مع بدء وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، اليوم الثلاثاء، عاد إلى السطح مجدداً، النقاش حول "اليوم التالي" للحرب في غزة.

وبينما ينقسم اتفاق صفقة التبادل المرتقب إلى مراحل، مما يتيح تأجيل النقاش حول المستقبل السياسي لقطاع غزة إلى "مفاوضات المرحلة النهائية"، إلا أن الجميع يتساءل من الآن عن مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب.

والجهة التي ستحكم قطاع غزة بعد الحرب، تعد احدة من أكثر القضايا الغامضة في المفاوضات، وفيما يبدو أن الجولة الحالية من المحادثات لم تعالج هذه القضية بسبب تعقيدها .

الأولوية

ويقول الباحث المحلل السياسي ياسين عزيز، بهذا الشأن، إن "الأولوية الآن هي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء معاناة سكان غزة والخروج من هذه المأساة في القطاع المدمر والمحاصر".

وأكد المحلل السياسي العراقي: أن "هناك جهوداً عربية ودولية بذلت للوصول لهذا الاتفاق"، لكنه يتوقع أن تكون "المرحلة الأولى من الصفقة هشة وستشهد خروقات"، متمنياً أن "لا تؤثر هذه الخروقات على عموم الصفقة وأن تتجاوز هذه المرحلة".

ويرى عزيز، أنه ستكون هناك إدارة مشتركة لغزة بين حماس والسلطة الفلسطينية مع ضمان لعدم تجدد العمليات العسكرية، مما يعني إعطاء نوع من الاطمئنان لإسرائيل بأن لا تشكل غرة مصدر قلق وهجوم عليها مرة أخرى.

وأضاف، أن "التطورات الحالية في المنطقة توحي بالهدوء النسبي عقب إبعاد شبح التأثير الايراني عليها لاسيما بعد التطورات في سوريا وتغيير شكل رجالات الحكم في لبنان".

حرب غزة تقترب من النهاية مع دخول المفاوضات مرحلة الحسم - موقع 24قال مسؤولون، اليوم الاثنين، إن الوسطاء الأمريكيين والعرب حققوا تقدماً كبيراً خلال الليل نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس والإفراج عن عشرات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد. خطة واشنطن

وعن خطة واشنطن لليوم التالي في غزة، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، اليوم، نقلاً عن 3 مسؤولين أمريكيين، أن "وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيطرح خطة لإعادة بناء وحكم غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس اليوم".

وتأتي هذه الخطوة مع تبقي أسبوع واحد فقط لبلينكن في منصبه، لكنه يأمل أن تصبح خطته نقطة مرجعية لأي خطة مستقبلية لليوم التالي لغزة، بما في ذلك لإدارة ترامب القادمة.

وحسب "أكسيوس"، ستكون الخطة التي يرتقب أن يعرضها بلينكن في خطاب بـ"المجلس الأطلسي"، حاسمة للجهود المبذولة لتنفيذ المرحلة الثانية من صفقة غزة، والتي تهدف إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب.

وبدوره، أكد الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، أن إسرائيل وحماس "قريبتان جداً" من إبرام صفقة.

وذكر أن مبعوث ترامب ستيف ويتكوف يشارك في المفاوضات في الدوحة.

Scoop: Blinken to present post-war plan for Gaza on Tuesday https://t.co/kCdxRFNZBt

— Axios (@axios) January 14, 2025 أمر حاسم

وأشارت "أكسيوس" إلى أن وضع خطة لهيكل الحكم في غزة سيكون أمراً حاسماً للجهود الرامية إلى تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، الذي يهدف إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب.

وقدم بلينكن خطته بشأن الأمن والإدارة وإعادة الإعمار في غزة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار إلى عدد من حلفاء الولايات المتحدة.

والأسبوع الماضي، قال بلينكن في مؤتمر صحافي عقده في باريس: "نحن مستعدون لتسليم هذه المسألة إلى إدارة ترامب حتى تتمكن من العمل عليها والاستفادة منها عندما تتاح الفرصة".

بايدن يعلن آخر تطورات مفاوضات غزة.. وبلينكن يشيد بمبعوث ترامب - موقع 24أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، أن إدارته "تضغط بقوة لإتمام" الاتفاق المحتمل بشأن وقف إطلاق النار في غزة مع دخول رئاسته أسبوعها الأخير.

وأبدى بعض المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية مخاوفهم من أن تخدم الخطة مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وتهمش السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس.

وذكر الموقع الأمريكي، أن بلينكن "كان يعمل منذ أكتوبر  (تشرين الأول) على خطة لما بعد الحرب في غزة، بناء على أفكار طورتها إسرائيل، وأراد تقديمها بعد الانتخابات الرئاسية".

وعيّن بلينكن مستشاره وصديقه المقرب، جيمي روبن، كمسؤول عن خطة ما بعد الحرب. وقبل عدة أسابيع، سافر روبن إلى إسرائيل والضفة الغربية لمناقشة الخطة.

وقال مسؤولون أمريكيون، إن مسؤولي السلطة الفلسطينية "قدموا لروبن قائمة طويلة من التحفظات على الخطة"، مشيرين إلى أنهم "لا يدعمونها".

وأطلعت وزارة الخارجية الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية ودول عربية على النقاط الرئيسية في الخطاب المرتقب لبلينكن، حسبما نقلت مصادر "أكسيوس". 

ملامح الخطة الأمريكية

وتستند خطة بلينكن إلى "إنشاء آلية حكم تتضمن مشاركة المجتمع الدولي والدول العربية التي يمكن أن ترسل أيضاً قوات إلى غزة، لتحقيق الاستقرار الأمني وتقديم المساعدات الإنسانية"، وفق الموقع.

وسيدعو وزير الخارجية الأمريكي في خطابه إلى "إصلاح السلطة الفلسطينية، مع التوضيح أن السلطة يجب أن تكون جزءاً من أي حكومة مستقبلية في غزة". 

وتريد الحكومة الإسرائيلية أن تشارك الدول العربية في عملية غزة ما بعد الحرب، ولكنها رفضت حتى الآن الموافقة على أي خطة لما بعد الحرب تتضمن مشاركة السلطة الفلسطينية.

Scoop: Blinken to present post-war plan for Gaza on Tuesday. My story on @axios https://t.co/DR34J1CMjD

— Barak Ravid (@BarakRavid) January 14, 2025

وسيؤكد بلينكن في خطابه أيضاً على المبادئ التي وضعها في طوكيو في وقت مبكر من الحرب والتي تعترض على أي احتلال إسرائيلي دائم لغزة، أو تقليص أراضيه، أو النقل القسري للفلسطينيين من القطاع.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، التعليق على الخطة لموقع "أكسيوس".

1000 أسير وحق الفيتو.. تفاصيل جديدة بشأن اتفاق غزة - موقع 24كشفت مصادر خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الاتفاق "وشيك جداً" بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، ويتضمن الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني. اللمسات الأخيرة

يذكر أن الأطراف المشاركة في المفاوضات بدأت اليوم،  في العاصمة القطرية الدوحة، وضع اللمسات الأخيرة  لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.

ويُرجح أن يتمّ، اليوم، إعلان التوصل إلى اتفاق، ما لم يطرأ أي عقبات أو شروط إسرائيلية جديدة، وفقاً للكثير من المصادر، على أن يبدأ سريان الاتفاق في حال الوصول إليه بعد 48 ساعة.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية، في مؤتمر صحافي، اليوم، أن "الأطراف المشاركة في المحادثات وصلت للمراحل النهائية بشأن اتفاق غزة"، معرباً عن أمله في الحصول  على أخبار جيدة"، كما أشار الى أن "المحادثات الجارية في الدوحة بشأن غزة مثمرة وإيجابية وتركز على التفاصيل الأخيرة".

وتابع قائلاً: "اننا لا نخوض في تفاصيل ما يجري في المفاوضات وسلمنا مسودات الاتفاق للجانبين"، كاشفاً "اننا تجاوزنا العقبات الرئيسية في الخلافات بين الجانبين بشأن الاتفاق".

"تجاوزنا العقبات الرئيسية بين حماس وإسرائيل وأصبحنا في أقرب نقطة لاتفاق في غزة".. مؤتمر صحافي للمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري#حماس#إسرائيل#قناة_الحدث pic.twitter.com/lIr1Wo8rez

— ا لـحـدث (@AlHadath) January 14, 2025

وأشار في هذا السياق، الى أن "الاجتماعات جارية في الدوحة بين جهات الاتفاق ونترقب تحديثات من طرفهم"، مضيفاً أن "عندما نعلن عن الاتفاق سيتم الإعلان عن بدء تنفيذ وقف إطلاق النار". وأكد أن "نحن اليوم في نقطة هي الأقرب للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، ونترقب أن يكون الإعلان عن الاتفاق قريبا".

وختم المتحدث القطري تصريحاته بالقول إن "هناك تفاصيل عالقة بين جانبي المفاوضات تتعلق بآليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مثمناً "جهود إدارتي الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب اللتين عملتا جاهدتين للتوصل إلى اتفاق".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة العدوان الإسرائيلي على غزة حماس واشنطن بلينكن إسرائيل الدوحة غزة وإسرائيل غزة إسرائيل بلينكن واشنطن الدوحة حماس اتفاق وقف إطلاق النار وقف إطلاق النار فی السلطة الفلسطینیة التوصل إلى اتفاق وزارة الخارجیة فی المفاوضات ما بعد الحرب بلینکن فی قطاع غزة غزة بعد فی غزة

إقرأ أيضاً:

معضلة اليوم التالي

لوزير خارجية سلطنة عُمان معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي تصريح لافت ومتقدم ويتناغم بشكل أو بآخر مع آمال وتطلعات الشعوب العربية والفلسطينيين بشكل خاص.. تصريح معالي السيد جاء بعد سؤال حول اليوم التالي في غزة؟ وقال: إن سلطنة عمان تؤمن بأن فلسطين هي للفلسطينيين، أولًا وثانيًا وثالثًا وأخيرًا. ويرى بأنه لا حاجة لإرسال قوات خارجية إلى غزة أو لغير غزة وأن فلسطين فيها من الكفاءات والقدرات والإمكانيات التي تمكنها من إدارة أراضيها.

اليوم التالي، يكاد يكون أكثر الجمل تداولًا منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو كالعديد من المصطلحات الجديدة التي أدخلتها غزة إلى قواميس العالم. عمليا يأتي اليوم التالي بعد حدث جلل أو تغيير جوهري أو بعد كارثة أو تحول استراتيجي، وهو اليوم الذي تعود فيه الأمور إلى سابقها وهو في الحقيقة قد يشكل مشكلة عويصة غير محسوبة يقع فيها الكثيرون. وغالباً ما يتم ترسيم الخطط بالتفصيل الدقيق والممل أيضًا، إلا أن التنفيذ غالبًا لا يكون ضمن الخطط أو يتم التغافل عنه أو نسيانه أو حتى يؤكل لجهات أخرى غير التي نفذت العملية أو المهمة، وتلك معضلة بحد ذاتها يقع فيها الكثيرون: أفرادا أو مؤسسات أو منظمات وحتى دول. معضلة اليوم التالي تقع دائمًا بعد كل مغامرة غير محسوبة النتائج أو قد تأتي لعمل يأتي غفلة أو بشكل مفاجئ، وأذكر في هذا الصدد تلك المعضلة التي وقعت فيها أمريكا عندما غزت العراق عام ٢٠٠٣ معتقدين أن العراقيين سيستقبلونهم بالورود، إذ لم تكن قد وضعت خطط لما بعد الحرب، لذلك كانت متخبطة في القرارات التي اتخذتها مثل تسريح الجيش العراقي أو قانون اجتزاز البعث وإدارة الدولة عن طريق مغامر أمريكي وكانت كارثية على العراق والمنطقة بأجمعها.

في حرب الإبادة على غزة يفترض أن يكون اليوم التالي اليوم الذي يأتي بعد وقف المذابح والمجازر والإبادة الإسرائيلية في حق أهل غزة. ونظرًا إلى سهولة شن الحرب والمجازر، إلا أن التساؤل الذي بات يطرح ماذا بعد تلك المجازر؟

تتمثل معضلة اليوم التالي وتتمحور حول الوضع السياسي لإدارة غزة ومستقبل حماس. ما بين المجتمع الدولي بشكل وإسرائيل وداعميها وعلى رأسهم أمريكا تصورات وخطط وبرامج.

العدو الصهيوني وكعادته يبدو أنه لا يوجد في قاموسه اليوم التالي وإن كان يتحدث به بعض الأحيان لكن ذلك لم يكن إلا ذر الرماد في العيون، وفي الحقيقة هو يبيت ليس فقط لضم غزة وحدها ولكن الضفة الغربية وربما أجزاء من دول عربية أخرى وذلك ما يظهر على فترات من خلال التصريحات أو مؤخرًا نشرة بعض الخرائط التي تضم أجزاء كبيرة من الدول العربية ويتم ترويج ما يسمى بإسرائيل الكبرى وقد يبدو ذلك يتناغم مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض وربما بتحريض ودعم منه ومؤيديه الأشرار. أنتوني بلينكن وزير خارجية أمريكا يصف خطة اليوم بأنها «أسرع طريقة لإنهاء الحرب على غزة»، وقال: «عمِلنا على خطة اليوم التالي لحرب غزة مع عدد من الشركاء».

وتقوم هذه الخطة بحسب ما تريده أمريكا بأن تنطلق من وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، دون التطرق إلى نهاية الحرب بشكل كامل أو عودة النازحين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، مع التركيز على إيجاد بديل لحكم «حماس»، وهو الجانب المخفي من الخطة، التي تهدف إلى إزاحة حماس من غزة ومن المشهد الفلسطيني بشكل عام وتسعى إلى عودة السلطة الفلسطينية لحكم القطاع. كل ذلك تحت عنوان: «لا مكان لـ(حماس) في حكم غزة»، بينما تتضمن السيناريوهات المطروحة عودةَ السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع، أو تسليمَ الحكم لحكومة تكنوقراط، أو حتى الإشراف المصري المشترك مع قوة سلام دولية. بينما يصرح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيفتح الجحيم في الشرق الأوسط ما لم يطلق سراح الرهائن. هكذا بدون أي شوط أو مقدمات.

أين الدول العربية من كل هذا؟ للإجابة على هذا السؤال قد لا نحتاج إلى تفكير وبحث واستخلاص، فالعرب وللأسف لم يقدموا شيئا وارتضوا أن يتقمصوا الدور الوظيفي الذي أوكل لهم. واليوم التالي لدى بعض العرب، هو ما يتم تداوله عن قوات عربية تُرسل لغزة لضبط الأمن ومن ذلك ما يتسرب بموافقة بعض دول الخليج العربي على ابتعاث قوات لضبط الأمن في القطاع. رغم أن بعض المسؤولين العرب صرحوا بأنه ليس من مهمتهم تنظيف ما تخلفه إسرائيل من دمار. فيما أعلنت وسائل إعلام عبرية عن دولة خليجية صاغت خطة لإدارة قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيل تتضمن إنشاء مجلس انتقالي يضم ٢٠ عضوا.

واعتبر معالي السيد بدر البوسعيدي بأن الدول المحبة لفلسطين والسلام تستطيع أن تساعد الفلسطينيين عبر تمويل وتوفير الإمكانيات وعبر القيام بعمل دبلوماسي وسياسي كبير. وأكد قائلا: محصلة القول النهائية هي أن فلسطين للفلسطينيين، وأن الحل الأمثل لهذه القضية هو الحل القائم على إرادة الشعب الفلسطيني وعلى قواعد الشرعية الدولية التي حددت في الكثير من قرارات مجلس الأمن وفي مبادرة السلام العربي.

معضلة الغرب بقيادة أمريكا ما زالت تسيطر على عقليته نظرية الاستعلاء ولا ينظر للعرب إلا باحتقار وبأنهم شعوب لا تستطيع تدبير أنفسهم وإن تركوا هكذا فإنهم قد يشكلون خطراً على الحضارة الإنسانية، لذلك لابد من حكمهم مباشرة باحتلال أراضيهم أو غير مباشر بواسطة عملاء، فهم بالأحرى لا يستطيعون رسم سياسة مستقبلية لحكم غزة، لذلك تم الترويج لنظرية اليوم التالي وقد شارك بعض العرب للأمانة، في ترسيخ هذه النظرية إدراكاً منهم بأن ما يسمى بالمجتمع الدولي هو منبع الإنسانية والأخلاق والتعاون الذي يهدف إلى إرساء السلم والأمن الدولي ومساندة الشعوب المقهورة. لكن في الحقيقة حرب غزة وقبلها الكثير كشفت الغرب بأكمله وكشفت كذلك مدى التواطؤ من البعض فيما يتعرض له الفلسطينيون. الغرب ما زال تهيمن عليه عقلية المنتصر والمتفوق، ينظر لنا نحن العرب بأننا لم نتجاوز سن الرشد. ويحتاج من يأخذ بأيدينا ويرشدنا.

بينما يقف العرب كعادتهم مختلفين لا يقدمون حلولا وإن قدموا لا مجيب لهم. كلنا يدرك أن المسؤولين العرب لا يملكون غير التنظير والتصريحات، لكن هذا التنظير العربي يحتاج إلى أفعال تترجم على أرض الواقع، والخوف كل الخوف من أن هذه التصريحات فقط تطلق للاستهلاك الإعلامي وتمرير أجندات أخرى من تحت الطاولات. ومن مفارقات القدر والعجائب أن تطالب دول عربية السلطة الفلسطينية بالإصلاح والديمقراطية ومحاربة الفساد والمشاركة المجتمعية.

الخروج من ذلك المأزق ومن تلك المعضلة يتطلب الكثير من العمل والمصداقية وإحقاق الحق والمساواة بين أبناء البشر والبعد كل البعد عن محاباة إسرائيل كدولة فوق القانون، يجب أن يعود الغرب إلى رشده ويتبنى القيم الإنسانية وحقوق الإنسان كما هي واردة في دساتيره وكما هي شعاراته. أما نحن العرب فتلك حكاية أخرى.

مقالات مشابهة

  • قراءة هادئة في اتفاق وقف النار بين حماس والكيان الصهيوني
  • معضلة اليوم التالي
  • بلينكن يكشف معالم خطته لليوم التالي للحرب في غزة.. هل سيعتمدها ترامب؟
  • اليوم التالي للحرب على غزة
  • بلينكن سيقدم اليوم خطة اليوم التالي في غزة.. ما دور الإمارات؟
  • روسيا اليوم تنشر بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • خطة اليوم التالي.. آخر خطوات إدارة بايدن لوقف حرب غزة
  • خطة ما بعد الحرب في غزة "جاهزة".. وبلينكن يعرضها اليوم
  • لماذا يرفض الاحتلال الإسرائيلي مناقشة اليوم التالي في قطاع غزة؟