المشاركة للجميع والحوار للكل بلا شروط
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
العمل العام والسياسى والحقوقى يقوم على طرفين، الدولة والمؤسسات من جهة، والأفراد والتيارات والتجمعات من جهة ثانية.
ولدى كل طرف وجهة نظر تستند إلى رؤيته ومصالحه، وأفضل الطرق وأقصرها لعمل عام ناجح، وجود سياق من الحوار والتفاعل بين أطراف المعادلة، وأن يكون كل طرف مستعدا للاستماع والتفاعل، ربما تبدو هذه التفاصيل بديهية لكن الواقع يشير إلى أن وقتا طويلا يضيع فى مناقشة البديهيات، وإعادة ترديد مقولات منقولة لم تختبر أو أنها فشلت لكونها نبتا غير ثابت.وأثبتت تجربة الحوار الوطنى أن أفضل طريق هو الحوار بلا شروط، وبصراحة ومن دون لف أو دوران أو إخفاء للنوايا فى أغلفة كلام كبير، وإذا كانت بعض التيارات تطالب بالشفافية والوضوح، فإن هذه التيارات ذاتها مطالبة بنفس الشفافية والوضوح، وقد وصل الحوار إلى مراحل مهمة بعد الانتهاء من توصيات ومطالب بعضها يتعلق بالعمل السياسى، والبعض يتعلق بقضايا الاقتصاد والمجتمع، ومشكلات مثل التعليم والصحة والتى تتطلب بالفعل المزيد من الآراء والتشريعات التى تدعم توسيع القدرات على تعليم وعلاج المواطنين، وهو أمر يتطلب المزج والتفاعل بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع الأهلى.
والطبيعى أن تكون خطوات التحرك للأمام بعد عشر سنوات وانتهاء الإرهاب، مختلفة تتجه أكثر لتوسيع المشاركة ومنح المواطنين الحق فى طرح آرائهم ومشاركتهم، وهو ما أتاحه الحوار الوطنى الذى عقد على مدى أكثر من عام، وهو الطريق الطبيعى لبناء تجربة سياسية ومجتمعية تفصيل وليس الاعتماد على مقولات لم تختبر وتختلف كل تجربة حسب طبيعية كل مجتمع، والواقع أن تجربة 12 عاما من العمل والتفاعل يفترض أن تكون مفيدة، فى التفرقة بين الأقوال أو الشعارات وبين بناء سياقات سياسية واجتماعية.
ونتذكر أنه عندما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرته، ودعا لحوار وطنى لا يستبعد أحدا اختلفت ردود الفعل بين التيارات السياسية والأهلية، والحزبية، عدد كبير أعلن استعداده للمشاركة، خاصة بعد تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسى، والتى شاركت فى إطلاق آلاف، وإدماجهم فى أعمالهم، بجانب توظيف بعضهم، وإشراكهم فى حوار بدأ وقتها، خلق الحوار أجواء متفائلة بأن الدولة بلغت من الاستقرار ما يسمح بتوسيع العمل العام والمشاركة.
وحتى بعض الذين تململوا فى البداية انضموا للحوار وشاركوا فى جلسات ومحاور، والواقع أن أى حوار هو عملية مستمرة وصعبة لأنه لو كان هناك اتفاق على كل الموضوعات لما كانت هناك حاجة للممارسة السياسية، حيث يمكن حسم كل شىء بالتوافق، لكن الواقع أن هناك اختلافات وتباينات تعكس مصالح أو مطالب، ومع الأخذ فى الاعتبار أن الأغلبية لديها آراؤها المحلية، فإن هناك طوال الوقت آراء تنطلق من منصات ليس من مصلحتها أن ينجح الحوار أو يتم استيعاب الجميع، وإنما تدفع هذه المنصات نحو الصراع وتبذل كل جهد لاستمرار الخلاف، وتعتمد على الشائعات أو معلومات والتقارير المغسولة، وتضخم كل موضوع بلا أى ضرورة.
وهذه المنصات يمولها التنظيم الإرهابى وأجهزة الاستخبارات التى تموله وتعطى هذه المنصات التعليمات، وهناك رافضون يتمسكون بآراء ثابتة طوال السنوات من دون أن يطرحوا فكرة، ومع الوقت يغرقون فى عالم السوشيال ميديا بشائعاته وتقاريره المغسولة، ويقعون ضحايا الأخبار المفبركة والشائعات الموجهة.
ومن ميزات الحوار، أنه يجعل التيارات والخبراء قادرة على قراءة الملفات والتعامل مع الأرقام والقضايا الاقتصادية والاجتماعية، بناء على دراسة، وليس فقط من خلال طرح آراء فردية، قد لا يتوقع صاحبها أن يظهر من يرد عليه، وإذا كان الحوار أتاح فرصة النقاش حول المستقبل وتوسيع المجال العام، فإن هذا يفتح آفاق التفاهم، ويرتب مسؤولية على أطراف الحوار، يدفعها للاستعداد بشكل يجعلها قادرة على الإقناع، وليس فقط طرح هذه القضايا، وأن يكون الحوار الوطنى بداية وليس نهاية، ومع إحالة التوصيات إلى مجلس النواب أو إقرار قوانين الانتخابات المحلية أو المنظمات الأهلية والعمل العام، ومع تأكيد الرئيس على تنفيذ التوصيات جميعا، يمكن أن يكون الحوار بداية بالفعل لممارسة وعمل عام مستمر يتيح المشاركة للجميع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
"السلامة للجميع".. ندوة وزارة العمل بالتنسيق مع المعهد العالي للعلوم الإدارية بالشرقية
نظمت مديرية العمل بمحافظة الشرقية ، فعاليات مبادرة "سلامتك تهمنا" لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية ، تحت شعار "السلامة للجميع" ، من خلال تقديم ندوة توعوية بالتنسيق مع المعهد العالي للعلوم الإدارية بمدينة بلبيس بمشاركة 250 من طلاب المعهد العالي.
تناولت الندوة مناقشة عدة موضوعات أهمها : قرارات وتشريعات السلامة والصحة المهنية في قانون العمل ، واشتراطات السلامة والصحة المهنية للوقاية من المخاطر ، وخطط الطوارئ ، وعلاقات العمل في القانون ، يأتي ذلك ضمن أنشطة المديرية التوعوية المكثفة فى مجال نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية فى بيئة العمل وأهمية توعية العاملين بالمنشآت من أجل الحفاظ على أرواحهم وحمايتهم والمترددين عليهم من أي مخاطر محتملة ، وتعزيز علاقات العمل بين طرفى العملية الإنتاجية ، كبداية جديدة لبناء الإنسان المصري ، يأتى ذلك تحت إشراف الإدارة المركزية للسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل بالوزارة.
وقال أحمد عبد الهادى مدير مديرية العمل بالشرقية ، إن تلك الجهود تأتي في ضوء تنفيذ توجيهات وزير العمل محمد جبران ، لمديريات العمل بالمحافظات ، بتكثيف الجهود ،والتعاون مع كافة الوزارات ،والجهات المعنية ، لُسرعة تحقيق أهداف المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي أطلقها رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي ، لتحسين جودة الحياة لجميع المواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية ،وتقديم الخدمات الحكومية في مجالات: التعليم، والصحة، والثقافة، والرياضة، والتوظيف، بطريقة تكاملية بين مختلف الجهات المشاركة، وتنظيم ندوات توعوية ، تحت شعار "سلامتك تهمنا"،بالتنسيق مع القطاع الخاص،وذلك في مجالات نشر ثقافة "السلامة والصحة المهنية" للحفاظ على صحة العامل ، وسلامة أدوات الإنتاج ، وتحقيق بيئة عمل لائقة وصحية.
وأضاف مدير المديرية ، أنه بدأت الفعاليات بكلمة ألقاها عميد المعهد العالي ، ثمن خلالها جهود وزارة العمل في نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بكافة أرجاء الدولة المصرية بمنشآت القطاع الخاص ، مشيداً بالتواجد الدائم لها بين العمال.
وأشار مدير المديرية فى كلمته إلى جهود وزارة العمل في تبني عدد من المبادرات البناءة والتي تهدف إلى تحقيق الصالح العام للعامل المصري وتوفير بيئة عمل آمنة ، والحد من إصابات وحوادث العمل والأمراض المهنية بالتعاون بين الوزارة وأصحاب المنشآت.
كما قدم الشكر للمعهد على استضافته الكريمة لفعاليات الندوة ، كما أكدت الكيميائية رحاب عبدالحميد مدير السلامة بمديرية العمل بالشرقية على جهود مديرية العمل لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية في كافة القطاعات ( الزراعي - التعليم - الصناعة ) ، كما تناولت الفعاليات 3 محاضرات علمية متخصصة قدمتها الكيميائية فاطمة البطريق مدير مكتب السلامة والصحة المهنية ببلبيس ، ومحمد حجازي مدير منطقة العمل ببلبيس ، وحضر الندوة الدكتور محمد عبدالرحمن حجازي عميد المعهد العالي للعلوم الإدارية ببلبيس ، والمهندس محسن مهران نائب رئيس مجلس إدارة المعهد ، والدكتور عماد الدين محمد امين عام المعهد ، ومنى عبد الفتاح نائب رئيس مجلس إدارة المعهد ، وعدد من مديري الإدارات بمديرية العمل بالشرقية والعاملين بمنطقة بلبيس.