موقع 24:
2025-05-02@13:23:50 GMT

هل تنشر أوروبا قوات في أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

رأى صمويل شاراب، رئيس قسم السياسة الروسية والأوراسية وكبير علماء السياسة في مؤسسة راند، أن هناك إجماعاً نادراً بين إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب والحكومات الأوروبية بشأن سياسة واحدة على الأقل: نشر قوات أوروبية في أوكرانيا بعد انتهاء القتال هناك.

نشر قوات أوروبية في أوكرانيا سيوقع الأمريكيين في ورطة

وكتب شاراب في صحيفة فايننشال تايمز أن ترامب، أنه خلال اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أشار ترامب إلى ضرورة وجود قوات أوروبية في أوكرانيا لمراقبة أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأضاف مسؤول من فريقه: "لن نرسل رجالاً ونساء أمريكيين للحفاظ على السلام في أوكرانيا... دعوا الأوروبيين يتولون الأمر".

لكن هذه الخطوة قد تكون إشكالية. فالقوات الأوروبية، بحكم انحيازها لأوكرانيا، ليست طرفاً محايداً، مما يضعف من جدوى دورها كقوة لحفظ السلام.

وبالنظر إلى احتمال نشوء خلاف حاد بين إدارة ترامب وأوروبا حول قضايا تتراوح من التجارة إلى المناخ، قد يبدو هذا الإجماع سبباً للاحتفال. لكن فكرة وضع قوات أوروبية على الأرض في أوكرانيا إشكالية للغاية.

العربة أمام الحصان

يبرز ارتباك واضح حول الهدف من نشر هذه القوات. عادةً، يتمثل دور القوات المنتشرة بعد الصراعات في حفظ السلام، وهو دور قد يكون ضرورياً في أوكرانيا بعد اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن هذا الدور عادةً ما تتولاه منظمات دولية مثل الأمم المتحدة، التي تتمتع بمصداقية كطرف ثالث محايد.

أما الدول الأوروبية، بانحيازها الواضح لأوكرانيا، فلا يمكنها أن تلعب هذا الدور بفعالية. وبالتالي، فإن قيادة الأوروبيين لقوة حفظ سلام في أوكرانيا يبدو غير عملي من الناحيتين السياسية والعملية. 

Think twice before committing to European boots on the ground in Ukraine https://t.co/LJZ7DiciHL | opinion

— Financial Times (@FT) January 13, 2025

على الجانب الآخر، يمكن أن يكون الهدف من نشر القوات الأوروبية هو الردع. مثلما حدث خلال الحرب الباردة مع الانتشار الأمريكي والبريطاني والفرنسي في برلين الغربية، قد يشكل وجود قوات أوروبية في أوكرانيا رادعاً لأي غزو روسي مستقبلي. لكن هذا الالتزام يتطلب من القادة الأوروبيين وضوحاً حول استعدادهم لمواجهة روسيا في حال وقوع عدوان جديد.

هدف روسي

حتى لو قررت الدول الأوروبية تقديم التزام بنشر قواتها في أوكرانيا، فإن اتخاذ مثل هذه الخطوة قبل بدء محادثات شاملة بشأن التسوية سيكون سابقاً لأوانه. فمن المرجح أن تحدد المفاوضات بين الطرفين المتحاربين، روسيا وأوكرانيا، معايير أي وجود للقوات الأجنبية بعد انتهاء النزاع، سواء كان ذلك في إطار قوات حفظ سلام أو قوات ضامنة للأمن.
استناداً إلى أولويات موسكو خلال آخر جولة جادة من المفاوضات في ربيع 2022، من المتوقع أن يطالب الكرملين أوكرانيا بالتعهد بعدم استضافة أي قوات أجنبية على أراضيها كجزء من أي اتفاقية تسوية. هذا الشرط قد يصبح عقبة كبيرة أمام قبول أوكرانيا وداعميها الغربيين لأي تسوية مستقبلية.

Think twice before committing to European boots on the ground in Ukraine https://t.co/OHjY3pRlgc

— FT World News (@ftworldnews) January 13, 2025 إبقاء الناتو خارج أوكرانيا: هدف روسي قديم

كان إبقاء قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبنيته الأساسية خارج الأراضي الأوكرانية هدفاً روسياً استراتيجياً لعقود. ويتعين على الزعماء الأوروبيين الآن التفكير ملياً في إمكانية أن تؤدي المناقشات الحالية حول نشر القوات إلى تعزيز دوافع روسيا لمواصلة القتال.

في النهاية، يُعد وقف إطلاق النار شرطاً أساسياً لأي نشر للقوات في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن المبادرة الأوروبية المدعومة من إدارة ترامب القادمة تتوافق مع استراتيجية الرئيس المنتخب المعلنة بالحد من انخراط الولايات المتحدة في القضايا الأمنية الأوروبية، مع تكليف الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بدور ريادي في هذا الصدد.

ورطة أمريكية

لكن نشر قوات أوروبية في أوكرانيا يحمل في طياته ورطة كبيرة للولايات المتحدة. فالجيوش الأوروبية تعتمد بشكل كبير على دعم حلفائها الأمريكيين في العمليات خارج حدود القارة، لا سيما في المجالات الحيوية كالنقل الجوي، الخدمات اللوجستية، والاستخبارات.

ويُضاف إلى ذلك سيناريو كارثي قد يحدث إذا انتهكت روسيا وقف إطلاق النار وهاجمت القوات الأوروبية. مثل هذا الهجوم سيضع واشنطن تحت ضغط هائل للتدخل، ما يجعل من الصعب تخيل وقوف الولايات المتحدة على الحياد في مواجهة حرب بين روسيا وحلفاء أمريكا الأوروبيين.

إذا حدث ذلك، ستكون مصداقية الناتو على المحك، وقد تُوجه ضربة قاتلة لتحالفه. ووفقاً للكاتب، ينبغي على القادة في جانبي الأطلسي إعادة النظر ملياً قبل اتخاذ خطوة قد تضع الحلف في موقف لا يمكن احتماله.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية عودة ترامب إطلاق النار نشر قوات

إقرأ أيضاً:

روسيا تنتظر رد أوكرانيا على عرض الهدنة وزيلينسكي يصفها بمحاولة للتلاعب

قال الكرملين إن أوكرانيا لم توضح بعد ما إذا كانت ستنضم إلى الهدنة التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدة 3 أيام خلال الشهر المقبل، وذلك بعدما وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العروض الروسية بأنها محاولة للتلاعب.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين، اليوم الثلاثاء، إن "الرئيس بوتين هو من أكد مرارا أن روسيا مستعدة، دون أي شروط مسبقة، لبدء عملية المفاوضات"، لكنه أضاف "لم نتلقَّ أي رد من نظام كييف حتى الآن".

وأوضح أنه "من الصعب للغاية فهم" ما إذا كانت أوكرانيا تنوي الانضمام إلى هذه الهدنة.

وأعلن بوتين أمس الاثنين وقف إطلاق النار في أوكرانيا من جانب واحد، من 8 إلى 10 مايو/أيار المقبل، وهو موعد احتفالات الذكرى الـ80 للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وردت أوكرانيا بالتساؤل عن سبب عدم موافقة موسكو على دعوتها لوقف لإطلاق النار يستمر 30 يوما على الأقل ويبدأ على الفور.

جنود أوكرانيون يجهزون مسيّرة قتالية لإطلاقها باتجاه القوات الروسية في زاباروجيا (رويترز) الموقف الأوكراني

واستنكر زيلينسكي ما وصفها بأنها محاولة للتلاعب، مطالبا بوقف إطلاق نار فوري وشامل من دون شروط.

إعلان

وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني، في منشور على تليغرام اليوم الثلاثاء، إنه "يكفي أن يصدر بوتين أمرا واحدا ليتوقف إطلاق النار".

وأضاف أن "روسيا هي التي بدأت الحرب. روسيا هي التي يجب عليها أن توقف إطلاق النار وألا تعرقل جهود السلام التي يبذلها الرئيس (دونالد) ترامب وتدعمها أوكرانيا".

وتقوم إدارة ترامب بجهود دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكنها حذرت في الآونة الأخيرة من أنها قد تنسحب من هذه المساعي إذا لم تحقق تقدما.

ميدانيا، قال حاكم مقاطعة سومي شمال شرقي أوكرانيا إن القوات الروسية تحاول إنشاء منطقة عازلة في المقاطعة المحاذية لمقاطعة كورسك الروسية، لكنه أضاف أنها لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن.

وتمكّن الجيش الروسي في الآونة الأخيرة من استعادة مناطق في مقاطعة كورسك كانت القوات الأوكرانية قد استولت عليها في هجومها عبر الحدود العام الماضي.

وفي الليلة الماضية تبادلت أوكرانيا وروسيا الهجمات بالطائرات المسيرة المفخخة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل، اثنين في مقاطعة بيلغورود الروسية، وفتاة في مقاطعة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية.

مقالات مشابهة

  • فولودين: الدول الأوروبية تتحول إلى أنظمة شمولية
  • قوات الدعم السريع تنشر صورا لسيطرتها على مدينة النهود غرب كردفان
  • قوات الأمن العام السورية تنشر حواجز في وسط مدينة جرمانا وأطرافها
  • ترامب يوافق على لوم روسيا ببدء الحرب في أوكرانيا في أتفاق المعادن
  • أوكرانيا تحدد شرطاً لمحادثات السلام مع روسيا
  • باستعادتها كورسك هل حرمت روسيا أوكرانيا من أهم ورقة مساومة؟
  • تحقيق لـCNN: لماذا يقاتل صينيون لصالح روسيا في حرب أوكرانيا؟
  • روسيا: ننتظر رد أوكرانيا على الهدنة والمباحثات
  • روسيا تنتظر رد أوكرانيا على عرض الهدنة وزيلينسكي يصفها بمحاولة للتلاعب
  • عبثية.. مبعوث ترامب مُهاجمًا خطة روسيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا