مع اقتراب الاتفاق.. خطة "اليوم التالي" في غزة أصبحت "جاهزة"
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
مع بدء وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، اليوم الثلاثاء، عاد إلى السطح مجدداً، النقاش حول "اليوم التالي" للحرب في غزة.
وبينما ينقسم اتفاق صفقة التبادل المرتقب إلى مراحل، مما يتيح تأجيل النقاش حول المستقبل السياسي لقطاع غزة إلى "مفاوضات المرحلة النهائية"، إلا أن الجميع يتساءل من الآن عن مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب.
والجهة التي ستحكم قطاع غزة بعد الحرب، تعد احدة من أكثر القضايا الغامضة في المفاوضات، وفيما يبدو أن الجولة الحالية من المحادثات لم تعالج هذه القضية بسبب تعقيدها .
ويقول الباحث المحلل السياسي ياسين عزيز، بهذا الشأن، إن "الأولوية الآن هي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء معاناة سكان غزة والخروج من هذه المأساة في القطاع المدمر والمحاصر".
وأكد المحلل السياسي العراقي: أن "هناك جهوداً عربية ودولية بذلت للوصول لهذا الاتفاق"، لكنه يتوقع أن تكون "المرحلة الأولى من الصفقة هشة وستشهد خروقات"، متمنياً أن "لا تؤثر هذه الخروقات على عموم الصفقة وأن تتجاوز هذه المرحلة".
ويرى عزيز، أنه ستكون هناك إدارة مشتركة لغزة بين حماس والسلطة الفلسطينية مع ضمان لعدم تجدد العمليات العسكرية، مما يعني إعطاء نوع من الاطمئنان لإسرائيل بأن لا تشكل غرة مصدر قلق وهجوم عليها مرة أخرى.
وأضاف، أن "التطورات الحالية في المنطقة توحي بالهدوء النسبي عقب إبعاد شبح التأثير الايراني عليها لاسيما بعد التطورات في سوريا وتغيير شكل رجالات الحكم في لبنان".
وعن خطة واشنطن لليوم التالي في غزة، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، اليوم، نقلاً عن 3 مسؤولين أمريكيين، أن "وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيطرح خطة لإعادة بناء وحكم غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس اليوم".
وتأتي هذه الخطوة مع تبقي أسبوع واحد فقط لبلينكن في منصبه، لكنه يأمل أن تصبح خطته نقطة مرجعية لأي خطة مستقبلية لليوم التالي لغزة، بما في ذلك لإدارة ترامب القادمة.
وحسب "أكسيوس"، ستكون الخطة التي يرتقب أن يعرضها بلينكن في خطاب بـ"المجلس الأطلسي"، حاسمة للجهود المبذولة لتنفيذ المرحلة الثانية من صفقة غزة، والتي تهدف إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب.
وبدوره، أكد الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، أن إسرائيل وحماس "قريبتان جداً" من إبرام صفقة.
وذكر أن مبعوث ترامب ستيف ويتكوف يشارك في المفاوضات في الدوحة.
Scoop: Blinken to present post-war plan for Gaza on Tuesday https://t.co/kCdxRFNZBt
— Axios (@axios) January 14, 2025 أمر حاسموأشارت "أكسيوس" إلى أن وضع خطة لهيكل الحكم في غزة سيكون أمراً حاسماً للجهود الرامية إلى تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، الذي يهدف إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب.
وقدم بلينكن خطته بشأن الأمن والإدارة وإعادة الإعمار في غزة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار إلى عدد من حلفاء الولايات المتحدة.
والأسبوع الماضي، قال بلينكن في مؤتمر صحافي عقده في باريس: "نحن مستعدون لتسليم هذه المسألة إلى إدارة ترامب حتى تتمكن من العمل عليها والاستفادة منها عندما تتاح الفرصة".
وأبدى بعض المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية مخاوفهم من أن تخدم الخطة مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وتهمش السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس.
وذكر الموقع الأمريكي، أن بلينكن "كان يعمل منذ أكتوبر (تشرين الأول) على خطة لما بعد الحرب في غزة، بناء على أفكار طورتها إسرائيل، وأراد تقديمها بعد الانتخابات الرئاسية".
وعيّن بلينكن مستشاره وصديقه المقرب، جيمي روبن، كمسؤول عن خطة ما بعد الحرب. وقبل عدة أسابيع، سافر روبن إلى إسرائيل والضفة الغربية لمناقشة الخطة.
وقال مسؤولون أمريكيون، إن مسؤولي السلطة الفلسطينية "قدموا لروبن قائمة طويلة من التحفظات على الخطة"، مشيرين إلى أنهم "لا يدعمونها".
وأطلعت وزارة الخارجية الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية ودول عربية على النقاط الرئيسية في الخطاب المرتقب لبلينكن، حسبما نقلت مصادر "أكسيوس".
وتستند خطة بلينكن إلى "إنشاء آلية حكم تتضمن مشاركة المجتمع الدولي والدول العربية التي يمكن أن ترسل أيضاً قوات إلى غزة، لتحقيق الاستقرار الأمني وتقديم المساعدات الإنسانية"، وفق الموقع.
وسيدعو وزير الخارجية الأمريكي في خطابه إلى "إصلاح السلطة الفلسطينية، مع التوضيح أن السلطة يجب أن تكون جزءاً من أي حكومة مستقبلية في غزة".
وتريد الحكومة الإسرائيلية أن تشارك الدول العربية في عملية غزة ما بعد الحرب، ولكنها رفضت حتى الآن الموافقة على أي خطة لما بعد الحرب تتضمن مشاركة السلطة الفلسطينية.
Scoop: Blinken to present post-war plan for Gaza on Tuesday. My story on @axios https://t.co/DR34J1CMjD
— Barak Ravid (@BarakRavid) January 14, 2025وسيؤكد بلينكن في خطابه أيضاً على المبادئ التي وضعها في طوكيو في وقت مبكر من الحرب والتي تعترض على أي احتلال إسرائيلي دائم لغزة، أو تقليص أراضيه، أو النقل القسري للفلسطينيين من القطاع.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، التعليق على الخطة لموقع "أكسيوس".
يذكر أن الأطراف المشاركة في المفاوضات بدأت اليوم، في العاصمة القطرية الدوحة، وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
ويُرجح أن يتمّ، اليوم، إعلان التوصل إلى اتفاق، ما لم يطرأ أي عقبات أو شروط إسرائيلية جديدة، وفقاً للكثير من المصادر، على أن يبدأ سريان الاتفاق في حال الوصول إليه بعد 48 ساعة.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية، في مؤتمر صحافي، اليوم، أن "الأطراف المشاركة في المحادثات وصلت للمراحل النهائية بشأن اتفاق غزة"، معرباً عن أمله في الحصول على أخبار جيدة"، كما أشار الى أن "المحادثات الجارية في الدوحة بشأن غزة مثمرة وإيجابية وتركز على التفاصيل الأخيرة".
وتابع قائلاً: "اننا لا نخوض في تفاصيل ما يجري في المفاوضات وسلمنا مسودات الاتفاق للجانبين"، كاشفاً "اننا تجاوزنا العقبات الرئيسية في الخلافات بين الجانبين بشأن الاتفاق".
"تجاوزنا العقبات الرئيسية بين حماس وإسرائيل وأصبحنا في أقرب نقطة لاتفاق في غزة".. مؤتمر صحافي للمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري#حماس#إسرائيل#قناة_الحدث pic.twitter.com/lIr1Wo8rez
— ا لـحـدث (@AlHadath) January 14, 2025وأشار في هذا السياق، الى أن "الاجتماعات جارية في الدوحة بين جهات الاتفاق ونترقب تحديثات من طرفهم"، مضيفاً أن "عندما نعلن عن الاتفاق سيتم الإعلان عن بدء تنفيذ وقف إطلاق النار". وأكد أن "نحن اليوم في نقطة هي الأقرب للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، ونترقب أن يكون الإعلان عن الاتفاق قريبا".
وختم المتحدث القطري تصريحاته بالقول إن "هناك تفاصيل عالقة بين جانبي المفاوضات تتعلق بآليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مثمناً "جهود إدارتي الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب اللتين عملتا جاهدتين للتوصل إلى اتفاق".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة العدوان الإسرائيلي على غزة حماس واشنطن بلينكن إسرائيل الدوحة غزة وإسرائيل غزة إسرائيل بلينكن واشنطن الدوحة حماس اتفاق وقف إطلاق النار وقف إطلاق النار فی السلطة الفلسطینیة التوصل إلى اتفاق وزارة الخارجیة فی المفاوضات ما بعد الحرب بلینکن فی قطاع غزة غزة بعد فی غزة
إقرأ أيضاً:
“حماس” تؤكد التزامها باتفاق غزة
يمن مونيتور/ (أ ف ب)
أكدت حركة حماس في بيان الخميس أنها ملتزمة الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة “وفقا للجدول الزمني المحدد في اتفاق وقف إطلاق النار
وجاء في بيانها “تؤكد حماس الاستمرار في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد”، مضيفة أن محادثات القاهرة الهادفة إلى تجاوز المأزق وتنفيذ اتفاق الهدنة كانت “إيجابية”.
وبدا أن اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، على وشك الانهيار بعد إعلان حماس الاثنين عن تأجيل عملية تبادل الأسرى والرهائن التي كانت مقررة السبت، إلى أجل غير مسمى.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخميس أنها “حريصة على تنفيذ” اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة شرط أن تقوم إسرائيل بالمثل، فيما أفاد مصدران مطلعان على المفاوضات المتعلقة بإنقاذ الهدنة بحصول تقدم قد يؤدي إلى تنفيذ عملية تبادل جديدة لرهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين السبت كما هو مخطط.
وأفاد مصدران فلسطينيان مطلعان على المفاوضات المتعلقة بإنقاذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحدوث “تقدم” في المباحثات التي تقودها مصر وقطر في هذا الاتجاه.
بدورها، أفادت قناة “إكسترا نيوز” الإخبارية، المرتبطة بالمخابرات المصرية الخميس، بأن مصر وقطر نجحتا في “تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة”.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل على المحك الثلاثاء بعدما توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحركة الفلسطينية بـ”الجحيم” ما لم تفرج بحلول السبت عن “جميع الرهائن” الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة.
ورددت “إسرائيل” تلك التهديدات الأربعاء وقالت إنها ستشن “حربا جديدة” في غزة تتيح تنفيذ خطة ترامب لإخلاء القطاع الفلسطيني من سكانه إذا لم تفرج حماس عن الرهائن بحلول السبت.
وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير وتمتد مرحلته الأولى 42 يوما، يُفترض تنفيذ الدفعة السادسة لتبادل الرهائن والأسرى السبت المقبل، لكن حماس أعلنت تأجيلها، متهمة إسرائيل ب”تعطيل” تنفيذ الاتفاق، خصوصا عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر.
وفي هذا الخصوص، قالت قناة القاهرة الإخبارية، المرتبطة بالمخابرات المصرية، إن شاحنات محملة بمنازل متنقلة اصطفت عند معبر رفح استعدادا لدخول القطاع الفلسطيني.
إلا ان المتحدث باسم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، عومر دوستر، قال إن “لا معدات ثقيلة” ستدخل قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي.
وأوضح المتحدث عبر منصة اكس “لا دخول للكرفانات (المنازل النقالة) أو معدات ثقيلة إلى قطاع غزة ولا تنسيق بهذا الخصوص”. وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يستخدم معبر رفح لإجلاء الجرحى والمرضى فيما تدخل المساعدات الإنسانية والبضائع عبر معبر كرم أبو سالم.
ويبقى المستقبل مبهما، خصوصا أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق والتي يفترض أن تدخل حيز التنفيذ مطلع آذار/مارس، لم تبدأ بعد.
وأوضح مصدر لوكالة فرانس برس أن “الوسطاء أجروا مباحثات مكثفة وتم الحصول على تعهد إسرائيلي مبدئيا بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني بدءا من صباح اليوم” الخميس.
وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان “لسنا معنيين بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحريصون على تنفيذه وإلزام الاحتلال به كاملا” مضيفا “الوسطاء يمارسون ضغطا لإتمام تنفيذ كامل الاتفاق وإلزام الاحتلال بالبروتوكول الإنساني واستئناف عملية التبادل يوم السبت” كما هو مقرر.
“جحيم”
وكان مصدر فلسطيني قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق “ننتظر تأكيدا من الوسطاء بموافقة “إسرائيل” للبدء الفعلي بإدخال الكرفانات والخيام والوقود والمعدات الثقيلة والادوية ومواد ترميم المشافي وكل ما يتعلق بالبروتوكول الانساني” إلى قطاع غزة.
عند سفح واجهات مبان متهالكة، بين أنقاض الذخائر وبرك المياه الموحلة، أعرب سكان من القطاع عن رغبتهم في صمود الهدنة.
وقال عبد الناصر أبو العمرين لوكالة فرانس برس “باعتقادي لن تعود الحرب مرة أخرى لأنه لا أحد معنيا بعودة الحرب، لا حركة حماس ولا حتى إسرائيل (…) لأن الحرب (تشكل) ضررا على جميع الأطراف”.
وأضاف “غزة أصبحت أساسا جحيما ولا تطاق ولا نستطيع السكن فيها في ظل هذا الدمار وهذا القتل وهذا التخريب الذي حل بقطاع غزة. باعتقادي لم يتبق شيء يمكن أن يدمر في قطاع غزة” مقدّرا أن تهديدات حماس “في الأيام الماضية هي مجرد مناورة وورقة ضغط على “إسرائيل” من أجل إدخال بعض المساعدات (…) إلى قطاع غزة”.
وتمكن مئات آلاف النازحين من العودة إلى شمال القطاع حيث وجدوا منازلهم مدمرة.
والأربعاء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس “إذا لم تفرج حماس عن الرهائن الإسرائيليين بحلول السبت فإن أبواب الجحيم ستفتح… كما وعد الرئيس الأميركي”.
“تظاهرات تضامنية”
وحظي مشروع ترامب بإشادة في إسرائيل وباستنكار في مختلف أنحاء العالم، وهو يهدف إلى وضع غزة تحت السيطرة الأميركية ونقل سكانها البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى مصر والأردن، من أجل إعادة بناء القطاع وفقا له.
ودعت حركة حماس الأربعاء الى الخروج في “تظاهرات تضامنية” من الجمعة حتى الأحد المقبل في كل دول العالم ضد خطط “التهجير” لسكان قطاع غزة.
وبموجب شروط الاتفاق، سيتم إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في غزة بحلول بداية آذار/مارس، في مقابل 1900 معتقل فلسطيني في سجون إسرائيل. تم حتى الآن الإفراج عن 16 رهينة إسرائيليا و765 معتقلا فلسطينيا.
وأشادت حركة “حماس”، الخميس، بموقف مصر والأردن والسعودية الرافض لمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي قطاع غزة، موجهة دعوة للقمة العربية والوزاري الإسلامي المقبلين إلى تبني هذا الموقف.
وقال متحدث “حماس” حازم قاسم في بيان عبر منصة تلغرام: “نقدر موقف مصر والأردن والسعودية، وجميع الدول التي تعارض سياسة التهجير التي اقترحها ترامب”.
وأضاف: “ندعو إلى تبني هذا الموقف الرافض للتهجير في القمة العربية المقبلة، وكذلك في اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية”.
وطالب في هذا الصدد بـ”وضع خطة عمل عربية وإسلامية لمنع تنفيذ مخططات التهجير”. وأكد أن “حديث ترامب عن التهجير يعكس انحيازه لليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية”.
ورغم تفاؤل أولي ساد العالم بضغوط لترامب سهلت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، بما يشمل صفقة لتبادل الأسرى، في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، فإن مواقف الأخير المنحازة كليا إلى إسرائيل إثر توليه مهامه رسميا بعد ذلك بيوم واحد أدت لتحول هذا التفاؤل إلى تشاؤم.
ومن أبرز هذه المواقف، إعلانه نية الولايات المتحدة الاستيلاء على غزة بعد تهجير سكانها إلى الخارج، وخاصة إلى مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض واسع على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية.
في سياق ذي صلة، تطرق قاسم في بيانه، إلى العقبات التي تهدد استمرار اتفاق وقف النار بغزة وتبادل الأسرى جراء مماطلة حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تنفيذ بنوده كاملة، خصوصا فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية منه.
وأكد قاسم أن “حماس ملتزمة بتنفيذ تعهداتها (ضمن الاتفاق) في مواعيدها”، لكنه شدد في المقابل على ضرورة أن “يلتزم الاحتلال بتنفيذ التزاماته وفق الاتفاق والبروتوكول الإنساني”.
وفي الأيام الأخيرة، اشتكت “حماس” خروقات إسرائيلية لاتفاق وقف النار، بما يشمل تأخير عودة النازحين إلى شمال غزة، ومواصلة إطلاق النار على المدنيين، وإعاقة دخول مستلزمات الإيواء وآليات رفع الأنقاض، إضافة إلى تقليص إدخال المساعدات الإغاثية، بما في ذلك الغذاء والوقود.
وردا على ذلك، أعلنت الحركة الفلسطينية، الاثنين الماضي، ربط تسليم الدفعة القادمة من الأسرى لإسرائيل المقررة السبت المقبل، بالتزام الأخيرة بتنفيذ الاتفاق وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية بأثر رجعي.
ولاحقا، هدد ترامب بإلغاء اتفاق وقف النار وفتح “أبواب الجحيم” على غزة ما لم يطلق سراح الأسرى بحلول الساعة 12:00 (10:00 ت.غ) من يوم السبت المقبل، وهو الأمر الذي كرره المسؤولون الإسرائيليون، وردت عليه حماس بأنها “لا تقبل لغة التهديد”.
وبينما يجري الوسطيان المصري والقطري اتصالات ولقاءات مكثفة لمنع انهيار الاتفاق، لا يزال الوضع غامضا رغم ورود أنباء عن مؤشرات إيجابية قد تسهم في حلحلة الأزمة.
ومن بين 251 شخصا خطفوا في هجوم حماس يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل، ما زال 73 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفقا لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومن المفترض أن تشهد المرحلة الثانية من الهدنة إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1210 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
في المقابل، أدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى شهيد 48222 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وأفادت وزارة الصحة بأن فلسطينيا يبلغ 28 عاما استشهد برصاص القوات الإسرائيلية قرب حوارة في شمال الضفة الغربية المحتلة حيث قال ناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الجنود “قاموا بتحييد مشتبه به وصل بسيارة قرب مدخل” قاعدة عسكرية صباح الخميس.