نظم مركز إعلام الفيوم  بالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعي لقاء تثقيفيا في إطار الحملة المجتمعية التي أطلقتها الهيئة العامة للاستعلامات برعاية الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة وإشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة تحت شعار اتحقق قبل ما تصدق للتصدي للشائعات .

عُقد اللقاء بجميعة أبوبكر الصديق بعنوان " دور مؤسسات المجتمع المدني في مواجهة الشائعات"  ، وبحضور الدكتورة منى الخشاب عضو مجلس الشيوخ ، والدكتور هاني أبو العلا وكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة  ، والدكتورة شرين فتحي وكيل مديرية التضامن الاجتماعي، والشيخ بدر كامل الواعظ بالازهر الشريف ، وسهام مصطفى مدير مركز الاعلام ، وشيماء الجاحد المسئول الإعلامي بالمركز،  و شارك فيه ممثلون من الأجهزة التنفيذية، ومديري وأعضاء الجمعيات الأهلية، ومكلفات الخدمة العامة ، والرائدات الاجتماعيات ، والصحيات  بقرى المحافظة .

وخلال كلمتها الافتتاحية أكدت سهام مصطفى مدير مركز الاعلام ، أن الشائعات خطر يداهم المجتمع المصري بشكل غير مسبوق خلال المرحلة الراهنة، وعلى مؤسسات المجتمع المدني أن تضع استراتيجية واضحة لمواجهة تلك المخاطر التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار المجتمع المصري بشكل مباشر .

وفي حديثها أشارت  الدكتورة منى الخشاب إلى أن الشائعات ما هي إلا ترويج لخبر مختلق أو به جزء من الحقيقة، أو جزء من حقيقة مذيلة بمعلومات زائفة، وشددت على أن المواطنين هم من يساهموا في ترويجها بشكل كبير وسريع بدون قصد مضيفةً أن خلق الشائعات وترويجها يهدف إلى تشتيت المجتمع وإرهابه وهدم الدولة من الداخل، وبث اليأس والإحباط، وتضخيم المشاكل ، مما يؤدي الى انتشار جرائم غريبة عن المجتمع، وجذب الشباب للتطرف والوقوع في شباك الإرهاب لاستغلالهم ضد وطنهم.

وفي هذا السياق ، أوضحت أن عملية بناء الوعى قضية محورية فى حياة المجتمعات والشعوب ،وتطرقت إلي دور مؤسسات المجتمع المدني في دحض الشائعات  و رفع درجات الوعي الصحيح لدى الجمهور، بما يجعلها شريكًا أساسيًا في إحداث التغييرات المطلوبة، بشرح الحقائق وتزويد الرأي العام بالمعلومات، حتى يكون المواطنون فاعلين وشركاء في تنمية المجتمع .

و في سياق متصل ذكر الدكتور هاني أبو العلا أن الشائعات لا تهدف فقط إلى نشر الفوضى، بل تسعى إلى تقويض الجهود التنموية وإضعاف الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، مشددًا على ضرورة تكاتف الجميع، من مؤسسات حكومية ومجتمع مدني، في التصدي لهذه الظاهرة عبر التوعية ونشر الحقائق، مما يسهم في تعزيز ثقة المواطنين بمؤسساتهم الوطنية، كما أكد على فاعلية المجتمع المدني واصفاً  له بأنه أحد المقومات الأساسية لبناء الجمهورية الجديدة القائمة على مبادئ المواطنة والشراكة الفاعلة بين كافة مؤسسات الدولة (الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص) و تحقيق التنمية المستدامة في الوقت نفسه.

ونوه أبو العلا إلى إيمان الدولة بالدور المحوري للمجتمع المدني وانخراطها في وضع برامج لتعزيز القدرات المؤسسية للكيانات المجتمعية والارتقاء بدورها في رفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع المصري .

ومن جانبها لفتت الدكتورة شرين فتحي الى أن مؤسسات المجتمع المدني عبارة عن "مجموعة من التنظيمات التطوعية غير الحكومية" لا تستهدف الربح وتعمل طوعياً في مجالات خدمية إنسانية واجتماعية، أو تنموية أو تربوية،مشيرة إلى أنها أحد العوامل الأساسية والمهمة في بناء مجتمع أكثر استدامة وعدالة من خلال الشراكة والتعاون مع الحكومة لإحداث تأثير إيجابي يسهم في تعزيز الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة، والتلاحم الوطني ، لافتة إلى أن تعزيز الحوار بين الشباب والمجتمع المدني و تقديم رسائل إيجابية تعزز من قيم الوحدة والتماسك و نشر مفاهيم التسامح بين كافة شرائح وأطياف المجتمع وقبول التعددية والاختلاف، ونبذ كافة أشكال التمييز سيساهم في بناء جيل واعٍ وقادر على التصدي للشائعات والأخبار الكاذبة، مما يعزز من استقرار الوطن وأمنه القومي .

وأكدت فتحي قدرة المجتمع المدني على غرس مجموعة من القيم والمبادئ في نفوس الأفراد من أعضاء جمعياته ومنظماته، وعلى رأسها قيم الانتماء والتعاون والتضامن والاستعداد لتحمّل المسؤولية، والمبادرة بالعمل الإيجابي والاهتمام بالشؤون العامة للمجتمع كله، بما يتجاوز الاهتمامات الخاصة والمصالح الشخصية الضيقة.

وفي سياق متصل أضاف الشيخ بدر كامل أن الإسلام حرّمَ الشائعات وحذر منها من منطلق إيماني أخلاقي حفاظاً علي العلاقات الاجتماعية وتنمية للعلاقات الإنسانية حتي يتعاون أبناء الوطن الواحد لبناء وطنهم ، و نهي عن نقل الكلام من غير بينة ولا دليل ، كما أمر الإسلام بأن يُرد الأمر إلي أهل الاختصاص والعلم والمعرفة والعلوم ، لافتاً أن منهج الإسلام ـ قرآنا وسنة ـ هو النهي عن القيل والقال  ،فالكلمة مسئولية.. خصوصا في زمان الانفتاح الإعلامي، وثورة التواصل الاجتماعي، وسرعة انتقال الأخبار، وانتشار الأقوال.. مع خراب الذمم، وخداع الصور، ووقوع الفتن، واضطراب الأحوال، والتباس الأمور، وغلبة الكذب، والفجر في الخصومات، مع عدم وجود دين يردع، أو خلق يمنع. كل هذا مما يزيد المسؤولية في نقل الأخبار ويوجب التنبه عند نشر الأقوال.

وفي ختام اللقاء أوصى الحاضرون بأهمية تعزيز التعاون بين  منظمات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة، وتوحيد رسائل التوعية في قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتنسيق قواعد البيانات لمزيد من جودة الأداء والشفافية والعمل على غرس الحماس في نفوس المواطنين  للمشاركة فى تحمل المسئولية تجاه وطنهم.

1000061436 1000061424 1000061427 1000061421 1000061430 1000061433

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفيوم ندوة اتحقق مركز إعلام مؤسسات المجتمع المدنی

إقرأ أيضاً:

الشرائع حذرت منها.. المفتي للطلاب: حروب الشائعات قضت على دول وحضارات

ألقى الدكتور نظير محمد عيَّاد-مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- كلمة تحت عنوان: "مكافحة ومناهضة حرب الشائعات"، خلال الندوة التي نظمتها مديرية التربية والتعليم والتعليم الفني بمحافظة شمال سيناء.

مفتي الجمهورية: هناك محاولات ممنهجة لطمس الهوية الوطنية تستوجب وقفةً واعيةمفتي الجمهورية: نعيش حالة من الترويج المنظم للباطل تحت مسميات براقة

وجاءت الندوة، برعاية اللواء دكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، وبحضور أمين الدسوقي، ممثل وزارة التربية والتعليم، وحمزة رضوان، مدير مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء، والشيخ مصباح أحمد العريف، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء الأزهرية، والشيخ محمود مرزوق، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة شمال سيناء.

واستهل مفتي الجمهورية، كلمته بالترحيب بالحاضرين، موجها الشكر للوزير: محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، وأسرة مديرية التربية والتعليم بمحافظة شمال سيناء، حيث تأتي هذه الندوة في إطار جهود فضيلة المفتي لتعزيز الوعي الديني والثقافي والمجتمعي في شتى المجالات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

وأكد مفتي الجمهورية، أن هذا اللقاء يناقش موضوعًا من الموضوعات المهمة، حيث ترجع تلك الأهمية لعدة أمور.. فحرب الشائعات أخطر من الحرب المادية، فالحرب المادية آثارها محدودة، أما الشائعات فهي أشد فتكًا؛ لأنها إذا تمكنت من الإنسان وصارت مبدأ ومسلكًا له؛ قضت على الأخضر واليابس، فضلًا عن أنها تقضي على الجوانب المادية والروحية، بل إن الحرب المادية يمكن العمل على معالجة آثارها.

وأضاف: أما حرب الشائعات فأثرها خطير وجرحها عميق، بل ربما تمر السنون ولا يستطيع الإنسان أن يقضي على تلك الآثار، خصوصًا وأن هذه الشائعات قد تصل إلى الدين أو النفس أو العرض أو الاقتصاد أو البنيان والعمران، موضحًا أن مروج تلك الشائعات يتخذ من الأدوات والمرغبات لترويج هذه الشائعات دون أن ينظر إلى المشروع وغير المشروع من تلك الأدوات والوسائل. 

وتابع مفتي الجمهورية: وإننا عندما نتحدث عن الشائعات نتأكد أننا أمام حرب، وأن الدول والأمم والمجتمعات تعمل على مواجهة تلك الحروب وفق الأدوات والأساليب التي تتناسب معها، حتى تستطيع أن تواجه هذه الحروب بما يناسبها.

ونوه بأننا ونحن نتحدث اليوم مع أبنائنا وبناتنا الذين ننظر إليهم نظرة فخر وإجلال، وننتظر منهم المزيد، نريد أن يكون الحديث معهم عن حرب الشائعات التي ربما تقلل من شأن الماضي، ومن قيمة الحاضر، ولا تعبأ بالمستقبل، ومعنى هذا أننا إذا لم نهتم بالماضي وننظر نظرة إجلال للحاضر، ونقرأ المستقبل ونعمل على الاستعداد له، فإن ذلك يؤدي إلى إيجاد شخصيات ممسوخة الهوية، وعقول فارغة، مشيرًا إلى أنه ربما نقع فيها بقصد أو بدون قصد، ونعمل على ترويجها بدافع منفعة أو بدافع التنمر أو السخرية أو الحسد والغيرة.

وأضاف مفتي الجمهورية، أن حروب الشائعات يُنظر إليها من خلال الدول القوية على أنها أعظم تأثيرًا من الحروب الفعلية، ولعل التاريخ يبين لنا: كيف أن أممًا ودولًا أزيلت، وكيف أن حضارات قُضي عليها بسبب شائعة، والتي قد تكون فكرة أو كلمة أو خبرًا يتناقله المجتمع دون أن يكون له رصيد من الحق أو أساس من الصحة.

وبين أننا أمام أحد الأمراض الخطيرة التي تظهر في المجتمعات خصوصًا بين الشباب، فالشائعة لا تتوقف عند حد الاتهام في العرض أو الدين أو الكرامة، وإنما تتجاوز ذلك إلى مقدرات الدول وقدراتها ومكانتها، أو التشكيك في النوايا والمراد وما هو بداخل كل إنسان فينا، دون أن يكون هناك شاهد أو بينة أو تثبُّت من تلك الأخبار.

ولفت مفتي الجمهورية، إلى أن الشرائع السماوية بشكل عام، والشريعة الإسلامية بشكل خاص، تحذر من الشائعات، وتبين قبح هذه الأفكار الكاذبة التي يكون القصد منها حصد الكرامة، والتطاول على العرض، والتنمر على الناس، قال- تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.

وأكد أن المسلم الحقيقي هو الذي يُنصت جيدًا، ثم يتثبَّت من هذه الأخبار، وأن المروءة تقتضي الستر وعدم الخوض في عرض الناس، فنحن أمام مسألة خطيرة نحتاج أن نترفع عنها، فالشائعة سهلة الوصول الآن نتيجة هذه المنصات الإلكترونية، والتي تعمل على سلب الشعوب أثمن ما تملكه، وأعز ما تستند إليه، وهي الكرامة والشرف عن طريق بث الأخبار الكاذبة من خلال الأفراد والجماعات التي لا ترعى لله- عز وجل- حرمةً، ولا للإنسانية كرامة.

وشدد مفتي الجمهورية، على أن خطورة الشائعة لا تتوقف على حد الأفراد والمجتمعات، وإنما تمتد لتمثل خطورة على الأمن القومي، عن طريق التشكيك في مقدرات الدولة أو اقتصادها، بل قد تؤدي إلى قتل الناس ماديًّا ومعنويًّا، والخروج عن الأعراف والقيم النبيلة والأخلاق الرفيعة، والتطاول على الأنفس، وأن الواجب علينا أن نتثبت من كل ما نسمع ولا نتحدث بكل ما نسمع، كما قال- صلى الله عليه وسلم-: ((كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع))، وأن أسباب الشائعات تتمثل في: ضعف الإيمان، والأمراض النفسية التي يعاني منها مروج الشائعة، والضعف العقلي وقلة الوعي العلمي.

وأشار المفتي إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- بيَّن لنا الغاية المثلى التي جاء بها ومن أجلها، فقال- صلى الله عليه وسلم-: ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق))، ومن صالح الأخلاق ضبط هذا اللسان، ومن بين ما نهى الله عنه الكلمة الخبيثة، والشائعة من جملة الكلمات الخبيثة التي تؤدي إلى صد الناس عن دين الله- عز وجل- وتتبع عورات الناس، والبحث عن زلاتهم، والسعي في تدمير الدول والانتقاص من مقدراتها والتحقير من قدر الشعوب، فنحن أمام حرب علينا أن نواجهها بالتثبت من الأخبار، ونقل المعلومة من مصادرها الصحيحة، وضرورة التفكر والتدبر فيما يلقى أمامنا من أخبار، والرقابة الذاتية، ثم التخلق بأخلاق الدين خصوصًا عند التعامل في المنصات الإلكترونية.

وحذر مفتي الجمهورية، من بعض الشائعات التي تروجها المنصات الإلكترونية والتي تعمل على تغيير الحقائق، كجعل القدس عاصمة لإسرائيل، أو تلك التي تقلل من الحضارة العربية والإسلامية، أو تلك التي تنكر دور الحضارة المصرية القديمة، أو الترويج لتلك المصطلحات البراقة، كمصطلح الحرية التي يروج لها البعض وأن الإنسان حر، وأن القيود التي تفرض على الشاب أو الفتاة من الأسرة أو المدرسة أو المجتمع أو الدين، ما هي إلا قيود تتنافى مع العقل والمبدأ الإنساني، وهذه كلها شائعات ينبغي مواجهتها والعمل على وأدها. 

مقالات مشابهة

  • الحكومة واستشارية الاقتصادية يفضون اشتباك التحديات ..بـ 8 تحركات
  • الشرائع حذرت منها.. المفتي للطلاب: حروب الشائعات قضت على دول وحضارات
  • لـ 24 مايو.. تأجيل محاكمة 57 متهمًا في قضية إعادة هيكلة اللجان النوعية للإخوان
  • تأجيل محاكمة 57 متهما بقضية "اللجان النوعية"
  • بعد قليل.. محاكمة 57 متهمًا في قضية إعادة هيكل اللجان النوعية للإخوان
  • شرطة أبوظبي تحذر من الشائعات والمعلومات المغلوطة
  • استكمال محاكمة 57 متهمًا في قضية إعادة هيكل اللجان النوعية للإخوان
  • الاتصالات العراقية تعتزم التخلص من خدمة (الواي فاي) هذا العام
  • مشروع تخرج بإعلام القاهرة يطلق حملة توعوية تهدف إلى نشر ثقافة تقبل الآخر في المجتمع
  • أولمرت: نحن أقرب إلى الحرب الأهلية من أي وقت مضى