الجزيرة:
2025-01-15@00:38:22 GMT

قصة آخر معتقل من مدينة حماة قبل السقوط بيوم واحد

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

قصة آخر معتقل من مدينة حماة قبل السقوط بيوم واحد

لمدينة حماة تاريخ طويل من النضال ضد حكم آل الأسد، مما جعل أهلها عرضة للقمع على مدى حكم حافظ وبشار الأسد، إذ شهدت المدينة عام 1982 واحدة من أسوأ المجازر في تاريخها حين قصفها جيش النظام السوري بالأسلحة الثقيلة، وقتل عشرات الآلاف وارتكب جرائم وحشية بحق المدنيين.

منذ ذلك الوقت، صبّت الأجهزة الأمنية تركيزها على أهالي المدينة بملاحقتهم والتجسس عليهم ومضايقتهم، ومع اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011، عادت مخابرات الأسد للتضييق على المدينة واعتقال عدد كبير من أبنائها.

جولة في مدينة حماة وسط سوريا (الجزيرة)

خلال جولة الجزيرة نت في مدينة حماة، التي تقع وسط سوريا، روى لنا أحد الأشخاص حادثة اعتقاله المؤلمة مع ابنته التي تبلغ من العمر 15 عاما قبل يوم واحد من تحرير حماة ودخول قوات "ردع العدوان" إليها في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

يقول جهاد خليل العقاد من حماة "اعتقلت في 4 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي بعد أن رصدت أجهزة المخابرات في عهد الأسد اتصالاً مني بابن خالتي، ولكنه لم يجب عليه لأنه كان مشاركا في القتال مع الجيش السوري الحر. وتم رصد هذا الاتصال ومراقبتي، ومن ثم اعتقالي بتهمة التخابر مع الإرهابيين".

إعلان

ويضيف "دخلوا علي، طبعا ليس من باب البيت، بل تسلقوا من على سطوح الجيران ونزلوا إلى شقتي. أنا أسكن في الطابق الأخير، والأسطح متلاصقة. بعد صلاة الفجر، اقتحموا البيت وتم اعتقالي أنا وابنتي. سرقوا الهواتف الخمسة الموجودة في البيت، بالإضافة إلى جهاز الحاسوب المحمول الخاص بي".

ويتابع "اعتقلوا ابنتي لأنهم وجدوا في هاتفها فيديو لإعلامي يحذر أهالي حماة من أن الجيش الحر قد يصل في أي لحظة، ويطلب منهم الاستعداد".

مذكرتا اعتقال جهاد العقاد وابنته سارة (الجزيرة)

وعن لحظة الاعتقال، يقول "أخذوني فورا إلى السيارة، وعيناي معصوبتان ويداي مكبلتان. اقتادوني إلى فرع المخابرات الجوية عند دوار بلال. كانت ابنتي معي في ذلك الوقت".

ويصف تجربة الاعتقال قائلا "تم اعتقالي بعد صلاة الفجر، وحوالي الساعة السابعة والربع نقلوني إلى دمشق، إلى مطار المزة العسكري. لم أكن أعرف أنني في المطار حتى خرجت منه. في التحقيقات سألوني إن كنت أعرف أي فرع مخابرات، فأجبت بالنفي".

عن ظروف الاحتجاز، يقول "وضعوني في زنزانة انفرادية. كان السجانون يجلسون بجانب باب زنزانتي، وكنت أسمع حديثهم من خلال الفتحات السفلية في الباب الحديدي. كانت معنوياتهم منخفضة، وهذا ما كان يريحني نوعا ما".

وعن لحظة الإفراج، يختم "عندما جاء وقت الإفراج، لم يكن هناك أي ضابط أو جندي، فقط العميد. رفضنا الخروج دون بقية السجناء. قمنا بكسر الأقفال وإخراج بقية المعتقلين. كانت لحظة مؤثرة عندما رأيت والدي. خرجنا جميعا وبقينا مع رفاقنا الذين كانوا معنا في السجن".

وتروي سارة العقاد، الفتاة المعنية بالحادثة، للجزيرة نت تفاصيل تجربتها المريرة مع قوات الأمن السورية، إذ بدأت الحادثة باعتقال والد سارة، تبعه اقتحام منزل العائلة، وتقول سارة "لم يدخلوا من الباب الرئيسي، بل تسللوا عبر الأسطح. فتشوا غرفنا والمنزل بأكمله، واستولوا على هاتفي المحمول".

تصف سارة لحظة اعتقالها بقولها "أخذوني أمام أمي وأخواتي. قالوا لي إن أبي يريد رؤيتي، وإنه طلب إحضاري لشدة تعلقه بي"، ولم يُسمح لها بارتداء ملابسها المناسبة أو تغطية رأسها بشكل لائق، وفق ما تقول.

إعلان

في طريقهم إلى الفرع الأمني، تم إجبار سارة على خفض رأسها طوال الوقت. التقت بوالدها في السيارة، لكن سرعان ما تم فصلهما.

عند وصولهم إلى الفرع الأمني، بدأت جلسات التحقيق. تقول سارة "كان التحقيق الأول صعبا للغاية. أخبروني أنني في فرع المخابرات، وحاولوا إجباري على الإدلاء باعترافات كاذبة ضد أبي".

استمر احتجاز سارة لمدة أربعة أيام، خضعت خلالها لعدة جلسات تحقيق. تصف الظروف داخل المعتقل بأنها كانت مضطربة، مع وجود تواصل محدود بين المعتقلين.

في اليوم الرابع، حدث تحول مفاجئ، تقول سارة "كان الوضع مضطربا، وفجأة تم إبلاغنا بإطلاق سراحنا". لكن عملية الإفراج لم تكن سلسة، إذ واجه المعتقلون صعوبات في الخروج من الزنازين.

تختتم سارة روايتها بلحظة مؤثرة "عندما تمكنا أخيرا من فتح زنزانة الرجال، وجدت أبي. كانت لحظة لا تُنسى".

هذه الحادثة واحدة من مئات آلاف الحوادث التي تسلط الضوء على واقع الاعتقالات التعسفية في سوريا بعهد حكم آل الأسد، وتبرز معاناة المدنيين، خاصة القاصرين، في ظل الظروف الأمنية المعقدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

تعليمات عاجلة من التعليم للمدارس بشأن الاحتفال بيوم الشهيد

قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، تخصيص الحصة الأولى يوم السبت الموافق 8 مارس ويوم الأحد 9 مارس 2025 للاحتفال بيوم الشهيد من خلال الحديث عن الشهيد عبد المنعم رياض وفضل الشهادة ودور القوات المسلحة. 

كما أصدرت وزارة التربية والتعليم تعليمات للمدارس بعزف سلام الشهيد والوقوف دقيقة حداد في الطابور خلال شهر مارس 2025.

وقالت الإدارة المركزية لمدارس التعليم الفني بوزارة التربية والتعليم: يأتى ذلك حرصا على تنمية روح الانتماء لدى طلاب مدارس التعليم الفنى بنوعياته وإذكاء الروح الوطنية لديهم وكذا إبراز دور القوات المسلحة وما يقدمه أفرادها من تضحيات في سبيل الوطن فإن الادارات العامة النوعية (صناعي - زراعی - تجاری - فندقى ( تثمن لما له من عائد معنوى على الطلاب، لذا يتم الاحتفال بيوم الشهيد.

وعلى جانب آخر عقدت  وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم،  ثاني جلسات فعاليات الحوار المجتمعي حول مقترح نظام شهادة "البكالوريا المصرية"، بحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمى ومحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مع مجالس الأمناء والآباء والمعلمين على مستوى الجمهورية؛ وذلك  بهدف الاستماع لمختلف الرؤى والمقترحات حول التفاصيل الخاصة بمقترح شهادة "البكالوريا المصرية".

وأكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على أهمية مشاركة جميع الجهات المعنية ما يسهم في توحيد الجهود ويضمن تفهم الجميع ويعزز الثقة في نظام التعليم، مشيرًا إلى أن الهدف من تقديم مقترح نظام شهادة "البكالوريا المصرية" في هذا التوقيت هو  طرحه لحوار مجتمعي مع كافة الجهات المعنية بشكل كبير وفعال.

وأضاف الوزير محمد عبد اللطيف أن موافقة مجلس الوزراء مبدئية لطرح برنامج التطوير للحوار المجتمعي، مؤكدًا أن كافة المقترحات المقدمة لتحقيق ما هو أفضل سيتم دراستها ومناقشتها.

وتابع الوزير مستعرضا تفاصيل مقترح شهادة البكالوريا المصرية، مؤكدا أن أحد أهم أهداف النظام المقترح هو تحقيق مستقبل أفضل للطلاب، وتقديم نظام دراسي لهم دون ضغط نفسى أو عبء مادى أو معنوي على أولياء الأمور.

وقال وزير التربية والتعليم: "إن هناك العديد من التخصصات ستكون متاحة مستقبلًا وسيكون لمجال البرمجة وحده، كأحد المسارات التي يوجه لها نظام البكالوريا المصرية الجديد، حظ وافر كونه يتضمن العديد من مجالات التخصصات الفرعية المتعددة والمطلوبة بشكل كبير في سوق العمل.

وخلال الجلسة الحوارية، قدم المعلمون وممثلو مجالس الأمناء والآباء والمعلمين العديد من الأفكار والمقترحات والرؤى بشأن آليات تطبيق نظام شهادة البكالوريا الجديدة، ونظام الدراسة والمقررات الدراسية، بالإضافة إلى نظم التقييم والامتحانات، ومناقشة القواعد العامة لمجموع الدرجات، وإتاحة المحاولات المتعددة لدخول الامتحانات في المواد المختلفة، كما ثمّن الحضور الهدف من نظام "البكالوريا المصرية" المتمثل في الارتقاء بجودة المنظومة التعليمية في مصر.

مقالات مشابهة

  • وفاة معتقل جراء التعذيب وتجديد حبس آخرين دون حضورهم.. النظام المصري يواصل الانتهاكات
  • تعليمات عاجلة من التعليم للمدارس بشأن الاحتفال بيوم الشهيد
  • هل يعيد التاريخ نفسه .. إلي ضحايا الكنابي وإرهابي البراؤون !!
  • الأسرى الفلسطينية: ارتفاع عدد المعتقلين الإداريين حتى بداية يناير إلى 3376 معتقلًا
  • وجعتنا البيك تبقا لنا نفير
  • أدعية لحفظ الجنين من السقوط
  • وفاة أسير فلسطيني معتقل إداريا في سجن إسرائيلي
  • عائلة عراقي معتقل في غوانتنامو تناشد أمريكا عدم تسليمه إلى بلده
  • الألعاب النارية تضيء سماء سلطنة عمان ابتهاجًا بيوم النهضة المتجددة