ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أنه "أصبح للبنان رئيس بعد فراغ استمر لأكثر من عامين. وجاء انتخاب قائد الجيش جوزاف عون في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل في تشرين الثاني الماضي.وتشكل هذه التطورات انتصارا مهما للولايات المتحدة، التي لعبت دورا رئيسيا في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار.

فقد مارست الولايات المتحدة ضغوطا قوية لصالح عون، حيث اعتبرت واشنطن الجيش حليفها الأساسي في البلاد. وتلقت هذه الجهود دفعة قوية من حليفتها المملكة العربية السعودية، حيث أجرى كبار المسؤولين السعوديين محادثات مباشرة مع الفصائل اللبنانية في بيروت قبل التصويت الذي أدى إلى انتخاب عون".
وبحسب الموقع، "مع وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، ارتفع النفوذ الأميركي في لبنان بشكل كبير. إن نشر الجيش في الجنوب يخدم هدف واشنطن القديم المتمثل في تمكين هذه المؤسسة، التي تعد شريكًا إقليميًا رئيسيًا، ويمتد التعاون الثنائي إلى مجالات مختلفة بما في ذلك التدريب ومكافحة الإرهاب وأمن الحدود. كما ويعد الجيش خامس أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأميركية في العالم، والتي تبلغ حوالي 3 مليارات دولار منذ عام 2006، وفقًا لتقديرات حديثة. ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، يتم الآن تحويل 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة في الأصل لمصر إلى لبنان. ومن المثير للاهتمام أن أنباء هذا التطور جاءت عشية انتخاب عون، مما يشير إلى التزام راسخ بتمكين الرئيس الجديد بينما يواجه المهمة الرئيسية المتمثلة في الإشراف على نشر القوات في الجنوب".
وتابع الموقع، "من الجدير بالذكر أن زيادة المساعدات للجيش قوبلت باستهجان من قبل الأصوات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن والتي تزعم فعليًا أن الجيش يجب أن يخوض معركة ضد حزب الله لإثبات أنه يستحق هذه المساعدة. لقد تعهد عون بنزع سلاح حزب الله في الجنوب وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكن دفع الجيش لمحاربة حزب الله بشكل مباشر من شأنه أن يخلف عواقب كارثية، ليس أقلها بالنسبة للمصالح الأميركية. وعلى الرغم من إضعافها الشديد بسبب الهجوم الإسرائيلي، تظل الحركة الشيعية اللبنانية قوة قتالية قادرة على تشكيل تحد كبير لمثل هذه المساعي".
وأضاف الموقع، "الأمر الأكثر أهمية هو أنه حتى لو عزز الجيش قدراته القتالية، فإن تبني هذا النهج من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى انقسامات داخل صفوفه، نظراً لأنه مؤسسة متعددة الطوائف تضم الشيعة، الذين سوف يثور معظمهم ضد أي خطط للجوء إلى القوة ضد حزب الله. كما ومن شأن هذا السيناريو أن يقوض المؤسسة ذاتها التي تعتبرها واشنطن شريكها اللبناني الرئيسي، ناهيك عن إثارة شبح انحدار البلاد إلى الفوضى والحرب الأهلية المحتملة. إذا حدث هذا، فسوف تخسر الولايات المتحدة المكاسب المهمة التي حققتها في لبنان، والفوائد الجيوسياسية الأوسع نطاقاً التي ربما حصلت عليها في هذه العملية".
وبحسب الموقع، "عوضاً عن ذلك، يتعين على واشنطن أن تدعم الحوار اللبناني الداخلي لمعالجة قضية سلاح حزب الله. وفي خطاب القسم الذي ألقاه، بدا عون وكأنه يشير إلى أن هذا هو النهج الذي ينوي اتباعه. وفي الوقت نفسه، لم يقم مسؤولو حزب الله بإلقاء الضوء السلبي على خطاب عون. وسأل مسؤول من الحركة الشيعية اللبنانية في تعليقات للموقع: "هل سمعتموه يشير إلى قرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى نزع سلاح حزب الله؟". ويبدو الحزب مستعدًا أيضًا لمناقشة أسلحته كجزء من استراتيجية الدفاع التي دعا إليها الرئيس اللبناني الجديد. وأضاف المسؤول في حزب الله: "إن ما نريده في نهاية المطاف هو أن يكون لبنان قادراً على الدفاع عن نفسه. وإذا أصبحت الدولة اللبنانية تمتلك القدرات اللازمة للقيام بذلك، فسنكون مستعدين للتنحي جانباً"."
وتابع الموقع، "يتعين على واشنطن أيضاً أن تضمن التزام إسرائيل بنصيبها من اتفاق وقف إطلاق النار وانسحابها من جنوب لبنان بحلول موعد انتهاء الاتفاق في 26 كانون الثاني. والفشل في القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى تقويض عون والمؤسسة العسكرية اللبنانية وبالتالي موقف أميركا في هذه العملية. ومن حسن حظ واشنطن أنها تدرك هذا الواقع، حيث ورد أن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين تعهد بأن تستكمل إسرائيل انسحابها قبل الموعد النهائي. إن دعم الجيش، وبالتالي الرئيس الجديد، يخدم أيضًا أغراضًا أوسع نطاقًا ضمن نطاق أوسع من المنافسة بين القوى العظمى مع منافسين مثل الصين وروسيا. وعلى الرغم من صغر حجمه، فإن لبنان محوري على رقعة الشطرنج الإقليمية في الشرق الأوسط، كما يحتل موقعًا جيوسياسيًا استراتيجيًا كبوابة بين الشرق والغرب".
وختم الموقع، "هذه الديناميكيات الجيوسياسية الأوسع، إلى جانب الرغبة في تقليص دور حزب الله وإيران، تقطع شوطًا طويلاً في تفسير سبب دعم فريق دونالد ترامب أيضًا لجهود إدارة جو بايدن في دعم عون".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: تفاصيل الـ18 ساعة التي غيرت رأي ترامب بالتعريفات الجمركية

سلّط تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الضوء على الساعات التي سبقت تغيير الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفه من الحرب التجارية العالمية، بعدما كان يصر على رسوم جمركية -تعد الأعلى منذ قرن- على الواردات الأجنبية.

وأشار التقرير إلى بداية الساعات الـ18 الحاسمة مساء الثلاثاء، عندما بدأ ترامب ومستشاروه سلسلة من الاتصالات مع كبار المشرعين الجمهوريين وزعماء دوليين، أعربوا خلالها عن قلقهم من انهيار الأسواق العالمية وخطر الدخول في ركود اقتصادي عالمي.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4واشنطن تايمز: رسوم ترامب مفيدة للعديد من الصناعات الأميركيةlist 2 of 4غارديان: رسوم ترامب الجمركية جزية للإمبراطورية الأميركيةlist 3 of 4إيكونوميست: هل تؤدي حرب ترامب التجارية إلى ركود عالمي؟list 4 of 4لوفيغارو: لماذا توشك الصين أن تفوز في الحرب التجارية؟end of list

وبحسب التقرير، كان لقناة فوكس نيوز تأثير مباشر على قرار ترامب، إذ تابع الرئيس مساء الثلاثاء لقاء لعدة أعضاء من مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، وكانوا على علم بأنه يشاهد القناة فخاطبوه بشكل مباشر عبر الشاشة، وحثوه على إعادة النظر في قراراته لتجنب تداعيات اقتصادية خطيرة.

اتصال خاص

وفور انتهاء البرنامج اتصل بهم ترامب لأكثر من ساعة، وأخبر عضو مجلس الشيوخ تيد كروز الصحيفة بأنه حذر الرئيس حينها من أن استمرار الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى تصعيد متبادل من الدول المتأثرة، مما قد يضر بمصالح أميركية.

وأضاف كروز أن الإدارة أمام خيارين، إما أن تستخدم الرسوم كوسيلة للضغط على الدول الأخرى، أو أن تبقي على العقوبات الاقتصادية وتواجه عواقب ذلك.

إعلان

ولفت التقرير إلى أن بعض هؤلاء المشرعين حذروا الرئيس بشكل صريح من أن الإصرار على الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى خسارة الجمهوريين في الانتخابات المقبلة، مشيرين إلى أن القواعد الانتخابية في ولايات زراعية وصناعية رئيسية مثل تكساس بدأت تشعر بالقلق من تداعيات الحرب الاقتصادية.

أطراف متعددة

وأضاف التقرير أن ترامب تابع خلال تلك الليلة حركة الأسواق المالية، ورأى "قلق المستثمرين" بسبب سياساته الاقتصادية.

وفي الثامنة صباح الأربعاء، تابع ترامب على فوكس نيوز مقابلة لجيمي ديمون، وهو الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان"، حذر فيها من احتمالات حصول ركود اقتصادي بالبلاد.

ومن ثم أجرى الرئيس اتصالا مع رئيسة سويسرا كارين كيلر سوتر، التي طالبت بإلغاء الرسوم الجمركية الجديدة على منتجات بلادها مثل الساعات والشوكولاتة، مؤكدة أن بلادها ألغت سابقا رسوما على المنتجات الأميركية، وفق التقرير.

وعند الظهر التقى ترامب في البيت الأبيض عددا من مستشاريه الاقتصاديين، أبرزهم وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك، وناقشا معه صيغة إعلان قرار الوقف المؤقت للتعريفات الجمركية.

قرار مفاجئ

ونشر ترامب بعدها عبر منصته "تروث سوشيال" إعلانه المفاجئ عن تعليق الرسوم لمدة 90 يوما، مما أدى إلى انتعاش الأسواق المالية بشكل ملحوظ، حسب التقرير.

وأشار التقرير إلى أن بعض مساعدي ترامب أُخذوا على حين غرة بهذا القرار، في حين سارع آخرون إلى وصفه بـ"الإستراتيجية العبقرية"، مؤكدين أن الرئيس كان يخطط لهذه الخطوة منذ أيام، بل إن ترامب نفسه قال إنه كان "يفكر منذ فترة في هذا الخيار".

بيد أن التقرير يشكك في هذه الرواية، مشيرا إلى أن عددا من المسؤولين في الإدارة لم يكونوا على علم مسبق بالقرار، وفوجئوا به عند إعلانه.

وأعد التقرير كل من مايكل بيرنباوم مراسل البيت الأبيض للشؤون الخارجية، وناتالي أليسون مراسلة البيت الأبيض للشؤون السياسية، وكات زاكريزوسكي مراسلة متخصصة في أخبار التكنولوجيا والسياسة، وثيودوريك ماير مراسل الكونغرس الأميركي

إعلان

مقالات مشابهة

  • سلاح حزب الله قد يدخل بلداً عربياً.. تقرير إسرائيليّ يكشفه
  • إصابة جندي إسرائيلي بانفجار لغم على الحدود.. الجيش اللبناني يسيطر على جنوب الليطاني
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جندي بجرو ح خطيرة خلال "نشاط عملياتي" قرب الحدود اللبنانية
  • مع تصاعد الضغوط.. تقرير أميركي يكشف: هل سيتخلى حزب الله عن سلاحه؟
  • رائد خوري من واشنطن: مهلة حتى أيلول لحسم ملف حزب الله والموضوع المالي
  • فياض: الضغط على الجيش لنزع سلاح حزب الله يشكل تهديداً مباشراً للإستقرار
  • جنوب وشمال الليطاني... معلومات تكشف ما فعله الجيش مع بنية حزب الله
  • اليونيفيل: لم نبلغ الجيش اللبناني بضرورة إخلاء قري جنوب البلاد
  • واشنطن بوست: تفاصيل الـ18 ساعة التي غيرت رأي ترامب بالتعريفات الجمركية
  • قرارات لوزير الداخلية بشأن انتخاب أعضاء مجالس بلدية واختيارية في 11 ايار