صحيفة صدى:
2025-01-14@23:08:31 GMT

(حوسة) مشاعر

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

(حوسة) مشاعر

صبيحة يوم باردٌ، رياحه شرقية بدرجة حرارة متدنية، المكيفات توّزع الهواء الساخن في جميع الغرف والأسياب، ارتشفت كأساً من الحليب الساخن ومع تدفئة المكيّف شعرت بالدفء، فبدأت أتجول في الغرف أوزع فيها النظرات المشبّعة بالفراغ حتى وصلت إلى غرفة المعيشة، فوقع نظري على مكتبتي التي هجرتها ما يقارب السنة، فبدأت أتفحص الكتب، فوقع بصري على كتاب وكأني للمرة الأولى أشاهده، الكتاب للدكتورة: اميرة الزهراني.

بعنوان” لا احد يهينك دون إذنك” لم يشدّني العنوان كثيراً، وكوني لا أذكر متى اقتنيت هذا الكتاب، ولا أذكر هل قرأته أم لا؟! رفعت الغلاف ومعه صفحتين أو ثلاثاً، فكان أول موضوعاً وقع عليه بصري(تعلّم من الفقير سبب بقائه فقيراً).

ليت بصري وقع على كتابٍ آخر! هذا الموضوع نفّس مشاعري بعد أن كانت في(روقان) جميل، استنفر حواسي، وسبّب لي ربكة، عمدتُ إلى الكنب، وبدأت فوراً بالقراءة، تدور القصة حول الأمريكي من أصل ياباني(روبرت كايوساكي) الذي أفلس اكثر من مرة قبل أن يصبح مليونيراً، فقد روى قصته بكتابه المشهور ” أبي الغني أبي الفقير” وقام بترجمته وتلخيصه” رؤوف شبيك ” من وجهة نظره ويعتبرها تعريف منطقي للغني والفقير، الغني: من مصاريفه ونفقاته أقلّ من إجمالي دخله، وفي كل شهر يصبح لديه فائضاً من المال.

الفقير: من نفقاته ومصاريفه تفوق إجمالي دخله، وسينتهي به الشهر وهو مدين، قد يكون هناك عامل بسيط أغنى من موظف في وظيفة مرموقة، مشيراً إلى أن الفرق بين الغني والفقير هو: الفقير يعمل من اجل المال، بينما الغني: يجعل المال يعمل من اجله، يرى(روبرت) أن مشكلة الفقراء أنهم يضعون جلّ أموالهم في شراء الخصوم وهي الكماليات التي يستغنى عن معظمها.

(روبرت كايوساكي) كأنه يعرفني وغيري كثير من يحملون هذا النمط، ويعرف سلوك تعاملنا مع معطيات الحياة، وما عَلِمَ أنني نشأت بين فرص متنوعة ورغم تدنّي دخلي إلا أني اعتبرها فرص ذهبية، ولكن لم يكتب لي الله منها شيئاً، وهذا لا يعني أن (روبرت) ناجحاً بكل المقاييس والبقية مخفقين، بل هنا الكثير من بذلوا جهوداً وغامروا مغامرات كثيرة ولكن لم يكتب الله لهم نصيباً.

لم ينظّر علينا (المليونيورون) إلا بعد أن حالفهم الحظّ، وبنو رؤوس أموالهم على ادمغتنا المختلفة الظروف، فلولا مستهلكاً نمطه اليومي الدفع لما كان هناك (مليونيراً) تنمو أمواله يوماً بعد يوم، وهكذا سنن الله، وهذا لا يعني أن نستسلم بل نخطط ونطور ونصحح أخطاءنا إن أمكن، وأن نعلم علم اليقين أن الموفق هو الله ولن نحصل على شيءٍ لم يكتبه لنا، ونرضى بالمقسوم.

بعد قراءتي للكتاب تحمّستُ وفيما يبدو لي أنه حماساً كاذباً أن أشغّل افكاري، وأبدأ بمشروع مهني، ولكني تذكرت أني في خريف عمري، والحساب البنكي رهين نمط معيشيٌّ مختلفٌ ويتوسع يوماً بعد يوم، وأسعارٌ تتدرج بالارتفاع، وفي الأخير قررت أن أعيد الكتاب إلى مكانه، وأن احمد الله على ما منّ علينا من نعم تعد ولا تحصى.

أمنيتي أن يسخّر الله لي (مليونيراً) يتنازل لي ويأخذ أفكاري ويخلطها مع أفكاره، لعلّ أفكاري تتأثر بأفكاره، وانتقل إلى عالم المال والأعمال، ولكني اخشى أن تأثر أفكاره بأفكاري فتدور عليه الدوائر، وتستقر به الأحوال (محكحك) حديث عهد بها بجانب (محكحك) أصيل!

وحفاظاً على سلامة نشاطك التجاري أيها (المليونير) كن بعيداً ومارس نشاطك بكل احتراف، ونمّي أموالك بكل أريحية وامان، ونحن نتعهد لك بأن نكون مستهلكين، ونتقبل كل جديد حتى وإن خالف بعض قيمنا ومبادئنا.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

حكومة العهد الجديد: الثنائي والتيار خارج المال والطاقة

كتب الان سركيس في" نداء الوطن": يعمل العهد على تأليف حكومة وفق معايير معينة تُسقط كل الأعراف غير الدستورية السابقة. أول تلك المعايير، أن يكون رئيس الحكومة والوزراء غير مرشحين إلى الانتخابات النيابية، فعمرها سيكون بنحو سنة وخمسة أشهر، وستشرف على انتخابات 2026 النيابية، لذلك يرفض الرئيس عون استغلال الحكومة كمنبر لخوض الاستحقاق الانتخابي.

المعيار الثاني الذي يضعه العهد، فصل النيابة عن الوزارة، لن تحصل ازدواجية في هذه الحكومة، فالوزير هو سلطة تنفيذية والنائب يجب أن يُشرّع ويراقب عمل هذه السلطة، لذلك يسعى رئيس الجمهورية إلى اتّباع هذه القاعدة طوال عهده وتكريس مبدأ فصل السلطات.

تضع بعبدا معياراً ثالثاً مهماً، عدم توزير حزبيين أو تأليف الحكومة وفق المحاصصة الحزبية، وجعل مجلس الوزراء صورة مصغّرة عن مجلس النواب، أما في حال وجود أشخاص كفوئين مقربين من بعض الأحزاب، لا مانع من توزيرهم ..

المعيار الرابع الذي يعمل عليه العهد، إسقاط احتكار الوزارات المكرّسة للقوى والأحزاب، فلا تستطيع أي قوة سياسية المطالبة بوزارة معينة أو الاحتفاظ بها أو التصرّف وفق منطق الأعراف.

شكل الحكومة التي يريد العهد الإنطلاق بها، حكومة عمل وإصلاح لا ساحة للتنافر السياسي، وستسقط كل الأعراف التي كُرست ما بعد "الطائف". يمكن الاستنتاج مثلاً، أن وزارة المال الذي حاول "الثنائي الشيعي" تكريسها له سيفقدها حتى لو ذهبت  إلى الشيعة. المشكلة لم تكن بتولي الشيعة هذه الحقيبة، من حقها حقيبة سيادية من أصل الأربع السيادية: المال، الداخلية، الخارجية والدفاع. ولا يوجد توجه لكسر الشيعة، بل الشخصية التي ستتولى وزارة المال سواء كانت شيعية أو من غير طائفة ستكون أمام ورشة إصلاح حقيقية، خصوصاً أن العين موجهة إلى هذه الوزارة، وستكون أساسية في التعامل مع صندوق النقد الدولي وملفات الإصلاح وإعادة الإعمار، والإصلاح يبدأ من هذه الوزارة.

لا يمكن للعهد الجديد التهاون مع مشاكل المرحلة الماضية، وبعد وزارة المال، ستحرّر وزارة الطاقة من قبضة فريق معيّن، فـ "التيار الوطني الحرّ" يضع يده على هذه الوزارة منذ عام 2009، والأكيد أن هذه الوزارة لن تعود إلى كنفه، لأنه أولاً اختار البقاء في المعارضة ضد العهد الجديد كما ألمح، ثانياً لأنه فشل في تأمين الكهرباء طوال فترة 15 عاماً، لذلك ستكون هذه الوزارة من ضمن الوزارات التي ستشملها "النفضة"، ومعها ستستكمل ورشة الإصلاح، بالتزامن مع استعداد دول عدة لمساعدة لبنان في حل أزمة الكهرباء بعد هدر نحو 50 مليار دولار عليها، والبلاد مظلمة.

مقالات مشابهة

  • حسين الجسمي يُلهب مشاعر أكثر من 100 ألف متفرج في حفل أسطوري بدبي
  • ما الفرق بين جريمتي الاختلاس والاستيلاء على المال العام؟
  • كوليبالي: لم ننضم لنجوم دوري روشن من أجل المال
  • حكومة العهد الجديد: الثنائي والتيار خارج المال والطاقة
  • هل الذنب يمنع الرزق؟ تعرف على أسرار وأسباب انقطاع الرزق
  • الاستثمار أولاً
  • سلطنة عمان تحتفل بالذكرى الخامسة لتولي السُّلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم
  • سلطنة عمان تحتفل بالذكرى الخامسة لتولي السُّلطان هيثم مقاليد الحكم
  • سبب غريب وراء اعتذار روبرت دي نيرو لـ أحمد زكي بمهرجان موسكو.. القصة الكاملة