واشنطن بوست: تفاصيل عن حالة المحتجزين المتبقين في غزة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبر الحدود يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل 1200 شخص بينهم أكثر من 300 جندي، واحتجاز 251، وشنت إسرائيل على إثره حملة عسكرية على غزة وصفتها وكالة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأنها "مستوى غير مسبوق من قتل وإصابة المدنيين"، إذ قتل فيها أكثر من 46 ألف شخص.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم فيكتوريا بيسيت وجوليا ليدور وليزلي شابيرو- أن حماس أطلقت سراح 78 محتجزا جميعهم من النساء أو الصبيان، مقابل 240 سجينا فلسطينيا، بموجب صفقة تبادل بدأت يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كما أطلقت سراح 24 مواطنا أجنبيا و3 مواطنين إسرائيليين روس مزدوجي الجنسية خارج تلك الاتفاقية في الفترة نفسها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ابنة رونالد ريغان: حلم كاليفورنيا ذهب أدراج الرياح بسبب أخطائناlist 2 of 2موقع أميركي: حراك الطلاب لأجل غزة ما يزال قويا رغم القمعend of listودفعت الولايات المتحدة نحو صفقة أوسع نطاقا يمكن أن تشمل أيضا إطلاق سراح الرجال والعسكريين -حسب الصحيفة- لكن المفاوضات انهارت واستؤنفت الأعمال العدائية في الأول من ديسمبر/كانون الثاني 2023، ولم يكن هناك سوى تقدم ضئيل نحو التوصل إلى اتفاق منذ ذلك الحين.
قتلى بضربات إسرائيلية
ومع استمرار الحرب، واصلت إسرائيل الإعلان عن مقتل المحتجزين، بعضهم أكدت التحقيقات الجنائية وغيرها أنهم قُتلوا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقالت إسرائيل إن 3 محتجزين على الأقل قُتلوا في عملياتها الخاصة، ورجحت أن يكون 3 آخرون قد قُتلوا "نتيجة غارة جوية للجيش الإسرائيلي" في أواخر عام 2023، وقالت حماس إن الضربات الإسرائيلية قتلت محتجزين آخرين.
إعلانورغم أن حماس لديها معظم المحتجزين، يعتقد أن البعض محتجز لدى جماعات أخرى، مثل الجهاد الإسلامي الفلسطيني الذي شارك مقاتلوه في هجوم 7 أكتوبر/أكتوبر/تشرين الأول، كما قالت الصحيفة.
وأشارت إسرائيل إلى أن غالبية المتبقين يحملون الجنسية الإسرائيلية أو جنسية مزدوجة وهم من الذكور، وتعتقد الصحيفة أن 3 أميركيين ما زالوا على قيد الحياة في غزة، وما زالت جثث 4 آخرين محتجزة هناك، كما يُعتقد أن هناك 6 مواطنين تايلنديين ومواطنا نيباليا واحدا، دون التطرق إلى عدد المحتجزين من أفراد الجيش الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عائلات المحتجزين الإسرائيليين تصعّد: أخرجوهم وأخرجونا من الجحيم
#سواليف
تزامنًا مع مرور 500 يوم على #الحرب، أعلن منتدى #عائلات #المحتجزين الإسرائيليين عن سلسلة فعاليات، اليوم الإثنين، وأعلن عن الصوم 500 دقيقة بدءًا من قبيل الظهر، فيما انطلقت مسيرة شعبية نحو #الكنيست، علاوة على نشاطات أخرى تُتوّج الليلة في تل أبيب تكافلًا معهم، وكل ذلك تحت عنوان “أخرجوهم وأخرجونا من جهنم”.
وقال “منتدى عائلات المخطوفين”، اليوم الإثنين، إن الشهادات الصادرة عن #الرهائن العائدين من #غزة لا تترك مجالًا للشكّ بأن وقت المخطوفين المتبقين في الأسر قد نفد، مشددين على ضرورة إحراز اتفاق شامل وفوري دون تأخير يعيد المخطوفين الأحياء والموتى.
وأُعلن عن عدة مواقع للتظاهر اليوم في القدس وتل أبيب ومواقع أخرى تطالب بلجنة تحقيق رسمية في الحرب وبمواصلة إتمام الصفقة، فيما دعت مجموعات الاحتجاج الإسرائيليين للخروج إلى الشوارع والتظاهر ضد الحكومة، وجاء في دعوتها للتظاهر: “500 يوم من الإهمال والاقتلاع والإفساد وفقدان الرحمة. 500 يوم وما زال هناك مخطوفون داخل القطاع. نصعّد الضغط ونتجه للقدس للتظاهر”.
هذا في الشارع، أما رسميًا فما زالت #حكومة_الاحتلال تنتهك الاتفاق بمنع دخول المعدات الثقيلة والبيوت المتنقلة المتكدسة على أعتاب معبر رفح، مثلما تتلكأ في دخول مفاوضات الجولة الثانية من الصفقة، وكان ينبغي أن تبدأ قبل أسبوعين ونيّف، طبقًا للائتلاف.
مقالات ذات صلة تجدد حالة عدم الاستقرار في هذه المناطق 2025/02/17ويواصل رئيس حكومة الاحتلال المماطلة والتهرب من ولوج الجولة الثانية بسبب مضمونها وطابعها السياسي، فهي تقضي بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل (على أن تبدأ إعادة الإعمار لاحقًا، في الجولة الثالثة)، لأن ذلك ببساطة يهدد مستقبل ائتلافه الحاكم، لا سيّما أن رئيس حزب “الصهيونية الدينية” سموتريتش، الذي سبق وهدد بتفكيك الحكومة بانسحابه منها على غرار بن غفير بحال تم الاتفاق على وقف الحرب، قد عاد أمس ولوّح بتهديده، ما دفع نتنياهو للالتزام أمامه بأن مفاوضات الجولة الثانية لن تبدأ إلا بمصادقة الكابينت، وفق ما كشفت عنه الإذاعة العبرية الرسمية صباح اليوم.
نتنياهو يلجأ لكسب الوقت علّه يتمكن من تثبيت ائتلافه المتأرجح وإقناع سموتريتش بالبقاء، وربما استعادة بن غفير للحكومة من خلال الوعود الأمريكية بالهدايا والعطايا الكبرى المرتبطة بالاستيلاء على غزة وتهجير الغزيين وضرب إيران، وهذا ما انعكس أمس في تصريحات نتنياهو خلال استقباله وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وفيها قال إنه يتشارك إستراتيجية مع الإدارة الأمريكية ولا يستطيع الكشف عن تفاصيلها الآن، مثل موعد فتح أبواب الجحيم على غزة، وهذه تهديدات أطلقها روبيو أيضًا في ذات اللحظة، وهي تهدف للضغط على العرب والفلسطينيين و”حماس” للقبول بإملاءات إسرائيلية- أمريكية تتعلق بمستقبل غزة و”حماس” من جهة، ومحاولة إرضاء وتهدئة اليمين الصهيوني الذي يجد نفسه بحالة إرباك في ظل وجود فجوات بين “النصر المطلق” وبين الوقائع على الأرض، خاصة بعد مشاهد التبادل داخل القطاع التي تظهر فيها “حماس” أنها صاحبة السيادة ومتماسكة وباقية.
مداولات الجولة الثانيةفي التزامن مع التهديدات الصادرة عن نتنياهو وروبيو أمس، كان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد قال، في حديث لشبكة “فوكس نيوز”، إن مداولات الجولة الثانية ستستمر هذا الأسبوع وإنها ستكون مركبة نوعًا ما، وهذا تصريح أربك ائتلاف نتنياهو مجددًا، فحتى الآن كان ينفي التقارير في الصحافة العبرية خلال الأيام الأخيرة عن بدء مفاوضات الجولة الثانية.
قبل ذلك، كان الرئيس الأمريكي ترامب قد أربك حكومة نتنياهو أيضًا مرتين من حيث لا يدري وبفعل قلة صبره وكونه نزقًا ومسكونًا بجنون العظمة، حينما بدا أنه يزاود عليها من جهة اليمين، فاضطر مكتب نتنياهو لإصدار بيانات متفاوتة وضبابية امتنعت عن تبني تصريحات ترامب بالكامل ولتحاشي استفزازه في ذات الوقت واستفزاز سموتريتش الذي اشترط البقاء في الائتلاف مقابل التزام برهن مفاوضات المرحلة الثانية بقرار مسبق للكابينت، وهذا ما حصل. إذ يفترض أن يلتئم “الكابينت” مساء اليوم الإثنين للبحث في المرحلة الثانية من الصفقة، فيما أُعلن عن نية حكومة الاحتلال إرسال طاقم مفاوضات للقاهرة اليوم لمتابعة تطبيق المرحلة الأولى من الصفقة.
وفي محاولة لتحقيق غاية مشتركة، تتواصل الضغوط الأمريكية والإسرائيلية لتغيير الاتفاق مع “حماس” لدفعها للإفراج عن الرهائن الستة الأحياء والثمانية الموتى دفعة واحدة هذا الأسبوع من خلال دمج النبضتين السابعة والثامنة كشرط للموافقة على إدخال معدات ثقيلة وبيوت متنقلة للقطاع، وهذا ما ألمح له تلميحًا غليظًا الوزير زئيف إلكين، في حديث للإذاعة العبرية العامة صباح اليوم.
الفلسطينيون ليسوا الهنود الحمروهذا يجري على ما يبدو ضمن المعركة الدائرة على الوعي وعلى الصورة والهيبة، فهو يفتح فرصة لإنزال ترامب عن الشجرة وحفظ ماء وجهه بعدما هدّد مجددًا بجحيم بحال عدم استعادة كل المخطوفين ظهر السبت، مثلما يعطي نتنياهو وجبة أوكسجين لتثبيت ائتلافه وتوفير الغطاء لبقاء سموتريتش فيه قبيل انطلاق مداولات الجولة الثانية.
نتنياهو بحاجة لذلك من جديد في ظل مواصلة ترامب إطلاق تصريحات تبدو فعلًا مربكة له، كونها غير محسوبة وتزعزع أرضية هذا الائتلاف بدلًا من تثبيته، وهذا ما يؤكده مراقبون إسرائيليون أيضًا.
في مقال تنشره صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يقول المعلق السياسي ناحوم بارنياع تحت عنوان “صاحب البيت أصابه الجنون” إنه للمرة الأولى هناك رئيس أمريكي ليس فقط صديقًا لإسرائيل وصهيونيًا بعيون نفسه، بل هو كاهاني تمامًا (ينتمي للحاخام العنصري مئير كاهانا). كما يقول بارنياع إن رؤية ترامب مستلهمة من أفلام كاوبوي قديمة ضد الهنود الحمر، لكن الفلسطينيين ليسوا هنودًا، والشرق الأوسط ليس الغرب القديم، وبدلًا من مساعدة نتنياهو للوقوف على أرض الواقع، فإن ترامب يدفعه نحو الحافة.
ويبقى السؤال الجوهري: هل تنم تهديدات إسرائيل والولايات المتحدة بالجحيم عن خطة متوافق عليها لمعاودة الحرب على غزة فعلًا، أم هي جزء من رافعات الضغط على “حماس” وعلى الدول العربية قبيل اجتماع القمة لمضاعفة المكاسب، خاصة ما يرتبط بحركة المقاومة الإسلامية “حماس” ومستقبلها السياسي والعسكري داخل القطاع؟
وبسبب رغبة ترامب الجامحة بالذهاب لصفقة سياسية أكبر، وتوسيع “اتفاقات أبراهام”، وإدراك نتنياهو أن الحرب الثانية على غزة ستكون إلى حد بعيد مغامرة بالنسبة له من ناحية موت المخطوفين ومقتل المزيد من الجنود وتفاقم حالة الانقسام في الداخل الإسرائيلي، فمن المرجح أكثر أن تكون هذه التهديدات بالجحيم محاولة ضغط أكثر منها رغبة حقيقية بشن حرب، وهذه ستُستبدل برهن الإعمار ودخول المساعدات الإنسانية بابتزاز “حماس” كي تتنحى وتوافق على نزع سلاحها.
كذلك، يبدو أن تصاعد ضغط الشارع الإسرائيلي من شأنه التأثير على حسابات نتنياهو، خاصة في ظل تصاعد دعوات كثيرة من أوساط إسرائيلية غير رسمية تطالب باستعادة المخطوفين أولًا، لأن الفرصة تبقى دائمًا مفتوحة لمعاودة الحرب، لا سيّما أن رئيسًا مثل ترامب هو الموجود في البيت الأبيض الآن.
كما تملك الدول العربية القدرة على التأثير في هذا السؤال الجوهري، فإن رغبت، فبمقدورها أن تبدي موقفًا موحدًا يضع خطوطًا حمرًا، وإلا فإن شهية ترامب ونتنياهو بالابتزاز والتعامل البلطجي المهين ستكبر وتطال الجميع.