صرخة موجوع: فلننزع الشرعية عن حكومة بورتسودان اليوم.. فغدا لن يبقي فينا أحد
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
عبده الحاج
13 يناير 2025
شاهدت بعض المقاطع الفيديو، التي يقشعر لها البدن، من وحشيتها، وهي من البشاعة بحيث لا تستطيع أن تكمل مشاهدتها، ولا تجرؤ على ايزاء مشاعر غيرك بإرسالها لهم، فهي فوق الوصف، وفوق الاحتمال.. وهي كثيرة، وليس منا من لم يرى بعضها.. وقد تعودنا رؤية مقاطع مشابهة في السابق، ولكن ليس بهذه الكثرة، والتنوع في ضروب الوحشية!! وفي الغالب الاعم انه تم ترويجها لغرض، كما هو الحال في دائما.
ليس المقصود بهذا المقال تزجية الوقت، أو الترف الذهني، وانما هي محاولة للنظر لما يجري الان من انتهاكات بشعة بصورة مختلفة، فالكل يعلم اننا نحن المستهدفين في ثورتنا، وفي وطننا، وان الضحايا سيكونون بصورة كبيرة الناشطين والفاعلين، وخصوصا الشباب منهم، كما انهم سيستهدفون عرقيات بعينها، وفي الحالين هدفهم واحد، وسيزداد الأمر سوء ان تعامل الدعم السريع بنفس الطريقة، وهو أمر وارد جدا هذه المرة، فحينها ستكون تجربة رواندا جديدة، وربما ابشع، لا قدر الله، فلا عاصم لنا، الا ان احسننا التصرف، بأن نفعل عكس ما يريدوننا تماما، وأن نقلب السحر على الساحر.
أول ما يمكن ان نبدأ به، هو التوثيق بتجميع كل هذه المقاطع في مراكز توثيق معينة، بدلا عن تداولها، وأقترح ان تقوم الان، الشبكة السودانية لحقوق الانسان بعمل مجموعات واتساب، او صفحات على الانترنت، او ايميلات لهذا الغرض، وكلنا يقين بأن الشبكة ستحسن استخدام تلك المادة بأفضل من لجنة نبيل اديب، فهم مشهود لهم، بجانب أنهم على صلة بالمنظمات العالمية والدولية، ومن السهل عليهم الوصول اليها، ويمكن ان يبادر أي عضو من المجموعة بعمل وسيلة التواصل معهم والاعلان عنها في كل الصحف والوسائط، ليتم تزويدهم بالمقاطع والمستندات وشهادات الشهود.
يصادف السبت القادم 18 يناير، الذكرى السنوية لاستشهاد المفكر السوداني الأستاذ محمود محمد طه، وهو يصادف يوم حقوق الانسان العربي، واقترح ان تقوم الشبكة بالتواصل مع كل منظمات حقوق الانسان العربية، لتخصص احتفالها بالمناسبة هذا العام، لمناصرة قضية حقوق الانسان السوداني، وان يكون ذلك بمثابة البداية لعمل مشترك بينهم، يستمر حتى ينجلي الظلام الجاثم على صدور شعبنا.
أقترح أن يتجمع صناع المحتوى ويتوحدوا للقيام بدورهم في انتاج مقاطع بلغات مختلفة، مستعينين بمختصين في اللغات الاجنبية، تكون هذه المقاطع مؤثرة، وتصور بشاعة الجريمة، ليتم توزيعها على القنوات الإعلامية العالمية والإقليمية، وللجهات الحقوقية، ومراكز صنع القرار، وكل من يمكن ان يكون له دور في إيقاف هذه النار قبل ان تستشري، وتحرق البلاد بأكملها، واقترح ان يستمر انتاج هذه المقاطع بصورة يومية، ويتم تداولها على أوسع نطاق، وان يرسلها الطلاب في المراحل المختلفة، وفي الدول المختلفة لمعلميهم ولزملائهم، وان يرسلها كل شخص لزملاء العمل والأصدقاء، وفي المجموعات العامة، ووسائل التواصل المختلفة، وان تستمر الصرخة حتى يسمعها كل العالم ويتفاعل معها، وان نجعل من قضيتنا، قضية كل العالم، فليس في العالم اليوم ابشع مما يجري في بلادنا.
أيضا يمكن التنسيق بين الإعلاميين في مختلف الدول، لصياغة رسائل إعلامية موحدة، ومعدة بعناية لهذا الغرض، وللتواصل مع الصحف، والقنوات الفضائية المختلفة، لتسهم في الحملة الإنسانية، كما يمكن ان يقوم الصحفيين الاستقصائيين بالتوثيق للجرائم غير الموثقة بالصور، ليقوموا بتصويرها بقلمهم بصورة معبرة، ومؤثرة، لتتم ترجمتها للغات الرئيسية، ونشرها على أوسع نطاق.
الدبلوماسية الشعبية، هي الجزء الأكبر، والأكثر فعالية في هذا المجهود، وهي تتطلب تضافر كل الجهود، للتواصل مع مراكز صناعة القرار، على المستويين العالمي والدولي، والضغط عليها لاتخاذ مواقف إيجابية، وعملية لإنهاء الازمة في السودان، وبأسرع ما يمكن، ويمكن ان تكون البداية بمجرد تلميحات منهم بعقوبات على النافذين وكل المتورطين في الحرب، وخصوصا العقوبات الاقتصادية، فما عادت المحكمة الجنائية الدولية تخيفهم، فما أسهل الإفلات منها. يكون التواصل مع صناع القرار بصور فردية عبر الايميلات، او صور جماعية بتنظيم اللقاءات المباشرة مع ممثلين، وتسليمهم رسائل موحدة معدة بواسطة لجنة محتوى مركزية، بها ممثلين من كل الدول، على ان يستمر التواصل معهم والمتابعة المستمرة عبر مكاتبهم او بصورة مباشرة، فكل قضية لا تتم متابعتها ستموت، ويمكن ان يكون هنالك مركز عالمي للمتابعة مع مراكز الدول المختلفة، وذلك بغرض المتابعة والتنسيق.
يمكن عمل صفحة على الانترنت، للتوثيق ولتجميع الرسائل الإعلامية، والمحتوى الإعلامي، وكل ما من شأنه ان يخدم القضية، ليكون سهل الوصول اليه، وفي متناول الجميع، على ان يتم تجديد المحتوى بصورة مستمرة، حتى تظل القضية حية، وحاضرة في شتى المستويات، مع محاولة الترجمة لكل اللغات الرئيسية.
بالإضافة لما ورد اقتراحه يمكن ان يتم تنظيم الوقفات الاحتجاجية، في المدن العالمية المختلفة، بالإضافة الى وقفات حاشدة في مراكز اتخاذ القرار الرئيسية، بان يتوافد السودانيين من المناطق المجاورة لحشد أكبر عدد ممكن، وتتم دعوة وسائل الاعلام المختلفة، كما يمكن ان تشمل الوقفات الاحتجاجية مخاطبات وعرض أفلام وثائقية للانتهاكات، بجانب توزيع منشورات تصور المأساة، او إقامة عروض مسرحية لتمثيل تلك الجرائم، او ابتكار غيرها من الوسائل الفعالة لتحريك الضمير الإنساني العالمي.
نجاح أي عمل، يعتمد وبصورة كبيرة على الاعداد، والإخراج الجيدين، وهما لا يتأتيان الا بالتعاون، وتضافر الجهود، وليس من ثمة شيء يمكن ان يجمع الناس، ويوحد قلوبهم بأكثر من الملمات، وما أقسى ما يعانيه أهلنا في السودان اليوم، وما أبشع ما ينتظرهم غدا، ان لم تتصدى الاسرة الدولية كلها للظالمين، فنحن جزء من هذه الاسرة، ولنا عليها حقا بحكم الانتماء، فما نقوم به ليس تسولا، وانما حقا ينتزع انتزاعا، وكل حق لا يطلبه اهله، فهو ضائع، وكلما توحدنا.. كلما عظمت فرصة الاستجابة لنا، فلنتوحد خلف قضية أهلنا.. ولنترك خلافات الماضي جانبا، واياك أعنى يا جارة، فالتاريخ يُكتب الان، والمواقف تُسجل، فلنترك صفحة ناصعة، تشرفنا، وتشرف الأجيال القادمة، وسأختم بما يجب ان يبدأ به أي عمل ناجح، وهو انه لابد لن يتم وضع تصور متكامل يتضمن الأهداف والوسائل والجداول الزمنية، ولكن لأن الامر طارئ، فالعمل يبدأ فورا، وكل ذلك يلحق، ليُسَدِدِ، ويُكَمَّل.. فهدفنا هو اسقاط النظام، واستعادة المسار المدني الديمقراطي، والبداية يمكن ان تكون المناداة بإيقاف حملات الإبادة الجماعية، وإيقاف الحرب، ونزع الشرعية عن النظام الوحشي المستبد، ولكن يجب ان نتوسل لذلك بالوسائل الصحاح، ونتمنى ان توقظ المأساة الحالية ضميرنا، وان لا تمر كغيرها، مرور الكرام.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: التواصل مع ما یمکن یمکن ان
إقرأ أيضاً:
طردها ورفض ردها.. صرخة زوجة أمام محكمة الأسرة.. تفاصيل
تقدمت زوجة بدعوى قضائية إلى محكمة الأسرة بالقاهرة تطالب زوجها برد جهازها إليها بعد طردها من منزل الزوجية ورفض ردها.
وجاء في أوراق الدعوى أن الزوجة المدعية أقامت دعواها عقب التقدم بطلب لمكتب تسوية المنازعات الأسرية المختص التسوية النزاع والذي لم تسفر جهوده عن تسويته وديا بصحيفة موقعة من محام ، قيدت قلم كتاب المحكمة وأعلنت قانونا للمدعى عليه ، طلبت في ختامها الحكم بالزامه بأن يسلمها أعيان جهازها (المنقولات الزوجية والمصاغ الذهبي) والمبينة وصفا وقيمة بقائمة المنقولات الزوجية سند الدعوى والمملوكة لها على أن يكون ثمن المصاغ الذهبي بسعره يوم التسليم بحكم مشمول بالنفاذ المعجل وبلا كفالة، الزامه بالمصروفات ومقابل اتعاب المحاماة.
وأضافت الأوراق أن الطالبة زوجة للمعلن إليه بصحيح العقد الشرعي ، وقد زفت إليه بأعيان جهازها ومصاغها الذهبي المبينة بقائمة المنقولات ، والتي أقر فيها المعلن إليه بتعهده بالرد عند الطلب ، إلا أنه قام بطردها من منزل الزوجية واستولى على المنقولات والمصاغ دون حق ورفض ردها ، مما حداها للجوء للتسوية ثم إقامة دعواها..