لماذا يُقبل الشباب التركي على الانضمام للاستخبارات الوطنية؟
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
أنقرة – في خطوة تعكس التغيرات الجذرية في بنية جهاز الاستخبارات الوطنية التركية ونجاحاته في العمليات الأمنية وحضوره المؤثر على الساحة الدولية، إلى جانب إستراتيجية إعلامية مدروسة، شهد عام 2024 إقبالا غير مسبوق من الشباب التركي للعمل ضمن صفوف الجهاز.
وبحسب بيانات هذا الجهاز، استقبل في عام 2024 نحو 44 ألفا و867 طلب توظيف، وهو ضعف العدد المسجل في سنة 2023 الذي بلغ 22 ألفا و42 طلبا.
وبحسب خبراء أمنيين، تأتي هذه القفزة اللافتة بوصفها نتيجة مباشرة للنجاحات البارزة التي حققها الجهاز في مكافحة الإرهاب وتنفيذ عمليات استخباراتية نوعية داخل البلاد وخارجها، فضلا عن الدور المتزايد لتركيا على الساحة الدبلوماسية، وتأثير الأعمال الدرامية المستوحاة من عمليات الجهاز، والتي لعبت دورا كبيرا في تعزيز اهتمام الشباب بالعمل في هذا المجال.
طفرة كبيرةكما شهد الموقع الرسمي للجهاز طفرة كبيرة، إذ زاد عدد زواره إلى أكثر من 5 ملايين شخص خلال العام 2024، مما يمثل ضعف عدد الزوار في العام السابق.
وكان للأقسام التفاعلية على الموقع، مثل "كيف يمكنك المساعدة؟" و"مجالات العمل"، النصيب الأكبر من الاهتمام، حيث استقبل الجهاز أكثر من 111 ألفا و425 بلاغا، بينها 5163 بلاغا بلغات أجنبية كالإنجليزية والعربية، مما يعكس الثقة المتزايدة في الجهاز بوصفه منصة لمواجهة القضايا الوطنية والدولية.
إعلانتشير التقارير إلى أن البلاغات المقدمة باللغات الأجنبية سجلت أرقاما مرتفعة، حيث جاءت البلاغات باللغة الإنجليزية في المقدمة، تلتها اللغة العربية. ورغم انخفاض إجماليها مقارنة بالعام السابق، فإن الجهاز أشار إلى تحسن جودة البلاغات، مما يعكس ارتفاع وعي المواطنين بدوره.
تُظهر هذه الأرقام أن جهاز الاستخبارات التركية بات يمثل "رمزا وطنيا يعبر عن التحولات الكبرى في المشهد التركي". ومع حلول الذكرى الـ98 لتأسيسه، يبدو أنه يمضي قدما ليكون من الركائز الأساسية في تشكيل مستقبل الأمن الوطني في البلاد.
عواملتعليقا على ذلك، أرجع الضابط السابق في جهاز الاستخبارات التركية مراد أصلان إقبال الشباب الكبير على الانضمام للجهاز إلى عدة عوامل، أبرزها زيادة عدد الجامعات في البلاد وانتشارها في جميع المدن تقريبا.
وأوضح أن "التعليم الجامعي أصبح أكثر شيوعا، ومع تخرج أعداد كبيرة من الشباب سنويا، ينظر الكثير منهم إلى القطاع العام كخيار وظيفي مستقر، وجهاز الاستخبارات يوفر فرصا واسعة بفضل بنيته متعددة الطبقات ووظائفه المتنوعة".
وأضاف للجزيرة نت أن هذا الجهاز يتميز بقدرته على توظيف مختصين من مختلف المجالات مثل خريجي الهندسة أو العلاقات الدولية، مما يجذب فئات متنوعة من الشباب الذين يدركون هذه الفرص.
وحسب أصلان، اعتمد الجهاز في الأعوام الثلاثة الأخيرة إستراتيجيات جديدة للتواصل مع المجتمع بهدف تحسين صورته وتوسيع نطاق معرفته لدى الجمهور. وقال "لقد أصبح الناس على دراية أكبر باحتياجات الجهاز البشرية بفضل جهوده في العلاقات العامة، مما جعل الشباب أكثر إقبالا على التقدّم" للعمل في الجهاز.
وأضاف الضابط السابق أصلان "حين يكون الجهاز ناجحا تزداد ثقة الناس به والإقبال عليه. حقق الجهاز إنجازات بارزة في مكافحة الإرهاب مثل الكشف عن شبكات تجسس إيرانية وإسرائيلية، كما لعب دورا بارزا في الدبلوماسية الاستخباراتية التي أصبحت حديث الصحافة، مما عزز مكانته وثقة الجمهور فيه".
إعلانوأشار إلى أن جهاز الاستخبارات يعتمد إستراتيجية تهدف إلى جذب مجموعة واسعة من الشباب. فبدلا من الاعتماد على عدد محدود من المتقدمين واختيار الأفضل بينهم، يسعى للوصول إلى قاعدة أكبر من المتقدمين ليضمن اختيار الكفاءات الأعلى جودة.
ولهذا السبب، يتابع، يوفر الجهاز إمكانية التقديم عبر موقعه الإلكتروني، حيث يمكن للشباب تحميل سيرهم الذاتية بسهولة، و"مما يعطيه مرونة كبرى لاختيار أفضل المواهب من بين آلاف الطلبات". وأكد أن "الوعي المتزايد بدور الجهاز ونجاحاته وإستراتيجياته الحديثة في الوصول إلى الشباب، كلها عوامل تجعله وجهة مفضلة للجيل الجديد".
جهاز الاستخبارات التركية يحتفل بالذكرى الـ98 لتأسيسه (الأناضول) إصلاحات وتطورتاريخ جهاز الاستخبارات التركية:
تعود جذور هذا الجهاز إلى تنظيم "تشكيلات مخصوصة" الذي تأسس كتنظيم سري داخل جمعية الاتحاد والترقي بناء على رغبة الحاكم العسكري أنور باشا في عام 1913، وكان بمثابة أول محاولة لإنشاء جهاز استخباراتي حديث في تركيا، ولعب دورا بارزا في العمليات السرية لحماية مصالح الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى. ومع تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك، استُبدل التنظيم بجهاز أكثر رسمية وأوسع نطاقا. ففي 6 يناير/كانون الثاني 1926، تم إنشاء "رئاسة الخدمة الأمنية الوطنية" التي اعتُبرت أول جهاز استخباراتي مؤسس للدولة التركية الحديثة. وفي التاريخ نفسه من 1927، بدأ الجهاز عملياته الفعلية بعد فترة إعداد استمرت عاما كاملا. خلال العقود التالية، تطور الجهاز لمواكبة التحديات المتغيرة وكان له دور محوري في تحقيق انضمام منطقة لواء الإسكندرون إلى تركيا عام 1939 بعد جهود استخباراتية ودبلوماسية مكثفة. كما أسهم بشكل كبير -خلال الحرب الباردة– في تعزيز التعاون الاستخباراتي مع التحالف الغربي، وشارك في جمع معلومات إستراتيجية عن الكتلة الشرقية. وفي عام 1965، تمت إعادة هيكلة الرئاسة لتتماشى مع الظروف المتغيرة، وتحول الجهاز رسميا إلى "جهاز الاستخبارات الوطنية" بموجب قانون جديد. ومنذ عام 2010، شهدت أنشطة الجهاز الدبلوماسية في المجال الاستخباراتي تسارعا كبيرا، وازدادت أهميته في العمليات الدولية مثل مفاوضات أستانا. وفي 2014، تم إجراء تعديلات قانونية شملت تحديث صلاحيات الجهاز لمواكبة المتطلبات الجديدة. وبعد التحول إلى نظام الحكم الرئاسي في 2018، تم تعديل اسم الجهاز ليصبح "رئاسة جهاز الاستخبارات الوطنية". وفي عام 2023، تم إنشاء "الأكاديمية الوطنية للاستخبارات"، وهي مؤسسة تعليمية عليا مختصة بتقديم الدراسات العليا في مجالات الاستخبارات والأمن القومي، مما يعكس التوجه نحو تحويل العمل الاستخباراتي إلى علم أكاديمي. كما شهدت السنوات الأخيرة جهودا مكثفة لاستهداف القيادات الرئيسية في التنظيمات الإرهابية. وفي الذكرى الـ94 لتأسيسه، افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقر "القلعة" الجديد للجهاز، تلاه افتتاح مجمع "ماسلاك" في إسطنبول. إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جهاز الاستخبارات الترکیة من الشباب فی عام
إقرأ أيضاً:
الإسكان: استقبلنا أكثر من 94 ألف طلب توفيق أوضاع
تابع المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان المرافق والمجتمعات العمرانية، مستجدات موقف طلبات توفيق أوضاع المواطنين بالأراضي المضافة لمدينة العبور الجديدة، بعد نقل ولايتها لوزارة الإسكان، وكذا موقف تسليم وحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"، والوحدات الجديدة الجاري تنفيذها، وذلك من خلال نتائج جولات تفقدية، وتقارير عن المشروعات.
وأوضح المهندس شريف الشربيني، أن مدينة العبور الجديدة، تعد من أكثر المدن استقبالاً لطلبات توفيق الأوضاع من المواطنين، حيث استقبل جهاز المدينة حتى الآن ما يزيد على 94 ألف طلب تقنين، موجهاً بالتيسير على المواطنين والكيانات المتواجدة بالأراضي المضافة للمدينة وفقاً للضوابط المقررة.
وقال الوزير، إن المدينة بها الآلاف من الوحدات السكنية التي تم وجارٍ تنفيذها ضمن المبادرة الرئاسية" سكن لكل المصريين"، موجهاً في هذا الصدد بسرعة استكمال الأعمال المتبقية بالوحدات المخصصة للمواطنين لتسليمها لمستحقيها، وإعلان جداول التسليم، حتى يطمئن الحاجزون، وكذا سرعة تنفيذ الوحدات الجديدة لإتاحتها للمواطنين كاملة الخدمات، لتلبية الطلب المتزايد على السكن المطروح من الوزارة، والالتزام بالمواصفات القياسية.
وفي هذا الإطار، تفقد الدكتور مهندس أحمد إسماعيل جبر، رئيس جهاز مدينة العبور الجديدة، سير العل بالمركز التكنولوجي لخدمات عملاء، التقنين، بهدف تذليل أي عقبات، وتسريع تقنين الأراضي بالمدينة.
واطَّلع رئيس الجهاز، خلال زيارته للمركز التكنولوجي على الجهود المبذولة من فرق العمل المسئولة عن التعامل مع طلبات المواطنين الراغبين في تقنين أوضاع أراضيهم، مشيداً بالإجراءات التي تُسهم في تسهيل تقديم الطلبات وتعزيز الشفافية وتسريع عملية المراجعة.
وأكد "جبر"، أهمية تسريع الإجراءات الفنية المتعلقة بفحص ودراسة طلبات تقنين الأراضي، مشدداً على ضرورة تحقيق التوازن بين سرعة الإنجاز وضمان الحقوق القانونية للمواطنين، كما قام بمراجعة بعض الملفات لضمان دقة التعاملات وسرعة التنفيذ.
واستمع رئيس الجهاز إلى استفسارات ومقترحات المواطنين، مؤكداً أن مراجعة البيانات وتدقيقها تهدف إلى حماية حقوقهم وضمان ملكياتهم، ومشيراً إلى أن الجهاز يعمل بجدية لإنهاء هذا الملف في أسرع وقت ممكن مع التركيز على الشفافية في مختلف المراحل، وأهمية تقديم الدعم المواطنين من خلال حل مشكلاتهم والإجابة عن استفساراتهم.
واختتم رئيس الجهاز، الجولة، بتأكيد الالتزام الكامل بالشفافية في كل ما يتعلق بإجراءات تقنين الأراضي، مشدداً على أهمية تحسين تجربة المواطن من خلال الخدمات الرقمية التي تسهم في تقليل الأعباء واختصار الكثير من المعاملات.
وفي السياق ذاته، تفقد رئيس جهاز العبور الجديدة، الحي الـ 15 بالمدينة، والذي يضم 705 عمارات بإجمالي (16920) وحدة سكنية، والحي 16، والذي يضم 433 عمارة بإجمالي (10392) وحدة سكنية، ضمن المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"، يرافقه مسئولو الجهاز والشركات المنفذة.
وتابع رئيس جهاز العبور الجديدة، الأعمال التي تم وجارٍ تنفيذها، حيث استهدفت الزيارة، الاطمئنان على سير العمل في تنفيذ المرافق العامة من طرق وكهرباء وصرف صحي، بجانب تقييم جودة التنفيذ والالتزام بالمواصفات الفنية المطلوبة، مؤكداً أهمية تسليم الوحدات السكنية في الوقت المحدد، ومشددًا على ضرورة توفير بيئة سكنية متكاملة تشمل جميع الخدمات الأساسية.
كما تابع رئيس جهاز العبور الجديدة، موقف تنفيذ الخدمات الجاري تنفيذها بتلك الأحياء، وما تم تنفيذه بالطرق الرئيسية والفرعية والطريق الفاصل بين الأحياء المذكورة والطرق المحيطة بالعمارات وأماكن انتظار السيارات، وأعمال تركيب الإنترلوك والبلدورات في الجزر والأرصفة والمشًّايات بين العمارات، وكذا أعمال تنسيق الموقع العام.
ووجه رئيس الجهاز، بضرورة الإسراع في استكمال الأعمال المتبقية مع التأكد من أن جميع الأعمال تتم وفقاً للمواصفات القياسية المعتمدة، كما شدد على ضرورة التنسيق بين جميع الجهات المعنية لضمان سرعة حل أي معوقات قد تطرأ على سير العمل بما يضمن تسليم المشروعات في الوقت المحدد ودون التأثير على جودتها.
وفي ختام الجولة، أكد رئيس الجهاز، استمرار المتابعة اليومية لمختلف المشروعات، مشيراً إلى أن هذه المشروعات تمثل جزءاً مهماً من خطة الدولة لتوفير سكن آمن ومناسب للمواطنين في المناطق الجديدة، وكذا المساهمة في تطوير البنية التحتية للمناطق السكنية الجديدة التي تشهد تنمية مستدامة.