عاطف عبدالله
أمريكا تحترق... هل يمكن أن ندعي أنه انتقام الله لما جرى ويجري في غزة ولبنان وسوريا، ولما لأمريكا من يد طولى فيه؟
حفلت وسائل التواصل الاجتماعي بكثير من التداخلات التي تتشفى فيما يحدث في ولاية كاليفورنيا من حرائق راح ضحيتها العشرات، وقضت على آلاف المنازل والأراضي والغابات، وهددت مئات الآلاف بالنزوح والتشرد.
إذا أخذنا بهذه الفرضية رغم بلاغتها ووجاهتها، فهل تنطبق على الحالة التي نحن بصددها (حريق كاليفورنيا)؟ خاصة بعد تصريحات وتوعد الرئيس ترامب بفتح أبواب الجحيم على غزة والمنطقة في حالة عدم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
يؤكد علماء النفس أن لدينا عقلين: عقل عاطفي وعقل تحليلي أو منطقي. في هذه الحالة، نجد كلا العقلين يتصارعان. فقوة المشاعر والتعاطف مع الفلسطينيين يدفعوننا نحو التشفي والارتياح لهذا الانتقام، سواء كان من الطبيعة أو من الله، من أمريكا التي نحملها كامل المسؤولية عما جرى لأهل غزة. لكن العقل المنطقي أو التحليلي، والذي يصعب تغييبه عند الكثيرين، يقول لنا شيئًا آخر: إن يد العدالة الإلهية ليست عمياء. فالله سبحانه لا يؤاخذ أحدًا بجريرة غيره، قال الله تعالى: “وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى” (الأنعام:164). بالتالي، فإن الآلاف من ضحايا هذا الحريق ليس لهم ذنب سوى تواجدهم في ذلك المكان والزمان الخطأ. منهم المسلم والمسيحي واليهودي واللاديني. صحيح أن غالبية قاطني ضاحية بيفرلي هيلز وباسيفيك باليسيدز كانوا من داعمي إسرائيل بالمال والعتاد، إلا أن من بينهم من كان متعاطفًا مع أهل غزة.
على سبيل المثال:
• النجم ميل جيبسون، صاحب المواقف المشهودة ضد الصلف الإسرائيلي.
• الممثلة والناشطة الإنسانية أنجلينا جولي، التي أصدرت بيانًا قالت فيه: "إن هجمات إسرائيل أدت إلى فقد أرواح بريئة في غزة، وأن أهلها ليس لديهم مكان يذهبون إليه".
• الممثلة سيلينا جوميز، التي نشرت رسالة عبر حسابها على إنستجرام تعاطفًا مع الفلسطينيين.
• عارضة الأزياء بيلا حديد، صاحبة الأصول الفلسطينية، التي عبرت عن معاناة الفلسطينيين على مدار سنوات.
• الممثلة سوزان ساراندون، التي دعت الأمريكيين للضغط على ممثليهم للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
• النجم مارك رافالو، الذي يظهر دعمه الثابت للشعب الفلسطيني.
كل هؤلاء النجوم، من قاطني كاليفورنيا، فقدوا بيوتهم وأموالهم. فهل ما يجري في كاليفورنيا من كوارث يستدعي التعاطف؟ الإنسانية والأخلاق لا تتجزأ. فكما تعاطفنا مع أهل غزة لأسباب إنسانية وأخلاقية، يجب أن نتعامل بالمثل مع أهل كاليفورنيا في هذه النكبة الطبيعية. يجب ألا يتراجع عقلنا المنطقي لصالح العقل العاطفي، وألا ننسى ذلك الكم الهائل من الجمال والإبداع الذي قدمته لنا هوليوود المنكوبة. صحيح أن هناك الكثير من الغثاء في إنتاج السينما الأمريكية، لكن لا أحد ينكر تقدمها وفضائلها على هذا الضرب من الفنون.
إنني أدعو الله وأصلي من أجل المنكوبين من مواطني كاليفورنيا، وأدعو الله أن يرفع عنهم البلاء ويرسل لهم فرجه من عنان السماء.
عاطف عبدالله
14/01/2025
atifgassim@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
شبكات الكهرباء بـ أمريكا في مرمى النيران بسبب حرائق كاليفورنيا
تبادلات الاتهامات بين المسؤلين بشركات ادارة وصيانة شبكات نقل الكهرباء حول حرائق كاليفورنيا، بسبب الاهمال الشديد في عمليات الصيانة، وتشير الادلة أن شركات الكهرباء قد تكون مسؤولة عن كارثة الحرائق بحسب فحص كاميرات المراقبة بعددا من الأماكن، كما أن الشركة المسؤولة عن شبكة الكهرباء في المنطقة، لم تتخذ الإجراءات الوقائية الكافية لمنع وقوع الكارثة، والتي حذرت منها الصحف الامريكية قبل وقوعها بأيام .
وتتزايد الاتهامات لشبكة الكهرباء في إشعال الحرائق ما يعرف بـ"حريق إيتون" المدمر، ووثقت شركة "ويسكر لابس"، المتخصصة في مراقبة شبكات الكهرباء الأمريكية، سلسلة من الأحداث المقلقة التي سبقت اندلاع الكارثة مباشرة
وكشفت بيانات الشركة عن تسجيل عدة حالات خطيرة من تلامس خطوط الكهرباء ذات الضغط العالي مع الأشجار والنباتات الجافة، مما أدى إلى تطاير الشرر في ظروف مناخية بالغة الخطورة، كما أنَّ أجهزة المراقبة سجلت استمرار تدفق التيار الكهربائي في العديد من المناطق عالية المخاطر.
ورغم التحذيرات المتكررة من هبوب رياح عاتية قد تتسبب في سقوط الأبراج أو تلامس الخطوط مع النباتات المحيطة.
ضبط 772 قضية متنوعة لسرقة الكهرباء وزير الكهرباء: القطاع الخاص شريك رئيسي في تنفيذ استراتيجية الطاقات المتجددة وزير الكهرباء يبحث إضافة 500 ميجاوات من الرياح و300 ميجاوات ساعة من تخزين البطاريات رفع كميات الغاز الطبيعي الموردة لمحطات الكهرباء خلال صيف 2025 طرق ترشيد استهلاك الكهرباء وخفض قيمة الفواتير "مستشفي الكهرباء"بألماظه توضح ملابسات واقعة وفاة إحدى السيدات نقل الكهرباء توقع عقد مع تحالف النماء للمقاولات العامة و"الجيزة باور" وزير الكهرباء يستعرض مشروعات الخطة المستقبلية بهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة
وأشار عددا من الصحف الأمريكية، إلى أن المأساة كانت تلوح في الأفق قبل وقوعها بساعات، إذ أطلقت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات شديدة اللهجة من رياح "سانتا أنا"، وهي رياح موسمية معروفة بقوتها وجفافها في ولاية كاليفورنيا، كما أنها قد تصل سرعة هذه الرياح إلى نحو 160 كيلومترًا في الساعة في منطقة ألتادينا وجبال سان جابرييل المحيطة بها.
وشددت التحذيرات بشكل خاص على خطورة هذه الرياح على شبكة الكهرباء، محذرة من احتمال سقوط الأبراج أو تلامس الخطوط مع الأشجار المحيطة.
وأصدرت شركة ساوثرن كاليفورنيا إديسون بيانًا رسميًا، قالت فيه إنها اتخذت إجراءات وقائية مسبقة، مؤكدة أنها قطعت التيار الكهربائي عن المناطق عالية المخاطر قبل اندلاع الحريق، إلا أن هذه المعلومات الواردة في بيان الشركة سرعان ما تم دحضها من خلال البيانات التي جمعتها شركة "ويسكر لابس"، والتي أظهرت أن العديد من المنازل في منطقة الحريق كانت لا تزال متصلة بالتيار الكهربائي وقت اندلاع النيران في نحو الساعة 6:15 مساءً.
وفي تطور لافت، قدمت الشركة تقريرًا إلى لجنة المرافق العامة تدعي فيه أنها لم تسجل أي اضطرابات أو مشكلات في خطوط نقل الكهرباء حتى ساعة بعد وقت البدء المبلغ عنه للحريق، إلا أن هذا الادعاء يتناقض مع الأدلة والشهادات التي جمعتها واشنطن بوست، والتي تؤكد وجود مشكلات متعددة في شبكة الكهرباء قبل اندلاع الحريق.
وكشف تقرير حديث صادر عن مكتب المحلل التشريعي في الولاية عن حقيقة صادمة، وهي أن تكاليف الحرائق المرتبطة بشبكات الكهرباء أصبحت تشكل نحو 13% من فواتير المستهلكين الشهرية، بعد أن كانت نسبة ضئيلة للغاية قبل عام 2019.