مصر تشعل فتيل الهيمنة في السودان..فلتكفّي أذاكِ عنا! لستِ أخت بلادي!!
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تتزايد التحركات المصرية في السودان بشكل ملحوظ تحت شعارات دعم الاستقرار والحفاظ على وحدة الأراضي السودانية لكن القراءة المتأنية للمشهد تكشف عن أبعاد استراتيجية تتجاوز الدعم المعلن لتدخلات تمثل خرقاً واضحاً للسيادة السودانية هذه التحركات التي تصبغها مصر بالصبغة الدبلوماسية تستبطن أهدافاً سياسية واقتصادية وأمنية تسعى من خلالها إلى فرض نفوذها على السودان واستغلال الأزمة الداخلية لتحقيق مكاسب إقليمية
البيان المشترك الصادر عن مصر وإريتريا والصومال يكشف بوضوح عن نوايا تتجاوز المعلن في تعزيز التعاون الإقليمي إلى ما يمكن اعتباره تدخلاً غير مبرر في الشأن السوداني تحت ذريعة الحفاظ على وحدة الأراضي السودانية والدفاع عن مؤسساتها الوطنية البيان الذي يروج لأهداف التعاون الأمني والدعم الفني يتجاهل تعقيدات الواقع السوداني ومطالب أطراف النزاع بالحل السياسي الداخلي ويؤكد على دعم جيش البرهان بكتائب البراء الداعشية بشكل مباشر ما يعكس انحيازاً واضحاً يعمق الانقسامات ويهدد بتفاقم الأزمة
الاجتماعات المتكررة التي تعقدها القاهرة مع أطراف إقليمية تحت مزاعم تعزيز الأمن والتعاون لا تعدو كونها محاولات لتمهيد الطريق لتدخلات أكثر عمقاً في الشأن السوداني ؛ وفي وقت يحتاج فيه السودان إلى حلول داخلية وسودانية خالصة تتجاهل مصر بشكل واضح مطالب الأطراف السودانية في الحوار الوطني وتوجه طاقاتها لدعم جيش البرهان كمحاولة لاستعادة السيطرة لصالح حلفائها داخل السلطة
يبدو واضحاً أن الدور المصري في السودان ليس إلا امتداداً لاستراتيجية أوسع تسعى من خلالها القاهرة إلى تأمين مصالحها الاقتصادية والتحكم في ملف النيل الذي يمثل أولوية استراتيجية لها وهذه الحسابات تجعل من التدخل المصري في السودان خطوة محفوفة بالمخاطر تهدد ليس فقط الاستقرار السوداني بل أيضاً الأمن الإقليمي بأكمله
إصرار مصر على لعب هذا الدور الأحادي يعكس تجاهلاً تاماً للأصوات السودانية التي تطالب بحل سياسي داخلي يراعي مصالح الشعب السوداني بدلاً من أن فرض حلول خارجية عليه تخدم أجندات إقليمية ودولية وبات واضحاً أن تحركات القاهرة في السودان ليست إلا محاولة لبسط هيمنتها على المنطقة تحت ستار دبلوماسي زائف يعجز عن إخفاء أطماعها الحقيقية
lanamahdi1st@gmail.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
رئيس تحرير التيار السودانية: انهيار الدعم السريع كان متوقعا والجيش حسم المعركة
أكد عثمان ميرغني، رئيس تحرير جريدة التيار السوداني، أن استعادة الجيش السوداني للقصر الجمهوري، البنك المركزي، جهاز المخابرات العامة، ومتحف السودان تعني عمليًا أن السيطرة على العاصمة الخرطوم باتت شبه كاملة، ولم يتبق سوى جيوب صغيرة من قوات الدعم السريع، التي وصفها بأنها في حالة انهيار كامل.
أوضح ميرغني، خلال مداخلة ببرنامج "ملف اليوم"، ويقدمه الإعلامي كمال ماضي، على قناة "القاهرة الإخبارية"،
أن التحول السريع في المشهد العسكري لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة إعداد مسبق وعمل مخطط له بعناية، مشيرًا إلى أن الجيش اتبع تكتيك "الضرب في العظم"، ما أدى إلى انهيار قوات الدعم السريع دفعة واحدة.
وأضاف أن المعركة الفاصلة كانت في "جبل مويا"، حيث بدأ الجيش السوداني الزحف التدريجي المدروس، انطلاقًا من مدينة مدني، ثم إلى ولاية الجزيرة، وصولًا إلى قلب الخرطوم.
أبرز ميرغني أن المفاجأة الحقيقية لم تكن فقط سقوط القصر الجمهوري، بل استعادة كل المقار الحكومية الاستراتيجية وسط الخرطوم خلال 12 ساعة فقط، وبأقل الخسائر الممكنة.
خلافًا لما يعتقده البعض، توقع ميرغني أن تكون المعركة في دارفور أقصر وأقل تعقيدًا من الخرطوم، مشيرًا إلى أن احترافية الجيش السوداني وذكائه العسكري سيؤديان إلى حسم سريع، ربما بشكل يفاجئ الجميع.