اللجنة المركزية للشيوعي تربت على كتف آمال الزين
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
عبد الله علي إبراهيم
26 أبريل 2022
(عادت لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو 1989 إلى الواجهة بعد اتهامات تأخرت جداً من عضوها الفدائي المقدم شرطة عبد الله سليمان. ولولا مؤتمر عقده وجدي ميرغني دفاعاً عن اللجنة بدا من صمت ثوار المجد أن اللجنة بالفعل مما يستحيل الدفاع عن "حرمجتها". حتى صلاع مناع، المتهم في ذمته دون غيره، غاب عن مؤتمر وجدي بحجة أن النت عنده إما مضطرب أو مقطوع.
وفي هذا "الصمت كلاما". فليس مثل ثوار المجد من حمل على هذه اللجنة حملة دفتردارية قصر عنها حتى الفلول. وحين أسمعهم ليومنا يشكون لطوب الأرض من الكيزان الذين أشعلوا الحرب برأيهم للقضاء على الثورة أقول في نفسي: "ويل للمنافقين!". كانت ثورة ديسمبر 1- لجنة تمكين و2- لجان مقاومة وقد قضيتم عليهما قضاء مبرماً بيدكم لا بيد عمرو.
وهذه كلمة كتبتها في أعقاب تصريحات لآمال الزين، عضو مركزية الحزب الشيوعي، عن لجنة التمكين صبأت فيها حتى أنكرها حزبها ليصبأ هو بدوره وبطريقته الخاصة).
كان بيان الحزب الشيوعي في الزود عن آمال الزين، عضو اللجنة المركزية فيه، عن سقطتها المهنية والسياسية بمثابة تربيت على الكتف. فوافق البيان آمال على أن التهم بالفساد الموجهة لأعضاء لجنة التمكين (بعد تجميدها في أعقاب انقلاب 25 أكتوبر 2021) جنائية مكانها النيابة والقضاء. فقال الحزب إنها أصابت من الجانب القانوني إلا أن التعبير خانها في الجانب السياسي.
صمتَ الشيوعي عن بيان عيب آمال السياسي في قولها موضع النظر. ويبدو أن في الصمت “عدم” كلاما. فلا أعرف كيف يميز الماركسي بين الجنائي والسياسي في مثل شرطنا السياسي الذي تمحو فيه الثورة المضادة، ومن موقع النيابة والقضائية، كل أثر لثورة ديسمبر ووثيقة عهدها. ولا أعرف من أحسن تشخيص هذا الشرط السياسي مثل القيادي المركزي في الحزب كمال كرار. فقال من قريب في “السودان اليوم” إن إطلاق سراح قيادات النظام البائد سبقه إعادة الأصول والاموال وفك الحظر عن حسابات الفلول. فمسحت سلطة الانقلاب ما أنجزته لجنة التفكيك بـ(استيكة)”. وترد استيكة كثيراً في أحاديث كمال. فواضح أن كمال لا يرى جناية في شغل لجنة التفكيك طالما احتج على ما تقوم به دولة الانقلاب منذ 25 أكتوبر.
ولا تصمد التفرقة التي دفع بها الشيوعي لستر صاحبته في ظرف نظام للردة لأي ناظر ناهيك ممن تشرب الماركسية وجدلها من مثل “وحدة الأشياء”. فلو وجد النظام الفلولي العائد مراده لحاكم شباب التظاهرات جنائياً باقتلاع البلوكات والتتريس الذي يحول دون الناس ومآربهم. فهذا مطلب كثير من الفلول يريدون أن يجدوا لغبينتهم السياسية على الثورة المستمرة سكة جنائية غير اللاعب (السياسة) ليصدقهم الأغرار الواهمون مثل آمال الزين ولجنة الحزب الشيوعي المركزية.
وإذا فارق الشيوعي النظر للشيء في وحدته مع الأشياء من حوله فالثورة المضادة ماكثة عند وحدة الأشياء شديدة الاعتقاد فيها. وذكرني هذا بقول رأسمالي حيال تنكر ماركسيون كثيرون عن نهج الصراع الطبقي من جراء خيبة المنظومة الاشتراكية. قال الرأسمالي إنه ذو عقيدة راسخة في الصراع الطبقي. ويكفي أنهم انتصروا فيه ورموا بالطبقة العاملة في مزبلة التاريخ. فلم يعتقل نظام الردة الانقلابي أعضاء لجنة التمكين لتهم جنائية كما توهمت أمال وحزبها. فقد فشل النظام حتى الآن في توجيه هذه التهم المزعومة برشاقة قانونية كما تواتر في بيانات هيئة الدفاع عنهم.
وحقيقة الأمر فهم رهائن ليساوم به النظام الخائب المعزول. فبالله يا آمال وسائر الشيوعيين كيف لكم ايكال العدالة لنيابة وقضاء يجتمعان مع رئيس مجلس السيادة لدراسة الوضع القانوني من أعضاء لجنة إزالة التمكين، وتسريع الإجراءات الخاصة بهم. بل حدد البرهان لحضرات القضاة حضرات المستشارين ثلاثة أيام حسوما لتسريع تلك الإجراْءات. وما كان وراء هذا التهتك القانوني: الغرض هو أن يخرج المتهمون جنائياً، في قول آمال والحزب الشيوعي، ليلحقوا بالحوار الفلولي لاستنقاذ البلد من شفا هاوية انقلاب 25 أكتوبر. وعملها واضحة الفريق ياسر العطا، رئيس لجنة تفكيك نظام الثامن والتسعين المستقيل، بزيارته لرفاقه متهمي آمال الزين الجنائيين وطلبهم منهم أن “يحرروا” الحوار من معتقلهم لاستنقاذ الانقلابيين من أنفسهم.
قالت أمال في وجه من تعرضوا لسقطتها المهنية والسياسية ألا يشتموها، بل أن يجتهدوا في تبرئة ناسهم، أي ماس وجدي. وتبرئتهم كما هو واضح رهين بقبولهم الانقلاب عن يد وهم صاغرين، أي أن براءتهم بيد السلطة التنفيذية لا القضاء كما اعتقدت آمال ولجنتها المركزية في غرارة سياسية منقطعة النظير.
لغو أمال وحزبها يقع في سياق غل “جيني” في الشيوعيين ضد لجنة إزالة التمكين من يومها الأول. ولم أتأخر في كشف الغطاء عنه. فبربك اقرأ مطلب الشيوعيين الذي كتبوا به صائلين نهاية اللجنة التي يجلس قادتها في الحراسات بإثم الفساد: المطلب هو قيام لجنة مستقلة لمعرفة “مصير” الأموال والأصول المصادرة بواسطة ناس وجدي في لجنة التمكين.
حفر الشيوعيون بالإبرة للجنة التمكين ودفنوها بالكواريق كما سنرى.
ibrahima@missouri.edu
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی لجنة التمکین
إقرأ أيضاً:
هيلين براون بين التمكين والإثارة.. هل خدمت قضايا المرأة أم استغلتها؟
عندما تولت هيلين غورلي براون رئاسة تحرير مجلة Cosmopolitan في عام 1965، أحدثت ثورة في الإعلام النسائي، قدمت رؤية جديدة للمرأة العصرية، تمزج بين الاستقلالية المهنية والتحرر الشخصي، لكن أسلوبها التحريري أثار جدلًا واسعًا. فبينما اعتبرها البعض رائدة في تمكين النساء، رأى آخرون أنها ساهمت في تسليع المرأة وتعزيز الصورة النمطية عن الأنثى. فهل كانت براون نصيرة للمرأة، أم أنها استغلت قضاياها لتحقيق نجاح إعلامي؟
هيلين براون ورسالة “كوزموبوليتان” الجديدةقبل أن تتولى براون تحرير المجلة، كانت “كوزموبوليتان” مجلة تقليدية، موجهة لربات البيوت. لكن مع قيادتها، تغيرت توجهاتها بالكامل، فأصبحت تتحدث عن المرأة المستقلة، الجريئة، الناجحة، والتي تعيش حياتها بحرية بعيدًا عن القيود الاجتماعية. تناولت المجلة مواضيع مثل العمل، العلاقات، والجمال بطريقة غير مسبوقة، ما جعلها تحقق نجاحًا مذهلًا.
التمكين أم التسليع؟ وجهتا نظر متناقضتانرأى أنصار بركسرت المحظورات التي كانت تمنع النساء من الحديث عن حقوقهن في المتعة، العمل، والاستقلال المالي، وشجعت المرأة على السعي وراء طموحاتها دون الشعور بالذنب. كما أنها سلطت الضوء على أهمية التعليم، الوظيفة، والتحرر من الضغوط المجتمعية التي كانت تحصر النساء في أدوار تقليدية.
لكن في المقابل، انتقدها البعض بشدة، متهمين إياها بأنها لم تخدم قضايا المرأة بقدر ما عززت صورتها كسلعة. فقد ركزت المجلة على معايير الجمال والجاذبية الجسدية كأدوات للنجاح، ما ساهم في ترسيخ فكرة أن قيمة المرأة تكمن في مظهرها وقدرتها على جذب الرجال، بدلًا من مهاراتها وإنجازاتها.
المرأة بين الاستقلالية والضغوط الجديدةمع تحول “كوزموبوليتان” إلى منصة مؤثرة، أصبح هناك تناقض في الرسائل التي تنقلها للمرأة. فمن ناحية، شجعتها على تحقيق ذاتها، ومن ناحية أخرى، فرضت عليها معايير صعبة تتعلق بالجمال والأنوثة، ما خلق ضغوطًا جديدة لم تكن موجودة من قبل.
إرث هيلين براون.. نجاح إعلامي أم جدل مستمر؟لا شك أن تأثير هيلين براون على الإعلام النسائي لا يزال قائمًا حتى اليوم. فالكثير من المجلات والمواقع النسائية تبنت نهجها، ولكن مع تغيرات تناسب العصر الحديث. ومع ذلك، لا يزال الجدل مستمرًا حول إرثها: هل كانت صوتًا للمرأة القوية، أم أنها جعلت الحرية مجرد سلعة تباع في أغلفة المجلات؟.