الذكرى السنوية الـ14 للثورة التونسية.. بين مشهد الحشود وواقع اليوم
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تحل اليوم الثلاثاء الذكرى السنوية الرابعة عشرة لإطاحة الثورة الشعبية التونسية بالرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني 2011، وهو اليوم الذي شهد تجمعا حاشدا للمحتجين في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، حيث كان المشهد عفويا، حسب تصريحات العديد من النشطاء الذين شاركوا في تلك المظاهرات.
من بين هؤلاء النشطاء، تحدث فتحي الغزواني، الناشط السابق بالاتحاد العام للطلبة وسجين سياسي، قائلا "لما غادرت البيت صباحا للالتحاق بالمظاهرة، قلت لزوجتي هذا آخر يوم في حكم ابن علي".
وأضاف الغزواني في حديثه مع وكالة الأناضول، أن "هناك غليانا وحسما في الشارع لدى الناس وإصرارا على أنه لا تراجع"، مشيرا إلى أن الحشود كانت تضم أشخاصا من مختلف الشرائح الاجتماعية.
وأوضح أنه "من مداخل الشارع الرئيسي (الحبيب بورقيبة)، كنت ترى الناس قادمين من كل الأنهج، لا أحد يقود، وكانت شعارات تُرفع”، معتبراً أن الشعار الأكثر ترديداً كان: ارحل".
ورغم الحشد الكبير والتوتر الشديد في ذلك اليوم، أشار الغزواني إلى المفاجأة التي حصلت حين "فجأة غادر ابن علي البلاد"، مضيفا: "لم يكن أحد يتوقع أن ابن علي سيهرب إلى السعودية، حيث توفي لاحقا في 2019". وأردف قائلا: "لم نكن نتوقع أن من كان جاثما على رقاب الناس يغادر بتلك البساطة".
وتحدث الغزواني عن التغيرات التي حصلت بعد الثورة قائلا: "منذ 14 يناير 2011 إلى اليوم والبلاد تعيش إرهاصات، فالشعب ذاق الويلات وفي الوقت نفسه ذاق طعم الحرية ولا أتصور أن يتنازل عنها".
وأضاف "نحن على الأقل كجيل لا نطلب شيئا لنا، نحن ضحينا، ولكن غير مستعدين أن نترك إرثا سيئا لأبنائنا بعد أن ذقنا طعم الحرية"، موضحا أن الشعوب تتمسك بالحرية وأن ما عاناه الشعب السوري لم يعانيه أي شعب آخر في المنطقة، حيث اعتبر أن "ربيع 14 يناير رجع من هناك".
"حدث فارق في التاريخ"
وفي تقييمه لذلك اليوم، وصف وسام الصغير، متحدث الحزب الجمهوري والناشط السابق بالحزب الديمقراطي، 14 يناير 2011 بالحدث الفارق في التاريخ التونسي، وقال: "يمثل حدثاً فارقاً في التاريخ… هذا اليوم ذو أهمية في الذاكرة الوطنية لما مثله من تغيير في المشهد العام التونسي".
وأشار في حديثه مع الأناضول، إلى أن "الحدث كان نتيجة تراكم في نضالات ساهمت في حصول حالة الانفجار والغضب الشعبي الذي رأينا تمظهراته يومها من خلال الوفود الكبيرة التي جاءت إلى شارع الحبيب بورقيبة".
وأوضح الصغير أن ذلك اليوم كان "له رمزية كبيرة، كونه تسبب في هروب رأس السلطة التنفيذية، وساهم في تغيير سياسي عشنا على وقعه عبر محطات انطلاقاً من المجلس التأسيسي (2011 ـ 2014) وصولاً إلى انتخابات مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية".
وأكد أن "الـ11 عاما التي عشناها بعد الثورة حملت جزءا كبيرا من التغيير الإيجابي، وتمكن المجتمع التونسي والنخب من تحصيل مسألة تحقيق الحريات".
ورغم التغييرات الإيجابية، أشار الصغير إلى وجود "اختلالات" في مسار الثورة بعد 14 يناير، مؤكدا أن "المناكفة السياسية طغت أحيانا، وبعض تحالفات قامت على التكتيك والمصلحة، ما ساهم في حالة غضب جاءت بعد حالة ردة".
"الانتكاسة بعد 25 يوليو 2021"
وقال الصغير إن "الثورة عاشت انتكاسة بعد 25 يوليو 2021"، وهو اليوم الذي بدأ فيه الرئيس قيس سعيد اتخاذ إجراءات استثنائية شملت حل مجلسي القضاء والنواب، وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
واعتبر العديد من القوى السياسية التونسية هذه الإجراءات "تكريسا لحكم فردي مطلق"، بينما تراها قوى أخرى مؤيدة لسعيد "تصحيحا لمسار ثورة 2011".
واختتم الصغير قائلا "ما يحصل الآن من تشفي وتنكيل وقمع للحريات هو ما يجعلنا نفكر في سبل فهم هذا الاختلال والاستعداد لفترة من المقاومة والصمود لمحاولة استرجاع ما تم تحقيقه من مكاسب".
رؤية من الجيل الجديد
أحمد الهمامي، متحدث تحالف "أحرار" الموالي للرئيس سعيد، تحدث عن يوم 14 يناير 2011 قائلا: "كان عمري 23 عاماً، وتجمع 14 يناير كان عفويا”.
وأضاف "خرجنا بالآلاف والشعار المركزي كان ’الشعب يريد إسقاط النظام’ و’شغل حرية كرامة وطنية’ و’التشغيل استحقاق يا عصابة السراق’"، مشيرا إلى أن “شعار الحريات كان مرفوعا، خاصة بعد القمع الذي عشناه طوال 23 سنة، كما رُفع شعار ’خبز وماء وابن علي لا’ أمام وزارة الداخلية".
وأكمل الهمامي حديثه بالقول "في المساء تفاجأنا بنشر أخبار عن فرار ابن علي، ولا أحد كان يتوقع هروبه، فيوم 14 يناير كنا ذاهبين لأكثر ضغط".
وأشار إلى أنهم "لم يكونوا يقبلون فكرة عقد ابن علي اتفاق مع المعارضة أو تكليف وزيره الأول محمد الغنوشي ببرنامج انتخابات سابقة لأوانها"، لافتا إلى أن الشعب كان يشكك في مصداقية هذه الانتخابات.
ورغم الآمال الكبيرة التي ارتبطت بثورة 2011، اعتبر الهمامي أنه "بعد 10 سنوات لم يتحقق أي شيء"، حيث اكتشفوا أن "خروج ابن علي وتولي الغنوشي، والمبزع والباجي قايد السبسي، هو ركوب على الثورة". وأضاف أن "النظام السابق تمكن من مواصلة الحكم بعد الثورة، وأن التحالفات السياسية لم تحقق التغيير المطلوب".
وأكد الهمامي أن "الشعب هلل لـ 25 يوليو 2021 عندما جمد الرئيس البرلمان ثم حله"، داعيا الرئيس سعيد إلى "التسريع في المحاسبة وإنجاز منوال تنموي جديد يقفز بالبلاد، لأننا خسرنا 10 سنوات بعد الثورة في الصراعات الحزبية التوافقية".
يشار إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيد بولاية ثانية في انتخابات تشرين الأول /أكتوبر 2024، حيث يستمر في منصبه لمدة 5 سنوات أخرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التونسية بن علي سعيد سوريا تونس بن علي سعيد المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بعد الثورة ابن علی إلى أن
إقرأ أيضاً:
احتفل بالذكرى السنوية لافتتاحه..بيت العائلة الإبراهيمية يستضيف قمّة عالمية تجسد قيمه الأساسية
احتفل بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي بالذكرى السنوية الثانية لافتتاحه باستضافة قمّةٍ عالمية كرّمت وجسّدت القيم الأساسية للبيت المتمثلة في الحوار المتبادل والتفاهم والتعايش السلمي.
وشهدت قمة “في الحوار – أصوات الغد، قصص الحاضر” سلسلة من جلسات الحوار والنقاش الفعّالة بين عدد من كبار المفكرين من دبلوماسيين بارزين وقادة ثقافيين ومبدعين وصناع سياسات. وشارك المتحدثون خلال القمة تجاربهم المتنوعة ورؤاهم واستراتيجياتهم لتنمية ثقافة الحوار والتقدير والتعاون مع جمهور تخطّى 150 ضيفاً.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس بيت العائلة الإبراهيمية، في كلمته الافتتاحية : “نعيش في عالم مترابط بعمق، لكن مع تزايد الانقسامات وتباعد الأرضيات المشتركة وتقارب وجهات النظر، أصبح الحوار أكثر من مجرد فكرة أو طموح؛ بل هو عمود أساسي للتعاون والتنسيق الضروريين لمواجهة التحديات الكبرى التي نواجهها.وأضاف : تعزز قمة “في الحوار” من قوة تفعيل مبدأ الحوار، بهدف إيجاد سبل جديدة لبناء الثقة بين المجتمعات المتنوعة، واكتشاف إنسانيتنا وقيمنا المشتركة ، وتحقيق تغيير إيجابي ومستدام.”
وألقى المتحدث الرئيسي الإمام آدم كيلويك، القائد الديني والمدافع البارز عن الحوار بين الأديان، كلمة تناول فيها تجاربه في تهدئة التوترات المجتمعية خلال أعمال الشغب التي شهدتها المملكة المتحدة في أغسطس 2024.
وناقش سعادة نيكولاي ملادينوف، المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، والدكتورة مارييت ويسترمان، المدير والرئيس التنفيذي لمتحف ومؤسسة سولومون آر. جوجنهايم، دور الحوار البنّاء في الدبلوماسية وكيف يمكن للتعاطف أن يبني التوافق والتعاون ، ذلك في جلسة نقاشية عنوانها فن الدبلوماسية في الحوار.
ناقش كل من مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي، وبيل براغين، المدير الفني التنفيذي المؤسس لمركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، وأمينة المعارض العامة في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، علياء زعل لوتاه، أهمية دور الحوار والتبادل الثقافي في تحفيز الإبداع وتعزيز الابتكار في المجالات الثقافية.
تطرق كل من سعادة مقصود كروز، رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، وسعادة محمد الحمادي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات (وام)، إلى الجهود المبذولة لتعزيز التعايش السلمي، وتعميق الحوار بين الثقافات، وتحفيز التقدم المجتمعي.
وتحدث المؤلف الموسيقي إيهاب درويش، والمديرة الإبداعية والمستشارة الفنية، لطيفة بن حموده، والمصور الصحفي حسين الموسوي، عن أهمية السرد الإبداعي، وشاركوا تجاربهم في تجسيد رؤية وقيم بيت العائلة الإبراهيمية من خلال الموسيقى، التصوير الفوتوغرافي، والفنون.
وكشف بيت العائلة الإبراهيمية خلال القمة عن معرض يضم أعمالًا فنية مميزة لفنانين إماراتيين، بإشراف لطيفة بن حموده، مستوحاة من قيم الحوار والتعايش.
وعلى هامش القمة، وقع بيت العائلة الإبراهيمية وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية اتفاقية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان، والتبادل الثقافي، والتعليم.
تتضمن الاتفاقية إطلاق مبادرات قيّمة، من بينها برنامج زمالة مرموق يتيح الفرصة سنوياً لاختيار عالم متميز للمساهمة في الأبحاث والحوار حول دراسات الأديان والدبلوماسية والتفاعل الثقافي.
يذكر أن شهر فبراير يصادف الذكرى السنوية الثانية لتأسيس بيت العائلة الإبراهيمية. ومنذ افتتاحه في عام 2023، استقبل المركز التعليمي والحواري أكثر من 600,000 من المصلين والزوار، واستضاف مئات الفعاليات المجتمعية، والمحاضرات، وورش العمل.
يقدم بيت العائلة الإبراهيمية طوال شهر فبراير برنامجاً متنوعاً من الفعاليات والاحتفالات، بما في ذلك مؤتمر التسامح والأخوة الإنسانية الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش ومجلس حكماء المسلمين، بالإضافة إلى النسخة الثانية من مسابقة تلاوة القرآن الكريم في مسجد الإمام أحمد الطيب، بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة.
وتعكس هذه البرامج التزام أبوظبي بتعزيز الحوار والتسامح، وتجسد القيم التي نصت عليها وثيقة الأخوة البشرية والتي يتم الاحتفال بها كل عام في اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي يصادف 4 فبراير.