موقع 24:
2025-02-15@06:43:46 GMT

هل تنشر أوروبا قوات في أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

رأى صمويل شاراب، رئيس قسم السياسة الروسية والأوراسية وكبير علماء السياسة في مؤسسة راند، أن هناك إجماعاً نادراً بين إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب والحكومات الأوروبية بشأن سياسة واحدة على الأقل: نشر قوات أوروبية في أوكرانيا بعد انتهاء القتال هناك.

نشر قوات أوروبية في أوكرانيا سيوقع الأمريكيين في ورطة

وكتب شاراب في صحيفة فايننشال تايمز أن ترامب، أنه خلال اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أشار ترامب إلى ضرورة وجود قوات أوروبية في أوكرانيا لمراقبة أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأضاف مسؤول من فريقه: "لن نرسل رجالاً ونساء أمريكيين للحفاظ على السلام في أوكرانيا... دعوا الأوروبيين يتولون الأمر".

لكن هذه الخطوة قد تكون إشكالية. فالقوات الأوروبية، بحكم انحيازها لأوكرانيا، ليست طرفاً محايداً، مما يضعف من جدوى دورها كقوة لحفظ السلام.

وبالنظر إلى احتمال نشوء خلاف حاد بين إدارة ترامب وأوروبا حول قضايا تتراوح من التجارة إلى المناخ، قد يبدو هذا الإجماع سبباً للاحتفال. لكن فكرة وضع قوات أوروبية على الأرض في أوكرانيا إشكالية للغاية.

العربة أمام الحصان

يبرز ارتباك واضح حول الهدف من نشر هذه القوات. عادةً، يتمثل دور القوات المنتشرة بعد الصراعات في حفظ السلام، وهو دور قد يكون ضرورياً في أوكرانيا بعد اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن هذا الدور عادةً ما تتولاه منظمات دولية مثل الأمم المتحدة، التي تتمتع بمصداقية كطرف ثالث محايد.

أما الدول الأوروبية، بانحيازها الواضح لأوكرانيا، فلا يمكنها أن تلعب هذا الدور بفعالية. وبالتالي، فإن قيادة الأوروبيين لقوة حفظ سلام في أوكرانيا يبدو غير عملي من الناحيتين السياسية والعملية. 

Think twice before committing to European boots on the ground in Ukraine https://t.co/LJZ7DiciHL | opinion

— Financial Times (@FT) January 13, 2025

على الجانب الآخر، يمكن أن يكون الهدف من نشر القوات الأوروبية هو الردع. مثلما حدث خلال الحرب الباردة مع الانتشار الأمريكي والبريطاني والفرنسي في برلين الغربية، قد يشكل وجود قوات أوروبية في أوكرانيا رادعاً لأي غزو روسي مستقبلي. لكن هذا الالتزام يتطلب من القادة الأوروبيين وضوحاً حول استعدادهم لمواجهة روسيا في حال وقوع عدوان جديد.

هدف روسي

حتى لو قررت الدول الأوروبية تقديم التزام بنشر قواتها في أوكرانيا، فإن اتخاذ مثل هذه الخطوة قبل بدء محادثات شاملة بشأن التسوية سيكون سابقاً لأوانه. فمن المرجح أن تحدد المفاوضات بين الطرفين المتحاربين، روسيا وأوكرانيا، معايير أي وجود للقوات الأجنبية بعد انتهاء النزاع، سواء كان ذلك في إطار قوات حفظ سلام أو قوات ضامنة للأمن.
استناداً إلى أولويات موسكو خلال آخر جولة جادة من المفاوضات في ربيع 2022، من المتوقع أن يطالب الكرملين أوكرانيا بالتعهد بعدم استضافة أي قوات أجنبية على أراضيها كجزء من أي اتفاقية تسوية. هذا الشرط قد يصبح عقبة كبيرة أمام قبول أوكرانيا وداعميها الغربيين لأي تسوية مستقبلية.

Think twice before committing to European boots on the ground in Ukraine https://t.co/OHjY3pRlgc

— FT World News (@ftworldnews) January 13, 2025 إبقاء الناتو خارج أوكرانيا: هدف روسي قديم

كان إبقاء قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبنيته الأساسية خارج الأراضي الأوكرانية هدفاً روسياً استراتيجياً لعقود. ويتعين على الزعماء الأوروبيين الآن التفكير ملياً في إمكانية أن تؤدي المناقشات الحالية حول نشر القوات إلى تعزيز دوافع روسيا لمواصلة القتال.

في النهاية، يُعد وقف إطلاق النار شرطاً أساسياً لأي نشر للقوات في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن المبادرة الأوروبية المدعومة من إدارة ترامب القادمة تتوافق مع استراتيجية الرئيس المنتخب المعلنة بالحد من انخراط الولايات المتحدة في القضايا الأمنية الأوروبية، مع تكليف الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بدور ريادي في هذا الصدد.

ورطة أمريكية

لكن نشر قوات أوروبية في أوكرانيا يحمل في طياته ورطة كبيرة للولايات المتحدة. فالجيوش الأوروبية تعتمد بشكل كبير على دعم حلفائها الأمريكيين في العمليات خارج حدود القارة، لا سيما في المجالات الحيوية كالنقل الجوي، الخدمات اللوجستية، والاستخبارات.

ويُضاف إلى ذلك سيناريو كارثي قد يحدث إذا انتهكت روسيا وقف إطلاق النار وهاجمت القوات الأوروبية. مثل هذا الهجوم سيضع واشنطن تحت ضغط هائل للتدخل، ما يجعل من الصعب تخيل وقوف الولايات المتحدة على الحياد في مواجهة حرب بين روسيا وحلفاء أمريكا الأوروبيين.

إذا حدث ذلك، ستكون مصداقية الناتو على المحك، وقد تُوجه ضربة قاتلة لتحالفه. ووفقاً للكاتب، ينبغي على القادة في جانبي الأطلسي إعادة النظر ملياً قبل اتخاذ خطوة قد تضع الحلف في موقف لا يمكن احتماله.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية عودة ترامب إطلاق النار نشر قوات

إقرأ أيضاً:

وسط مخاوف أوروبية.. لقاءات روسية أمريكية في «مؤتمر ميونخ للأمن» لإنهاء حرب أوكرانيا

تبدأ اليوم الجمعة، الدورة الواحدة والستين لمؤتمر ميونخ للأمن بمدينة ميونخ الألمانية، ومن المتوقع أن يحضر 60 رئيس دولة وحكومة هذا المنتدى الأكثر أهمية في العالم للسياسة الأمنية.

كما سيشهد أول لقاء بين الرئيس الأوكراني والإدارة الأميركية الجديدة ممثلة بنائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو فيما قد يكون بداية فعلية للمفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب وسط مخاوف مما إذا كانت كييف ستضطر إلى التنازل عن أراضيها التي تحتلها روسيا.

بدوره، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أن مسؤولين أمريكيين وروس وأوكرانيين سيعقدون لقاءً لبحث سبل حل الأزمة الأوكرانية في المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل.

وقال ترامب خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي: “غدًا اجتماع في ميونيخ، والأسبوع المقبل اجتماع في المملكة العربية السعودية، ليس معي أو مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، ولكن مع كبار المسؤولين، وستشارك أوكرانيا أيضًا في هذا الاجتماع”.

وأعلن الرئيس الأمريكي، أمس الخميس، أن كبار المسؤولين من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة سيعقدون اجتماعا في ميونخ الألمانية اليوم الجمعة.

وقال ترامب، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: “سيعقدون اجتماعا في ميونخ غدا.. ستكون روسيا هناك مع أشخاص من عندنا، وأوكرانيا مدعوة أيضًا بالمناسبة. لا أعلم من بالتحديد سيكون هناك من كل دولة، لكنهم مسؤولون رفيعو المستوى من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة”.

وحول مدى وثوقه بتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد ترامب: “نعم، أصدق أنه يريد السلام، أنا أعرفه جيدًا… أصدق أنه يريد أن يرى شيئًا يحدث للتوصل لاتفاق”.

بدورها، طالبت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، الخميس، بإشراكهم في أي مفاوضات سلام بعد أن تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: “نحن، باعتبارنا دولة مستقلة، لن يكون من الممكن أن نقبل أي اتفاقيات بدوننا”. وأضاف أن بوتين يستهدف جعل مفاوضاته ثنائية مع الولايات المتحدة، ومن المهم عدم السماح بذلك.

واتخذ المسؤولون الأوروبيون نهجا صارما بشكل معلن وعلى نحو استثنائي تجاه مبادرة السلام التي اقترحها ترامب، قائلين “إن أي اتفاق سيكون من المستحيل تنفيذه ما لم يتم إشراكهم هم والأوكرانيين في التفاوض عليه”.

وقالت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن “أي حل سريع هو صفقة قذرة”، كما نددت بما قُدم سلفا من تنازلات واضحة. وأضافت: “لماذا نعطيهم (الروس) كل ما يريدونه حتى قبل بدء المفاوضات؟ … إنه استرضاء. لا نجاح لهذا أبدا”.

ماكرون: على أوروبا أن تتحمّل مسؤولية أوكرانيا بمفردها
في السياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصحيفة “فاينانشال تايمز” إنه في ظل التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين حول أوكرانيا، ينبغي على الدول الأوروبية إعادة النظر في دورها في العالم.

وأضاف ماكرون: “يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأوروبا أنه يجب عليها الآن أن تتحمل المسؤولية بنفسها. وأعتقد أن هذا ما ينبغي علينا فعله”. وأشار إلى أنه لا يستغرب مثل هذه التصريحات والأفعال الصادرة عن الرئيس الأمريكي.

وشدد على أن هذه التصرفات من جانب ترامب، تمنح أوروبا مساحة كبيرة للمناورة. وأكد أنه بات على أوروبا الآن تحقيق صحوة استراتيجية وأن تزيد حجم الإنفاق الدفاعي، وتوسيع الاقتصاد، وتحرير كافة قطاعاته من التوجيه ودمجها.

وفي وقت سابق، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيت أن قوات حفظ السلام التي قد تسعى الدول الأوروبية لإرسالها إلى أوكرانيا لن تكون تحت مظلة “الناتو”، ولا تخضع للمادة الخامسة من معاهدة الدفاع الجماعي للحلف.

وأكد أن على أوروبا تحمل الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية وغير العسكرية لأوكرانيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن ترسل قواتها إلى هناك.

وأجرى الرئيسان الروسي والأمريكي فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، يوم الأربعاء، محادثة هاتفية استمرت قرابة ساعة ونصف الساعة. وناقش الرئيسان القضايا المتعلقة بتبادل المواطنين الروس والأمريكيين، فضلاً عن تسوية الوضع في أوكرانيا.

وتطرق الرئيسان أيضا إلى مواضيع أخرى: تسوية النزاع في الشرق الأوسط، والبرنامج النووي الإيراني، والعلاقات الثنائية الروسية الأمريكية في المجال الاقتصادي. واتفق بوتين وترامب على مواصلة الاتصالات الشخصية، بما في ذلك تنظيم لقاء شخصي بينهما.

هذا “ينعقد، اليوم الجمعة، مؤتمر ميونيخ للأمن وسط حضور كبير من السياسيين والدبلوماسيين الغربيين، وذكرت وكالات أنباء غربية أن المؤتمر سيحضره أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 100 وزير.

ويعد “مؤتمر ميونيخ للأمن”، أحد المنتديات الرائدة في العالم لمناقشة قضايا الأمن الدولي، ويحدد المؤتمر هدفه بأنه “بناء الثقة وتعزيز حل النزاعات سلميا من خلال الحفاظ على حوار مستمر وخاضع للإشراف وغير رسمي داخل مجتمع الأمن الدولي”.

وانعقد المؤتمر الأول عام 1963، في ميونيخ كاجتماع غير رسمي لممثلي وزارات الدفاع في الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لمناقشة قضايا الشراكة عبر الأطلسي، ومنذ عام 1998، يتم تمويل المنتدى من قبل الحكومة الألمانية.

وكان المنتدى حدثًا داخليًا مغلقًا على مدى أكثر من 30 عامًا، وبمرور الوقت، توسع النطاق الجغرافي للمؤتمر بشكل كبير ليشمل روسيا ورابطة الدول المستقلة ودول البلطيق وأوروبا الوسطى والشرقية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وجنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • دروس أميركية ورسائل أوروبية لترامب في افتتاح مؤتمر ميونخ
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: لا نريد الدخول في حرب الرسوم الجمركية
  • صدمة أوروبية بعد إعلان ترامب محادثات سرية مع بوتين حول أوكرانيا
  • وسط مخاوف أوروبية.. لقاءات روسية أمريكية في «مؤتمر ميونخ للأمن» لإنهاء حرب أوكرانيا
  • ماكرون يؤكد ضرورة تواجد الأوروبيين على طاولة المفاوضات حول السلام في أوكرانيا
  • 12 دولة أوروبية تدعو مجموعة السبع لخفض إيرادات روسيا من الطاقة
  • 12 دولة أوروبية تدعو مجموعة السبع لاتخاذ خطوات إضافية لخفض إيرادات روسيا من الطاقة
  • استطلاع: أغلبية الأوروبيين يرون أمريكا "شريكا ضروريا لا حليفا" وشكوك حول مستقبل بروكسل
  • دول أوروبية: لا سلام عادلا ومستداما بأوكرانيا من دون مشاركتنا
  • أوربان: يجب رفع العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا