بعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة بالصومال.. تحديات وتوقعات في مهمة استقرار طويلة الأمد
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بينما يواصل الصومال مواجهته مع حركة الشباب الإرهابية، تتوجه الأنظار إلى البعثة الجديدة للاتحاد الإفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار في البلاد (أصوم).
هذه البعثة، التي تختلف بشكل ملحوظ عن سابقتها، تركز على تعزيز قدرات القوات الصومالية وحماية المدنيين من العنف الجسدي، وسط تحديات سياسية وعسكرية معقدة.
وأشار معهد الدراسات الأمنية إلى أن البعثتين السابقتين عانت من تعدد المسؤوليات وتضارب التوقعات، بينما ستكون البعثة الجديدة مسؤولة عن مهمة أكثر تحديداً. على سبيل المثال، تم منح بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال (الأتميس) أقل من ثلاث سنوات لمساعدة الجيش الصومالي في مواجهة حركة الشباب الإرهابية، بينما ستستغرق بعثة أصوم خمس سنوات لتنفيذ مهمتها، مع توقع تسليم المسؤوليات الأمنية للقوات الصومالية وبدء الانسحاب التدريجي للبعثة بحلول عام 2028.
وذكر المعهد أن البعثة الجديدة ستعمل أولاً على تعزيز قدرات قوات الأمن الصومالية وحمايتها من تهديدات العنف، وهي مكلفة بحماية المدنيين من المخاطر الوشيكة للعنف الجسدي، في حين أن البعثتين السابقتين لم تتضمن هذه المهمة بشكل محدد.
كما أشار تقرير مجلس الأمن إلى أن البعثة ستضم نحو 11,911 فرداً، منهم 85 مدنياً و680 من عناصر الشرطة، وهو عدد أقل من قوام البعثتين السابقتين، حيث كان قوام بعثة الأميصوم حوالي 22,000 فرد، وبلغ عدد أفراد بعثة الأتميس نحو 19,626 فرداً.
وأضاف المعهد أن نجاح البعثة الجديدة يعتمد على التحول السلس من بعثة الأتميس إلى بعثة أصوم، والإسهام الفعلي في تنفيذ خطة تطوير قطاع الأمن في الصومال، التي تم اعتمادها العام الماضي لمكافحة حركة الشباب، والمقرر تنفيذها على مدى ست سنوات.
وأكد الباحثون ضرورة توافق القدرات العملياتية للبعثة مع مهمتها، بالإضافة إلى توفير التمويل الكافي والأفراد المؤهلين والموارد اللازمة، مثل المروحيات الهجومية، مع ضرورة التنسيق الجيد مع الشركاء المعنيين.
ومن جانب آخر، يُتوقع ألا تشارك إثيوبيا في البعثة الجديدة بسبب التوترات مع الصومال بشأن اتفاقية بحرية مع أرض الصومال.
وقد صرح وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور، بأن إثيوبيا هي الدولة الوحيدة التي لن تشارك في البعثة الجديدة بعد انتهاكها سيادة الصومال.
في المقابل، لا يعتقد البعض، مثل الرئيس الصومالي الأسبق شريف شيخ أحمد، أن الجيش الصومالي قادر على مواجهة حركة الشباب بمفرده بعد انسحاب القوات الدولية. وقد طالب بتعليق عملية سحب القوات، مشيراً إلى ضعف الجيش الوطني. إلا أن نور رفض هذا التقييم، مبرزاً النجاحات العسكرية الأخيرة في مكافحة حركة الشباب، ومنها قتل أكثر من 80 من عناصرها في جوبا السفلى.
وفي هذا السياق، بدأ مجلس الأمن الدولي في نوفمبر 2023 عملية انسحاب تدريجي من بعثة الأمم المتحدة في الصومال، والتي كانت تُعرف سابقاً باسم بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في الصومال، على أن تُسهم في تسهيل الانتخابات الحرة والنزيهة وتعزيز حقوق الإنسان وإصلاح قطاع الأمن في البلاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصومال إثيوبيا الشباب الصومالية الارهاب بعثة الاتحاد الأفريقي البعثة الجدیدة حرکة الشباب فی الصومال
إقرأ أيضاً:
المغرب يعزز دوره القيادي في الاتحاد الإفريقي خلال قمة فبراير 2025
بغداد اليوم - متابعة
تميزت مشاركة المغرب في قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت في فبراير 2025 بمساهمة جوهرية في معالجة القضايا الحيوية للقارة، بما في ذلك السلم والأمن، والاندماج القاري، والأمن الصحي، والتغيرات المناخية. وقد أكدت القمة على التزام المغرب بالعمل الإفريقي المشترك، مع تركيز الجهود على القضايا العاجلة ذات الأولوية لإفريقيا، بدلاً من الانشغال بأجندات ضيقة.
غياب قضية الصحراء المغربية
أثار غياب قضية الصحراء المغربية عن جدول أعمال القمة استياءً كبيرًا لدى خصوم الوحدة الترابية للمملكة. ومع ذلك، أكد الاتحاد الإفريقي موقفه الهادف إلى تركيز جهوده على القضايا ذات الأولوية للقارة، مما يعكس رغبة في تجاوز الخلافات السياسية الضيقة لصالح تحقيق التقدم في المجالات الحيوية.
مساهمة المغرب في قضايا السلم والأمن
شارك المغرب بشكل فعال في اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، حيث قدم مقترحًا بالالتزام بهدنة إنسانية في السودان خلال شهر رمضان المبارك، وذلك لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون قيود. وقد تمت المصادقة على هذا المقترح بالإجماع، مما يعكس الدور القيادي للمغرب في تعزيز السلم والأمن في القارة.
الأمن الصحي والمناخي
كما شارك المغرب في الاجتماع رفيع المستوى حول تمويل الصحة، حيث أعلن عن مساهمة كبيرة لتعزيز الأمن الصحي في إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال المبادرات الملكية المتعلقة بقضايا المناخ، التي أطلقت عام 2016، تمثل "قصة نجاح" ومرجعًا للدول الإفريقية في بناء نموذج إفريقي للمرونة المناخية.
دور المغرب في الاتحاد الإفريقي
منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي قبل ثماني سنوات، تمكنت المملكة من تعزيز موقعها كفاعل رئيسي داخل المؤسسة الإفريقية. وقد تم انتخاب المغرب لعضوية مجلس السلم والأمن لولايتين (2018-2020 و2022-2025)، حيث ترأس هذه الهيئة الهامة في ثلاث مناسبات وأطلق مبادرات مبتكرة مستلهمة من الرؤية الملكية.
إعلان طنجة
تمت المصادقة بالإجماع على إعلان طنجة، الذي صدر عن مؤتمر طنجة حول تعزيز الروابط بين السلم والأمن والتنمية. ويشكل هذا الإعلان لحظة فارقة في مسار إعادة تفعيل المقاربة القائمة على الارتباط بين السلم والأمن والتنمية، كاستجابة شاملة للتحديات الأمنية في القارة.
تعزيز الديمقراطية والحكامة
وضع المغرب برنامجًا تكوينيًا متخصصًا لفائدة ملاحظي الانتخابات التابعين للاتحاد الإفريقي، بهدف تعزيز المسلسل الديمقراطي في القارة. كما نجحت المملكة في ضمان تواجد كفاءات عالية المستوى في هياكل مفوضية الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك منصب المدير العام للمفوضية.
الرؤية الملكية
تعكس جهود المغرب داخل الاتحاد الإفريقي الرؤية الملكية التي تهدف إلى وضع القضايا النبيلة لإفريقيا والمصالح الحيوية للمواطن الإفريقي في صلب الأجندة الإفريقية. وتسعى المملكة إلى إعطاء الريادة للقارة الإفريقية حتى تتمكن من إسماع صوتها على المستوى الدولي.
يواصل المغرب، بفضل تجذره التاريخي في بناء المؤسسة الإفريقية والتزامه الثابت بخدمة القضايا النبيلة للقارة، مساهمته البناءة في العمل الإفريقي المشترك. وتستهدف جهود المغرب تعزيز الحكامة الإدارية والمالية الجيدة، وإحباط المحاولات الرامية إلى إبطاء زخم الإصلاح داخل الاتحاد الإفريقي.
المصدر: وكالات