وزير الثقافة الأردني: مصر منارة وإشعاع ثقافي وحضاري للعالم وعلاقاتنا معها "تاريخية"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أشاد وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة، بمستوى العلاقات المصرية الأردنية في مختلف المجالات وخصوصا الثقافية، مؤكدا أن علاقات التعاون بين القاهرة وعمان قديمة وعميقة ومتجذرة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وقالت الرواشدة، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن مصر والأردن لديهما علاقات تاريخية وأخوية منذ تأسيس الدولة الأردنية، مؤكدا أن هذه العلاقات اتسمت بالنمو والتطور، وحينما تم إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945 كان الأردن من أوائل الدول التي شاركت في اللجنة التحضيرية التي عقدت اجتماعها في الإسكندرية مما عزز هذه العلاقات الأخوية.

وأشار إلى أن وزارة الثقافة الأردنية على تواصل وتنسيق وتعاون مستمر مع نظيرتها المصرية، معربا عن تطلع الوزارة والمؤسسات الثقافية الأردنية إلى مزيد من التعاون مع مصر في مختلف الأنشطة الثقافية والحضارية والتراثية والفنية.
ونوه وزير الثقافة الأردني إلى أن مصر دائما تمثل منارة وإشعاع ثقافي وحضاري وتراثي للعالم ولطالما احتضنت طليعة الطلبة الأردنيين الذين تخرجوا في معاهدها وكلياتها وجامعاتها وأكاديميتها، مشيرا إلى أن العلاقات بين الشعب المصري والأردني متجذرة وهناك علاقات مصاهرة ونسب مما جعل هذه الأجواء والمناخات والإرث التاريخي والثقافي معزز لقوة العلاقات بين البلدين.
وقال الرواشدة إن العلاقات المصرية الأردنية تشهد في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي وأخيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مزيدا من الزخم والتطور الكبير في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن هذه الأجواء من العلاقات تعزز توقيع المزيد من الاتفاقيات الثقافية لمد المزيد من الجسور الثقافية من خلال الأنشطة والبرامج الثقافية، والأسابيع الثقافية والبرامج التدريبية بين البلدين.
وأضاف أن مصر تمتلك تاريخا عميقا ومواقف إنسانية وتاريخية في محيطها العربي والإقليمي وعلى مستوى القضايا العربية والدولية، مؤكدا أن مصر في وجدان كل عربي وإنساني لما تتمتع به من ثقافة وتاريخ وفنون.
وأعرب عن تطلعه للقاء وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو في القريب العاجل من أجل وضع أسس واستراتيجيات لتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين مصر والأردن في قطاع الثقافة لضخ مزيد من التعاون والأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية المشتركة بين البلدين، مشددا على الحرص الكبير لتعزيز هذا التعاون وتنفيذ أنشطة مشتركة في المستقبل من جانب الأردن.
وحول إعلان مصر افتتاح المتحف المصري الكبير قريبا، قدم وزير الثقافة الأردني التهنئة لمصر على تدشين وقرب افتتاح المتحف المصري الكبير باعتباره أكبر المتاحف التي تحتوي على قطع أثرية في العالم، مؤكدا أن مصر دائما حاضنة للحضارات والتاريخ وهذا المتحف الكبير يؤكد على ذلك بحكم ما تمتلكه مصر من آثار تحكي عن الأزمنة القديمة في العالم والإنسانية.
ولفت إلى أن مصر دائما حاضنة للفن والإبداع والتاريخ، وكانت عبر تاريخها مصدرا للإبداع والفنون وتشهد اليوم نقلة نوعية في كافة القطاعات، مشيرا إلى أن المتحف الكبير هو إنجاز لمصر في ظل القيادة المصرية وطموحات الشعب المصري الكبيرة في مستقبل أفضل.
وتابع أنه كان مؤخرا في القاهرة وشهده حالة التطوير والبناء والتشييد التي تشهدها مصر في ظل قيادة الرئيس السيسي، مشيرا إلى أنه من حق الشعب المصري أن يفتخر بما يحدث في بلاده من بناء وتطوير وإعمار وتحديث.
وحول دعم الأردن للدكتور خالد العناني، مرشح مصر والعرب وأفريقيا لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، أوضح وزير الثقافة الأردني أن دعم الأردن لمرشح مصر يأتي في إطار التعاون والتنسيق والعلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرا إلى أن الرؤى المصرية الأردنية دائما متطابقة في كافة المجالات ومنها دعم المرشحين من البلدين في كافة المحافل الدولية.
ونوه إلى أن المواقف المصرية الأردنية تجاه القضايا العربية متطابقة ودائما هناك تنسيق بين البلدين، مؤكدا أن الأردن داعم دائما للمواقف والخطوات المصرية والمرشح المصري يمثل الأردن والأمة العربية لأنه يمثل القضايا العربية وخصوصا الثقافية.
وبشأن المشاركة الأردنية في الدورة 56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 والمقررة في 23 يناير الجاري، أكد وزير الثقافة الأردني حرص المملكة عن المشاركة في كافة الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية المصرية بشكل عام، مشيرا إلى أن معرض القاهرة للكتاب يمثل حرصا خاصا من قبل الأردن للمشاركة فيه وكان ضيف شرف الدورة 54 مما يؤكد قوة التعاون بين البلدين.
وأردف أن الأردن حريص على أن يقدم المزيد من الكتب والإبداعات الأردنية والتراث الأردني في فعاليات الدورة الجديدة للمعرض نهايات الشهر الجاري ، موضحا أن معرض القاهرة للكتاب يعد مهرجانا ثقافيا عربيا وعالميا نحرص دائما على المشاركة فيه بقوة ، كما تشارك مصر في معرض عمان للكتاب.
وعن خطة وزارة الثقافة الأردنية في المرحلة المقبلة والمشاريع الثقافية المقرر تنظيمها، كشف وزير الثقافة الأردني، وهو وزير جديد في حكومة رئيس الوزراء جعفر حسان منذ 100 يوم فقط، أن خطة الوزارة تقوم على رؤى الملك عبدالله الثاني في التحديث والإصلاح، موضحا أن الخطة الاستراتيجية للثقافة (2025 -2027) تقوم على توطين الصناعات المعرفية وتمكين الشباب والمرأة وتوزيع مكتسبات التنمية الشاملة والمستدامة، والنهوض بالصناعات الثقافية الإبداعية الإنتاجية.
وأكد أن استراتيجية الوزارة تنطلق أيضا من الثوابت الوطنية والقومية، بهدف تعزيز الهوية وتشكيل السردية الوطنية الأردنية، والحفاظ على التراث الأردني والهوية العربية.
وقدم الوزير الأردني، خلال الحوار، عرضا لتنفيذ الاستراتيجية الثقافية عبر مواصلة الاهتمام بالمدن والألوية الثقافية وتطويرها ومواصلة برنامج مكتبة الأسرة وتطويره وتدشين البنى التحتية وترميمها، وإنشاء المراكز الثقافية وأحياء الموروث الثقافي والفني وتدوينه والتحول إلى الاقتصاد الإبداعي الإنتاجي، وإنشاء المنصات الثقافية، مؤكدا أن الاهتمام بمشروع الترجمة للتعريف بتاريخ الأردن وحضارته ومنجز المثقف الأردني والاهتمام بالتنوع الثقافي وتعزيزه من خلال برامج تنفيذية يعد من أولويات خطة الوزارة أيضا.
ونوه الرواشدة إلى أن زيادة الشراكة والتشبيك مع المؤسسات الثقافية العربية والدولية العالمية التي تتفق مع أهداف الوزارة وقيمنا الوطنية وكذلك تفعيل دور المديريات ومراكز الثقافة من خلال البرامج التدريبية في الفنون والحرف اليدوية والشعبية، بالإفادة من الميزة النسبية لتراث كل محافظة في التراث المادي وغير المادي وتفعيل دور الثقافة في مواجهة التطرف يعد أيضا أهدافا في استراتيجية وزارة الثقافة الأردنية في المرحلة المقبلة.
وحول أبرز المشاريع الثقافية للوزارة خلال المرحلة المقبلة في ظل توجيهات القيادة الأردنية، كشف وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة، أن الوزارة تمتلك قسمين من المشاريع منها ما هو ثابت مثل البرامج السنوية، ومنها الألوية الثقافية، ومكتبة الأسرة، وبرنامج النشر والمهرجانات المسرحية والسينمائية، ومهرجان جرش للثقافة والفنون ومعرض الكتاب والمؤتمرات والملتقيات السنوية والمهرجانات الشعرية والشعبية ومهرجانات المحافظات.
وكشف أن لدى الوزارة برامج متغيرة والتي تتصل بالندوات والمعارض التشكيلية والأمسيات الموسيقية ومعارض الحرف اليدوية والشعبية والتي تتحدد بالتعاون مع الهيئات، مشيرا إلى أن هناك مشاريع قيد التنفيذ، مثل مشروع المتحف الشعبي في المركز الثقافي الملكي بالعاصمة عمان، والذي يشتمل على أدوات الحياة وتمثل التحولات المعيشية في كل محافظة وكذلك تدوين السردية لكل محافظة والتي تعنى بكتابة تاريخ المكان من قبل عدد من الأكاديميين والخبراء جغرافيا وإنسانا للتعريف بالمكان حضاريا وثقافيا، وكذلك افتتاح مركز ثقافي جرش، واستكمال تدشين عدد من المراكز في المحافظات، وتخصيص أجنحة للتدريب التي تمكن الشباب في عدد من المهارات في الفنون التي توفر لهم الحياة الكريمة.
وبشأن تأثير الوضع الاقتصادي الإقليمي والعالمي بسبب الأحداث الراهنة على الوضع الثقافي، أكد وزير الثقافة الأردني أنه لا شك من وجود تأثير حقيقي ومباشر لهذه الأحداث على الوضع الاقتصادي العالمي وبالتالي ينعكس ذلك على كافة القطاعات إلا أن الأردن حريص على أن تستمر الأنشطة والفعاليات الثقافية في وقتها، مشيرا إلى أن الأنشطة والمهرجانات الأردنية قائمة وحريصون على استمرارها رغم الأوضاع الراهنة.
وأوضح الرواشدة أن الفعاليات والأنشطة الثقافية الأردنية تعمل على إرسال رسائل إلى العالم بأن نشر السلام والمحبة والوئام وتحقيق الأمن والاستقرار ووقف الحروب هو هدف أردني قائم، مشيرا إلى أن مأساة أهالي غزة يتم تجسيدها في النشاطات الثقافية والفنية الأردنية كنوع من التضامن معهم وتوصيل صوتهم ورسالتهم إلى العالم وكذلك يتم استضافة شعراء وكتاب وفنانين فلسطينيين للمشاركة في هذه الفعاليات للتعبير عن أنفسهم وحقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وإنهاء الحرب والاحتلال. 

المصدر: البوابة نيوز