بعد تسوية غزّة… هل تشتعل المنطقة في عهد ترامب؟
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
يبدو واضحاً من خلال التسريبات التي تُنقل عبر الإعلام الاسرائيلي وقيادات حركة "حماس" أنّ التسوية في غزّة باتت قاب قوسين أو أدنى في ظلّ ضغوط كبرى تمارسها الولايات المتحدة الاميركية على إسرائيل لإنهاء الحرب قبل وصول الرئيس الاميركي المُنتخب دونالد ترامب الى البيت الأبيض، وهذا الأمر يفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول السياسة والاستراتيجية الاميركية في المنطقة.
ولعلّ كلّ ما يُشاع عن العهد الاميركي المُقبل وما سيرافق الرئيس ترامب من تصعيد لا يبدو واقعياً، فالسياسة التقليدية لترامب تجاه الشرق الأوسط باتت اليوم واضحة وتقوم بشكل أساسي على إنهاء المعارك في المنطقة والذهاب نحو استقرار سياسي شامل لتجنيب الولايات المتحدة الاميركية عمليات الاستنزاف التي حصلت في السابق.
يريد ترامب عدم تكرار تجربتي 2001
و 2003 عندما غرقت واشنطن في مستنقع الشرق الأوسط بعد ظنّها بأنها انتصرت وباتت تسيطر عليه بالكامل. وهذا المُستنقع الذي انغمست في مشاكله التي امتدّت حتى العام 2006 في الحرب الاسرائيلية على لبنان ومن ثمّ الربيع العربي، أدّى الى قفز الصين في هذه المرحلة، ما حوّلها الى منافس كبير وخطير لأميركا، وهذا ما لا تريده واشنطن في المرحلة الراهنة حتى لا ينقلب الأمر ضدّها وتصبح معه العودة صعبة للغاية.
لذلك فإنّ ما حصل في سوريا لم يكن متوقعاً لدى الادارة الاميركية الجديدة ولا يدخل ضمن حساباتها الاساسية، إذ بدت واشنطن غير مترقّبة لأي مشهد من الذي حصل في سوريا بالرغم من أنه في الشكل يصبّ في مصلحتها، حيث إنها عملياً كانت تفضّل التفاوض مع نظام الرئيس السابق بشار الأسد بعد إضعافه قبل الذهاب الى نظام حُكم جديد يؤخّر الاستقرار، وهذا ما لا تريده اميركا واسرائيل في سوريا، وما ينطبق أيضاً على المنطقة ككُلّ.
من الواضح أيضاً أن الادارة الجديدة في واشنطن ستأتي بعد وضع حدّ للمعارك والحروب في غزة ولبنان، وهذا الامر من شأنه أن يجمّد الجبهة اليمنية ويعبّد الطريق أمام مفاوضات أميركية - ايرانية قد بدأت خيوطها تتكشّف في بعض الأروقة الدبلوماسية، ما يعني أن كل رهان عن أن فترة ترامب ستكون نارية في الشرق الاوسط هو رهان في غير محله ولن يصب عملباً في مصلحة أي فريق. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مايك والتز: إذا امتلكت إيران أسلحة نووية سينفجر الشرق الأوسط
دعا مايك والتز مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي أمس الأحد، إلى "التفكيك الكامل" للبرنامج النووي الإيراني.
وقال والتز لقناة سي بي إس الأمريكية: "كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وحان الوقت لكي تتخلى إيران تماما عن رغبتها في امتلاك سلاح نووي".
وحذر والتز من أنه إذا امتلكت إيران أسلحة نووية، "سينفجر الشرق الأوسط بأكمله في سباق تسلح"، وأضاف: "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق لأمننا القومي".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كتب ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بهدف إجراء مفاوضات نووية محتملة.
وقال ترامب في مقابلة أجريت معه: "لقد كتبت لهم رسالة قلت فيها: آمل أن تتفاوضوا لأنه إذا اضطررنا إلى الدخول عسكرياً، فسيكون ذلك أمراً فظيعاً"، ورفض خامنئي حتى الآن التفاوض مع واشنطن، لكن الحكومة الإيرانية أرسلت إشارات متضاربة.
The Trump administration is seeking the "full dismantlement" of Iran's nuclear program as it ramps up a U.S. military campaign in the Middle East, White House national security adviser Mike Waltz said Sunday on "Face the Nation." https://t.co/Wfe7kjrrsa
— CBS News (@CBSNews) March 23, 2025وفي ولايته الأولى في منصبه، انسحب ترامب في عام 2018 من جانب واحد من اتفاق فيينا النووي لعام 2015، والذي كان يهدف إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات. وبعد ذلك، لم تعد طهران أيضاً تلتزم بشروط الاتفاق.