رغم مرور أكثر من أربعة عشر شهرا، لا يزال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية يرفضون طيلة شهور الحرب، ولأسباب شخصية، مناقشة مسألة اليوم التالي في غزة، ولذلك فإن الحرب، وباعتراف الإسرائيليين أنفسهم، تدور الآن دون رؤية أو توجه للمستقبل من قبل المستوى السياسي، بل إن عناصر مهمة في أحزاب الائتلاف الحاكم تتبنى رؤية الاحتلال والاستيطان في غزة، وهو مزيج من أحلام اليقظة والمشي أثناء النوم، والفاشية، والشعبوية، والشر.

 

يائير تال، كاتب يوميات حرب أكتوبر 1973، أكد أن "هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، مثل يوماً من الهزيمة لإسرائيل لن ينسى أبداً، فيما حظيت حماس بموضع إعجاب واسع النطاق وكبير بين عامة الناس في العالم العربي والإسلامي من حولنا بسبب انتصارها في ذلك اليوم، واكتسبت وقادتها شهرة خاصة بين المنظمات المسلحة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وفي الدول الإسلامية مثل إيران". 


وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21"، أن "دولة الاحتلال في اليوم التالي لبدء الحرب على غزة كان بوسعها التوصل لاتفاق مع حماس يعيد بموجبه مختطفيها في غضون أيام قليلة، تعرض على حماس إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ويتراوح عددهم بين خمسة وست آلاف أسير، وضمان عدم القيام بمهاجمة حماس وقادتها، لكن الدولة امتنعت عن اتخاذ هذه المبادرة، مما يعني تمجيد حماس، وانتهاء الأمر بنهاية المعركة، وربما حتى الحرب، بانتصار كامل لحماس".  

وأشار إلى أنه "ليس مؤكدا أن الدولة تصرفت بشكل صحيح في تلك الأيام، حيث لم تبادر لمثل هذه الخطوة، بل ردت بهجوم شامل على غزة، وهدفها حرب شاملة ضد حماس جاءت نتائجها كارثية على غزة، وحينها كان بوسعنا أن نتخذ مرة أخرى زمام المبادرة لإعادة المختطفين، ونزع غزة من الأسلحة الهجومية، وتدمير الأنفاق التي تخترق الحدود، لكن إسرائيل وزعماءها لا يعرفون كيف يتوقفون، وهنا بدأ الخلاف حول إطلاق سراح المختطفين، استمرارا لحالة الفوضى السياسية التي تعيشها".  

وأوضح أن "الحرب في غزة اندلعت واستمرت بينما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متهم بارتكاب جرائم، ويعمل على تدمير ثقة الإسرائيليين بمؤسسات إنفاذ القانون، وفي ذروة الحرب يشير بإصبع الاتهام للجيش وقادته بأنهم هم، وليس هو، المسؤولون عن كارثة السابع من أكتوبر، مما جعله محروما من الثقة الكاملة بين نصف الإسرائيليين، الذين هم على قناعة بأن قراراته، حتى في أمور الحرب، تتأثر أكثر بدوافعه الشخصية، ومصلحته التي تأتي في المقام الأول على حساب مصلحة الدولة".  


وأكد أن "هذه العناصر اليمينية خطيرة، وقد تفاجئنا بقوتها وتأثيرها على مجرى الأمور، بل وقد تنجح بالخطوات الأولى نحو تحقيق رؤيتها التدميرية للدولة، فيما الحكومة لو تكونت من أشخاص عاديين ومسؤولين، يقدّرون مصير ومستقبل دولتهم، فقد كان يمكنهم طرح تصور لنهاية الحرب في غزة وما بعدها، يتضمن إعادة جميع المختطفين، وضم قطاع غزة والضفة الغربية لذات الوحدة السياسية برئاسة السلطة الفلسطينية، التي تعارض الكفاح المسلح، وتتعهد بنزع السلاح من غزة، وفي غضون عام، الاتفاق على تسوية دائمة معها". 

وختم بالقول إن "الغرض من اليوم التالي في صالح الإسرائيليين يتمثل بتحقيق تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولتهم الخاصة بجانب دولة الاحتلال، القائمة على الاتفاق على الحدود بين الدولتين، والترتيبات اللازمة لضمان أمن الاحتلال، وإيجاد آلية تضمن بشكل متبادل عدم مطالبة الطرفين بأي أراضٍ من الطرف الآخر، وهذا اليوم التالي الذي سيجلب الأمن، ويرفضه نتنياهو وحكومته". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو غزة الفلسطينيين فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیوم التالی فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا يتعقد المشهد السياسي في غزة؟.. تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار يزيد معاناة المدنيين.. وإسرائيل: ثلث الرهائن لقوا حتفهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواصلت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس على مدار أكثر من عام، بوساطة كل من الولايات المتحدة وقطر ومصر، بهدف إنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل.

 ومع ذلك، توقفت المحادثات مراراً بسبب قضايا خلافية رئيسية، من بينها تفاصيل عملية التبادل، واستمرارية وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية.

مستجدات الحرب ومعاناة المدنيين

فيما تستمر الحرب، قُتل عشرات الفلسطينيين يومياً في الغارات الإسرائيلية، وتعيش معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أوضاعاً مأساوية في مخيمات مكتظة وسط دمار هائل في أحيائهم. كما تواجه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في تقديم المساعدات الضرورية، وسط تحذيرات متزايدة من خطر المجاعة.

في إسرائيل، نظمت عائلات الرهائن احتجاجات أسبوعية مطالبةً بإبرام صفقة لإطلاق سراح أحبائهم، خشية تدهور أوضاعهم في الأسر مع استمرار القتال.

النقاط الرئيسية للخلاف

عدد وأسماء الأسرى: لا تزال حماس تحتجز نحو 100 رهينة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي وأسر نحو 250 شخصاً. بينما أعلنت إسرائيل أن ثلث الرهائن لقوا حتفهم، يقدر الجيش أن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون نصف العدد الإجمالي.

المطالب الفلسطينية والإسرائيلية: تطالب حماس بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم قيادات متورطة في هجمات أودت بحياة مدنيين. 

ضمانات وقف إطلاق النار: يطالب الجانبان بضمانات، حيث ترغب إسرائيل بمعرفة وضع الرهائن قبل الإفراج عنهم، بينما تصر حماس على وقف مؤقت لإطلاق النار لتحديد أماكن احتجاز الرهائن الموزعين في مواقع سرية.

ملامح الصفقة المحتملة

تتضمن الصفقة المطروحة خطة على مراحل:

المرحلة الأولى: إطلاق سراح الرهائن الأكثر ضعفاً، وانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق محددة، بما يسمح بعودة الفلسطينيين إلى منازلهم ودخول مساعدات إنسانية مكثفة.

المرحلة الثانية: الإفراج عن باقي الرهائن مقابل اتفاق دائم لوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية.

مخاوف الطرفين

ترفض حماس الإفراج عن الرهائن المتبقين دون ضمانات بإنهاء الحرب، حيث قُتل أكثر من 46,000 شخص في غزة منذ بدء الصراع، وفقاً للسلطات الصحية المحلية. وفي المقابل، تخشى إسرائيل من مماطلة حماس في المرحلة الثانية لتمديد الهدنة بينما يبقى الرهائن رهن الاحتجاز.

موقف إسرائيل

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد مراراً أن إسرائيل لن تنهي الحرب قبل القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحماس، لضمان عدم تشكيلها تهديداً مستقبلياً.

مقالات مشابهة

  • محلل إسرائيلي: هذه التغيرات التي عجّلت بإنجاز صفقة تبادل الأسرى
  • اليوم التالي للحرب على غزة
  • بلينكن سيقدم اليوم خطة اليوم التالي في غزة.. ما دور الإمارات؟
  • مع اقتراب الاتفاق.. خطة "اليوم التالي" في غزة أصبحت "جاهزة"
  • 840 قتيلاً في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب
  • لماذا يتعقد المشهد السياسي في غزة؟.. تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار يزيد معاناة المدنيين.. وإسرائيل: ثلث الرهائن لقوا حتفهم
  • مسؤول أمني “إسرائيلي” سابق : 80% من قادة لواء جفعاتي قتلوا أو جرحوا منذ 7 أكتوبر 2023
  • الرئاسة الفلسطينية: القيادة سعت منذ اليوم الأول لوقف العدوان الإسرائيلي
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: الجنود يسقطون بلا جدوى ونتنياهو لا يزال يرفض إنهاء الحرب