نهر يجف وباب من الذهب يظهر.. حكايات غريبة يعيشها جودر في ألف ليلة وليلة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
بين السحر والخرافات ومغامرات البحث عن الكنوز الغامضة، تسرق أحداث قصة جودر ابن عُمر المصري المشاهدين في تويلفة من التشويق والإثارة، ينتظرها الكبار والصغار في موسم دراما رمضان 2025، بعد نجاح الجزء الأول من القصة في الموسم الماضي، بطولة الفنان ياسر جلال وإنتاج الشركة المتحدة.
وفي رواية «جودر الصياد والخرج المرصود» أحد أجزاء قصص ألف ليلة وليلة الشهيرة، حكايات عن الأهوال التي يواجهها جودر المصري، في طريقة لفك شفرة الكنز المرصود، نسردها في السطور التالية.
تروي «شهرازد» في الرواية أنه في اليوم الحادي والعشرين قال المغربي يا جودر، قم بنا فإن هذا هو اليوم الموعود لفتح كنز الشمردل، فقام معه ومشيا إلى آخر المدينة، ثم خرجا منها، ولم يزالا مسافرين إلى وقت الظهر، فيصلا إلى نهر ماء جار، فنزل عبد الصمد وجودر، وأشار بيده للعبدين فأخذا البغلتين وراح كل عبد من طريق، ثم غابا قليلا وقد أقبل أحدهما بخيمة فنصبها وأقبل الثاني بفراش وفرشه في الخيمة، ثم أخرج المغربي من الخرج أصحن الطعام وتغديا وأخذ الحقين -وهي الأوعية التي كان بها الطعام-.
بعد ذلك عزّم المغربي «قال تعويذة» على الوعائين فصارا من داخل يقولان لبيك يا كهين الدنيا ارحمنا وهما يستغيثان، وهو يعزم عليهما، حتى تمزق الحقان فصارا قطعا، وتطايرت قطعهما فظهر منهما اثنان مكتفان يقولان الأمان يا كهين الدنيا، فقال مرادي أن أحرقكما أو تعاهداني على فتح كنز الشمردل، فقالا نعاهدك ونفتح لك الكنز، لكن بشرط أن تحضر جودرا الصياد.
نهر يجف وظهور باب من الذهببعد أن عاهد الجن المحبوس في الأطباق المغربي أو الكهين بالسماح إلى جودر بالوصول للكنز، أخرج قصبة وألواحا من العقيق الأحمر وجعلها على القصبة وأخذ مجمرة ووضع فيها فحما ونفخها نفخة واحدة فأوقد فيها النار وأحضر البخور، وقال يا جودر أنا أتلو العزيمة وألقي البخور فإذا ابتدأت في العزيمة لا أقدر أن أتكلم فتبطل العزيمة، ومرادي أن أعلمك كيف تصنع حتى تبلغ مرادك.
قال له: «اعلم أني متى عزمت وألقيت البخور نشف الماء من النهر وبان لك باب من الذهب قدر باب المدينة بحلقتين من المعدن، فانزل إلى الباب واطرقه طرقة خفيفة واصبر مدة، والطرق الثانية طرقة أثقل من الأولى، واصبر مدة واطرقه ثلث طرقات متتابعات وراء بعضها، فتسمع قائلا يقول من يطرق باب الكنز، وهو لم يعرف أن يحل الرموز، فقل أنا جودر الصياد ابن عمر، فيفتح لك الباب ويخرج لك شخص بيده سيف ويقول لك: إن كنت ذلك الرجل فمد عنقك حتى أرمي رأسك، فمد له عنقك ولا تخف، فإنه متى رفع يده بالسيف وضربك وقع بين يديك، وبعد مدة تراه شخصاً من غير روح، وأنت لا تتألم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جودر مسلسل جودر كنز
إقرأ أيضاً:
اعتقلوهم ثم أحرقوهم.. حكايات عن عدوان نظام الأسد على بلدة الهامة بريف دمشق
لكل مدينة وبلدة وقرية في سوريا قصتها الخاصة ومعاناتها خلال الثورة التي اندلعت في مارس/آذار 2011، وما تعرضت له من قمع الأجهزة الأمنية ونظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ومن بين هذه القصص بلدة الهامة التي تقع غرب العاصمة دمشق، والتي يمر بها نهر بردى، وتمتاز بموقعها الإستراتيجي، لذلك حاصرها نظام الأسد من جميع الجهات وجعل التلال والجبال التي تحيط بها مركزا لقواته ومسكنا لضباطه.
ومع اندلاع الثورة السورية، شارك أهالي الهامة بقوة في الحراك السلمي إلى أن سقط أول قتيل في البلدة عام 2012، ليحمل أهلها السلاح للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأرضهم، كما يروي بعضهم للجزيرة نت.
مدخل بلدة الهامة بريف دمشق (الجزيرة)وخلال تجول فريق الجزيرة نت في البلدة، بدأ الأهالي برواية قصة عائلة زيتون من أهل الهامة وماذا حدث لها مع دخول جيش الأسد وشبيحته إلى البلدة، وتقول السيدة أم محمد زيتون، وهي أخت 4 شبان اختطفهم جيش الأسد ثم قتلهم وأحرق جثثهم.
وبدأت أم محمد تروي للجزيرة نت ما حدث في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2012 مع دخول جيش الأسد إلى البلدة وانسحاب الثوار منها.
وقالت أم محمد إن أحد أخوتها (يدعى مسلم) انضم إلى الثوار مع بدء جيش نظام الأسد بقتل المدنيين وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2012 وتستذكر أنه في يوم صادف يوم جمعة، دهم الجيش منزلهم وفتشه بحثا عن مسلم، إلا أنهم لم يجدوه فانسحبوا من دون أن يلحقوا الأذى بأحد.
وتضيف أم محمد زيتون: "في اليوم التالي، تفاجأنا بدخول قوات الفرقة الرابعة (قوات النخبة التابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد) والشبيحة إلى الهامة، دخلوا علينا وصاروا بالبيت كسروا الباب، وفاتوا فورا طلعوا (أخرجوا) الرجال كلها لبرا مع والدي حجي كبير، أخرجوهم جميعهم للخارج، أما النساء والأطفال والبنات فجمعوهم بغرفة وفتشوا البيوت وكسروا، وقالوا لنا: نحن دخلنا عليكم بسبب مسلم".
إعلانوتكمل أم محمد ما حدث مع إخوتها الأربعة بالقول: "أحرقوا بيت مسلم حين لم يجدوه، وأخدوا إخوتي محمد وأحمد ومحمود ومصطفى معهم، فسألهم والدي إلى أين تأخذونهم؟!، فأجابوه "(نسألهم) سؤالين ورح نرجعهن"، وهي عبارة يعرفها السوريون جيدا عند اعتقال جيش النظام للثوار ومن الممكن أن يمتد غيابهم لسنوات في المعتقلات، وبعضهم لم يعد أبدا.
وتروي أم محمد في شهادتها قائله "وفي اليوم الثاني -الله يرحمهم- وجدوهم مقطعين ومقتولين ومكوّمين جثثا ومحروقين".
الأشقاء الـ4 الذين أحرق جيش الأسد جثثهم (الجزيرة) انتظرهم حتى مات كمدا
وتختتم أم محمد قولها إن والدها رغم علمه بوفاة إخوتها ظل يجلس أمام باب المنزل يوميا ولمدة سنة ونصف سنة وهو ينتظر عودة إخوتها، ويردد أن الضابط أخبره بأنه سيوجه لهم سؤالين فقط، وفي النهاية مات كمدا عليهم.
ودفن الإخوة محمد وأحمد ومحمود ومصطفى زيتون في مقبرة "السادات"، التي استحدثها أهل الهامة خلال الثورة السورية لتجنب عمليات القنص والقتل من قبل قوات وجيش الأسد.
وهناك قصص مأساوية كثيرة عاشها أهالي الهامة خلال فترة الثورة السورية بسبب بطش نظام الأسد بأهل البلدة، لا يسع تقرير واحد أن يذكرها.
الشقة التي أحرق فيها نظام الأسد الإخوة الأربعة (الجزيرة) الهامة جسد سُرق منه الروحأما مقبرة السادات فلها قصة مع أهل الهامة، حيث كانت قبل اندلاع الثورة السورية مكانا للتنزه ويوجد بها مزار لشخص يطلق عليه "السادات"، ولكن مع بدء الحراك الثوري لجأ إليها أهل البلدة لدفن قتلاهم فيها، لكونها أكثر أمانا من المقبرة الرئيسية للبلدة، لأنها مغطاة بالشجر.
ويقول صياح صادق -أحد أبناء البلدة الذين شاركوا في الثورة السورية- إنهم وضعوا في هذه المقبرة 3 طوابق من القبور فوق بعضها لضيق المكان.
وأحيا أهل الهامة ذكرى قتلاهم بجدارية كتبوا عليها أسماء من قتلهم جيش الأسد خلال الثورة السورية.
إعلان
أهمية الهامة وموقعها الإستراتيجي
أما عن أهمية الهامة بالنسبة لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، فالتقت الجزيرة نت المسؤول الأمني في إدارة العمليات العسكرية ببلدة الهامة بسام "أبو عبدو"، الذي تحدث عن موقع البلدة الإستراتيجي، وقال "إن لبلدة الهامة طبيعة جغرافية مميزة، إذ إنها محاطة بالجبال من الجهات كافة، فإذا بدأنا من جهة الغرب نجد قرية جمراية وبها ثكنة عسكرية وهي للدفاع الجوي، وبعدها يأتي جسر الهامة الكبير الذي به مفرزة أمن، ومن بعده يأتي حي الشامية الذي حصلت فيه المجزرة، ويليه جبل الورد وهو عبارة عن سكن لضباط النظام وجنوده، وفي منتصف البلدة نجد جبل التربة، ويليه مؤسسة معامل الدفاع التي بها الإدارة العامة ومن بعده البحوث العلمية".
ويكمل بسام "وهنا مربط جبل الخنزير الذي كانت ترابط به قناصة النظام التي تكشف البلدة كافة، ومن ورائنا مركز تدريب الأغرار (المجندين الجدد في الجيش) في منطقة الدريج، وكانت لبلدتنا أهمية عند النظام كونها مدخل الغوطة الغربية وقربها من مركز العاصمة، لذلك كانت تلك لعنة على سكانها بسبب إجرام النظام".