سلاح دروز السويداء... العقدة المنيعة في وجه سوريا الجديدة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
بينما تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى إحكام سيطرتها على مختلف المحافظات السورية، تبقى السويداء استثناءً لافتاً، عصيّاً على محاولات الإخضاع بالسلاح. هذه المحافظة، التي لطالما عُرفت بمواقفها الصلبة والمستقلة، تواجه محاولات متكررة لدخول القوات الأمنية إليها، لكن دون جدوى. وعلى الرغم من أن الأهالي يرفضون اللجوء إلى القوة كخيار أول، إلا أنهم يظهرون استبسالاً في الدفاع عن مطالبهم، مهددين بالمطالبة بالفيدرالية إذا ما أصر النظام الجديد على استخدام العنف ضدهم.
وعلى الرغم من توجّه النظام الجديد، بحسب قائده أحمد الشرع، نحو حلّ كافة الفصائل، ونزع السلاح وحصره بالدولة فقط، يبقى موضوع السلاح داخل محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، محط جدل وتساؤل، إذ إنّ هناك خصوصية لهذه المحافظة التي كان لها جولات كبيرة مع اللحظات المفصلية التي عاشتها سوريا، بدءًا من المظاهرات، وصولا إلى دخول المجموعات المسلحة الارهابية، وانتهاء اليوم مع سقوط النظام، لا تزال المرجعيات الروحية الموجودة هناك متشبثة بموقفها، والذي يتلخص بأنّ وقت الكلام عن تسليم السلاح الدرزي "مبكر" جدًا.
مصدر سوريّ متابع أشار لـ"لبنان24" أنّ موقف الطائفة واضح، فلا تسليم للسلاح طالما أنّ النظام الجديد يريد استخدام أساليب شبه ملتوية في التعامل مع دروز السويداء، لافتًا إلى أنّه على الرغم من تأكيد الادارة الجديدة أن النظام الذي يتم العمل عليه سيكون مختلفًا عن النظام السابق، أي يتعلق فقط بسوريا المؤسسات وليس سوريا الطائفية والمقسمة، فإنّ العمل على الأرض أثبت العكس، وأبرزها كانت محاولة قوات أمنية تابعة للقوات السورية الجديدة الدخول إلى السويداء عشية رأس السنة الجديدة، حيث اعتبر المصدر أن هؤلاء حاولوا استغلال انشغال الناس بالاحتفالات، إلا أنّ المحاولة باءت أيضا بالفشل.
ويقف دروز سوريا، بقيادة مرجعيتهم الروحية المتمثلة بالشيخ حكمت الهجري، على مفترق حاسم بين التمسك بالهوية الوطنية والمخاوف من تجاهل حقوقهم في النظام الجديد. فعلى الرغم من دعوتهم المتكررة للحوار، الذي يرونه السبيل الأمثل لتحديد موقعهم في سوريا الجديدة، تبقى الهواجس قائمة بانتظار الدستور الجديد وما سيحمله من ضمانات تحفظ خصوصيتهم الدينية والاجتماعية. وفي هذا السياق، تبرز ضغوط إقليمية إضافية، إذ تعمل إسرائيل، مستغلةً حالة الغموض السياسي في سوريا، على مد نفوذها نحو القرى الدرزية الحدودية، محاوِلةً إغراء مشايخ العشائر بالولاء لها عبر وعود بتحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية. هذه المحاولات تهدف إلى خلق منطقة عازلة تخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية، ما يضع دروز سوريا أمام تحدٍ مزدوج: الحفاظ على هويتهم الوطنية في وجه ضغوط النظام من جهة، ورفض الانزلاق نحو التبعية لأي جهة خارجية من جهة أخرى، ومن هنا يقول المصدر:" هذا المشهد يعكس حالة التوتر التي تعيشها السويداء كجزء من لوحة أوسع تتشابك فيها المصالح الإقليمية والمحلية، ليبقى السؤال: هل ستتمكن الإدارة السورية الجديدة من طمأنة هذه الطائفة، أم ستفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيداً؟".
بالتوازي، أثار المصدر مسألة الدخول عنوة إلى السويداء، متسائلا عن سبب عدم تنسيق قوات هيئة تحرير الشام مع القيادات الدرزية الموجودة في المحافظة، خاصة الأمنية منها، مشيرًا إلى أنّ هكذا أفعال من شأنها أن تؤجّج الشارع الدرزي بكامله، وهو ما قد يدفعه إلى المطالبة بالفيدرالية، وهذا ما لا يريده أصلاً المكون الدرزي، الذي يطمح إلى المحافظة على دماء الشهداء الذين سقطوا من خلال تأسيس دولة سورية جامعة بكافة المكونات والأطياف، وحافظة في الوقت نفسه بدستورها حقوق الأطراف من دون أي تمييز.
الخوف الأردني
ومنذ اندلاع الحرب السورية، كانت للأردن النصيب الكبير من المواجهات ضدّ الخارجين عن القانون الذين استغلوا نفوذ النظام السوري السابق ونفوذ بعض الشخصيات داخله. وقد هدد النظام السابق السويداء مراراً باستخدام القوة، مما عمّق حالة التوتر بين هذه المنطقة والإدارة المركزية في دمشق، وخلق تداعيات سلبية أثّرت بشكل مباشر على الأردن، الذي كان يواجه في الوقت نفسه تحديات متعددة على حدوده الشمالية.
ووفقاً للمصدر فقد أكّد لـ "لبنان24"، أن السويداء تمثل اليوم فرصة جديدة للنظر في سياسات النظام السوري الجديد تجاهها، خاصة بعد أن أثبتت السياسات السابقة فشلها. فبينما استقبل الجيش الأردني اللاجئين السوريين بحفاوة إنسانية لافتة، وجد نفسه في حالة حرب مستمرة مع عصابات تهريب المخدرات والجريمة المنظمة التي اخترقت الحدود من هذه المنطقة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجنود الأردنيين شهداء خلال هذه المواجهات.
وظلّت السويداء في قلب التحديات التي واجهت النظام السوري، حيث دفعت سياسات الإهمال السابقة الأهالي إلى الشعور بالتهميش، وزادت من احتمالية المطالبة بحلول سياسية جذرية، كالفيدرالية أو حتى الاستقلال. هذه المنطقة، التي تتمتع بخصوصية دينية وثقافية، لعبت دورًا تاريخيًا في النسيج الوطني السوري، لكنها تحمل اليوم مخاوف مشروعة تجاه النظام الجديد، وإن معالجة هذه المخاوف تبدأ من صياغة دستور جديد يضمن حقوق السويداء وسكانها، ويرسّخ مبادئ المساواة والعدالة. كما أن تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، من خلال دعم مشاريع تنموية وفتح قنوات للحوار المباشر، سيشكل خطوة أساسية لتجديد الثقة بين السويداء والنظام الجديد. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: النظام الجدید على الرغم من
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: الدول الغربية تضع أزمة اللاجئين أمام الحكومة السورية الجديدة
كتب- حسن مرسي:
قال أحمد قاسم الخبير السياسي المهتم بالشأن السوري، إن الثورة السورية نجحت في إسقاط نظام حكم عائلة الأسد، بعد أكثر من ثلاثة عشر عامًا من القتل والمعاناة، وسقط خلال هذه الثورة العديد من الضحايا، وهُجر الملايين من بيوتهم وقراهم ومدنهم، ووصل عدد المهاجرين السوريين المقيمين في أوروبا ما يقارب الخمس ملايين سوري.
وأضاف "قاسم" في تصريحات على فضائية الحدث اليوم، أن الرئيس المخلوع بشار الأسد لم يكد يغادر الأراضي السورية حتى بدأت التساؤلات تتوالى بشأن مصير اللاجئين السوريين في أوروبا، وتزايد القلق بشكل خاص بعد أن قامت عدة دول في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا، بتجميد دراسة الطلبات الجديدة للجوء التي قدمها المواطنون السوريون في مختلف دول الاتحاد.
وتابع أن الأمر يشير إلى سعي الدول الأوروبية لتنفيذ "برنامج إعادة ترحيل وإبعاد منظم" إلى سوريا، الأمر الذي كشفته بعض الصحف الغربية، حيث أكدت عرض بعض الحكومة الغربية "مكافأة عودة" تبلغ ألف يورو على اللاجئين السوريين للعودة إلى وطنهم، هذا ما يعكس تحولًا في سياسة التعامل مع اللاجئين بعد سقوط النظام السابق.
وأكد الخبير السياسي، أنه في نفس السياق ذكرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن بعض السوريين الذين نزحوا إلى ألمانيا، ويبلغ عددهم نحو مليون شخص، قد يضطرون للعودة إلى وطنهم في ظل ظروف معينة، وأفادت في تصريحات لها، أنه سيقوم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بمراجعة وإلغاء منح الحماية، في حال لم يعد الأشخاص بحاجة إلى هذه الحماية في ألمانيا بسبب استقرار الوضع في سوريا.
وأوضح، أن الأمر الذي يُعد خطراً على اللاجئين، في ظل التوترات الكبيرة التي تشهدها سوريا، مع تزايد الاشتباكات المسلحة بين الجيش الوطني المدعوم من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية "قسد". بالإضافة إلى المعارك التي تخوضها القوات التابعة للإدارة الجديدة مع فلول النظام السابق، والتوغلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، والتواجد الأمريكي في معظم حقول النفط السورية، تعزز من حالة عدم الاستقرار.
واستطرد، أنه إلى جانب الوضع الاقتصادي الصعب في سوريا، خصوصاً وأن الدول الغربية باتت تربط ملف العقوبات بمجموعة جديدة من الشروط التي تخدم مصالحها في سوريا، على الرغم من أن العقوبات كانت مفروضة على نظام الأسد، وكان من المتوقع أن تزول بزواله، وهذا يضع الإدارة السورية الجديدة في موقف حرج خلال الفترة الانتقالية وتبحث فيه عن تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، بهدف إعادة إعمار البنية التحتية.
وأضاف أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد حسن الشيباني، أكد أن رفع العقوبات يعد مفتاح الاستقرار في بلاده، ومع ذلك، يبدو أن هذا الأمر لا يحظى باعتبار كبير لدى الدول الأوروبية، ما دفع الحكومة الجديدة إلى اعتماد سياسة الانفتاح تجاه مختلف الدول العربية والعالمية، حيث استضافت وفودًا متعددة، من بينها الوفود الخليجية والوفد الروسي برئاسة ميخائيل بوغدانوف، مبعوث رئيس روسيا الاتحادية الخاص للشرق الأوسط ودول إفريقيا.
وأشار إلى أن موقف روسيا من هذه العقوبات لم يتغير، واعتبر أن العقوبات أحادية الجانب ما هي إلا أداة للضغط على حكومات الدول ذات السيادة التي تعتبرها الدول الغربية "غير مرغوب فيها"، وأن القيود المفروضة على سوريا لا تستند إلى القانون الدولي، ولم يتم اعتمادها من قبل مجلس الأمن الدولي.
وأضاف الخبير السياسي، أن التصريحات الروسية تدل على وجود رغبة مشتركة بين الجانب الروسي – السوري في تعزيز العلاقات استنادًا إلى أسس التعاون والتفاهم والمصلحة المشتركة، بعيدًا عن الماضي بين الطرفين.
وأشار إلى أن روسيا تُعد حليفا موثوقا يمكن التعاون معه والاستفادة منه، كما أشار إلى العلاقة الروسية – السورية الممتدة لسنوات طويلة وتعتبر واحدة من أقدم وأعمق التحالفات، حيث تعود جذورها إلى الحقبة السوفييتية، كما أن موسكو كانت الداعم الرئيسي لسوريا، سواء من خلال تزويدها بالأسلحة، أو تقديم الدعم الاقتصادي، أو توفير الحماية السياسية في الساحات الدولية، خصوصاً مع تصريحات مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الذي أكد على أهمية الزيارة الأخيرة التي قام بها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إلى دمشق.
حيث قال الدبلوماسي الروسي: " أرغب في التأكيد على علاقة الصداقة بين روسيا والشعب السوري والتي أثبتتها التجارب والأحداث، وهي لا تتأثر بالوضع السياسية الراهنة، نحن على استعداد للاستمرار لمواصلة تقديم الدعم اللازم للسوريين في جهود إعادة إعمار وطنهم بعد الأزمة، ونثق بأن الشعب السوري قادر على التعامل بشكل مستقل مع التحديات التي يواجهها، دون تدخل خارجي".
وأشار "قاسم"، إلى أن الغرب دخل إلى سوريا لتحقيق أهدافه الخاصة، ولم يكن اهتمامه منصبًا على مصالح الشعب السوري كما يدعي، فكل المؤشرات والدلائل تدل على هذا، وأبرزها التهديد بطرد اللاجئين، الذين تم استغلالهم طوال السنوات الماضية لأغراض سياسية وليست إنسانية.
وأكد أن الحكومات الغربية تركز على قضية ترحيل اللاجئين، في حين تصمت عن المشكلات التي تعاني منها أوروبا بشكل عام مع ضرورة التركيز على هجرة الشركات بسبب الضرائب المرتفعة، وسعي هذه الشركات للبحث عن أسواق خارجية، بدلاً من الترحيل القسري للاجئين إلى سوريا.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الحكومة السورية الجديدة أزمة اللاجئين إسقاط نظام الاسد المهاجرين السوريينتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
إعلان
خبير سياسي: الدول الغربية تضع أزمة اللاجئين أمام الحكومة السورية الجديدة
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
20 10 الرطوبة: 34% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك