كشفت ميساء صابرين حاكمة مصرف سوريا المكلفة بتيسير الأعمال، الثلاثاء، عن عزمها تعزيز استقلالية البنك المركزي فيما يتعلق بقرارات السياسة النقدية، مؤكدا أن البنك لديه ما يكفي من أموال لتغطية دفع رواتب موظفي القطاع العام حتى بعد الزيادة.

وتولت صابرين، التي كانت تشغل ثاني أهم منصب في مصرف سوريا المركزي، منصب القائم بأعمال الحاكم خلفا لمحمد عصام هزيمة في أواخر كانون الأول /ديسمبر الماضي، عقب سقوط النظام وهروب رئيسه المخلوع بشار الأسد إلى روسيا.



وقالت لوكالة "رويترز" في أول مقابلة تجريها مع الإعلام منذ توليها منصبها، إن "المصرف يعمل على إعداد مشاريع تعديل قانون المصرف بما يعزز استقلاليته ويشمل ذلك السماح له بمزيد من الحرية في اتخاذ القرارات بشأن السياسة النقدية".

وتحتاج هذه التغييرات إلى موافقة السلطة الحاكمة الجديدة في سوريا، لكن العملية غير واضحة في هذه المرحلة. ولم تعط صابرين أي إشارة إلى توقيت حدوث ذلك.


ويرى خبراء الاقتصاد أن استقلال البنك المركزي أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي والقطاع المالي على المدى الطويل.

ورغم أن المصرف المركزي السوري كان دائما، من الناحية النظرية، مؤسسة مستقلة، فإن قرارات السياسة النقدية التي اتخذها البنك في ظل نظام الأسد كانت تحددها الحكومة فعليا.

وقالت صابرين من مكتبها في وسط دمشق، إن "البنك المركزي يبحث عن سبل لتوسيع الخدمات المصرفية الإسلامية نظرا لوجود شريحة من السوريين يتجنبون استخدام الخدمات المصرفية التقليدية"، مضيفة "قد يشمل ذلك منح البنوك التي تقدم خدمات تقليدية خيار فتح فروع مصرفية إسلامية".

وكانت القدرة المحدودة على الوصول إلى التمويل الدولي والمحلي جعلت نظام الأسد يستخدم البنك المركزي لتمويل عجزه، ما أدى إلى تأجيج التضخم. وقالت صابرين إنها حريصة على تغيير كل ذلك.
وأضافت أن "البنك يريد تجنب الاضطرار إلى طباعة الليرة السورية لانعكاس أثر ذلك في معدلات التضخم".

وامتنعت صابرين عن ذكر تفاصيل عندما سئلت عن حجم احتياطيات النقد الأجنبي والذهب الحالية، مشيرة إلى ان مراجعة الميزانية العامة لا تزال جارية.

ونقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن أربعة أشخاص وصفتهم بـ"المطلعين" على الوضع، قولهم إن المصرف المركزي لديه ما يقرب من 26 طنا من الذهب في خزائنه، بقيمة تبلغ نحو 2.2 مليار دولار، وكذلك نحو 200 مليون دولار وكمية كبيرة من الليرة السورية.

ويخضع المصرف المركزي السوري وعدد من الحكام السابقين للعقوبات الأمريكية التي فرضت بعد قمع الأسد العنيف للاحتجاجات في عام 2011.

وشددت صابرين على أن المصرف لديه ما يكفي من أموال لتغطية دفع رواتب موظفي القطاع العام حتى بعد الزيادة التي تعهدت بها الإدارة الجديدة بنسبة 400 بالمئة. ولم تذكر مزيدا من التفاصيل.

وذكرت وكالة رويترز أن قطر ستساعد في تمويل زيادة أجور القطاع العام، وهي العملية التي أصبحت ممكنة بفضل إعفاء أمريكي من العقوبات اعتبارا من السادس من يناير كانون الثاني، والذي يسمح بالمعاملات مع المؤسسات الحاكمة السورية.

تحدي التضخم
يقول محللون إن استقرار العملة ومعالجة التضخم سيكونان من المهام الرئيسية لصابرين، بالإضافة إلى إعادة وضع القطاع المالي على الطريق الصحيح.

وكشفت بيانات من مجموعة بورصات لندن والبنك المركزي أن قيمة العملة السورية انخفضت من حوالي 50 ليرة مقابل الدولار في أواخر عام 2011 إلى ما يزيد قليلا عن 13 ألف ليرة مقابل الدولار، أمس الاثنين.

وقدر البنك الدولي في تقرير أصدره في ربيع عام 2024 أن التضخم السنوي قفز بنحو مئة بالمئة على أساس سنوي في العام الماضي.

وقالت صابرين، التي تشرف منذ فترة وجيزة على القطاع المصرفي، إن البنك المركزي يتطلع أيضا إلى "إعادة هيكلة البنوك الحكومية وتنظيم عمل مؤسسات الصرافة" والتحويلات، التي أصبحت مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة.

وفرض نظام الأسد قيودا صارمة على استخدام العملة الأجنبية لدرجة أن العديد من السوريين كانوا يخشون حتى من نطق كلمة "دولار"، مستبدلين هذه الكلمة بعبارات أخرى مثل "أخضر" و"بقدونس".

وألغى قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع هذه القيود حتى أصبح السكان يلوحون الآن بكميات كبيرة من الأوراق النقدية في الشوارع ويبيعونها من الصناديق الخلفية للسيارات التي تقف إحداها خارج مدخل البنك المركزي.

وللمساعدة في استقرار البلاد وتحسين الخدمات الأساسية، وافقت الولايات المتحدة على إعفاء المساعدات الإنسانية وقطاع الطاقة وإرسال التحويلات المالية إلى سوريا من العقوبات رغم تأكيدها أن البنك المركزي نفسه لا يزال خاضعا للعقوبات.


وقالت صابرين إن "القطاع المصرفي لا يستفيد من الإعفاء من العقوبات الأمريكية الصادر يوم الاثنين، لكن السماح بالتحويلات الشخصية كان خطوة إيجابية وأعربت عن أملها في رفع العقوبات بالكامل حتى يتمكن القطاع المصرفي من الارتباط بالنظام المالي العالمي".

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر عام 2024، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص واللاذقية، وأخيرا دمشق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي صابرين سوريا الاقتصاد دمشق الشرع سوريا اقتصاد دمشق صابرين الشرع المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنک المرکزی

إقرأ أيضاً:

مجلس الوزراء الفلسطيني يُعلن قُرب موعد صرف رواتب الموظفين

أفاد مجلس الوزراء الفلسطيني، برئاسة محمد مصطفى، الإثنين، بأن جزءًا من أموال المقاصة متوقع وصوله اليوم أو غدا، وتبعا لذلك تُصرف رواتب الموظفين.

وناقش مجلس الوزراء، خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة، سبل حل الأزمة المالية في ظل استمرار الاقتطاعات الإسرائيلية غير القانونية من أموال المقاصة، وتأخير الاحتلال المتعمد تحويلها، الأمر الذي انعكس على قدرة الحكومة على الإيفاء بالتزاماتها المالية، لا سيما تأخر صرف الرواتب.

وافتتح مصطفى جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، مستعرضا الجهود المبذولة لوقف عدوان الاحتلال على شعبنا، ومن ضمنها توجه رئيس الوزراء إلى النرويج غدا في زيارة رسمية للاجتماع برئيس الوزراء النرويجي ومسؤولين كبار، إلى جانب المشاركة في اجتماعات التحالف الدولي لتجسيد الدولة الفلسطينية، وللضغط باتجاه وقف العدوان على شعبنا، وسيتبعها لقاءات في بروكسل مع رئيس وزراء بلجيكا ومسؤولين كبار في الاتحاد الأوروبي؛ لتعزيز الجهود الدبلوماسية وتجنيد المزيد من الدعم الأوروبي.

وبحث مجلس الوزراء الجهود والتحركات لمعالجة سوء استغلال بعض المؤسسات والأطراف في القطاع للمساعدات، ومن ضمنها توسعة عمل الفريق الفني لتنسيق المساعدات لأهلنا في القطاع عبر إضافة وزارات ومؤسسات متعددة لضبط عمل المنظمات الدولية والمحلية التي تقوم على توزيع المساعدات، واتخاذ المقتضى القانوني بحق المؤسسات المخالفة، إذ جرى تبليغ إحداها بإيقاف التعامل معها بشكل رسمي وتجميد ترخيصها في وزارة الداخلية.

وضمن خطة الحكومة لتوطين الخدمات الطبية وتحسين جودتها، فقد صادق المجلس على تعيين 98 موظفا في أقسام حاضنات الأطفال حديثي الولادة والقسطرة القلبية ووحدة شراء الخدمة لتحسين جودة الخدمات في مرافق وزارة الصحة، وذلك لتوسعة خدمات القسطرة في المستشفيات الحكومية وتوسعة عمل خدمات الحاضنات لحديثي الولادة، ورفع كفاءة وحدة شراء الخدمة – التحويلات الطبية وفاعليتها.

إلى ذلك، صادق مجلس الوزراء على مذكرة التعاون بين حكومة دولة فلسطين وحكومة المملكة المغربية للتعاون في مجالات النقل المختلفة. كما صدّق المجلس على الحدود الإدارية بين قريتي بورين وعراق بورين بمحافظة نابلس ، وذلك لتسهيل عملية التسوية وحماية أراضي المواطنين وحفظ حقوقهم.

وضمن برنامج الإصلاح والحوكمة، جرى التصديق بالقراءة الثانية على الأطر المرجعية لمعايير وضوابط مشاريع الأبنية الحكومية والمرافق العامة الذي أعدته وزارة الأشغال العامة والإسنان بالتنسيق مع مختلف الشركاء.

كما قرر مجلس الوزراء اعتبار يوم الاثنين الموافق 27/1/2025 عطلة رسمية لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين قطر تُسلّم إسرائيل وحماس مسودّة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار الصليب الأحمر: جاهزون للعب دور محايد حال التوصل إلى صفقة تبادل رئيس هيئة شؤون الأسرى يتوجه إلى قطر الأكثر قراءة صحة غزة تنشر احدث إحصائية لاعداد شهداء العدوان الإسرائيلي جمعية الهلال الأحمر تُضيء ظلام الحرب في غزة بـ"باص الأحلام" للأطفال وصول بطريرك الروم الأرثوذكس إلى بيت لحم استعدادا لقداس منتصف الليل الاقتصاد: الحرب على غزة أدت إلى انكماش الناتج المحلي وارتفاع البطالة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مصرف سوريا المركزي: لدينا أموال كافية لدفع رواتب الموظفين
  • حاكمة المركزي السوري تتعهد بتعزيز استقلالية البنك.. ماذا عن رواتب الموظفين؟
  • حاكمة مصرف سوريا: نبحث توسيع الخدمات المصرفية الإسلامية
  • حاكمة مصرف سوريا المركزي الجديدة: لدينا مال يكفي لدفع الرواتب بعد زيادتها 400%
  • حاكمة المركزي السوري: البنك لديه ما يكفي لدفع الرواتب بعد زيادة 400%
  • حاكمة مصرف سوريا المركزي الجديدة تتعهد بتعزيز استقلال البنك
  • حاكمة مصرف سوريا المركزي الجديدة تطمئن بوجود ما يكفي لدفع الرواتب بعد الزيادة
  • المركزي السوري: لدينا ما يكفي من المال لدفع الرواتب
  • مجلس الوزراء الفلسطيني يُعلن قُرب موعد صرف رواتب الموظفين