان مخصصة للموتى من الرجال، أما الدائرة الوسطى فخُصصت للنساء، أما الحلقة الأخيرة كانت للأطفال.

بعد الاستقلال عن الحكم البريطاني وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بدأ أتباع الطائفة الزرادشتيّه بمغادرة مدينة عدن وتناقصت أعدادهم بشكل ملحوظ، ومع ذلك كان من تبقى في مدينة عدن من الزرادشتيون يقومون بالتخلص من موتاهم في برج الصمت بل ويقصدون معبد النار لتلبية إحتياجاتهم الدينية عبر عبادة النار والتي ثم جلبها من الهند إلى عدن ووضعها في المعبد بعد بناءه عام 1873 على نفقة رجل الأعمال الفارسي “كوسجي دنشو إيدن”.

أسفرت تفاهمات بين الحكومة الهندية وحكومة اليمن الديمقراطية الشعبية عن نقل النار التي كانت في معبد النار من عدن الى معبد “إيدن والا” في الهند بواسطة طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية الهندية وذلك نهاية عام 1976 ميلادية، وبذلك ثم إنتهاء تواجد الطائفة الزرادشتيّه في عدن وبقي معبدهم وبرج الصمت شاهدين على حقبة زمنية عاشتها مدينة عدن كانت تتسم بالتعايش العرقي والتسامح الديني وظل برج الصمت يعانق سماء المدينة ويعلوا جبلها الأبي رغم تآكله وتهدم أجزاء منه، بينما ثم تحويل المعبد لاحقاً إلى مسجد اطلق عليه اسم سلمان الفارسي.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: مدینة عدن

إقرأ أيضاً:

محاولة سائح بريطاني دفن رفات والدته في معبد أبوسمبل: القصة الكاملة ورد فعل السلطات المصرية

ألقت السلطات المصرية القبض على سائح بريطاني كان يحاول دفن رفات والدته داخل معبد أبوسمبل الأثري في محافظة أسوان، في حادثة غريبة أثارت دهشة الكثيرين.

المعبد الذي يُعد من أهم المعالم الأثرية في مصر وأحد أشهر مواقع التراث العالمي، شهد محاولة غير قانونية من السائح الذي أراد تنفيذ وصية والدته الراحلة، مما أثار تدخل أجهزة الأمن وتطبيق القوانين التي تحمي المواقع الأثرية في البلاد.

القصة تبدأ: وصية الأم وحبها لمصر

تعود أصول هذه القصة إلى نحو عام مضى، عندما توفيت والدة السائح في إنجلترا. 

كانت الأم الراحلة تحمل حبًا عميقًا لمصر وحضارتها العريقة، حيث قامت بزيارة مصر عدة مرات خلال حياتها.

هذا الشغف بتاريخ مصر وحضارتها العريقة انعكس في وصيتها الأخيرة، التي طلبت فيها من ابنها دفن رفاتها في مصر. كانت هذه الرغبة نابعة من حبها الكبير لهذا البلد، وخصوصًا للمواقع الأثرية التي كانت تزورها باستمرار.

وفقًا لأقوال السائح في التحقيقات، قرر ابنها تحقيق هذه الأمنية بغض النظر عن العقبات. قام بجمع رفات والدته في إناء زجاجي صغير، وبدأ التخطيط لرحلته إلى مصر، بهدف تنفيذ وصيتها.

السفر إلى مصر وتنفيذ الخطة

بدلًا من اتباع الطرق القانونية أو التنسيق مع الجهات المختصة لتنفيذ عملية الدفن، اختار السائح البريطاني طريقًا غير تقليدي. 

قرر دفن رفات والدته في معبد أبوسمبل، أحد أشهر المعابد المصرية التي شيدها الملك رمسيس الثاني.

يعتقد السائح أن هذا المعبد يُعبر عن عظمة الحضارة المصرية، وأنه سيكون المكان الأنسب لدفن رفات والدته، وصل السائح إلى مصر، حيث سافر من القاهرة إلى أسوان، ومنها إلى معبد أبوسمبل، وكان يحمل الصندوق الذي يحتوي على رفات والدته في حقيبته، معتقدًا أن خطته ستمر دون أن يكتشفها أحد.

اللحظة الحاسمة: كشف المحاولة

عند وصوله إلى المعبد، كان يجب على السائح المرور عبر التفتيش الأمني الروتيني الذي يُطبق على جميع الزوار.

وكجزء من هذه الإجراءات، مرت حقيبته عبر أجهزة X-ray التي تُستخدم للكشف محتويات الحقائب. في تلك اللحظة، لاحظ ضباط الأمن شيئًا غير مألوف داخل الحقيبة.

رصد الضباط وجود إناء زجاجي صغير يحتوي على مادة غريبة. أثار هذا شكوكهم، وقرروا فحص الحقيبة بعناية أكبر. 

عند فتح الصندوق، تبين أنه يحتوي على رفات بشرية. وهنا، بدأت استجوابات السائح للتعرف على تفاصيل هذه الحادثة غير المعتادة.

اعتراف السائح البريطاني وتفاصيل الواقعة

اعترف السائح مباشرة بعد اكتشاف رفات والدته داخل الحقيبة، وأوضح أنه كان يحاول تنفيذ وصية والدته الراحلة، وذكر أنه جاء إلى مصر خصيصًا لهذا الغرض. 

وأشار إلى أن والدته كانت تحمل حبًا عميقًا لمصر، وأن دفن رفاتها في معبد أبوسمبل كان وسيلته لتحقيق رغبتها الأخيرة.

التبعات القانونية ورد فعل السلطات المصرية

تخضع المواقع الأثرية المصرية لقوانين صارمة تفرض حماية مشددة على تلك المواقع، وخاصةً معبد أبوسمبل الذي يُعد جزءًا من التراث العالمي. 

أي نشاط غير قانوني في هذه المواقع يُعتبر انتهاكًا صارخًا للقوانين، ويعاقب عليه بشدة.

بناءً على هذه القوانين، قامت السلطات المصرية بالتحفظ على السائح البريطاني فورًا، وأخذت منه تعهدًا بعدم تكرار مثل هذه الأفعال داخل أي موقع أثري مصري. 

أكدت السلطات المصرية في بيان لاحق أن تعاملها مع هذه الحادثة جاء بناءً على ضرورة حماية المواقع الأثرية من أي تصرفات غير قانونية قد تؤثر على سلامة تلك المواقع أو تخالف القوانين.

التعامل مع الرفات: إعادة الصندوق للسائح

رغم اعتذار السائح وتأكيده على عدم نيته انتهاك القوانين، إلا أن السلطات المصرية رفضت السماح بدفن رفات والدته داخل معبد أبوسمبل أو أي موقع أثري آخر في مصر. 

تم تحرير محضر بالواقعة، وتم إعادة الرفات إلى السائح الذي أعرب عن أسفه العميق لما حدث.

وأكد السائح أن ما دفعه لمحاولة دفن الرفات في المعبد كان حبه العميق لوالدته ورغبته في تحقيق وصيتها الأخيرة، وعلى الرغم من ذلك، شددت السلطات على تطبيق القوانين الصارمة المتعلقة بحماية الآثار المصرية.

مقالات مشابهة

  • محاولة سائح بريطاني دفن رفات والدته في معبد أبوسمبل: القصة الكاملة ورد فعل السلطات المصرية
  • من إنجلترا لمصر .. حقيقة دفن رفات سيدة في معبد أبوسمبل
  • القبض على شخص في ولاية مينيسوتا الأمريكية هدد بإطلاق النار على معبد يهودي
  • 17 برجاً شاهقاً قيد الإنشاء في الإمارات
  • واقعة غريبة وسبب مثير.. سائح يدخل بجثة والدته إلى معبد أبو سمبل
  • "ماجنوم " الذراع العقارية لمجموعة روابي السعودية تنفذ اول برج خالى من الانبعاثات الكربونية
  • «الفرحة هتدق بابهم».. 4 أبراج تقابل شريك حياتها خلال الأيام المقبلة
  • معبد أتريبس بسوهاج.. يجسد روعة الحضارة المصرية القديمة
  • «حياته هتتغير 90%».. برج فلكي يحالفه الحظ خلال الأيام المقبلة
  • البرج المايل