ضمن فعاليات "ليالي مسقط" المقامة في ولاية العامرات، يبرز معرض "البسامي للتراث الشعبي" كواحد من أبرز الوجهات الثقافية والتراثية التي تُعيد الزوار إلى صفحات مضيئة من تاريخ عُمان.

المعرض، الذي يُشرف عليه صاحب المقتنيات الأثرية و الأنتيك الجامع مرهون البسامي، يُعد نافذة على جمال الماضي، حيث يحتضن مجموعة فريدة من القطع النادرة التي تروي قصص الأجيال العمانية المتعاقبة.

ويُقدم معرض "البسامي للتراث الشعبي" مجموعة نادرة من التحف والمقتنيات الأثرية التي جمعها مرهون البسامي على مدار سنوات طويلة. هذه القطع ليست مجرد معروضات، بل هي شواهد حيّة على التاريخ العماني الغني، تضم أدوات كانت تُستخدم في الحياة اليومية، ومجسمات تعكس أصالة العمارة العمانية التقليدية، إلى جانب مقتنيات فنية وأثرية نادرة تمثل مراحل مختلفة من التراث الوطني.

كما يحتضن المعرض بين جنباته كنوزا ثمينة اقتناها البسامي بعناية على مدار سنوات طويلة، حيث تتنوع مقتنياته بين الأسلحة والخناجر العمانية التي تتفرد بتصاميمها الدقيقة وتراثها العريق، والدلال النحاسية التي تعكس عبق الضيافة العمانية، وأبرزها "الدلة النزوانية" الشهيرة. كما يضم المعرض فخاريات أصيلة وفضيات ساحرة، منها الحُلي التقليدية التي كانت تتزين بها المرأة العمانية في الزمن الماضي، لتروي قصص الجمال والأصالة. إضافة إلى ذلك، لم يغفل البسامي جمع الأجهزة الإلكترونية القديمة، مثل الراديو الذي كان يومًا المصدر الأول للأخبار المحلية والعالمية، ليضيف بُعدًا آخر من الحنين إلى تاريخ تقني تليد.

رحلة فريدة إلى الماضي

وفي أروقة المعرض، يجد الزائر نفسه مُحاطًا بكنوز أثرية تستحضر أصالة الماضي. تنوع المقتنيات ودقتها يُبرز مدى اهتمام مرهون البسامي بتوثيق التراث والحفاظ عليه. كما يُتيح المعرض فرصة فريدة للتعرف على تفاصيل الحياة العمانية القديمة من خلال شرح دقيق عن كل قطعة وقصتها، ما يُثري الزائر بمعلومات جديدة ويعزز ارتباطه بالهوية العمانية.

وحظي معرض البسامي للتراث الشعبي بإقبال كبير من الزوار، خاصة من مرتادي "ليالي مسقط" في العامرات، حيث يتوافد السياح بشغف لاستكشاف عبق التراث العماني الأصيل.

بنجاح لافت، حيث يُبدع مرهون البسامي في تعريف الزوار بالتراث العماني القديم، مستعرضًا أمامهم تفاصيل تاريخية غنية تشد الأنظار وتُثري العقول.

وما يميز المعرض هو تنوع زواره من مختلف الفئات العمرية؛ فمنهم الشباب الذين يتعرفون للمرة الأولى على ملامح حياة الأجيال السابقة، ومنهم من عاشوا تلك الفترة، ليجدوا في أركان المعرض ذكريات طفولتهم تلامس وجدانهم وتعيدهم إلى أيام خالدة في ذاكرة الزمن. هنا، تتلاقى الأجيال على أرضية التراث، حيث تُحكى القصص وتُنسج الحكايات التي تُعزز الارتباط بالموروث الثقافي العماني.

تعزيز الهوية الوطنية

يتعدى دور معرض البسامي للتراث الشعبي مجرد عرض القطع الأثرية، فهو يحمل رسالة وطنية عميقة تُبرز أهمية التراث كجزء لا يتجزأ من الهوية العمانية، ويسعى المعرض إلى تعزيز الانتماء الوطني من خلال تقديم التراث بأسلوب يُثير الإعجاب ويحفز الجيل الجديد على الاهتمام بجذورهم الثقافية، ويُبرز البسامي من خلال مقتنياته جانبًا من القيم العمانية الأصيلة التي تتجسد في تفاصيل الحياة اليومية، من أسلوب العيش البسيط إلى الهندسة المعمارية المتأصلة في الطابع العماني. هذه الرسالة الحضارية تضع الزوار في حالة تأمل، وتدفعهم إلى إدراك أهمية نقل هذا التراث للأجيال القادمة.

مرهون البسامي، الذي يُعرف بشغفه في جمع المقتنيات الأثرية و الأنتيك، يؤكد أن هذا المعرض يمثل رسالة حضارية تعكس أهمية الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة.

وأضاف: إن القطع المعروضة ليست مجرد تحف، بل هي جزء من ذاكرة وطنية تُجسد قيم الأصالة والهوية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

«الوثبة للتمور» يتوج الفائزين في دورته الثانية

أبوظبي: «الخليج»
اختتم «مهرجان الوثبة للتمور»، أمس، مسابقات دورته الثانية، التي أُقيمَت تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وبتنظيم من هيئة أبوظبي للتراث، خلال الفترة من 10 يناير ولغاية 22 مارس 2025، ضمن فعاليات مهرجان الشيخ زايد.
شهد المهرجان 12 مسابقة لتغليف التمور «إضافات وبدون إضافات» لستة أصناف هي: «خلاص، فرض، دباس، بومعان، شيشي، زاملي»، والتي خصص لها 120 جائزة بقيمة إجمالية تتجاوز مليوني درهم، إذ سجلت المسابقات مشاركة 310 منتجين ومصنعين قدموا أكثر من 3100 كيلوجرام في عبوات مبتكرة ومستدامة وفق معايير ومواصفات تمتاز بالجودة العالية.
كما قدم المهرجان أكثر من 200 صنف من التمور والصناعات المرتبطة بها عبر 40 محلاً شارك فيها 172 منتِجاً ومُصنعاً، حيث عمد المهرجان إلى تنوع المشاركات بشكل دوري وتحديث المحال المشاركة كل 10 أيام، وتنوعت المعروضات لتشمل التمور الإماراتية الفاخرة بمختلف أنواعها، والعديد من المنتجات الأخرى.
وكرمت هيئة أبوظبي للتراث، الجهات الراعية والداعمة التي أسهمت في إنجاح فعاليات ومسابقات المهرجان، وشملت الشريك الاستراتيجي مهرجان الشيخ زايد، وداعم المهرجان هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، كما توجت الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في مسابقات تغليف التمور كافة، وسط حضور واسع.
وثمن عبيد خلفان المزروعي المدير التنفيذي لقطاع المهرجانات والفعاليات بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة، للمهرجانات والفعاليات التي تعزز التراث وتحقق أهداف استدامة القطاع الزراعي، وتبرز المكانة التاريخية لشجرة النخيل في المجتمع الإماراتي، موجهاً الشكر إلى الجهات الداعمة والراعية والمشاركين في المسابقات ومحال التمور وزوار المهرجان. ويسعى المهرجان إلى تعزيز الوعي بأهمية النخلة تحقيقاً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، بشأن استدامة زراعة النخيل والتشجيع على إنتاج التمور وتسويقها وما يرتبط بها من صناعات.

مقالات مشابهة

  • حماة الوطن ينظم معرض فرحتك فرحتنا لتوفير ملابس العيد للأسر الأكثر احتياجا
  • «الوثبة للتمور» يتوج الفائزين في دورته الثانية
  • معرض يكشف موهبة الكاتب الكبير فيكتور هوغو في الرسم
  • محافظ الإسماعيلية ومفتي الجمهورية يفتتحان معرض "مبادرة عيدك عيدنا"
  • انطلاق معرض «أمنكم سعادتنا» في دبي
  • اتحاد شباب كفر الشيخ يفتتح معرض الفنون التشكيلية ضمن مبادرة “العيلة”.. صور
  • البنك الوطني العماني يحتفي بـ"يوم الأم" بإفطار حصري ومكافآت مميزة للعملاء
  • أمريكا والحشد الشعبي.. هل يمكن أن تكشف أسرار قاعدة البيانات التي تعيق الملاحقة؟
  • أمريكا والحشد الشعبي.. هل يمكن أن تكشف أسرار قاعدة البيانات التي تعيق الملاحقة؟ - عاجل
  • رمضان في الذاكرة العربية تسلط الضوء على التراث الثقافي في معرض فيصل للكتاب