كيف يُنهك التعاون الروسي الإيراني سياسة بايدن الخارجية؟
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
يرى زاك كيسيل في مجلة "ناشونال ريفيو" أنه منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، كانت السياسة الخارجية للولايات المتحدة بلا اتجاه، ومتناقضة بشكل متزايد.
من السذاجة افتراض أن النظام سيفي بوعده
ويكشف الانسحاب الفاشل من أفغانستان والرد المتخبط على بالونات المراقبة الصينية، التي حلقت فوق الولايات المتحدة، والنهج غير المنتظم لدعم أوكرانيا ، عن بيت أبيض أكثر ميلاً إلى إبداء رد الفعل على الأحداث العالمية بدلاً من صياغتها.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي تقريراً يفصل التقدم الذي أحرزته روسيا نحو بناء جيش من الطائرات بدون طيار، بمساعدة من إيران. هدف روسيا هو "أن تبني محلياً 6 آلاف طائرة بدون طيار بحلول صيف 2025"، حيث أن إيران "تقدم سراً مساعدة تقنية".
من ناحية، تعهدت إدارة بايدن بدعم المقاومة الأوكرانية ضد العدوان الروسي. ومن ناحية أخرى، إنها إدارة بايدن نفسها التي تسعى إلى استعادة شكل من أشكال الاتفاق النووي مع إيران، وقد قامت للتو بتبادل غير متوازن للأسرى يمنح إيران حق الوصول إلى 6 مليارات دولار من الأصول المجمدة.
"The administration’s diplomatic engagement with Tehran undermines its support for the Ukrainian war effort." https://t.co/41ntJGk7X6
— JASmius (@JASmius) August 19, 2023
باختصار، تقول "ناشيونال ريفيو" إن مقاربات الحكومة الأمريكية تجاه إيران وأوكرانيا متعارضة. بينما شجب معظم العالم الغزو الروسي لأوكرانيا، وقد ابتعدت حتى الصين عن مساعدة جهود بوتين الحربية، أصبحت إيران المورّد العسكري الأكثر أهمية للكرملين، في "شراكة دفاعية واسعة النطاق"، حسب منسق التواصل الاستراتيجي في مجلس الأمن القومي جون كيربي.
بين أكتوبر (تشرين الأول) 2022 وأبريل (نيسان) 2023، شحنت إيران أكثر من 300 ألف قذيفة مدفعية ومليون طلقة إلى روسيا. بعد تقارير عن زيارات روسية عدة لمطارات إيران ومخزوناتها من الطائرات بلا طيار، وبعد الادعاءات الأوكرانية بأنها أسقطت معدات قدمتها إيران واتفاق طهران الموثق جيداً لبيع الأسلحة إلى روسيا، أبلغت الولايات المتحدة الشهر الماضي عن اكتشافها أن "روسيا تعمل مع إيران لإنتاج طائرات إيرانية بدون طيار من داخل روسيا".
Iran–Russia Collaboration Makes a Mess of Biden’s Foreign Policy https://t.co/8RycFujw1L
— Venik (@venik44) August 19, 2023
بصرف النظر عن مدى المجهود الذي قد ترغب إدارة بايدن في بذله وهي تحاول ذلك، من المستحيل الفصل بين سياستي واشنطن تجاه روسيا وإيران.
قال الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "بهنام بن طالبلو" للمجلة نفسها: "لا يمكنك هنا الحصول على كعكتك وتناولها أيضاً". وأوضح: "لا يمكنك محاولة تحسين اقتصاد بلد ينتج أسلحة لبوتين، من أجل استخدامها في أوكرانيا، وأن تكون جاداً بشأن محاولة إنهاء الحرب".
وأضاف الكاتب أنه من خلال إشراك إيران في المسار الدبلوماسي، تعرقل إدارة بايدن جهودها في أوكرانيا. أي اتفاق نووي جديد مع آيات الله سيتضمن شكلاً من أشكال تخفيف العقوبات. عندما دخلت الولايات المتحدة وإيران الاتفاق النووي في 2015، أقر وزير الخارجية السابق جون كيري نفسه بأن مبلغاً كبيراً من الأموال المسلمة إلى طهران سيخصص لتمويل الإرهاب.
ثمة كل سبب وجيه للاعتقاد بأن الاتفاق المحدّث سيؤدي إلى النتيجة نفسها – لكن هذه المرة مع إمكانية استخدام الأموال لتغطية كلفة قتل المدنيين الأوكرانيين. يمكن للولايات المتحدة وإيران تخصيص الأموال في أي صفقة لغرض معين، لكن يبدو من السذاجة افتراض أن النظام سيفي بوعده ويضمن بقاء هذه الأموال بعيداً من أيدي المهندسين العسكريين الروس.
في حديث للمجلة، قال مدير شؤون الشرق الأوسط في برنامج التهديدات الحرجة التابع لمعهد المشروع الأمريكي نيكولاس كارل: "إذا كان الأمر أننا سنبرم اتفاقاً نووياً وأن إيران تملك تدفقات أكبر لرؤوس الأموال، وتولد المزيد من الثروة، فسيؤدي ذلك إلى تنشيط النظام بموارد إضافية لرميها على برامجه العسكرية".
بداية الطريققد تكون الطائرات بدون طيار مجرد خطوة أولى. في المنتدى العسكري التقني الدولي للجيش الروسي الذي افتتح أعماله بالقرب من موسكو في وقت سابق من الأسبوع الماضي، يعرض أكبر مقاولي الدفاع في البلاد عتادهم. لأول مرة، تشمل الأسلحة المعلن عنها صاروخاً باليستياً إيرانياً، وقد أبدى المسؤولون العسكريون الإيرانيون استعدادهم لتصدير التكنولوجيا العسكرية إلى روسيا.
في الوقت الحالي، يحظر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 على إيران القيام "بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لتكون قادرة على تسليم أسلحة نووية"، لكن هذا القرار ينتهي في أكتوبر.
سجلّ جديد
قال طالبلو: "ثمة سجل راسخ لمساعدة إيران الكرملين بطائرات من دون طيار، وقد يكون هناك حتى سجل الآن، مع هذا السلاح، لدعم إيراني صاروخي باليستي لروسيا".
حسب كيسيل، يجعل كل هذا من سعي إدارة بايدن إلى التقارب الدبلوماسي مع إيران بينما تلتزم بالموارد الأمريكية للدفاع عن أوكرانيا سذاجة أكبر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إدارة بایدن بدون طیار
إقرأ أيضاً:
عدن.. وزير الخارجية يلتقي مدير الصحة العالمية الذي يزور اليمن لأول مرة
وصل مدير منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن، في أول زيارة له إلى اليمن الغارق بالحرب منذ عشر سنوات.
وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين، شائع الزنداني، استقبل في العاصمة المؤقتة عدن، مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس ادهانوم غيبريسوس، والوفد المرافق له.
وأضافت أنه جرى خلال اللقاء مناقشة التعاون القائم بين اليمن ومنظمات الأمم المتحدة، والصعوبات والتحديات التي تواجه عمل الوكالات الاممية في المناطق الخاضعة تحت سيطرة الحوثيين وعلى رأسها الاعتقالات التي يتعرض لها العاملين في المجال الانساني.
وأشار وزير الخارجية، الى أهمية تعزيز الشراكة مع الحكومة اليمنية خاصة في القطاع الصحي ودعم المستشفيات الحكومية ومواجهة الأوبئة، مجدداً حرص الحكومة اليمنية على تقديم كافة التسهيلات بما يضمن توفير بيئة عمل آمنه للمنظمات والمؤسسات الدولية العاملة في المناطق المحررة.
بدوره، عبر مدير عام منظمة الصحة العالمية، عن امتنانه لمستوى التعاون والتنسيق مع الحكومة اليمنية وتطلعه الى تعزيز التعاون الى آفاق أوسع، مؤكداً أن اليمن سيظل ضمن أولويات منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة رغم الازمات الدولية المتزايدة.