في إنجاز طبي وطني جديد، نجح فريق طبي سعودي من جامعة الملك سعود ومدينة الملك عبد العزيز الطبية في ابتكار تقنية طبية متقدمة، تتمثل في تطوير دعامة متخصصة، تسهل عمليات علاج أمراض فقرات الرقبة.
وأجرى الفريق أول عملية دقيقة بعد سنوات من البحث والتطوير باستخدام الدعامة الجديدة لشاب في الأربعين من عمره، كان يعاني من تضيق في القناة العصبية بفقرات الرقبة، مما أدى إلى تنميل وضعف في اليدين وصعوبة في التوازن والمشي، بالإضافة إلى آلام شديدة في الرقبة.

وقد أظهرت النتائج بعد العملية تحسنًا ملحوظًا في حالة المريض، حيث اختفت آلام الرقبة، وعادت القدرة على المشي بشكل طبيعي.
وتتفوق التقنية المطورة على أحدث الأساليب العالمية المستخدمة في هذا المجال، حيث تسهم في تسهيل العملية الجراحية، وتقليل المضاعفات المصاحبة، وهو ما كان يتطلب سابقًا إجراء عمليتين من الأمام والخلف، مما يزيد من فرص حدوث المضاعفات وزيادة فترة الشفاء.
واستغرق تطوير هذه الدعامة الجراحية نحو 7 سنوات، حيث انتقل الفريق بين مراحل متعددة من الفكرة إلى التصميمات الأولية والثانوية، بالإضافة إلى تصنيع نماذج متعددة للجهاز، وإجراء التحاليل والاختبارات اللازمة لضمان أعلى معايير السلامة والفعالية، وحصل الفريق على ترخيص من الهيئة السعودية للغذاء والدواء لاستخدام الجهاز سريريًا، ليكون بذلك أول جهاز دقيق مبتكر محليًا يحصل على هذا الترخيص.
كما حصل الفريق على براءتي اختراع من المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع، ويعمل حاليًا على تسويق الجهاز عالميًا بالتعاون مع شركات طبية متخصصة، وأسهمت شركة هولندية في إنتاج التصاميم النهائية، بينما تم تصنيع الأجزاء بمساعدة شركات ألمانية متخصصة في هذا المجال.
ويعد هذا الإنجاز بداية لتحول مفهوم الإنجازات في الرعاية الصحية إلى إنجازات طبية مفيدة للمرضى، مع إمكانية تسويقها عالميًا وتحقيق عوائد اقتصادية. ويأمل الفريق في نجاح تسويق الجهاز بالتعاون مع إحدى الشركات الطبية العالمية، خاصة في ظل الاستحسان الذي لقيه من خبراء عالميين في جراحة العمود الفقري، مما يعزز القدرة التنافسية للمملكة في هذا المجال.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

التصميم في الوسائط الرقمية.. مسارات مبتكرة

 

 

 

د. سعيد الوهيبي **

 

التحولات المُتسارعة التي يعيشها العالم المُعاصر في مُختلف المجالات العلمية والإبداعية وما فرضته الثورة العلمية المُتواصلة وتسارع نسق تطور العلوم وتجددها، وما أفرزته التكنولوجيا والاتصال من تغيرات جذرية عميقة، وما أفضت إليه العولمة بأبعادها التربوية والاقتصادية والثقافية من تحولات أثرت جميعها على المشهد التعليمي في العالم بصفة عامة وسلطنة عُمان بصفةٍ خاصة، كشفت عن عدم ملاءمة بعض الأنظمة والبرامج التعليمية ومحدودية قدرتها على مُسايرة أنساق التطور في مجالات التعليم والتعلم.

وقد حتَّم ذلك على كلية الزهراء للبنات إعادة النظر في مدى فعالية ومُواكبة بعض البرامج التي لربما سايرت التطور في فترة زمنية مُعينة، ومع الاعتبار لما فرضته هذه المرحلة من تحديث يواكب مظاهر التقدم في مجال التصميم الرقمي يأتي توجه الكلية نحو طرح برنامج البكالوريوس في تصميم الوسائط الرقمية والذي يُعد البرنامج الأول من نوعه في سلطنة عُمان؛ بل وفي الوطن العربي الذي يختص في تصميم الوسائط الرقمية، وتأتي هذه المبادرة وراء رغبة الكلية في تطوير برامجها الدراسية تطويرًا أكاديميًا وعلى مُستوى تأهيل مُتميز.

لقد راهنت كلية الزهراء للبنات على وضع خطة تطويرية شاملة وطموحة وما تبعها من إصلاحات في منظومة التعليم بالتوازي مع تعميق سياسة التحديث في البرامج التعليمية واستثمار ربط احتياجات سوق العمل العُماني بالكوادر العُمانية المُؤهلة والمُعدة إعدادًا أكاديميًا، تأتي هذه الخطوة الأساسية لاستكمال إرساء مفهوم العمل المُؤسسي لخدمة التعليم العالي والمُجتمع، وعلى هذا النحو كان من الضروري اعتماد منهج قويم لتعديل مسار المنظومة التعليمية في قسم التصميم باستحداث تخصص التصميم في الوسائط الرقمية.

وأفضى تسارع نسق التحول الرقمي إلى البحث عن أدوات تُعين على الإصلاح والتحديث في البرامج، ذلك أن مطلب التغيير والتجديد في هذا السياق قد ترافق مع تطور التكنولوجيا الرقمية وأدواتها وتقنياتها وبرامجها التي وجهت إمكانياتها وأدواتها نحو تنمية القدرات الإبداعية للدارسين وتحفيز خيالهم لخلق فِكَر متميز وابتكارات رائدة؛ فتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم المبني على المهارات تأخذ دورًا محوريًا في المجال الرقمي، كما تُساعد عمليات ومهارات تصميم الوسائط الرقمية الدارسين على استكشاف أفكار جديدة، وتقديم حُلول إبداعية وتصميمية مُتطورة تُحلحل تلك التحديات المعقدة التي تواجههم.

وبفضل الإمكانيات اللامحدودة لمجال تصميم الوسائط الرقمية ومُؤثراتها الحركية والصوتية المُتقدمة تُسهل على الدارسين تحليل البيانات وتُساعدهم على إنشاء سيناريوهات مبتكرة في التصميم، من هنا يُصبح بإمكان دارسي هذا التخصص التصدي بفعالية لمشكلات كانت من قبل شديدة التعقيد والصعوبة في منهجها التقليدي.

رهان آخر ننظُر إليه من زاوية المنصات الرقمية التي وفرت فرصًا غير مسبُوقة لدارسي هذا المجال نحو تبادل الأفكار والتواصل المُباشر والتعاون على مُستوى المشاريع الإبداعية الرقمية بمجالاتها المُختلفة بشكل أوسع وأسرع مما كان عليه الحال قبل مجيء التقنية الرقمية. وكان لزامًا أن تخدم تلك المشاريع مجالات التصميم في الوسائط الرقمية كإنشاء مُحتوى رقمي، وتصميم تطبيقات الهواتف المحمولة، والتسويق الرقمي للمُؤسسات والشركات والعلامات التجارية عبر قيادة الحملات الإعلانية والدعائية الرقمية وتطوير استراتيجياتها عبر منصات التواصل الاجتماعي ومُحركات البحث، إضافة إلى تصميم المواقع الإلكترونية وتطويرها عبر التطبيقات الرقمية الذكية، كما لا يُمكن تجاهل الجانب الترفيهي لتصميم الوسائط الرقمية عبر تصميم الألعاب الرقمية التفاعلية الإلكترونية عبر الإنترنت، كُل تلك المجالات التي تخدم بناء المشاريع الرقمية نعُدها من مُمكنات الرقمنة في القرن الحادي والعشرين كما ننظر لها كمُؤثرات رقمية قائمة على التواصل السريع وعُنصرًا فاعلًا يُساهم في إثراء المشهد الإبداعي والابتكاري بشكل ملحوظ في هذا المجال.

ورغم قلة الحوليات من البرامج الأكاديمية في عالم التصميم الرقمي، فإن التدرج في معالجة البرامج كأحد توجهات كلية الزهراء للبنات ينم عن اهتمام واسع بمسألة التحديث. فيصبح هذا المسار نوعي لا يمكن دحض أهميته دون الاكتراث بأهمية التقنية الرقمية المبنية على التفاعل والمُؤثرات الحركية التي أصبحت أساسًا علميًا في مجال التصميم الرقمي. ولا يخفى على الجميع أن إعادة هيكلة البرامج الأكاديمية وتطهيرها من الأساليب التقليدية، وإعادة صياغة المناهج التعليمية بما يُواكب مُستجدات واقع التعليم في قسم التصميم في كلية الزهراء للبنات، لهو تحديث نوعي في مسار برنامج التصميم في الوسائط الرقمية.

وحتى يكون التعليم الأكاديمي والبرامجي الذي نُريده نوعيًا، فإن توفير برامج التصميم الرقمي من مثل Acrobat Pro. Premiere Pro. After Effects.blender. Lightroom. XD، يعد من أولويات التحديث والتجديد؛ تأسيسًا لمبدأ التحول البرامجي ليكون نظام التعليم أكثر حداثةً ومواكبةً لمتطلبات نظام التعليم الرقمي المُعاصر. وعلاوة على ذلك، فإن الأدوات الرقمية المتطورة، كالبرمجيات المُتخصصة في تصميم وإدارة الوسائط الرقمية والنشر والتسويق الإلكتروني تُساعد بشكلٍ كبير في إنشاء مُحتوى رقمي متميز.

** رئيس قسم التصميم بكلية الزهراء للبنات

مقالات مشابهة

  • التصميم في الوسائط الرقمية.. مسارات مبتكرة
  • محافظ بني سويف يتفقد قافلة طبية لعلاج أمراض العيون
  • قوافل طبية مجانية اليوم لعلاج أطفال قرى باريس بالوادى الجديد
  • رئيس هيئة الدواء يبحث مع أبوت العالمية حلولًا مبتكرة لتسعير الأدوية
  • الناطق باسم الدفاع المدني بغزة: الوضع خطير ولا مكان لعلاج الجرحى
  • الصحة العالمية: نشعر بالذعر إزاء مقتل عاملين بالصحة في مخيم بالفاشر
  • الأحد.. بدء أعمال "ملتقى سلامة المياه" بمشاركة "الصحة العالمية"
  • تحسن حالة طفلة القناطر المصابة بجرح قطعي في الرقبة.. والأمن يواصل التحقيق لكشف ملابسات الحادث
  • سقوط لص سرق حقيبة من سيدة بمدينة نصر
  • تطوير تقنية هولوجرام يمكن الإمساك بها وتحريكها