موقع 24:
2025-01-14@23:29:48 GMT

هل تنشر أوروبا قوات في أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

رأى صمويل شاراب، رئيس قسم السياسة الروسية والأوراسية وكبير علماء السياسة في مؤسسة راند، أن هناك إجماعاً نادراً بين إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب والحكومات الأوروبية بشأن سياسة واحدة على الأقل: نشر قوات أوروبية في أوكرانيا بعد انتهاء القتال هناك.

نشر قوات أوروبية في أوكرانيا سيوقع الأمريكيين في ورطة

وكتب شاراب في صحيفة فايننشال تايمز أن ترامب، أنه خلال اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أشار ترامب إلى ضرورة وجود قوات أوروبية في أوكرانيا لمراقبة أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأضاف مسؤول من فريقه: "لن نرسل رجالاً ونساء أمريكيين للحفاظ على السلام في أوكرانيا... دعوا الأوروبيين يتولون الأمر".

لكن هذه الخطوة قد تكون إشكالية. فالقوات الأوروبية، بحكم انحيازها لأوكرانيا، ليست طرفاً محايداً، مما يضعف من جدوى دورها كقوة لحفظ السلام.

وبالنظر إلى احتمال نشوء خلاف حاد بين إدارة ترامب وأوروبا حول قضايا تتراوح من التجارة إلى المناخ، قد يبدو هذا الإجماع سبباً للاحتفال. لكن فكرة وضع قوات أوروبية على الأرض في أوكرانيا إشكالية للغاية.

العربة أمام الحصان

يبرز ارتباك واضح حول الهدف من نشر هذه القوات. عادةً، يتمثل دور القوات المنتشرة بعد الصراعات في حفظ السلام، وهو دور قد يكون ضرورياً في أوكرانيا بعد اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن هذا الدور عادةً ما تتولاه منظمات دولية مثل الأمم المتحدة، التي تتمتع بمصداقية كطرف ثالث محايد.

أما الدول الأوروبية، بانحيازها الواضح لأوكرانيا، فلا يمكنها أن تلعب هذا الدور بفعالية. وبالتالي، فإن قيادة الأوروبيين لقوة حفظ سلام في أوكرانيا يبدو غير عملي من الناحيتين السياسية والعملية. 

Think twice before committing to European boots on the ground in Ukraine https://t.co/LJZ7DiciHL | opinion

— Financial Times (@FT) January 13, 2025

على الجانب الآخر، يمكن أن يكون الهدف من نشر القوات الأوروبية هو الردع. مثلما حدث خلال الحرب الباردة مع الانتشار الأمريكي والبريطاني والفرنسي في برلين الغربية، قد يشكل وجود قوات أوروبية في أوكرانيا رادعاً لأي غزو روسي مستقبلي. لكن هذا الالتزام يتطلب من القادة الأوروبيين وضوحاً حول استعدادهم لمواجهة روسيا في حال وقوع عدوان جديد.

هدف روسي

حتى لو قررت الدول الأوروبية تقديم التزام بنشر قواتها في أوكرانيا، فإن اتخاذ مثل هذه الخطوة قبل بدء محادثات شاملة بشأن التسوية سيكون سابقاً لأوانه. فمن المرجح أن تحدد المفاوضات بين الطرفين المتحاربين، روسيا وأوكرانيا، معايير أي وجود للقوات الأجنبية بعد انتهاء النزاع، سواء كان ذلك في إطار قوات حفظ سلام أو قوات ضامنة للأمن.
استناداً إلى أولويات موسكو خلال آخر جولة جادة من المفاوضات في ربيع 2022، من المتوقع أن يطالب الكرملين أوكرانيا بالتعهد بعدم استضافة أي قوات أجنبية على أراضيها كجزء من أي اتفاقية تسوية. هذا الشرط قد يصبح عقبة كبيرة أمام قبول أوكرانيا وداعميها الغربيين لأي تسوية مستقبلية.

Think twice before committing to European boots on the ground in Ukraine https://t.co/OHjY3pRlgc

— FT World News (@ftworldnews) January 13, 2025 إبقاء الناتو خارج أوكرانيا: هدف روسي قديم

كان إبقاء قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبنيته الأساسية خارج الأراضي الأوكرانية هدفاً روسياً استراتيجياً لعقود. ويتعين على الزعماء الأوروبيين الآن التفكير ملياً في إمكانية أن تؤدي المناقشات الحالية حول نشر القوات إلى تعزيز دوافع روسيا لمواصلة القتال.

في النهاية، يُعد وقف إطلاق النار شرطاً أساسياً لأي نشر للقوات في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن المبادرة الأوروبية المدعومة من إدارة ترامب القادمة تتوافق مع استراتيجية الرئيس المنتخب المعلنة بالحد من انخراط الولايات المتحدة في القضايا الأمنية الأوروبية، مع تكليف الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بدور ريادي في هذا الصدد.

ورطة أمريكية

لكن نشر قوات أوروبية في أوكرانيا يحمل في طياته ورطة كبيرة للولايات المتحدة. فالجيوش الأوروبية تعتمد بشكل كبير على دعم حلفائها الأمريكيين في العمليات خارج حدود القارة، لا سيما في المجالات الحيوية كالنقل الجوي، الخدمات اللوجستية، والاستخبارات.

ويُضاف إلى ذلك سيناريو كارثي قد يحدث إذا انتهكت روسيا وقف إطلاق النار وهاجمت القوات الأوروبية. مثل هذا الهجوم سيضع واشنطن تحت ضغط هائل للتدخل، ما يجعل من الصعب تخيل وقوف الولايات المتحدة على الحياد في مواجهة حرب بين روسيا وحلفاء أمريكا الأوروبيين.

إذا حدث ذلك، ستكون مصداقية الناتو على المحك، وقد تُوجه ضربة قاتلة لتحالفه. ووفقاً للكاتب، ينبغي على القادة في جانبي الأطلسي إعادة النظر ملياً قبل اتخاذ خطوة قد تضع الحلف في موقف لا يمكن احتماله.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية عودة ترامب إطلاق النار نشر قوات

إقرأ أيضاً:

ناقوس خطر في أوروبا..تصريحات ترامب عن غرينلاند وكندا دعوة لروسيا لالتهام أوكرانيا

توجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بخطاب توسعي على حساب حلفاء بلاده وخصومها المحتملين، وقال إن حدود القوة الأمريكية يجب أن تمتد لتشمل كندا وإقليم غرينلاند الدنماركي، وإلى الجنوب حتى قناة بنما.

واستفز تلميح ترامب  لإعادة ترسيم الحدود الدولية بالقوة إذا لزم الأمر، أوروبا على نحو خاص، حيث تتعارض كلماته مع الحجة التي يحاول قادة أوروبا، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بها.

Trump's Words on Greenland and Borders Ring Alarms in Europe, but Officials Have a Measured Response https://t.co/PK16uCyaLQ

— Military.com (@Militarydotcom) January 11, 2025 ردود فعل حذرة

واتسمت ردود فعل العديد من قادة القارة بالحذر، وتبنى بعضهم "لا يوجد شئ هنا"، بدل الدفاع بقوة عن الدنمارك، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي. ورغم ذلك، يقول محللون إن الكلمات من شأنها أن تضر بالعلاقات الأمريكية الأوروبية قبل بداية ولاية ترامب الثانية، في 20 من الشهر الجاري.

وأكدت ردود الفعل الدبلوماسية للعديد من المسؤولين في أوروبا اعتقادهمبأن ترامب لا يعتزم الزحف للاستيلاء على غرينلاند. يشار إلى أن الحكومات الأوروبية تعتمد على الولايات المتحدة بشكل كبير في التجارة والطاقة والاستثمار والتكنولوجيا والتعاون الدفاعي من أجل الأمن.

وقالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني: " اعتقد أنه يمكننا استبعاد أن تحاول أمريكا في السنوات المقبلة اللجوء للقوة من أجل ضم الأراضي التي ترغب فيها".

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس بحذر: "لا يجب تحريك الحدود بالقوة"، دون أن يذكر ترامب. ولاحقاً قال شولتس، خلال المؤتمر العام لحزبه الاشتراكي الديمقراطي، في برلين: "مبدأ حرمة الحدود ينطبق على كل الدول"، مضيفاً "على كل دولة الالتزام بهذا المبدأ، بغض النظر عما إذا كانت صغيرة أو كبيرة، وقوية للغاية".

وسعى الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى الضغط على إدارة ترامب المقبلة، في وقت سابق هذا الأسبوع، لمواصلة دعم أوكرانيا، فقال: "بغض النظر عما يجري في العالم، يريد الجميع أن يتأكد أن بلاده لن تُمحى من على الخريطة". ومنذ أطلق بوتين قواته عبر الحدود إلى أوكرانيا في 2022، يكافح زيلينسكي وحلفاؤه للدفاع عن المبدأ الذي قام عليه النظام الدولي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومفاده أنه لا يمكن للدول القوية، ببساطة، التهام الآخرين.

وقال وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا إنهما لا يتوقعان أن تقدم أمريكا على غزو غرينلاند. ومع ذلك، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تصريحات ترامب بجرس إنذار. وقال: "إذا كان السؤال هل دخلنا حقبة زمنية يكون فيها البقاء للأقوى؟ فإن إجابتي هي نعم".

وقال رئيس وزراء غرينلاند موتي إيغيد إن شعبها لا يريد أن يصبح أمريكياً، لكنه منفتح على مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة.

وغرينلاند منطقة شبه مستقلة في القطب الشمالي، وليست جزءاً من الاتحاد الأوروبي، ولكن سكانها الـ 56 ألفاً، يعدون من مواطني التكتل، لأنهم جزءاً من الدنمارك. وقال إيغيد: " التعاون يعني الحوار".

ووصفت رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن الولايات المتحدة بـ "أقرب حليف لنا... وعلينا أن نقف معاً".

EU nations push back after U.S. President-elect #Trump hints at military action to claim #Greenland, reviving tensions over his past interest in the autonomous Danish territory https://t.co/8fHdFBQIB4 pic.twitter.com/pn6AfNboQI

— China Xinhua News (@XHNews) January 8, 2025 تصريحات مزعجة

تصريحات ترامب مثيرة للإزعاج، واتفق محللون أمنيون أوروبيون على أنه لا  احتمال لاستخدام ترامب الجيش ضد الدنمارك، وهي حليف لبلاده داخل حلف شمال الأطلسي، ناتو، ولكنهم أعربوا عن قلق عميق، رغم ذلك.

وحذر المحللون من اضطرابات مقبلة في العلاقات عبر الأطلسي، وللأعراف الدولية وللتحالف العسكري الغربي، لدواع ليس أقلها الخلاف المتنامي بين أمريكا وكندا، العضو في الحلف، بعد اقتراح رامب المتكرر أن تصبح ولاية أمريكية.

ويقول فليمينغ سبليدسبول هانسن، وهو متخصص في السياسة الخارجية وروسيا وغرينلاند لدى المعهد الدنماركي للدراسات الدولية: "بالطبع هناك احتمال أن يكون هذا مجرد مأمور جديد في المدينة من شأنه إجراء تغييرات...أشعر ببعض الارتياح لأنه يصر الآن على ضرورة ضم كندا إلى الولايات المتحدة، ما يشير إلى أن هذا مجرد نوع من التبجح السياسي".

وأضاف "ولكن الضرر حصل بالفعل..في الحقيقة، لا يمكنني أن اتذكر واقعة مماثلة لهذه، يهدد فيها حليف في هذه الحالة الحليف الأهم ، الدنمارك أو دولة أخرى عضو في ناتو".

وأعرب هانسن عن مخاوف من أن يتداعى حلف الأطلسي، حتى قبل تنصيب ترامب. وقال :"يساورني القلق  على فهمنا للغرب الجماعي.ماذا يعني هذا الآن؟ وماذا قد يعني بعد عام واحد، أو عامين، أو على الأقل بنهاية رئاسة ترامب الثانية؟ ماذا ستكون النتائج"؟.

France and Germany on Wednesday warned Donald Trump against threatening "sovereign borders" after the US president-elect refused to rule out military action to take Greenland, an autonomous territory of European Union member Denmark ➡️ https://t.co/oR1uFuxywV pic.twitter.com/JB7PzWCk7Z

— AFP News Agency (@AFP) January 8, 2025 مخاوف أمنية 

ويرى دبلوماسيون ومحللون خيطاً مشتركاً في تطلع ترامب إلى كندا وإلى قناة بنما وغرينلاند، وهو: تأمين الموارد والممرات المائية لتعزيز قوة الولايات المتحدة ضد خصومها المحتملين. وتقول المحللة أليكس فرانغول ألفيس، في باريس، إن لغة خطاب ترامب "كلها جزء من نهجه، جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". وأشارت إلى وجود معادن نادرة ضرورية للتقنيات المتقدمة والخضراء، في غرينلاند،وتهيمن الصين على الإمدادات العالمية من هذه المعادن الثمينة، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى خطراً أمنياً".

وأوضحت الفيس، التي تركز على السياسات الأمريكية لصالح صندوق مارشال الألماني "تأتي أي سياسة تتبناها واشنطن من خلال منظور المنافسة مع الصين". وقال مراقبون إن أساليب ترامب تحفها المخاطر.

ويقول المحلل الأمني ألكسندر خارا إن ادعاء ترامب بأننا "في حاجة إلى غرينلاند من أجل الأمن القومي"، يستدعي لديه تعليقات الرئيس الروسي بوتين عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية الاستراتيجية في البحر الأسود، عندما استولت روسيا عليها بالقولة في 2014.

وأضاف خارا، وهو مدير مركز استراتيجيات الدفاع في العاصمة الأوكرانية كييف، إن الإيحاء بأن الحدود ستصبح مرنة "سابقة خطيرة تماماً". وحذر قائلاً: "نمر بمرحلة انتقالية من النظام القديم القائم على المعايير والمبادئ. ونتجه إلى مزيد من الصراعات ومن الفوضى والغموض".

مقالات مشابهة

  • لحماية اتفاق سلام مع روسيا..زيلينسكي وماكرون يبحثان نشر قوات غربية في أوكرانيا
  • روسيا اليوم تنشر بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • البيت الأبيض يحذر روسيا من نقل حرب أوكرانيا إلى أمريكا
  • مساعدات أوروبية جديدة إلى أوكرانيا ومولدوفا بـ 148 مليون يورو
  • اتهامات متبادلة.. أوكرانيا: روسيا هاجمتنا بـ 110 مسيرات
  • سيارتو: العقوبات الأمريكية ضد روسيا ترفع أسعار الوقود
  • روسيا تعلن السيطرة على قريتين في شرق أوكرانيا
  • أوكرانيا تنشر فيديو يوثق اعتقال جنديين كوريين شماليين في منطقة كورسك الروسية
  • ناقوس خطر في أوروبا..تصريحات ترامب عن غرينلاند وكندا دعوة لروسيا لالتهام أوكرانيا