يرى زاك كيسيل في مجلة "ناشونال ريفيو" أنه منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، كانت السياسة الخارجية للولايات المتحدة بلا اتجاه، ومتناقضة بشكل متزايد.

من السذاجة افتراض أن النظام سيفي بوعده

ويكشف الانسحاب الفاشل من أفغانستان والرد المتخبط على بالونات المراقبة الصينية، التي حلقت فوق الولايات المتحدة، والنهج غير المنتظم لدعم أوكرانيا ، عن بيت أبيض أكثر ميلاً إلى إبداء رد الفعل على الأحداث العالمية بدلاً من صياغتها.

هذا ما تم كشفه


ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي تقريراً يفصل التقدم الذي أحرزته روسيا نحو بناء جيش من الطائرات بدون طيار، بمساعدة من إيران. هدف روسيا هو "أن تبني محلياً 6 آلاف طائرة بدون طيار بحلول صيف 2025"، حيث أن إيران "تقدم سراً مساعدة تقنية".
من ناحية، تعهدت إدارة بايدن بدعم المقاومة الأوكرانية ضد العدوان الروسي. ومن ناحية أخرى، إنها إدارة بايدن نفسها التي تسعى إلى استعادة شكل من أشكال الاتفاق النووي مع إيران، وقد قامت للتو بتبادل غير متوازن للأسرى يمنح إيران حق الوصول إلى 6 مليارات دولار من الأصول المجمدة.

 

 

"The administration’s diplomatic engagement with Tehran undermines its support for the Ukrainian war effort." https://t.co/41ntJGk7X6

— JASmius (@JASmius) August 19, 2023


باختصار، تقول "ناشيونال ريفيو" إن مقاربات الحكومة الأمريكية تجاه إيران وأوكرانيا متعارضة. بينما شجب معظم العالم الغزو الروسي لأوكرانيا، وقد ابتعدت حتى الصين عن مساعدة جهود بوتين الحربية، أصبحت إيران المورّد العسكري الأكثر أهمية للكرملين، في "شراكة دفاعية واسعة النطاق"، حسب منسق التواصل الاستراتيجي في مجلس الأمن القومي جون كيربي.

الفصل مستحيل


بين أكتوبر (تشرين الأول) 2022 وأبريل (نيسان) 2023، شحنت إيران أكثر من 300 ألف قذيفة مدفعية ومليون طلقة إلى روسيا. بعد تقارير عن زيارات روسية عدة لمطارات إيران ومخزوناتها من الطائرات بلا طيار، وبعد الادعاءات الأوكرانية بأنها أسقطت معدات قدمتها إيران واتفاق طهران الموثق جيداً لبيع الأسلحة إلى روسيا، أبلغت الولايات المتحدة الشهر الماضي عن اكتشافها أن "روسيا تعمل مع إيران لإنتاج طائرات إيرانية بدون طيار من داخل روسيا".

Iran–Russia Collaboration Makes a Mess of Biden’s Foreign Policy https://t.co/8RycFujw1L

— Venik (@venik44) August 19, 2023


بصرف النظر عن مدى المجهود الذي قد ترغب إدارة بايدن في بذله وهي تحاول ذلك، من المستحيل الفصل بين سياستي واشنطن تجاه روسيا وإيران.

قال الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "بهنام بن طالبلو" للمجلة نفسها: "لا يمكنك هنا الحصول على كعكتك وتناولها أيضاً". وأوضح: "لا يمكنك محاولة تحسين اقتصاد بلد ينتج أسلحة لبوتين، من أجل استخدامها في أوكرانيا، وأن تكون جاداً بشأن محاولة إنهاء الحرب".

نتيجة أسوأ


وأضاف الكاتب أنه من خلال إشراك إيران في المسار الدبلوماسي، تعرقل إدارة بايدن جهودها في أوكرانيا. أي اتفاق نووي جديد مع آيات الله سيتضمن شكلاً من أشكال تخفيف العقوبات. عندما دخلت الولايات المتحدة وإيران الاتفاق النووي في 2015، أقر وزير الخارجية السابق جون كيري نفسه بأن مبلغاً كبيراً من الأموال المسلمة إلى طهران سيخصص لتمويل الإرهاب.
ثمة كل سبب وجيه للاعتقاد بأن الاتفاق المحدّث سيؤدي إلى النتيجة نفسها – لكن هذه المرة مع إمكانية استخدام الأموال لتغطية كلفة قتل المدنيين الأوكرانيين. يمكن للولايات المتحدة وإيران تخصيص الأموال في أي صفقة لغرض معين، لكن يبدو من السذاجة افتراض أن النظام سيفي بوعده ويضمن بقاء هذه الأموال بعيداً من أيدي المهندسين العسكريين الروس.

في حديث للمجلة، قال مدير شؤون الشرق الأوسط في برنامج التهديدات الحرجة التابع لمعهد المشروع الأمريكي نيكولاس كارل: "إذا كان الأمر أننا سنبرم اتفاقاً نووياً وأن إيران تملك تدفقات أكبر لرؤوس الأموال، وتولد المزيد من الثروة، فسيؤدي ذلك إلى تنشيط النظام بموارد إضافية لرميها على برامجه العسكرية".

بداية الطريق
قد تكون الطائرات بدون طيار مجرد خطوة أولى. في المنتدى العسكري التقني الدولي للجيش الروسي الذي افتتح أعماله بالقرب من موسكو في وقت سابق من الأسبوع الماضي، يعرض أكبر مقاولي الدفاع في البلاد عتادهم. لأول مرة، تشمل الأسلحة المعلن عنها صاروخاً باليستياً إيرانياً، وقد أبدى المسؤولون العسكريون الإيرانيون استعدادهم لتصدير التكنولوجيا العسكرية إلى روسيا.
في الوقت الحالي، يحظر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 على إيران القيام "بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لتكون قادرة على تسليم أسلحة نووية"، لكن هذا القرار ينتهي في أكتوبر.
سجلّ جديد
قال طالبلو: "ثمة سجل راسخ لمساعدة إيران الكرملين بطائرات من دون طيار، وقد يكون هناك حتى سجل الآن، مع هذا السلاح، لدعم إيراني صاروخي باليستي لروسيا".
حسب كيسيل، يجعل كل هذا من سعي إدارة بايدن إلى التقارب الدبلوماسي مع إيران بينما تلتزم بالموارد الأمريكية للدفاع عن أوكرانيا سذاجة أكبر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إدارة بایدن بدون طیار

إقرأ أيضاً:

واشنطن: إيران شاركت معلومات لحملة ترامب مع معسكر بايدن الانتخابي

قالت وكالات أميركية، الأربعاء، إن قراصنة إلكترونيين إيرانيين أرسلوا خلال الصيف رسائل إلى أشخاص مشاركين في حملة إعادة انتخاب الرئيس والمرشح آنذاك، جو بايدن، تحتوي على مواد غير علنية من حملة المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، ضمن جهود رامية للتأثير على انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية في بيان مشترك: "علاوة على ذلك، واصلت الجهات السيبرانية الخبيثة الإيرانية جهودها منذ يونيو لإرسال مواد مسروقة وغير علنية مرتبطة بحملة الرئيس السابق ترامب إلى المؤسسات الإعلامية الأميركية".

وتنفي طهران التدخل في الانتخابات الأميركية. ولم ترد البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلب للتعليق أرسلته وكالة رويترز.

ومن غير الواضح إلى أي مدى قرأت حملة بايدن حينها أو استفادت من المعلومات التي أرسلها الإيرانيون، وفق ما ذكر موقع مجلة "بوليتيكو".

وقالت مورغان فينكلشتاين، المتحدثة باسم حملة  المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، في بيان الأربعاء: "لقد تعاونّا مع السلطات المختصة منذ أن تم إبلاغنا" بالمعلومات التي أُرسلت إلى موظفي حملة بايدن.

وتابعت  "لسنا على علم بأي مواد تم إرسالها مباشرة إلى الحملة؛ لقد استُهدف عدد قليل من الأفراد عبر رسائلهم الإلكترونية الشخصية بما يبدو أنها محاولة تصيد احتيالي أو رسائل غير مرغوب فيها". 

وأضافت: "ندين بأشد العبارات أي محاولة من قبل جهات أجنبية للتدخل في الانتخابات الأميركية، بما في ذلك هذا النشاط الخبيث غير المرغوب وغير المقبول".

على الرغم من تطمينات مجتمع الاستخبارات بأن أحدًا من فريق بايدن-هاريس لم يرد على الرسائل الإلكترونية، إلا أن حملة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، أثارت  الشكوك بأن منافسيهم قد استخدموا المعلومات.

وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم حملة ترامب، في بيان نقلت فحواه صحيفة "ذا هيل" إن "هذا دليلٌ إضافي على أن الإيرانيين يتدخلون بنشاط في الانتخابات لمساعدة هاريس وبايدن لأنهم يعلمون أن الرئيس ترامب سيعيد فرض عقوباته الصارمة ويقف ضد نظامهم الإرهابي".

وتابعت "يجب على كامالا وبايدن توضيح ما إذا كانوا قد استخدموا المواد المخترقة التي تم تقديمها لهم من قبل الإيرانيين للإضرار بترامب. ماذا كانوا يعلمون ومتى علموا بذلك؟".

يذكر أن وزارة الخارجية الأميركية، حذرت إيران، في أغسطس الماضي، من عواقب أي تدخل لها في الانتخابات الأميركية في أعقاب إعلان حملة هاريس عن استهدافها من قبل قراصنة الكترونيين أجانب، وكان ذلك بعد أيام من ادعاء حملة ترامب أنها تعرضت للاختراق من قبل إيران. 

وكانت حملة ترامب، اتهمت وقتها، طهران، بأنها كانت وراء عملية قرصنة طالتها، وتوزيع وثائق على وسائل إعلام تتعلق بالأبحاث التي أجريت للتحقق من خلفية جاي دي فانس المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري. 

مقالات مشابهة

  • عضو مجلس القيادة طارق صالح وزير الخارجية الروسي يبحثان العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين
  • نائب ديمقراطي يتوسل إدارة بايدن لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.. ووزارة الخارجية ترفضه (ترجمة خاصة)
  • تأخذ من ترامب لتعطي بايدن.. قصة قرصنة إيران للانتخابات الأميركية
  • تقارير استخباراتية: إيران اخترقت حملة ترامب لصالح بايدن
  • واشنطن: إيران شاركت معلومات لحملة ترامب مع معسكر بايدن الانتخابي
  • الرئيس الروسي يوافق على اقتراح إبرام شراكة استراتيجية شاملة مع إيران
  • الأهلي يجدد شراكة التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة
  • آخر خبر عن حالة سفير إيران لدى لبنان الصحيّة... ماذا كشف رئيس الهلال الأحمر الإيرانيّ؟
  • هل تُغير هاريس سياسة "الصبر الاستراتيجي" مع كوريا الشمالية؟
  • وزير الخارجية الإيراني يؤكد تعزيز وجود الحوثيين في “محور المقاومة”