تقرير.. بعد انتقاده لـ حزب الله.. محاولات لاسكات الشيخ ياسر العودة
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
أغسطس 20, 2023آخر تحديث: أغسطس 20, 2023
المستقلة/- تشكل الانتقادات التي يوجهها الشيخ ياسر العودة، الشخصية اللبنانية المقربة سابقا من المرجع الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله، نوعا من فضيحة فقهية وسياسية بين شيعة العراق ولبنان ما دفع “المراجع العليا” في البلدين إلى السعي لإسكاته.
وينتقد العودة الذي درس علومه الدينية في النجف، مسارات الفساد التي هيمنت على العراق بعد تولي الأحزاب والميليشيات الشيعية السلطة هناك منذ العام 2003، كما ينتقد التأويلات والطقوس المتطرفة التي يمارسها الشيعة، ويؤكد أنها غير ذات أصول.
كما ينتقد سياسات حزب الله في لبنان، ولم يتورع عن إدانة الهيمنة الإيرانية على هذه السياسات، وهو ما انتهى إلى أن دفع “المجلس الشيعي الأعلى في لبنان” إلى تجريده، إلى جانب 14 داعية آخرين، من مكانته الدينية ومن “الأهلية لتقديم الإرشاد الديني”. كما طالب بعض المراجع الدينية في النجف بمنع العودة من الإدلاء بتصريحات عامة.
وبحسب ما نقلت وكالة “أسوشيتد برس” فإن بعض كبار أعضاء الجماعات المدعومة من إيران وبعض السياسيين أرسلوا شكاوى إلى بيروت عبر ممثل جماعة حزب الله اللبنانية لدى العراق الشيخ محمد كوثراني وطالبوا بتهميش العودة.
واكتسب العودة شهرة واسعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي جعلت انتقاداته للفساد والتطرف والهيمنة الإيرانية في العراق ولبنان تتردد في أرجاء واسعة، وتتعدى الطائفة الشيعية نفسها.
وعلى الرغم من سعي المراجع الشيعية للحد من تأثيره، فقد تعهد العودة في مقابلة مع “أسوشيتد برس” بعدم الرضوخ حتى لو كلفه ذلك حياته.
وأعلن أنه لا يعترف بـ”المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان”، ويرفض “فساد السياسيين الذين تحميهم السلطات الدينية”. وتساءل بشأن العراق “كيف يمكن أن تعاني دولة غنية بالنفط من بنية تحتية متداعية ويعيش الكثير من مواطنيها في فقر؟”.
ويتهم العودة حزب الله بالفساد من خلال الاستفادة من دوره السياسي للإثراء غير المشروع، وغسيل الأموال والتهرب الضريبي، والخضوع المطلق لإيران، على حساب مصالح اللبنانيين، بمن فيهم الشيعة أنفسهم.
وكانت العديد من المنظمات الدولية اتهمت حزب الله بالفساد. وعلى سبيل المثال، وصفت منظمة الشفافية الدولية، في تقرير صدر منذ العام 2017، حزب الله بأنه أحد أكثر الأحزاب السياسية فسادًا في لبنان.
وقال العودة “الثنائي الشيعي لا يحبانني، لأني أتهمهما بسوء الإدارة والفشل والمشاركة في الفساد في البلاد بالتوقيع على جميع القوانين التي تهدر الأموال العامة”، وذلك في إشارة إلى عقود من الفساد وسوء الإدارة التي ألقت بلبنان في أسوأ أزمة اقتصادية في التاريخ الحديث.
ولم تنج “الحوزة العلمية” في النجف من انتقادات العودة، قائلا إنها أصبحت مؤسسة سياسية أكثر منها مؤسسة دينية، وأنها فقدت روحها الثورية، وأصبحت أداة في يد إيران لنشر نفوذها في العراق.
وفي العام 2019، أصدر العودة كتاباً بعنوان “الحوزة الشيعية: بين التجديد والتقليد”، قال فيه إن الحوزة الشيعية بحاجة إلى إصلاحات جذرية، وأنها بحاجة إلى العودة إلى جذورها الثورية، وإلى أن تكون أكثر استقلالية عن إيران.
ويستعرض العودة في الجزء الأول من كتابه تاريخ الحوزة الشيعية في النجف، وتطورها من مؤسسة دينية إلى مؤسسة سياسية. ويناقش في الجزء الثاني، أزمة التجديد التي تواجهها الحوزة، ويسلط الضوء على التحديات التي تواجهها في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الجديدة.
ويطرح العودة في الجزء الثالث مجموعة من المقترحات لإصلاح الحوزة، وفي المقدمة منها أن تفتح أبوابها للتجديد والتغيير.
ويقول العودة إن الحوزة انتقلت من مشروع ثوري مناهض للاستبداد إلى مشروع يعمل على تغطية الفساد بعدما تولت الأحزاب الموالية لإيران السلطة في بغداد، ودعمت الغزو الأميركي للعراق.
وبينما تشكل هيمنة حزب الله على السلطة في لبنان أحد أهم أسباب الانهيار الاقتصادي في البلاد، فإن الحوزة الشيعية في العراق متهمة بالفساد مع انتشار الأخبار عن ثروات كبيرة تمتلكها بعض الشخصيات الدينية الشيعية، وتقارير عن استغلال هذه الشخصيات لنفوذها الديني من أجل الإثراء الشخصي، لاسيما وأن تمويلات الحوزة وشخصياتها، لا تخضع لمعايير الشفافية، ويصعب تتبع الأموال والتأكد من استخدامها في الأغراض المقصودة.
وولد العودة في بيروت عام 1977، وعاش لسنوات في العراق. وثمة مفارقة ملفتة بينه وبين بعض رجال الدين الشيعة في العراق، هي أن العودة يتحدث أحيانا بلهجة عراقية، ليؤكد من خلالها انتماءه العروبي، بينما يتحدث بعض رجال الدين الشيعة العراقيين بلهجة فارسية، رغم أنهم لم يتتلمذوا في إيران، إلا أنهم يفعلون ذلك، من باب التعبير عن ولائهم لإيران.
نقلا عن صحيفة العرب اللندنية
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: العودة فی فی لبنان فی النجف حزب الله
إقرأ أيضاً:
جنود سوريون في العراق يرفضون العودة لبلدهم
سرايا - قالت مصادر أمنية موثوقة، الأربعاء، إن عدداً من الجنود السوريين الموجودين داخل الأراضي العراقية رفضوا العودة إلى بلادهم، بينما رجح مسؤول عراقي أن تتولى الأمم المتحدة ملف هؤلاء الجنود «بوصفهم لاجئين».
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت، يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) 2024، إعادة «المئات من الجنود السوريين إلى بلادهم، بالتنسيق مع الجهات السورية المعنية».
وقال مسؤول عراقي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة تعاملت بإيجابية مع الجنود والضباط السوريين الذين دخلوا الأراضي العراقية، قبل يومين من سقوط نظام بشار الأسد».
وأوضح المسؤول أن «التسهيلات التي قُدمت لهم شملت الرعاية الإنسانية والصحية، في الإطار المتعارف عليه خلال أزمات الحروب».
مع ذلك، فقد أكدت مصادر موثوقة أن «قسماً من الجنود والضباط السوريين رفضوا العودة إلى بلادهم، والتوقيع على تعهد مطلوب».
وكانت السلطات السورية المؤقتة قد أصدرت عفواً خاصاً يشمل تسوية أوضاع جنود نظام الأسد، وعودتهم إلى سوريا.
وقال المسؤول العراقي إن «بغداد وأطرافاً في السلطة الانتقالية نسّقا بشأن التسوية مع الجنود الموجودين داخل الأراضي العراقية».
وأكد المسؤول أن «عدد الذين رفضوا التسوية قليل جداً مقارنة بمن عادوا، لكن رفضهم سيعني بقاءهم في العراق».
وتابع المسؤول: «سيجري التعامل مع الجنود السوريين بوصفهم لاجئين، وفقاً للقانون الدولي عن طريق الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي».
إلى ذلك، كشف المسؤول العراقي عن أن الأسلحة المصادرة من الجنود والضباط السوريين ستُسَّلم بالطرق الرسمية والأصولية إلى الجانب السوري.
وكانت وسائل إعلام نقلت عن مصادر عراقية في وقت سابق قولها إن الجانب العراقي أنشأ مخيماً جديداً لجنود النظام السوري الذين فروا إلى العراق، وذلك بمطار المرصنات المهجور الواقع في صحراء الرطبة بمحافظة الأنبار.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية، التُقطت يوم 18 ديسمبر الحالي، وجود مخيم يتكون من نحو 240 خيمة في مطار المرصنات الذي يقع على بُعد 70 كيلومتراً من معبر القائم الحدودي بين العراق وسوريا.
وكان الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد مقداد ميري، ذكر حينها أنه جرى «التنسيق مع الجهات السورية المعنية في هذا المجال، ليُنقل الجنود عبر منفذ القائم الحدودي، المقابل لمنفذ البوكمال السوري».
الشرق الاوسط
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1385
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 25-12-2024 08:09 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...