سفير واشنطن لدى الاحتلال: لم نطلب وقف الحرب رغم استهداف المدنيين بغزة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
نشرت مجلة "تايمز أوف إسرائيل" حوارا أجرته مع السفير "جاك لو" ناقش خلاله تأثير الحرب على إسرائيل وأهمية العلاقة مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى التوترات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، وأهمية الدعم الأمريكي للاحتلال في المستقبل وأثر الحرب على صناع القرار الأمريكيين الجدد.
وأفادت المجلة أنه تم ترشيح "جاك لو" سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل في أيلول/ سبتمبر 2023، قبل شهر من عملية طوفان الأقصى، وكانت فترته عمله، والتي تقترب من نهايتها مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قد شهدت العديد من الأزمات الشديدة.
وتحدث "لو"، 69 سنة، وهو يهودي متدين وذو خبرة واسعة، عمل مديرا للموازنة في عهد كلينتون وأوباما، ثم رئيسا للموظفين ووزيرا للخزانة، في حواره مع المجلة عن "صراعات إسرائيل ضد أعدائها وأهمية شراكتها مع حليفها العالمي الوحيد لضمان بقاء إسرائيل سالمة بعد الحرب الحالية، والتي اتسمت بتوترات حادة بين إدارة بايدن وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
دون أن يذكر نتنياهو بالاسم، أشار "لو" إلى ثلاث خلافات نشبت بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة بايدن، حيث بالغت الحكومة في توسيع "الاختلافات الخاصة والصغيرة" مع البيت الأبيض وجعلتها علنية، مما أدى إلى تداعيات إستراتيجية سلبية، مثل انتقاد الاحتلال للولايات المتحدة لسماحها بتمرير قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في غزة في آذار/ مارس، وسوء فهم الموقف الأمريكي حول العملية في رفح، وادعاءات حظر الأسلحة رغم عدم توقف أي شيء باستثناء شحنة واحدة من القنابل التي تزن 2000 رطل.
وذكرت المجلة أن "لو" أعرب عن أسفه لفشل الاحتلال في تقديم ردود فورية على الأحداث المتسارعة في غزة، مشيرا إلى أنه حث نظرائه الإسرائيليين مرارا على نشر المعلومات بسرعة لتصحيح التقارير غير الدقيقة.
وأوضح "لو" أن الرأي العام في أمريكا "لا يزال مؤيدا للاحتلال إلى حد كبير"، لكن بعد انتهاء الحرب، يجب القلق من أن ذاكرة الأجيال ستبدأ من هذه الحرب، مما يؤثر على صناع القرار في المستقبل الذين سيكونون قادة في السنوات الثلاثين أو الأربعين القادمة.
وأضاف "لو" أن "جو بايدن يعتبر آخر رئيس من جيله الذي تعود ذكرياته ومعرفته وشغفه بدعم إسرائيل إلى قصة التأسيس".
ودون ذكر نتنياهو بالاسم، تساءل "لو" عن نهج الحكومة تجاه غزة في مرحلة ما بعد الحرب، مشيرا إلى أنه لا بد من دور للسلطة الفلسطينية إذا لم ترغب إسرائيل في أن تصبح القوة الأمنية الدائمة في القطاع. كما أكد على الفوائد الإستراتيجية للتطبيع مع السعودية إذا تحركت إسرائيل جديا بشأن الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.
وزعم "لو" أن التطبيع مع السعودية لا يزال ممكنا، "لكن سيتطلب ذلك قادة هنا مستعدين لتحمل بعض المخاطر السياسية".
وأشار "لو" إلى أن بايدن "وقف مع إسرائيل خلال الأشهر الـ15 الماضية، في مواجهة معارضة شديدة في وسائل الإعلام وفي أجزاء من حزبه، وهو ما ساهم في جعل تحديه لإعادة انتخابه صعبا للغاية."
وبسؤال "لو" عن اعتقاده عما إذا كانت إسرائيل قد خاضت هذه الحرب بالطريقة الصحيحة، أم أن الانتقام قد سيطر عليها، قال "لو" إن إسرائيل في حالة صدمة، ولم تتجاوزها بعد، وأن الشفاء والإغلاق لن يتحققا حتى يتم حل قضية الرهائن.
قال "لو" إنه شعر بالصدمة عندما سمع دعوات لعدم إرسال أي مساعدات إلى غزة، بينما كانوا يتحدثون عن إطعام الأطفال الرضع والمدنيين الأبرياء، مشيرا إلى أن هذا يعكس الصدمة التي تعيشها إسرائيل، مضيفا أنه قضى وقتا طويلا في تشجيع الجانب العسكري على التصرف بحذر، وفي دعم إنشاء نظام بيروقراطي وأمني لضمان عدم الوصول إلى المجاعة أو سوء التغذية.
واعتبر "لو" أن تساؤلات الإدارة الأمريكية حول استهداف المدنيين من قبل الجيش الإسرائيلي حقيقية، وهناك تحقيق داخلي في الحوادث التي قد تكون قد سارت بشكل خاطئ ولم يتم الانتهاء منه بعد. وعندما يقول وزير الخارجية الأمريكي إن "هناك أسئلة بحاجة للإجابة، فهذا صحيح. في الجيش الإسرائيلي أيضا هناك أسئلة لم تُجب عليها بعد. لكن بشكل أساسي، لم نقل أبدا توقفوا عن الحرب".
وأضاف "لو" أن التحذيرات من توسيع الحرب كانت في بداية الحرب، عندما كانت غزة غير مستقرة والجيش الإسرائيلي في وضع صعب، وكان الجميع يتوقع مقاومة شديدة من حزب الله. كانت هناك نصيحة قوية، لكنها لم تعنِ أن حزب الله ليس هدفا مشروعا.
وزعم "لو" أن حزب الله وسع الحرب بهجومه على إسرائيل بدءا من 8 تشرين الأول/ أكتوبر. ولم تنتقد الولايات المتحدة إسرائيل على ضرباتها في جنوب لبنان طوال سنة تقريبا ضد حزب الله. وعندما قررت إسرائيل التصعيد ضد حزب الله في أيلول/ سبتمبر، كانت قد قلصت قدراته بشكل كبير على الحدود الجنوبية للبنان والشمالية لإسرائيل.
واعتبر "لو" أن الولايات المتحدة قدمت مصلحة الاحتلال في العديد من الخلافات مع الحكومة الإسرائيلية، والتي تم حلها مثل الهجوم على إيران والهجوم على رفح.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة امريكا غزة الاحتلال مجازر صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشیرا إلى حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي سابق: حرب غزة فشل استراتيجي مدوٍ لـ “إسرائيل”
#سواليف
أكد الوزير الإسرائيلي السابق حاييم رامون، أن #حرب_غزة بمثابة #فشل_استراتيجي مدوٍ لـ “إسرائيل”، داعيا إلى رؤية الحقيقة التي لا تزال مخفية خلف إنجازات #جيش_الاحتلال المزعومة.
وفي مقالة كتبها في صحيفة “معاريف” العبرية، قال رامون: “لا تدعوا الإنجازات التكتيكية لجيش لاحتلال الإسرائيلي تخفي الحقيقة المرة. فلا تزال #حماس تسيطر على معظم الأراضي وعلى السكان وتحتفظ بالأسرى الإسرائيليين، وتستمر في إطلاق #الصواريخ، ويؤدي هذا إلى نزيف دماء جنودنا”.
وأضاف: “فشلت هيئة الأركان والمجلس الوزاري للحرب في تحقيق الهدف الرئيسي للحرب، وهو الإطاحة بحكم حماس وتدمير قدراتها العسكرية وتحرير #الأسرى، ولو قالوا لنا في بداية الحرب، إنه بعد حوالي ثلاثة أشهر من القتال ستكون هذه هي الحقيقة ما كان أحد منا سيصدق أن هذا قد يحدث، والآن بعد 15 شهرا من القتال لم يتم تحقيق أي من أهداف الحرب”.
مقالات ذات صلة نواف سلام يفوز في سباق رئاسة الحكومة اللبنانية 2025/01/13ولفت رامون إلى أن “إسرائيل ضربت حزب الله بشدة، ودمرت الوسائل الرئيسة للجيش السوري، وقضت على نظام الدفاع الجوي الإيراني، وأضعفت بشكل كبير السيطرة الإيرانية على المنطقة”، على حد زعمه، مستدركا: وهذه إنجازات استراتيجية هائلة، ولكن في قطاع غزة لا تزال حماس تسيطر على جميع المناطق التي لا يتواجد فيها جيش الاحتلال ولا تزال تحتفظ بقوة عسكرية كبيرة، وهي تنجح في إدارة القتال بشكل فعال ضد قواتنا”.
وتابع الوزير السابق: “فقط في شهر يناير، سقط 13 جنديا في القتال داخل القطاع، وأصيب العشرات بجروح خطيرة، ولا يزال بإمكان حماس إطلاق الصواريخ نحو أهداف إسرائيلة حتى الوقت الحالي كما لو أننا لا نشن حربا هناك منذ 15 شهرا”.
وشدد على أن “الإنجازات التي حققها جيش الاحتلال في ساحات القتال الأخرى تسلط الضوء فقط على عمق الفشل في القطاع. نعم، تعرضت حماس لضربة قاسية العام الماضي، وتم اغتيال قائدها يحيى السنوار والآلاف من مقاتليها، لكن حكمها المدني لا يزال ممتدا على كل القطاع، وقوتها العسكرية لا تزال تعمل، ويجب ألا تخفي الإنجازات التكتيكية المثيرة للإعجاب للجيش الحقيقة المرة: الحرب في القطاع هي فشل استراتيجي مدوٍ”.
وأكد أنه “يمكننا التأكيد بشكل قاطع أن الفشل الاستراتيجي في مواجهة حماس وهي أضعف أعدائنا لم يكن محتما.. هذا الفشل هو نتيجة لخطة استراتيجية خاطئة ولعجز القيادة العسكرية والحكومة في استخلاص الدروس واعتماد خطة بديلة”.
وأشار إلى أنه “في هذه الحرب، حددت الحكومة بالتشاور مع هيئة الأركان هدفا استراتيجيا رئيسيا صحيحا: تدمير دولة حماس، وهو هدف كان ينبغي تحقيقه منذ العام 2008 في عملية الرصاص المصبوب، لكن للأسف فشلت. ومنذ ذلك الحين كان يجب تحديد هذا الهدف بأنه هدف الحرب في كل عملية عسكرية في القطاع، ولكن للأسف لم يحدث ذلك حتى كارثة 7 أكتوبر، ولكن من البداية كانت خطة الحرب التي أعدتها هيئة الأركان غير قادرة على تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي”.
وأضاف: “الفشل الاستراتيجي المتوقع مسبقا كان نتيجة لخطأين رئيسيين: استراتيجية الدخول والخروج التي تم تحديدها للعمليات البرية، والمقاومة لإنشاء حكومة عسكرية مؤقتة في القطاع ولإشراف الجيش على المساعدات الإنسانية وتوزيع الخبز والمياه على السكان المدنيين”.
وتابع رامون: “يجب الإشارة إلى الخطأ الحاسم في أن هيئة الأركان رفضت بدء العمليات البرية في الشمال والجنوب في وقت واحد، وفقط في مايو – يونيو استولى جيش الاحتلال على محور فيلادلفيا والمعابر، بمعنى آخر أعدت هيئة الأركان خطة استراتيجية سمحت لحماس بالحصول على إمدادات مستمرة من الأسلحة والوقود والطعام دون عوائق لمدة سبعة أشهر.
وشدد على أن “رئيس الأركان هرتسي هاليفي هو المسؤول عن تشكيل استراتيجية الدخول والخروج، التي تقوم على خروج قوات الجيش من أي منطقة قتال فور انتهاء مهمة هزيمة قوات حماس هناك، ومن البداية لم يكن هناك أي منطق عسكري في هذه الاستراتيجية، لأنه كان واضحا أن حماس ستعود إلى أي مكان يتركه الجيش الإسرائيلي”.
ولفت إلى أن “الجنرالات الأمريكيين ذوي الخبرة شرحوا ذلك لقيادات الأمن لدينا، ولكن هؤلاء أصموا آذانهم عن سماعها. وجه الجنرال الأمريكي تشارلز براون، انتقادا غير مباشر لهيئة الأركان عندما أوضح أنه ليس فقط يجب عليكم الدخول حقا وتدمير العدو الذي تقاتل ضده، بل يجب عليك أيضاً السيطرة على الأرض ثم عليك تحقيق الاستقرار”.
وأكد أنه “في المناطق التي خرج منها الجيش بعد أن سيطر عليها أعادت حماس بناء قوتها بسرعة، واضطر الجيش للعودة للقتال فيها مرارا وتكرارا. حدث ذلك في الشجاعية، وفي الزيتون، وفي خان يونس، وبالطبع في جباليا حيث نخوض الآن معركة موسعة للمرة الثالثة! وذلك بعد أن أوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال في ديسمبر 2023 أن قواته أكملت السيطرة على مخيم اللاجئين في جباليا، وفكك الكتيبة الشمالية لحماس التي كانت تعمل في المنطقة”.
وشدد على أن “الفشل الاستراتيجي في القطاع تتحمل مسؤوليته ثلاث جهات رئيسية: رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، والوزير السابق يوآف غالانت، ورئيس الأركان هاليفي، حتى لو لم تكن هناك الكارثة الكبرى في 7 أكتوبر، كان يجب على الثلاثة أن يذهبوا إلى منازلهم بسبب فشلهم هذا”.