غارديان: ترامب ألحق ضرراً بالأمن القومي قبل تنصيبه
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تسبب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في إلحاق ضرر كبير بالأمن القومي للولايات المتحدة حتى قبل توليه المنصب.
ترامب يخترع ادعاءاته السخيفة كوسيلة لتشتيت الانتباه
وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية "رغم عدم توليه الرئاسة بعد، أظهر ترامب أنه سيكون شريكاً غير موثوق به، يتأثر بأهوائه الشخصية ويستخف بالتحالفات التاريخية والقواعد الدولية التي قادت الولايات المتحدة لبناء النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية".
وكان ترامب قد أطلق ادعاءات غريبة، مثل التلميح إلى الاستيلاء على قناة بنما وكندا وغرينلاند، فضلاً عن دعوته إلى إعادة تسمية خليج المكسيك.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الازدراء لسيادة الدول المستقلة أضعف موقف الولايات المتحدة ضد قضايا حيوية مثل الغزو الروسي لأوكرانيا وطموح الصين في تايوان.
“Trump is easily the most unpopular public figure in Canada.”
Donald Trump isn’t even in office yet and silly season has already begun | Sidney Blumenthal https://t.co/8Cxyp2w2dv
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب قد استخدم هذه الادعاءات ليتجنب الحديث عن وعود حملته الانتخابية المتعلقة بتخفيض الأسعار، والتي تبين أنها كانت فارغة. كما اعترف لاحقاً بأنه من الصعب تحقيق وعوده الاقتصادية، مما يعكس تناقضاته وميله إلى التضليل.
ماذا وراء تنافس القوى الكبرى على غرينلاند؟ - موقع 24أكد المحللان الاستراتيجيان ماثيو بوروز وجوزيف برامل على الأهمية الاستراتيجية لغرينلاند في رقعة الشطرنج الجيوسياسية في القطب الشمالي.وتتمحور أفكار ترامب حول تعزيز نرجسيته وخدمة مصالحه الشخصية، حيث يردد بعض الأفكار التي قد تكون مستوحاة من الأغنياء الذين يلتقي بهم في أماكن خاصة. وقد أثار هذا سخرية البعض، بما في ذلك الجنرال جون كيلي، الذي وصف ترامب بالفاشي بالفطرة.
وأضافت الصحيفة أن مغامرات ترامب حول شراء غرينلاند وغير ذلك من التصريحات قد تكون مجرد تعبير عن استعراض نرجسي، متشبهاً بمواقف هزلية في الأفلام الكوميدية مثل "الفأر الذي يزأر" من عام 1959.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب قناة بنما غرينلاند الولايات المتحدة عودة ترامب غرينلاند قناة بنما الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
لماذا يرغب ترامب إتمام صفقة غزة قبل تنصيبه رسميا؟
واشنطن- يطرح السؤال بشدة في العاصمة الأميركية حول سبب رغبة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنجاز اتفاق بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل تسلمه منصبه رسميا في 20 يناير/كانون الأول المقبل.
وكان ترامب قد أشار إلى حرصه على إنهاء الحرب في غزة بأسرع وقت ممكن، حتى مع استمرار إدارة جو بايدن المنتهية ولايتها في سعيها الدبلوماسي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث نشر الرئيس المنتخب على منصة "تروث سوشيال" تغريدة هدد فيها بـ"الجحيم" إذا لم تتم إعادة الأسرى المحتجزين قبل حلول موعد تنصيبه، حيث يوجد بينهم 4 أو 5 مواطنين أميركيين أحياء.
وذات الرسالة كررها مستشار ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف والذي يوجد في المنطقة منذ أيام، ويقوم برحلات مكوكية بين قطر وإسرائيل، ناقلا رسائل من ترامب لأطراف العملية التفاوضية التي تجمع قطر ومصر وحركة حماس وإسرائيل علاوة على الولايات المتحدة.
وقد استطلعت الجزيرة نت آراء عدد من الخبراء الشؤون الأميركية والخارجية، وجاءت ردودهم كاشفة لأهداف ترامب المتعددة والمتداخلة، والتي قد تبرر تحركه المبكر للانتهاء من هذه الملف الشائك.
إنجاز مبكرفي حديث للجزيرة نت، قال المحلل الأمني والدبلوماسي السابق فولفغانغ بوستاي إن "ترامب يبحث عن أول نجاح سياسي كبير لتعزيز سياسته الخارجية منذ البداية، كما أن الصراع في غزة يشكل عبئا ثقيلا على الولايات المتحدة وصورتها في المنطقة".
إعلانوأضاف أن "من شأن وقف إطلاق النار الدائم -الذي توسط فيه فريقه- أن يحسن بشكل كبير مكانة ترامب ومصداقيته كصانع صفقات في المنطقة منذ البداية، وهو ما يساعده أيضا محليا مع العديد من مؤيديه".
كما أشار حسين أبيش، كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية بواشنطن -في حديثه للجزيرة نت- أن "ترامب يريد أن يحاول أن ينسب إليه الفضل في الوضع الذي كان يختمر منذ عدة أشهر، وهو يدرك جيدا أن الفترة الانتقالية بين الإدارات والفاصلة بين الرئاسات هي دائما فرصة لفريق الرئيس القادم ليحل الإشكاليات الكبيرة قبل وصوله".
وكان ترامب قد تعهد -خلال حملته الانتخابية وفي مناسبات عديدة للناخبين العرب والمسلمين واليهود- بالعمل على إنهاء القتال في قطاع غزة، والإفراج عن بقية الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، وتودد للناخبين المعنيين بغزة من كلا الجانبين، وأكد أنه لو كان رئيسا ما قامت هذه الحرب من البداية، وكرر أنه "مرشح "السلام".
ويتفق جيريمي ماير البروفيسور بكلية السياسة والحكومة جامعة جورج ميسون بولاية فيرجينيا مع الطرح السابق، وأضاف للجزيرة نت أن "ترامب وعد باتخاذ إجراءات سريعة في أوكرانيا وغزة، وإذا تمكن من إنجاز شيء ما قبل التنصيب فسيكون ذلك أمرا يمكن أن يتباهى به. وفي الحقيقة، إذا توصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار، فسيكون ذلك إنجازا كبيرا".
جهود ترامب تصب في تغيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة مع الحرص على تمكين إسرائيل بالمنطقة (رويترز) قوى المنطقةيعتبر ترامب أن أهم إنجازات فترة حكمه الأولى على الصعيد الخارجي هي التوصل إلى اتفاقيات أبراهام، حيث وضع أسس تطبيع العلاقات بين إسرائيل و4 دول عربية هي: الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
وتهدف الإدارة الأميركية القادمة إلى ضم السعودية لهذه الاتفاقيات، وإقامة علاقات دبلوماسية بينها وبين إسرائيل، إلا أن من شروط الرياض وقف العدوان على قطاع غزة، ووضع إطار ينتهي بدولة فلسطينية مستقلة.
إعلانومن المرجح أن يحاول ترامب دفع اتفاقيات أبراهام إلى الأمام، سعيا لتطبيع سعودي إسرائيلي يدخله قائمة المتنافسين على جائزة نوبل للسلام التي يحلم بها، حيث سبق وأن صرح في حديث تلفزيوني قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الأول الماضي أن "السلام بين إسرائيل والسعودية سيكون أولوية مطلقة إذا فاز بالانتخابات".
ومن جهة أخرى، يرى الباحث أبيش أن "ترامب يدرك أن ملامح هذه الصفقة المحتملة تتراكم منذ فترة طويلة، حيث كانت القشة الأخيرة سقوط نظام الأسد في سوريا، وصعود تركيا كقوة إقليمية جديدة، مما يغير بشكل جذري ميزان القوى داخل حماس، الذي كان يتحول بالفعل نحو قادة المكتب السياسي المتحالفين مع تركيا وقطر، بدلا من أولئك المتحالفين مع إيران وحزب الله".
واعتبر تريتا بارسي نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي بواشنطن -في حديث للجزيرة نت- أنه "يمكن أن ينسب لترامب الفضل في وقف إطلاق النار إذا حدث قبل توليه منصبه مباشرة، مع تجنب الاضطرار إلى التعامل مع صداع هذا الصراع وخطر إشعال حرب إقليمية من شأنها أن تشغل الولايات المتحدة".
واضاف أنه من المرجح أن يؤدي وقف إطلاق النار أيضا إلى إنهاء هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر "مما يقلل الضغط على ترامب لتصعيد الهجمات ضد اليمن".
صفحة جديدةاعتبر المحلل السياسي وخبير الشؤون الخارجية آدم شابيرو أنه "يبدو أن الرئيس ترامب يتطلع إلى طي صفحة سياسات وقضايا السنوات الأربع السابقة، ولا يرغب بالانخراط في قضايا السياسة الخارجية التي لا تمثل أولوية بالنسبة له".
وأضاف "في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، يبدو أن إدارة ترامب القادمة تتخذ نهجا يعطي الأولوية لمجال النفوذ الأميركي، الذي يقتصر بشكل أساسي على جيرانها، وبشكل أساسي الأميركيتين، بما في ذلك غرينلاند، ومع مبدأين إضافيين للتحرك، أولهما مواجهة الصين، والثاني تمكين إسرائيل".
إعلانوعاد أبيش ليقول إنه من السهل أن "نرى لماذا حماس الآن مستعدة لتقديم تنازلات بأي شكل من الأشكال مع إسرائيل، حيث تتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط شديدة لإخراج المحتجزين، ويريد الجيش الإسرائيلي إنهاء الحرب في غزة، التي لم تعد تخدم أي غرض عسكري أو إستراتيجي مشروع، لذا فكلا الجانبين مستعدان للتوصل إلى اتفاق".
وأضاف أن ترامب يحاول أن يمارس دورا لينظر إليه كما حدث مع الرئيس السابق رونالد ريغان وما أنجزه مع صفقة تحرير الرهائن الأميركيين في إيران، الذين كانوا محتجزين بالسفارة الأميركية بطهران، الفترة ما بين 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 و20 يناير/كانون الثاني 1981، وقال "إنه يريد أن ينظر إليه كرجل قوي يخيف الجميع".
ومع عدم التوصل لصفقة بعد، يرى ماير أن هناك عوائق كبيرة أمام التوصل لاتفاق قبل وصول ترامب للبيت الأبيض "وهو أن نتنياهو ربما يعتقد أنه يمكن أن يحصل على صفقة أفضل في عهد ترامب مما كان عليه في عهد بايدن" مضيفا أن ائتلاف حكومة نتنياهو يمكن أن ينهار بسهولة في اللحظة التي يتوقف فيها الصراع.
وأضاف البروفيسور أن "نتنياهو يعد رئيس وزراء حرب، وقد لا ينجو من السلام طويلا، فطوال حياته المهنية الطويلة في السياسة الإسرائيلية فعل كل ما يلزم للبقاء في منصبه" متسائلا عن حقيقة رغبة نتنياهو في منح ترامب فوزا لبدء علاقتهما الثانية مع شعور بالامتنان.