300 ألف مصري في دائرة نيران كاليفورنيا.. رئيس اتحاد المصريين بأمريكا يكشف الأوضاع
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تتعرض ولاية كاليفورنيا حاليًا لموجة حرائق شديدة وغير مسبوقة بسبب الظروف الجوية الجافة وسرعة الرياح القوية، حيث تمددت حرائق كاليفورنيا الكارثية، بتركيبة من الظروف الجوية الجافة للغاية، والرياح القوية، مما جعل انتشار حرائق الغابات تتم بسرعة كبيرة.
ولا يزال رجال الإطفاء حتى اللحظة يعملون على احتواء الحرائق، لكن العديد منها لا يزال غير قابل للاحتواء، مع توقع رياح قوية أخرى في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وفي هذا الصدد تواصلت "بوابة الوفد الإلكترونية" مع رأفت صليب، رئيس الاتحاد العام للمصريين في أمريكا وهو مواطن مصري مقيم في امريكا منذ ٣٨ عام وبالتحديد في لوس انجلوس.
وأكد رأفت صليب أنهم مروا بأوضاع صعبة للغاية الايام الماضية بسبب الحرائق التي اجتاحت مناطق واسعة من كاليفورنيا، خاصة في المناطق الجبلية التي تعاني من الجفاف الشديد، لافتا الى أنه أحد سكان هذه المناطق وتم انقطاع الكهرباء لمدة ستة أيام متتالية، مما زاد من صعوبة الحياة اليومية، ولكنها عادت الساعات الماضية.
ونوه " صليب" الى أن سرعة الرياح الكبيرة تجعل الوضع خطيرًا للغاية، حيث يمكن أن تنتشر النيران عبر الجبال والمناطق المجاورة بسرعة هائلة.
أما عن عدد المصريين الحقيقي في كاليفورنيا، قال رأفت صليب، إن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تناقلت أرقامًا غير دقيقة حول عدد المصريين في كاليفورنيا، حيث تم ذكر أرقام تصل إلى 700 ألف، وهو رقم مبالغ فيه وغير صحيح، لافتا الى أن العدد الفعلي للمصريين المقيمين في كاليفورنيا يُقدر بحوالي 300 ألف كحد أقصى، فمن المهم تصحيح هذه المعلومات لتجنب تضليل الرأي العام وإثارة القلق.
وحول تأثير الحرائق في كاليفورنيا على المواطنين، أشار صليب، الى أن الحرائق أثرت بشكل كبير على سكان المناطق الجبلية، وأنه شخصيًا واجه صعوبات بسبب وجود منزله في قلب المناطق المتضررة وفقد عددا منهم بسبب هذه الحرائق، قائلا: " الوضع كان صعبًا للغاية بسبب انقطاع الخدمات الأساسية، لكن الأوضاع تتحسن تدريجيًا".
وأكد رئيس الاتحاد العام للمصريين في أمريكا، على ضرورة توخي الحذر والدقة عند نقل المعلومات حول أوضاع الجالية المصرية في كاليفورنيا، لأن التضخيم أو نقل معلومات غير صحيحة يؤدي إلى قلق لا مبرر له لدى أهالينا في مصر والأصدقاء في أمريكا، حيث يتم نشر معلومات غير صحيحة عن الإخلاء والإجلاء، مما يثير القلق غير المبرر لدى الأهل والأصدقاء.
وحول الأضرار التي لحقت بالمصريين في كاليفورنيا، قال: " إن هناك من ٧ ل ٨ منازل تقريبا لمصريين تضررت من الحرائق، حيث أُحرقت منازلهم ومع ذلك، لم يواجهوا مشاكل كبيرة بفضل وجود منازل بديلة لهم أو نقلهم إلى فنادق عن طريق التأمين".
ولفت الى أن حوالي ٧ ل ٨ أفراد تقريبا من أصحاب الأعمال الصغيرة فقدوا مصدر رزقهم بسبب احتراق ممتلكاتهم، ولكن الحكومة الأمريكية ستقوم بتعويضهم ضمن برنامج المساعدات للمتضررين.
وعن أوضاع المصريين بكاليفورنيا كشف رأفت صليب، أنه لا توجد أي إصابات أو وفيات بين المصريين في كاليفورنيا، فالجميع بخير وبصفته رئيس الاتحاد العام للمصريين في أمريكا فانه يتابع الأوضاع عن كثب للتأكد من سلامة الجميع.
وأضاف، أفراد الجالية يظهرون تماسكًا قويًا في مواجهة الأزمة، حيث يدعم الجميع بعضهم البعض للتغلب على الصعوبات، وجميع الاصدقاء في ولايات اخرى يتحدثون معنا بشكل مستمر للاطمئنان علينا .
وعبر عن استنكارنا لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام المصرية من معلومات مغلوطة وغير دقيقة عن الجالية المصرية في كاليفورنيا ولوس أنجلوس.
وتحدث عن جهود الحكومة الأمريكية حيث قدمت جهودًا كبيرة بدعم من ولايات ومدن أخرى للسيطرة على الحرائق، وتمكنت من إطفاء نحو 50% منها، إلا أن الوضع ما زال خطرًا بسبب إمكانية تجدد الحرائق بسرعة.
كما أن الحكومة خصصت فنادق وأماكن إقامة مؤقتة (short-term shelters) للمتضررين الذين فقدوا منازلهم لحين تعويضهم، ومع ذلك، المصريون المقيمون هنا لم يواجهوا هذه المشكلة بشكل كبير، حيث إن منازلهم المتضررة قليلة جدًا.
وعن مخاوفهم بسبب حالة الطقس الساعات المقبلة، أكد رأفت صليب، أنه من المتوقع أن تزداد الرياح بشكل غير مسبوق خلال الساعات القليلة القادمة، مما يزيد من خطر اشتعال الحرائق مرة أخرى، فعلى الرغم من الجهود المبذولة، الا أن الخسائر المادية تؤثر بشكل كبير على الأفراد والمجتمع، مع مخاوف متزايدة بشأن استمرارية الوضع.
واضاف: "نواجه مخاوف كبيرة بشأن الأحوال الجوية خلال الأيام المقبلة، حيث يُتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى معدلات غير مسبوقة، مما قد يؤدي إلى تفاقم خطورة الوضع، فخلال 38 عامًا قضيتها هنا في أمريكا، لم أشهد مثل هذه الرياح القوية، والتي قد تزيد من سرعة انتشار الحرائق بشكل كارثي".
وحول امكانية عودة المصريين المتضررين من حرائق كاليفورنيا الى وطنهم، نوه رأفت صليب، أن المجتمع المصري في كاليفورنيا يختلف في وضعه عن المصريين العاملين في دول الخليج، حيث يعيش المصريون هنا حياة مستقرة ودائمة، كما أن معظمهم يمتلكون منازل وأعمالاً، وحياتهم قائمة بالكامل في الولايات المتحدة، لذلك، لا توجد مسألة "إجلاء" أو "عودة إلى مصر" بسبب الظروف الطارئة مثل الحرائق، لأن هذه الأحداث لا تؤدي إلى إنهاء إقامة الأفراد أو تفكيرهم في مغادرة البلاد.
وحول إدارة الأزمة وإخلاء المنازل من أصحابها المتضررين بكاليفورنيا، قال " صليب": "عند حدوث الحرائق، يتم إخلاء المنازل كإجراء احترازي مؤقت فقط، أما بالنسبة للمصريين، لا يشكل هذا الإجراء أزمة كبيرة، إذ يذهب المتضررون إلى منازل أخرى يمتلكونها أو إلى منازل أصدقائهم وأقاربهم حتى يتم السيطرة على الوضع".
وكشف عن ظاهرة غريبة في مواقع الحرائق، قائلا: " من الملاحظ أن معظم الحرائق تندلع في المناطق التي تضم منازل الأثرياء بشكل لافت، قد يكون هذا بسبب قرب تلك المناطق من الجبال والمناطق الجافة، أو ربما هي مصادفة متكررة، الا أنه حتى الآن، لا يوجد تفسير واضح، ولكنها تلفت الانتباه وتثير التساؤلات".
واختتم، نؤكد أن الجالية المصرية في كاليفورنيا بخير، رغم التحديات التي فرضتها الحرائق، وندعو الجميع لتحري الدقة في نقل المعلومات، والاعتماد على مصادر موثوقة تعيش الحدث وتتابعه، ونسأل الله أن تمر هذه الأزمة بسلام على الجميع، فكل ما نحتاجه هو التضامن والدعاء للخروج من هذه الأزمة بسلام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ولاية كاليفورنيا حرائق شديدة سرعة الرياح انتشار حرائق الغابات لوس أنجلوس أوضاع الجالية المصرية في كاليفورنيا فی کالیفورنیا فی أمریکا الى أن
إقرأ أيضاً:
كيف تتعافى النظم البيئية بعد الحرائق؟
مع تزايد حرائق الغابات الكارثية حول العالم في السنوات الأخيرة يطرح السؤال عن مدى تعافي النظم البيئية المتضررة والوقت اللازم لذلك، وتشير الأدلة التاريخية إلى أن النظم البيئية قادرة على التجدد بعد الحرائق، ولكن مع تزايد شدة هذه الحرائق ونطاقها، سيحتاج البشر أيضا إلى تكثيف جهودهم لدعم هذه العملية.
وعند مشاهدة الحرائق المدمرة في جنوب كاليفورنيا، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت النظم البيئية المعقدة والمتنوعة في المنطقة قادرة على التعافي من هذا الدمار. الإجابة المختصرة هي نعم. ومع ذلك، فإن العملية ليست بهذه البساطة، ويزيدها تغير المناخ تعقيدا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2توربينات تحت الماء لإنتاج الطاقة من المد والجزر بفرنساlist 2 of 2وكالة البيئة الأميركية تخطط لتسريحات وإغلاق مكتب الأبحاثend of listيشير علماء الطبيعة إلى أنه لا حاجة إلى تدخل بشري لإعادة إحياء الغابات المحترقة، خصوصا أن النظام البيئي للغابات تطور عبر ملايين السنين وأصبح يعتمد على حرائق الغابات الدورية لإحلال التوازن البيئي بشكل طبيعي.
كما أظهرت دراسات الحرائق التاريخية العمليات التي تمر بها النظم البيئية بعد الحرائق، وكيف يمكن أن تُفيد التنوع البيولوجي وتعزز مرونة النظم البيئية. ومؤخرا، اتضح أن تغير مناخنا السريع يُؤثر على مراحل التعافي، وأن البشر إما أن يُسهموا في هذه العملية أو يُضرّوا بها.
إعلانوتعد النار جانبا طبيعيا من دورات النظام البيئي، وخاصة الغابات والمراعي، ولذلك تطورت لتعتمد على النار لخلق التنوع. وبعد الحريق، تظهر رقعة أرض مفتوحة تبدو للعين البشرية وكأنها ندبة عليها.
ومع ذلك، فهي فرصة للعديد من الأنواع، حيث لا تنافس على الموارد ولا وجود لمفترسات. وإن انعدام المنافسة بعد الحريق يفتح آفاقا جديدة في النظام البيئي لمزيد من التنوع، وهذا يؤدي إلى المرونة، أو قدرة النظام البيئي على تحمل التغيير. وتُعرف هذه البداية الجديدة باسم التعاقب البيئي .
ويشير تقرير لموقع "إيرث دوت أورغ" (Earth.org) إلى أنه في عام 1988 احترق أكثر من 30% من متنزه يلوستون الوطني نتيجة حرائق استمرت لأسابيع. واليوم، قد لا يدرك زوار يلوستون أن حريقا قد وقع، رغم أن بعض مناطق المتنزه لا تزال في مراحلها الأولى من التعافي. وهذا دليل على قدرة الطبيعة على التعافي من مثل هذه الكوارث.
بشكل عام تعتمد عملية التعافي على حالة الأرض بعد الحريق وشدته ومدى انتشاره.
ففي المراحل الأولى من تعافي النظام البيئي، تستوطن الكائنات الدقيقة القوية والنباتات المرنة -والتي تُعرف غالبا باسم "الأنواع الرائدة"- الأراضي المحترقة. وللوصول إلى التربة، عادة ما تحمل الرياح هذه الكائنات والبذور والأبواغ. ومع ذلك، كلما اتسعت المساحة المحترقة، زادت المسافة التي يجب أن تصلها هذه الكائنات: وهو عامل رئيسي يُحدد الوقت الذي يستغرقه النظام البيئي للتعافي بعد الحريق.
وتستخدم هذه المستعمرات الأولية العناصر الغذائية في التربة، وتُكون تربة سطحية أغنى، تسمح بعد فترة من الزمن بازدهار المزيد من النباتات بعد الكارثة. وغالبا ما تكون الشجيرات والشتلات المرنة التي تشكّل الطبقة السفلى من الغابة هي العلامة الأبرز على التعافي.
وتتطلب هذه الأنواع سريعة النمو عادة الكثير من ضوء الشمس، وتزدهر في المناطق التي لا توجد فيها أشجار طويلة تظلّلها. وبمجرد أن تملأ الأشجار الأكبر المنطقة، تميل إلى احتلال حواف الغابات أو الحقول.
إعلانوغالبا لا تعود الحيوانات إلا بعد عودة النباتات، وعادة ما تكون الفرائس الصغيرة هي أول من يعود إلى المنطقة. فوفرة الموائل وقلة الحيوانات المفترسة تجذب الثدييات الصغيرة مثل الفئران والحشرات والطيور. وبمجرد ازدهار الفرائس، تتبعها الحيوانات المفترسة.
ورغم أن جميع النظم البيئية في تغير مستمر، إلا أن مؤشر وصول النظام البيئي إلى مرحلة "الصحة" هو التنوع البيولوجي. ويشير ارتفاع أعداد الأنواع التي تشغل موائل (أو بيئات) مختلفة في النظام البيئي إلى تعافيه بعد الحريق. إلا أن العملية برمتها قد تستغرق مئات أو آلاف السنين.
ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتفاقم ظروف الجفاف، تتزايد وتيرة حرائق الغابات وتدميرها. واجتاحت حرائق الغابات الكندية عام 2023 البلاد نتيجةً لارتفاع درجات الحرارة والجفاف. وأُلقي باللوم على ظروف مماثلة في حرائق لوس أنجلوس، وفي تزايد نشاط الحرائق في غرب الولايات المتحدة ودول البحر الأبيض المتوسط. وبينما يمكن للأنظمة البيئية التعافي بعد الحرائق، فإن هذه الحرائق الأكبر والأكثر شدة تُصعّب التعافي.
وبعد الحرائق، تستغرق النظم البيئية عقودا لإعادة إحياء التربة واستعادة تنوع الأنواع. ويمكن للبشر المساعدة في هذه العملية من خلال إدخال الأنواع ذات الصلة إلى المنطقة من خلال جهود الزراعة المجتمعية وتوزيع الأنواع الرائدة المفيدة. وهذا يعزز التنوع ويُسرّع العملية الطبيعية.