الجزيرة:
2025-05-01@16:59:01 GMT

لماذا تغادر آلاف الشركات مصر؟

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

لماذا تغادر آلاف الشركات مصر؟

القاهرة – خرجت آلاف الشركات المصرية إلى الأسواق المجاورة في الآونة الأخيرة مستفيدةً من التسهيلات الاستثمارية الجذابة التي توفرها تلك الدول مقارنة بالبيئة الاستثمارية الصعبة التي تواجهها في مصر، والتي تفاقمت بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة.

أثار هذا التطور نقاشا واسعا في أروقة الحكومة المصرية والأوساط الاقتصادية، علق عليه وزير المالية أحمد كوجاك، في لقاء متلفز، بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لتحسين بيئة الاستثمار داخل البلاد، وتخفيف الأعباء التي تواجه الشركات المحلية.

من أبرز الأسباب التي دفعت هذه الشركات لاتخاذ قرار التوسع نحو الأسواق الخارجية هو التسهيلات الاستثمارية الواسعة التي تقدمها تلك الدول، وتشمل الإعفاءات الضريبية وتبسيط الإجراءات وتوفير بنية تحتية متطورة.

في المقابل، تواجه الشركات المصرية تحديات كثيرة داخل السوق المحلي، مثل التعقيدات البيروقراطية والبيئة الاستثمارية غير الميسرة والأعباء الضريبية المرتفعة، مما يضعف قدرتها على المنافسة والاستمرارية.

أحد الأسواق الشعبية في القاهرة (غيتي)

هذا التحدي طُرح بوضوح خلال لقاء رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مع مجموعة من كبار رجال الأعمال والمستثمرين قبل أسبوعين، حيث أشار محمد الإتربي رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري (أكبر بنك حكومي) إلى أن بيئة العمل الجاذبة في الإمارات نجحت في استقطاب نحو 2360 شركة مصرية خلال النصف الأول من عام 2024.

إعلان

وحذر الإتربي من الآثار السلبية لهذا النزوح الاستثماري على الاقتصاد المصري، والتي وصفها بالتهديد الخطير، خاصة أن مصر تمتلك كافة الإمكانيات للتطور، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة المشكلات التي تواجه الشركات محليا.

توسع الشركات المصرية في الأسواق المجاورة قفز عدد الشركات المصرية في السعودية من 500 إلى 4 آلاف شركة. تضاعف رأس مال الشركات من 5 مليارات ريال إلى 50 مليار ريال. %30 من تصاريح الاستثمار السعودية خلال الربع الأول عام 2024 حصلت عليها شركات مصرية. المصريون يحتلون المرتبة الثالثة بين الجنسيات الأكثر تأسيسًا للشركات في دبي خلال النصف الأول من 2024. بلغ عدد الشركات المصرية الجديدة المسجلة بدبي 2355 شركة. المسؤولون في حكومة مدبولي يعترفون أيضا بوجود مشاكل حقيقية ببيئة الاستثمار المحلية ومنظومة الضرائب (مواقع التواصل) إقرار حكومي بالمشكلة

اعترف المسؤولون في حكومة مدبولي بوجود مشاكل حقيقية في بيئة الاستثمار المحلية ومنظومة الضرائب. وفي هذا السياق، أكد وزير المالية على ضرورة إصلاح هذه البيئة وجعلها أكثر جاذبية للاستثمار.

في سبتمبر/أيلول 2024، أعلنت الحكومة المصرية عن ما أسمتها "صفحة جديدة بين مصلحة الضرائب ومجتمع الأعمال ترتكز على الشراكة والمساندة واليقين" ضمن خططها الجديدة في المنظومة الضريبية.

ما التحديات التي تواجه الشركات بمصر؟

يأتي ذلك وسط تساؤلات ملحّة بشأن قدرة الحكومة على خلق مناخ تنافسي جاذب للاستثمار يحافظ على استمرارية الشركات ويوقف نزيف خروجها إلى أسواق أخرى، ويعالج مخاوفها المتعلقة ببيئة الأعمال.

يتفق الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومي مع تصريحات رئيس البنك الأهلي المصري، ووصف هذا التطور بأنه يشكل "نزيفا للاقتصاد المصري ويتطلب تدخلا عاجلا من الحكومة لوضع حلول جذرية لتحسين بيئة الاستثمار المحلية".

وأكد بيومي، في حديثه للجزيرة نت، أن التسهيلات الاستثمارية المقدمة في العديد من الدول، مثل الإعفاءات الضريبية وتبسيط الإجراءات، تجذب الشركات المصرية التي تواجه تحديات كبيرة محليا، مما يهدد تنافسية بيئة الأعمال المصرية.

إعلان

وعدد السفير بيومي أشكال التعقيدات التي تواجه المستثمرين مثل التعقيدات الإدارية وبطء سير الإجراءات والتعقيدات المالية المتعلقة بصعوبة التعامل مع البنوك المحلية وارتفاع تكلفة التمويل، داعيا إلى تحديد هوية الاقتصاد المصري: هل هو اقتصاد تقوده الدولة أم اقتصاد يقوده السوق؟

تدهور ظروف القطاع الخاص

انعكست صعوبة بيئة الأعمال على ظروف التشغيل في القطاع الخاص غير النفطي بمصر والتي تدهورت في ديسمبر/كانون الأول الماضي مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل في 8 أشهر وسط ضغوط التكلفة المتزايدة، وفقا لشركة ستاندرد آند بورز.

وواصل مؤشر مديري المشتريات الرئيسي انكماشه للشهر الرابع على التوالي دون 50 نقطة لأسباب تتعلق بضعف الطلب من جانب العملاء وزيادة الضغوط التضخمية، التي تفاقمت بسبب ضعف الجنيه المصري مقابل الدولار.

ورغم ذلك يدفع صندوق النقد الدولي نحو تعزيز دور القطاع الخاص المصري في الاقتصاد المحلي في إطار البرنامج الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة المصرية بموجب اتفاقية قرض بقيمة 8 مليارات دولار، وقد تسلمت مصر ثلاث شرائح من هذا القرض حتى الآن.

الضغوط التضخمية في مصر تفاقمت بسبب ضعف الجنيه المصري مقابل الدولار (غيتي) بيئة طاردة للشركات

أرجع رجل الأعمال المصري الأميركي محمد رزق أسباب هجرة أو توسع الشركات المصرية في الأسواق الخارجية إلى سببين:

الأول هو الامتداد الطبيعي لعمل هذه الشركات فى الشرق الأوسط وخاصة الشركات الكبرى الناجحة بحثا عن فرص جديدة. الثاني هو تخارج بعض الشركات من السوق المصرية بسبب الصعوبات التي تجابهها وعدم ملائمة البيئة الاستثمارية، ناهيك عن المزايا التي تقدمها بلدان الإقليم.

وأكد، في حديثه للجزيرة نت، أن على الحكومة المصرية الانتباه لهذه الظاهرة السلبية "وقد فعلت خيرا مؤخراً بالجلوس مع بعض رؤساء تلك الشركات للوقوف على المشاكل ومحاولة إيجاد حلول واقعية لها حيث تبقى المشكلة الأساسية هي توفير العملة الأجنبية وارتفاع فائدة الاقتراض وبالتالي الضغط على كل قطاعات الاقتصاد، وعدم وجود رؤية شاملة واضحة لإنهاء هذا العوار بسبب الفجوة الدولارية".

إعلان

ورغم ذلك، يظل التفاؤل بحل الحكومة المصرية مشكلات بيئة الاستثمار محدودًا، وفقا لرزق، وذلك لسببين رئيسيين:

الأول هو تمسك الدولة بسيطرتها على إدارة الاقتصاد. الثاني هو افتقار الوزارات والهيئات الحكومية إلى الكفاءات والبنية التحتية اللازمة للتحول الرقمي، إلى جانب الموروثات البيروقراطية التي تعرقل جهود الإصلاح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشرکات المصریة الحکومة المصریة بیئة الاستثمار تواجه الشرکات التی تواجه

إقرأ أيضاً:

الحكومة تستعرض إنجازات الرياضة المصرية خلال شهر أبريل

استعرض مجلس الوزراء، خلال اجتماعه المُنعقد اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، تقريرا عرضه الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة حقائق وأرقام حول "إنجازات الرياضة المصرية".

وأوضح الوزير أن قطاع الرياضة في مصر شهد خلال شهر أبريل إنجازات واضحة تنعكس في تنظيم الفعّاليات والبطولات الرياضية المُهمة، وكذا تحقيق مراكز متقدمة للفرق القومية في عدد من البطولات الإقليمية والدولية.

ولفت الدكتور أشرف صبحي إلى أنه استنادًا للعلاقات الوثيقة بين الاتحاد المصري والأفريقي لكرة القدم، وقدرة مصر على استضافة البطولات والأحداث الرياضية الأفريقية، تم إسناد تنظيم كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم تحت 20 سنة لجمهورية مصر العربية خلال الفترة من 27 أبريل حتى 18 مايو 2025.

كما استعرض وزير الشباب والرياضة إنجازات الفرق القومية إقليميًا ودوليًا خلال النصف الثاني من أبريل الماضي، موضحًا أن الاتحاد المصري لرفع الأثقال حصل على 12 ميدالية، منها 8 ميداليات ذهبية، خلال المشاركة في بطولة أفريقيا بموريشيوس. وفاز أيضًا الاتحاد المصري للتايكوندو بـ 8 ميداليات خلال المشاركة في بطولة كأس رئيس الاتحاد الدولي بإثيوبيا.

وأضاف الوزير أن الاتحاد المصري للجودو فاز بـ 10 ميداليات منها 5 ميداليات ذهبية خلال مشاركته في البطولة الأفريقية بساحل العاج. كما فاز الاتحاد المصري للسلاح بـ 2 ميدالية ذهبية خلال المشاركة في بطولة العالم للناشئين والشباب بالصين. وفاز الاتحاد المصري الخماسي الحديث بـ 2 ميدالية أيضًا خلال مشاركته في بطولة كأس العالم بالمجر.

وتابع: حقق الاتحاد المصري للجمباز 5 ميداليات خلال المشاركة في بطولة كأس العالم بمصر، كما تمكن الاتحاد المصري للكاراتيه من تحقيق 11 ميدالية منها 4 ميداليات ذهبية خلال مشاركته في بطولة البريميرليج بمصر. وفاز الاتحاد المصري للمواي تاي بـ 15 ميدالية خلال مشاركته في البطولة الأفريقية بطرابلس.

وشارك أيضا الاتحاد المصري للاسكواش في بطولة العالم تحت 23 سنة بباكستان وحقق السيدات والرجال المشاركون مراكز أولى وتم تصدُر التصنيف العالمي لعدد منهم.

طباعة شارك مدبولي وزير الشباب الاتحاد المصري

مقالات مشابهة

  • مدير عام قوات السجون يتفقد سجون ولاية نهر النيل ويتعهد بمعالجة كافة التحديات التي تواجه سجون الولاية
  • وزارة الاستثمار تستضيف فعاليات المائدة المستديرة المصرية الأنجولية
  • تحت شعار صنع في مصر.. يوم المصدر يستعرض مستقبل الصادرات المصرية
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • وزير الخارجية: الشركات المصرية تلعب دورا بارزا في إعادة إعمار ليبيا
  • مدير الشؤون السياسية بحلب والمشرف على عمل مديريتي الصحة بحلب وإدلب يبحثان مع عدد من الصيادلة التحديات التي تواجه القطاع الدوائي
  • وزير الطوارئ والكوارث يناقش مع المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه الشعب السوري
  • مناقشة الصعوبات التي تواجه الجمعيات التعاونية بمحافظة صنعاء
  • الحكومة تستعرض إنجازات الرياضة المصرية خلال شهر أبريل
  • العدل: المحاكم الاقتصادية تتعامل مع أكثر من 31 قانونا لتعزيز بيئة الاستثمار