لماذا يرفض الاحتلال الإسرائيلي مناقشة اليوم التالي في قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
رغم مرور أكثر من أربعة عشر شهرا، لا يزال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية يرفضون طيلة شهور الحرب، ولأسباب شخصية، مناقشة مسألة اليوم التالي في غزة، ولذلك فإن الحرب، وباعتراف الإسرائيليين أنفسهم، تدور الآن دون رؤية أو توجه للمستقبل من قبل المستوى السياسي، بل إن عناصر مهمة في أحزاب الائتلاف الحاكم تتبنى رؤية الاحتلال والاستيطان في غزة، وهو مزيج من أحلام اليقظة والمشي أثناء النوم، والفاشية، والشعبوية، والشر.
يائير تال، كاتب يوميات حرب أكتوبر 1973، أكد أن "هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، مثل يوماً من الهزيمة لإسرائيل لن ينسى أبداً، فيما حظيت حماس بموضع إعجاب واسع النطاق وكبير بين عامة الناس في العالم العربي والإسلامي من حولنا بسبب انتصارها في ذلك اليوم، واكتسبت وقادتها شهرة خاصة بين المنظمات المسلحة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وفي الدول الإسلامية مثل إيران".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21"، أن "دولة الاحتلال في اليوم التالي لبدء الحرب على غزة كان بوسعها التوصل لاتفاق مع حماس يعيد بموجبه مختطفيها في غضون أيام قليلة، تعرض على حماس إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ويتراوح عددهم بين خمسة وست آلاف أسير، وضمان عدم القيام بمهاجمة حماس وقادتها، لكن الدولة امتنعت عن اتخاذ هذه المبادرة، مما يعني تمجيد حماس، وانتهاء الأمر بنهاية المعركة، وربما حتى الحرب، بانتصار كامل لحماس".
وأشار إلى أنه "ليس مؤكدا أن الدولة تصرفت بشكل صحيح في تلك الأيام، حيث لم تبادر لمثل هذه الخطوة، بل ردت بهجوم شامل على غزة، وهدفها حرب شاملة ضد حماس جاءت نتائجها كارثية على غزة، وحينها كان بوسعنا أن نتخذ مرة أخرى زمام المبادرة لإعادة المختطفين، ونزع غزة من الأسلحة الهجومية، وتدمير الأنفاق التي تخترق الحدود، لكن إسرائيل وزعماءها لا يعرفون كيف يتوقفون، وهنا بدأ الخلاف حول إطلاق سراح المختطفين، استمرارا لحالة الفوضى السياسية التي تعيشها".
وأوضح أن "الحرب في غزة اندلعت واستمرت بينما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متهم بارتكاب جرائم، ويعمل على تدمير ثقة الإسرائيليين بمؤسسات إنفاذ القانون، وفي ذروة الحرب يشير بإصبع الاتهام للجيش وقادته بأنهم هم، وليس هو، المسؤولون عن كارثة السابع من أكتوبر، مما جعله محروما من الثقة الكاملة بين نصف الإسرائيليين، الذين هم على قناعة بأن قراراته، حتى في أمور الحرب، تتأثر أكثر بدوافعه الشخصية، ومصلحته التي تأتي في المقام الأول على حساب مصلحة الدولة".
وأكد أن "هذه العناصر اليمينية خطيرة، وقد تفاجئنا بقوتها وتأثيرها على مجرى الأمور، بل وقد تنجح بالخطوات الأولى نحو تحقيق رؤيتها التدميرية للدولة، فيما الحكومة لو تكونت من أشخاص عاديين ومسؤولين، يقدّرون مصير ومستقبل دولتهم، فقد كان يمكنهم طرح تصور لنهاية الحرب في غزة وما بعدها، يتضمن إعادة جميع المختطفين، وضم قطاع غزة والضفة الغربية لذات الوحدة السياسية برئاسة السلطة الفلسطينية، التي تعارض الكفاح المسلح، وتتعهد بنزع السلاح من غزة، وفي غضون عام، الاتفاق على تسوية دائمة معها".
وختم بالقول إن "الغرض من اليوم التالي في صالح الإسرائيليين يتمثل بتحقيق تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولتهم الخاصة بجانب دولة الاحتلال، القائمة على الاتفاق على الحدود بين الدولتين، والترتيبات اللازمة لضمان أمن الاحتلال، وإيجاد آلية تضمن بشكل متبادل عدم مطالبة الطرفين بأي أراضٍ من الطرف الآخر، وهذا اليوم التالي الذي سيجلب الأمن، ويرفضه نتنياهو وحكومته".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو غزة الفلسطينيين فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیوم التالی فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا يبقى جيش الاحتلال الإسرائيلي في خمسة مواقع بجنوب لبنان؟
دخلت المرحلة التالية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حزب الله حيز النفاذ صباح الثلاثاء وأكملت قوات الاحتلال الإسرائيلي انسحابها من القرى في جنوب لبنان حيث عملت على مدى الشهرين والنصف الماضيين، وفق ما أشارت صحف عبرية.
تنتشر القوات الإسرائيلية على طول الحدود في مواقع تم إنشاؤها مقابل كل بلدة إسرائيلية على الحدود الشمالية.
تتولى قوات أخرى للاحتلال إدارة خمس منشآت متقدمة في جنوب لبنان أعلنت إسرائيل أنها لن تعيدها إليها.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قبيل الانسحاب أن المنطقة المحيطة بالحدود الشمالية ستبقى منطقة مغلقة.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "اعتبارًا من اليوم، سيبقى جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة عازلة في لبنان في خمسة مواقع قيادية وسيواصل فرض قوته بلا هوادة ضد أي انتهاك من جانب حزب الله - ونحن عازمون على توفير الأمن الكامل لجميع المدن الشمالية".
أضاف كاتس: "إن جيش الدفاع الإسرائيلي سوف يواصل فرض موقف حازم لا يقبل المساومة ضد أي انتهاك من جانب حزب الله. ويتعين على حزب الله أن ينسحب بالكامل إلى الليطاني، ويتعين على الجيش اللبناني أن ينزع سلاحه ويحل نفسه تحت إشراف القوة التي تقودها الولايات المتحدة".
وصلت قوات الدفاع الإسرائيلية إلى المراحل النهائية من الانسحاب من جنوب لبنان كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر.
ويأتي الانسحاب، بعد أشهر من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة التي تهدف إلى تحييد قدرة حزب الله على شن هجمات قاتلة ضد إسرائيل، وفترة تجريبية لوقف إطلاق النار كشفت عن حدود قدرة القوات المسلحة اللبنانية على العمل كقوة موازنة لميليشيا حزب الله.
ووفق هذا، تحجج الاحتلال بهذه النتيجة وأعلن أنه سيحافظ على وجوده في خمسة مواقع استراتيجية رئيسية في جنوب لبنان (بالإضافة إلى المواقع المتقدمة المضافة على الجانب الإسرائيلي من الحدود).