تعرضت قرية كمبو طيبة في محلية ام القرى بولاية الجزيرة لاعتداءات متواصلة من قبل قوات تتبع للجيش والمليشيات المتحالفة معها ، حيث أسفرت هذه الاعتداءات منذ 9 يناير 2025 عن مقتل 13 شخصًا، بينهم طفلان، واعتقال عدد من المدنيين، من بينهم نساء. تأتي هذه الاعتداءات في سياق حملات عرقية ومناطقية تستهدف مكونات مجتمعية في ولاية الجزيرة تتهم بالتعاون مع الدعم السريع ، وخاصة سكان قرى الكنابي، الذين يتعرضون لتحريض ممنهج من خلال خطابات كراهية وتجريم تزعم تعاونهم مع قوات الدعم السريع، التي كانت تسيطر على المنطقة لأكثر من عام.

هذه الخطابات المدفوعة بمواقف عنصرية وغير قانونية، تعزز مناخًا عامًا للكراهية والعنف ضد هذه المجتمعات، مما يفاقم التوترات الاجتماعية ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

إن هذه الانتهاكات تتضمن القتل خارج نطاق القضاء، والتصفية، والاحتجاز غير المشروع، والخطف، فضلاً عن الإذلال الجسدي والمعنوي، والتعذيب، بما في ذلك الضرب الوحشي للمدنيين أثناء الاعتقال. هذه الجرائم تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وتُعد جريمة ضد الإنسانية وفقًا للقانون الدولي. الادعاءات بتعاون المدنيين مع قوات الدعم السريع لا تستند إلى أي دليل قانوني أو مادي، حيث كانت قرية كمبو طيبة خالية تمامًا من أي مظاهر عسكرية أو نشاط مسلح، مما يجعل هذه الهجمات غير مبررة. استهداف المدنيين في هذا السياق يعد انتهاكًا لحقوقهم الأساسية في الحياة، الأمان الشخصي، والحرية، وهي حقوق محمية بموجب العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، واتفاقيات جنيف لعام 1949، فضلاً عن القوانين الوطنية والدولية التي تحظر استهداف المدنيين في النزاعات المسلحة. كما تُعد هذه الهجمات جريمة حرب وفقًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يفرض التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين ويحظر استهدافهم.

إن هذه الانتهاكات لا تقتصر على التعدي على حقوق الإنسان الفردية فقط، بل تهدد استقرار المجتمع وتساهم في تعزيز دائرة العنف والكراهية. نُدين هذه الانتهاكات بأشد العبارات ونحذر من استمرار التحريض وخطابات الكراهية التي تستهدف السكان المدنيين في ولاية الجزيرة. نطالب بوقف فوري للهجمات ضد المدنيين .

*13 يناير 2025*
*#إعلام محامو الطوارئ*
*#الجزيرة مدني*  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ما أهمية استعادة الجيش السوداني لود مدني عاصمة ولاية الجزيرة؟

الخرطوم- أثار إعلان الجيش السوداني، اليوم السبت، استعادته مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة من قوات الدعم السريع سؤالاً مهماً بشأن ما يعنيه هذا التقدّم العسكري.

وأصدر مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني بياناً صحفياً هنأ فيه الشعب السوداني بتحرير المدينة، وقال إن "القوات المسلحة والقوات المساندة لها تتقدم بعزيمة وإصرار في كل المحاور لتنظيف كل شبر دنّسته مليشيا آل دقلو الإرهابية في البلاد"، وأنهم يعملون الآن على نظافة جيوب المتمردين داخل المدينة وفق ما جاء في البيان.

واعتبر محللون عسكريون ومحتفلون بتقدّم الجيش في مدن السودان المختلفة دخول الجيش لمدينة ود مدني بمثابة "تحرير شهادة وفاة" لقوات الدعم السريع وبداية لهزيمتها وكسر شوكتها بشكل كامل، بينما قللت الدعم السريع في أول تعليق لها للجزيرة نت من أثر استعادة الجيش للمدينة.

وقال مستشار قائد قوات الدعم السريع عمران عبد الله حسن للجزيرة نت إن "حقيقة الحرب هي كر وفر، وقد خسرت قوات الدعم السريع معركة، ولم تخسر الحرب"، وأضاف إن "سقوط ود مدني لا يغيّر في الواقع شيئاً، وهناك الكثير من المفاجآت القادمة"، نافيا أن تكون خسارتهم قاصمة لظهر قواتهم، وقال إنهم "مستمرون في المعارك، وسيكون النصر حليفهم".

إعلان بداية النهاية

قال رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب للجزيرة نت إن "استعادة مدينة ود مدني يمثل بداية النهاية للعدو الغاشم الظالم المغتصب" وفق تعبيره، وأضاف أنها تعني الكثير ماديا ومعنويا للقوات المسلحة، ومن قبلها للشعب السوداني "الذي ضرب الأمثلة بوقفاته خلف، بل أمام القوات المسلحة".

وأفاد بأن مجريات المعركة وسيرها بهذه الوتيرة المنتظمة يؤكد أن "الخطة التي وضعت قد تم تنفيذها بجدارة، وأصبح التحرير الكامل لولاية الجزيرة وغيرها قادما وقريبا، بعد أن انكسرت إرادة العدو وبدأ بالهروب وهو يجرجر أذيال الخيبة والهزيمة".

وأكد هاشم أن "الشعب السوداني قدّم درسا لكل من وقف مع العدو في الداخل والخارج" ، وأضاف قائلا إن "هذا الانتصار الكبير في حرب الكرامة، وقبلها العديد من المعارك في هذه الحرب المفروضة على الشعب السوداني، ستكون دروسا تدرّس في مناهج المدارس والمعاهد العسكرية في الداخل والخارج".

كما أوضح أن القوات المسلحة قامت بوضع خطة محكمة، اشتركت في تنفيذها وحدات القوات المسلحة البرية والجوية والبحرية، والقوات الخاصة وقوات جهاز الأمن والمخابرات وقوات الشرطة، والمجاهدون والمستنفرون من أبناء الشعب السوداني.

ومن داخل مدينة ود مدني، قال رئيس حركة تحرير الجزيرة الصادق آدم عمر للجزيرة نت إنهم يؤكدون انهيار قوات الدعم السريع، وأوضح أن "الانهيار بدأ منذ أول طلقة، حيث تعامل الجيش السوداني باحترافية عالية وتوحّد كل الشعب خلفه تحت شعار: جيش واحد شعب واحد".

وأشار إلى أن استعادة الجزيرة تعني "عودة الأمل والحياة إلى كل الشعب السوداني، فالجزيرة الخضراء هي قلب السودان النابض" على حد تعبيره، وأضاف في حديثه للجزيرة نت "ما رأيناه اليوم في الميدان من فرار كل المليشيا وترك عتادھا، مخلفة قتلاھا من ورائھا غارقين في دمائھم، يؤكد أن شهادة وفاتها قد حُرِرت من أرض الجزيرة الخضراء".

إعلان تأثيرات مباشرة

اعتبر الخبير العسكري العميد جمال الشهيد استعادة الجيش لمدينة ود مدني يعد أمرا ذا أهمية إستراتيجية، سواء من حيث الموقع الجغرافي للمدينة أو من حيث أهميتها الاقتصادية والاجتماعية، وأن "استعادة السيطرة عليها تعني تحسّن الوضع الأمني في المنطقة، وتعزيز السيطرة على المناطق المحيطة بها".

وتوقع في حديثه للجزيرة نت أن يكون لاستعادة الجيش لود مدني تأثير إستراتيجي وعسكري بتأمين خطوط الإمداد للقوات المسلحة، "مما يسهل من تحركاتها ويعزز من قدرتها على تنفيذ عمليات أخرى، ويضع المزيد من الضغط على الخصم، بشكل قد يدفعهم إلى إعادة النظر في إستراتيجياتهم أو البحث عن حلول سياسية".

وقال إن "نجاح الجيش في تحرير ود مدني يساعد في تعزيز الأمن القومي، ومنع تمدد الصراعات في مناطق أخرى، وسيعجل بعودة النازحين إلى ديارهم"، وأضاف أنه أيضا "يعزز من موقف الحكومة في أي مفاوضات سياسية مستقبلية، ويزيد من مصداقيتها أمام المجتمع الدولي، ويشجع على الحوار السياسي، بدفع الأطراف المختلفة للعودة إلى طاولة المفاوضات، بحثًا عن تسوية سياسية للنزاع".

ولم يستبعد الشهيد كذلك أن يكون لاستعادة ود مدني تأثير اقتصادي، بعودة الأنشطة والأسواق والمشاريع الاقتصادية في المدينة التي تُعتبر مركزًا اقتصاديا مهما، خاصة القطاعات الزراعية والتجارية، وإعادة ترميم البنية التحتية المتضررة مثل الطرق والمرافق الصحية والمؤسسات التعليمية.

وقال الخبير العسكري إن "انتصار الجيش الكبير يعزز من استقرار الدولة بشكل عام، ويرفع الروح المعنوية للجيش وللقوات الداعمة له وللسكان المحليين، الذين يرون في هذا التحرير خطوة نحو الاستقرار واستعادة الحياة الطبيعية تدريجيا، ويشجع على مواصلة العمليات العسكرية في مناطق أخرى، مما قد يؤدي إلى مزيد من النجاحات والانتصارات".

إعلان

وأكد أن فقدان الدعم السريع سيطرته على مدينة بحجم وأهمية ود مدني قد يؤدي إلى إضعاف قدراتهم العسكرية والمعنوية، "وسيكون لهذا الانتصار تأثير على التوازن السياسي في البلاد، سواء من حيث تعزيز موقف الحكومة أو الجيش في أي مفاوضات مستقبلية".

يذكر أن قوات الدعم السريع كانت قد استولت على مدينة ود مدني في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قبل أن يستعيدها الجيش مجددا اليوم، كخطوة جديدة من خطوات تقدم القوات المسلحة السودانية وملاحقتها للدعم السريع، حيث استعادت من قبل كلا من مدن سنار، وسنجة، والدندر، والسوكي، وأم القرى، والشبارقة، وأحياء كثيرة بالعاصمة الخرطوم وغيرها.

مقالات مشابهة

  • «محامو الطوارئ» تحمّل الجيش السوداني والمجموعات الموالية له مسؤولية «الجرائم المروعة» بودمدني
  • القوات المسلحة تدين التجاوزات الفردية التي جرت مؤخراً ببعض المناطق بولاية الجزيرة عقب تطهير مدينة ود مدني
  • كباشي يعقد اجتماعا مع قادة الفرق العسكرية بمحور الجزيرة
  • «الكباشي»: القوات المسلحة تعول على المواطنين في تحرير البلاد
  • الحملة الشعبية لإدانة مليشيات الدعم السريع منظمة إرهابية تؤكد وقفتها الثابتة خلف القوات المسلحة
  • الجيش السوداني يشن هجوما مدفعيا وبالمسيرات على مواقع لميليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعثر على أسلحة إماراتية في ود مدني بعد طرد الدعم السريع
  • وزير الداخلية يهنئ بمناسبة استرداد حاضرة ولاية الجزيرة مدينة ود مدني
  • ما أهمية استعادة الجيش السوداني لود مدني عاصمة ولاية الجزيرة؟