رغم تصاعد تكاليف الحرب.. بوتين يضع نصب عينيه الترشح لولاية جديدة
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
ذكرت صحيفة "الغارديان" أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يضع نصب عينيه إعادة الترشح لولاية خامسة في الانتخابات التي تقام السنة المقبلة، رغم مواجهته ضغوطا وتحديات اقتصادية كبرى ناتجة عن "حالة الحرب والإنفاق العسكري الكبير".
وأشارت الصحيفة إلى أنه فيما يكافح الكرملين لإقرار إجراءات عاجلة لإعادة الاستقرار إلى الروبل، يظهر أن "الإنفاق الكثيف لدعم آلة الحرب وبرامج الرعاية الاجتماعية، لا يمكن أن يستمرا معا إلى الأبد"، في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
ويستبعد مراقبون أن يواجه الاقتصاد الروسي خطر الانهيار الوشيك، غير أنهم يؤكدون بالمقابل أنه وصل إلى نقطة "قد يضطر معها بوتين إلى تقييم تكاليف إنفاق تريليونات الروبل على حربه في أوكرانيا، ومدى قدرته على تحمل عقوبات غير مسبوقة، وعدم تغيير مستويات الإنفاق العام لما قبل الغزو".
المدير المساعد في شركة كونترول ريسكس الاستشارية، أليكسي إريمينكو، يرى أن "الروبل ومعه المستويات الاقتصادية الروسية الأخرى لن تتحسن، طالما أن روسيا مستمرة في الإنفاق بجنون، سواء لتمويل حربها أو لأداء وارداتها باهظة الثمن نتيجة العقوبات".
ويضيف إريمنيكو في تصريحات لـ"الغارديان"، أن مشاكل هيكلية تقف وراء الوضع الحالي، وتفرض على المسؤولين الروس الاختيار بين "إما خفض الإنفاق الحربي أو قبول تضرر المصالح العامة".
ومع انخفاض قيمة الروبل الأسبوع الماضي، لتتجاوز مئة دولار، قام المركزي الروسي برفع معدل الفائدة الرئيسية، خشية ارتفاع التضخم مرة أخرى وانهيار العملة الوطنية، وهي المرة الأولى التي يرفع فيها تكلفة الاقتراض منذ الأيام الأولى للحرب.
وفيما يكافح المستهلكون للتعامل مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية ومواجهة الأوضاع الاقتصادية الجديدة التي فرضتها الحرب، تتجه روسيا لإجراء انتخابات رئاسية في مارس المقبل، يتوقع أن يترشح فيها بوتين لرئاسة البلاد لولاية خامسة.
وتثير هذه المتغيرات بحسب الصحيفة البريطانية تساؤلات عن مدى استعداد الرئيس الروسي لدخول غمار هذه الاستحقاقات بـ"اقتصاد متعثر".
في هذا الجانب، يقول مسؤول روسي سابق، رفض الكشف عن هويته: "لن تكون هناك كارثة اقتصادية أو أي قرار بوقف الحرب"، مضيفا "في ظروف ديمقراطية، عندما تزداد الأوضاع الاقتصادية سوءا، يصوت الناس لحكومة مختلفة. ولكن ليس هذا هو الحال في روسيا.. بوتين سينجو بسهولة من هذا".
وسجلت روسيا في الأشهر السبعة الأولى من العام الماضي فائضا قدره 557 مليار روبل، لكن إنفاقها الكبير على حربها في أوكرانيا بالإضافة إلى العقوبات التي فرضها الغرب على صادراتها من النفط والغاز، استنزف خزائن الحكومة منذ ذلك الحين.
وكشفت رويترز، نقلا عن وثيقة حكومية، الأسبوع الماضي، أن روسيا ضاعفت هدف إنفاقها الدفاعي إلى 100 مليار دولار، وهو ثلث إجمالي الإنفاق العام.
ويدعم ارتفاع تكاليف الحرب التعافي الاقتصادي المتواضع لروسيا هذا العام مع ارتفاع الإنتاج الصناعي، غير أنه يدفع بالفعل الأوضاع المالية في الميزانية إلى عجز بحوالي 28 مليار دولار، وهو عجز فاقمه انخفاض الإيرادات من الصادرات.
وزيادة الإنفاق على الدفاع في الوقت الذي تواصل فيه موسكو ما تسميها "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا يمكن أن تزيد العجز سوءا، في حين من الممكن أن تلتهم الزيادة في الإنتاج قطاعات أخرى وتزاحم الاستثمار الخاص، وفقا لرويترز.
في هذا الجانب يقول إريمينكو، إن نمو الناتج المحلي الإجمالي "مدفوع أساسا بإنتاج الدبابات"، و"هذا ليس أمرا جيدا".
واعترف بوتين بأن التضخم أثر بالفعل على الشركات الصغيرة والمتوسطة في القطاع الخاص، وبأن الاقتصاد مدفوع في جزء كبير منه بالإنفاق العسكري.
وتشير الصحيفة إلى أن التوقعات الاقتصادية لروسيا "أكثر قتامة بكثير مما كانت عليه قبل الغزو"، مضيفة أن الاعتماد على الصين والأسواق الأخرى وخرق العقوبات والحلول الترقيعية الأخرى لا يمكن أن تكون بديلا أو تعوض الوصول المباشر إلى الأسواق الغربية.
وأوضح محللون للغارديان أن "الانخفاض السريع في قيمة الروبل"، قد يجبر الكرملين على اتخاذ "قرارات مؤلمة" بشأن الإنفاق العام لإدارة سعر صرف الروبل وارتفاع التضخم، غير أنه ما زال مؤمنا بأنه "قادر على مواصلة المجهود الحربي".
في هذا الجانب، قال المسؤول الروسي السابق: "يمكن أن يستمر هذا الوضع لمدة 100 عام، وسيقولون إنها نكسة مؤقتة.. لن يعترفوا بأن هناك كارثة أو انهيارا، والناس ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه ".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
زيارة مثيرة لمسؤول أوروبي إلى موسكو.. فيتسو يناقش مع بوتين إمداد الغاز الروسي وأزمة أوكرانيا
في زيارة نادرة لمسؤول أوروبي إلى الكرملين منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، التقى رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الأحد. وأثارت الزيارة جدلاً واسعاً داخل أوروبا وألقت الضوء على قضايا حساسة تتعلق بالغاز والعلاقات الثنائية بين البلدين.
اعلانوتمت الزيارة بوصفها "زيارة عمل" وفقاً للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الذي أوضح أن المحادثات بين فيتسو وبوتين تناولت الأوضاع الدولية وإمدادات الغاز الروسي. تأتي هذه النقاشات في وقت حرج، حيث من المتوقع انتهاء الاتفاقية الحالية لنقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا بحلول نهاية العام الجاري.
وصرّح فيتسو عقب اللقاء عبر حسابه على فيسبوك أنه ناقش مع بوتين تداعيات تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والتي أعرب فيها عن رفض بلاده لتجديد اتفاقية نقل الغاز. وأكد فيتسو أن هذه الخطوة ستضر بمصالح بلاده التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي.
اللقاء الذي جمع بين بوتين وفيتسووأضاف فيتسو أن بوتين أكد استعداد روسيا للاستمرار في تزويد أوروبا بالغاز، مشيراً إلى أن النقاش تطرق أيضاً إلى الوضع العسكري في أوكرانيا، وآفاق إيجاد حلول سلمية للنزاع، وأهمية تحسين العلاقات الثنائية بين روسيا وسلوفاكيا.
غير أن الزيارة ووجهت بانتقادات لاذعة من قِبل الأحزاب المعارضة في سلوفاكيا، التي اعتبرتها خروجاً عن موقف الاتحاد الأوروبي الموحد تجاه روسيا، خاصة في ظل استمرار العقوبات الأوروبية على موسكو.
بوتين يجتمع بفيتسو في موسكوArtyom Geodakyan/Sputnikوفي محاولة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، كانت سلوفاكيا قد وقعت في الآونة الأخيرة عقوداً قصيرة الأجل مع أذربيجان لاستيراد الغاز الطبيعي، فضلا عن استيراد الغاز المُسال من الولايات المتحدة عبر بولندا. كما تعتمد البلاد على شبكات الغاز المشتركة مع النمسا والمجر وتشيكيا لتأمين احتياجاتها.
Relatedمظاهرات سلوفاكيا: روبرت فيتسو ما زال يتحكّم بخيوط اللعبة السياسيةرئيس حكومة سلوفاكيا، روبرت فيتسو، في بروكسل ، تمهيدا لفترة رئاسة بلاده للإتحاد الأوروبيالانتخابات التشريعية السلوفاكية تميل لصالح رئيس الوزراء روبرت فيتسووتأتي زيارة فيتسو ضمن سلسلة زيارات محدودة لمسؤولين أوروبيين إلى موسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا، حيث سبق لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن زار روسيا في يوليو/تموز الماضي، ما أثار استياء كييف والعديد من العواصم الأوروبية.
كما تعكس هذه الزيارة توج فيتسو المغاير لمعظم القادة الأوروبيين، حيث يسعى لتبني سياسة تعيد التوازن في العلاقات مع موسكو، في وقت تستمر فيه الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع الأزمة الأوكرانية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية صواريخ روسيا الباليستية تشعل كييف وتسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة روسيا تشرع تعدد الزوجات وإبلاغ الأولى شرط أساسي بوتين: لم ألتق بشار الأسد بعد قدومه إلى روسيا وما حصل في سوريا ليس هزيمة لنا سلوفاكياالغازروسياالحرب في أوكرانيا علاقات دبلوماسيةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في المنطقة (ب) بالضفة يعرض الآن Next المغرب: تكريم 99 مدرسة لتميزها البيئي ضمن برنامج "المدارس الإيكولوجية" يعرض الآن Next ألبانيا تحظر تطبيق تيك توك لمدة عام وتتهمه بتحريض الشباب على العنف والتنمّر يعرض الآن Next بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء يعرض الآن Next رومانيا: مهرجان لحم الخنزير.. احتفال بالمأكولات التقليدية خلال موسم عيد الميلاد اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلبشار الأسدعيد الميلادأبو محمد الجولاني حزب اللهبنيامين نتنياهوسورياإيرانالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أعياد مسيحيةالحرب في سورياوقف إطلاق النارالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024